عربي21:
2025-03-12@16:27:01 GMT

هل سينتج عن حرب غزة نظام إقليمي جديد؟

تاريخ النشر: 19th, July 2024 GMT

رجحت الكثير من الكتابات المتابعة والمهتمة بالتطورات الراهنة، والتي تشكل حرب غزة محورها الأساسي، ولادة نظام إقليمي جديد، تحتمه ضرورات مرحلة ما بعد الحرب، وخاصة ضرورة السيطرة على التداعيات المحتملة عبر آليات فاعلة ومتفق عليها بين الفواعل الإقليمية والدولية، على اعتبار أن حرب غزة كانت من أكثر الحروب استقطابا على المستويين الإقليمي والدولي.



حتى اللحظة، لا توجد أي مؤشرات عن إمكانية حصول تغيير على المستوى الإقليمي، لا على مستوى العلاقات والتفاعلات ولا على مستوى الأدوار والوظائف، كما لا يوجد بالأصل مطالبات بوجود نظام إقليمي جديد من قبل الفاعلين الإقليميين والدوليين، والأهم من ذلك انعدام أي رؤى وأفكار وفلسفة حول ذلك، وهي التي تشكل البنية التحتية للنظام الإقليمي قبل صناعة الهياكل والاتفاق على الآليات.

تفيد التجربة التاريخية في المنطقة، أن الأحداث وحدها، ومهما كانت نتائجها، لا تؤثر بأنماط التفاعلات الجارية، وهي بالأصل تفاعلات ضعيفة نظرا للارتباط التبعي للمنطقة بالخارج الدولي، الذي يملك القرار على المستوى الاستراتيجي، ويترك للفاعلين الإقليميين التصرف بمسائل تفصيلية ذات أثر محدود في البيئة الإقليمية. وذلك يتفق أصلا مع مطلب مزمن للنخب الحاكمة في المنطقة؛ توجد أي مؤشرات عن إمكانية حصول تغيير على المستوى الإقليمي، لا على مستوى العلاقات والتفاعلات ولا على مستوى الأدوار والوظائف، كما لا يوجد بالأصل مطالبات بوجود نظام إقليمي جديد من قبل الفاعلين الإقليميين والدوليين، والأهم من ذلك انعدام أي رؤى وأفكار وفلسفة حول ذلكيدعو إلى ترك كل طرف يتصرف بشؤونه الداخلية دون أي ملاحظة أو انتقاد أو توجيه، أما الشؤون التي لها تأثيرات خارجية فالأمر فيها يعود لتقديرات لاعب خارجي؛ في الغالب من أولئك الذين تظلل استراتيجياتهم مساحة واسعة من خريطة العالم.

وبالفعل، مرّت على المنطقة أحداث جسام كان كل حدث منها كافيا لصناعة واقع إقليمي جديد على وقعه وتبعا لنتائجه، لكن الثبات كان السمة المميزة للوضع الإقليمي، وبدءا من الانتفاضة الفلسطينية إلى حرب الكويت واتفاقيات أوسلو واحتلال العراق، ثم ثورات الربيع العربي، وقبلها معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية والاجتياح الإسرائيلي للبنان.. لم تولّد هذه الأحداث ديناميكيات كافية لواقع إقليمي جديد، من النمط الذي يتم تصوره عن نظام إقليمي يغير الواقع في المنطقة بشكل أفضل عبر التنمية والاستقرار والسلام الداخلي لدوله ومجتمعاته، مثلما فعلت أنظمة إقليمية جديدة في أوروبا وآسيا.

ولكن لماذا يتشكّل نظام إقليمي جديد؟ وهل انتهت مبررات وجود النظام القديم وتغيرت الوظائف المناطة به؟ تثبت التفاعلات الحاصلة في المنطقة في العقد الأخير، أن النخب الحاكمة في المنطقة مرتاحة للوضع الحالي، وتعرف كيف تتعامل مع هذه الأوضاع وتصرّف شؤونها وتتخلص من المخاطر، بل وتحوّلها إلى فرص، عبر تجريف المعارضات وحتى المجتمعات التي تطل برأسها بين عقد وآخر، وتضمن استمراريتها عبر الزمان وتحكمها في هندسة المجتمعات المحكومة عبر تصعيد وتخفيض بعض شرائحها، ومن ثم تصدير كل ذلك على أنه نوع من الحيوية والانفتاح السياسي والتغيير المطلوب.

المقاومة التي تبديها النخب الحاكمة في المنطقة، سواء في الدول العربية أو دول الجوار، لأي تغيير، وتتقاطع مع مصالح فاعلين دوليين، تشكل فعلا طاردا لأي تغيير على المستوى الفوق وطني ومعوقا أمام صناعة تشكّل إقليمي جديد.. لماذا؟ لأن أي ترتيب جديد سيستدعي وجود طرق وسلوكيات وآليات جديدة تختلف عما جرى التعاطي معه في النمط القديم، وقد يكون أول الاستحقاقات ضمن هذا السياق حل الأزمات المزمنة مثل القضية الفلسطينية
على ذلك، فإن المقاومة التي تبديها النخب الحاكمة في المنطقة، سواء في الدول العربية أو دول الجوار، لأي تغيير، وتتقاطع مع مصالح فاعلين دوليين، تشكل فعلا طاردا لأي تغيير على المستوى الفوق وطني ومعوقا أمام صناعة تشكّل إقليمي جديد.. لماذا؟ لأن أي ترتيب جديد سيستدعي وجود طرق وسلوكيات وآليات جديدة تختلف عما جرى التعاطي معه في النمط القديم، وقد يكون أول الاستحقاقات ضمن هذا السياق حل الأزمات المزمنة مثل القضية الفلسطينية والمشكلة الكردية. كما أن آليات صنع القرار ستتخذ نمطا مختلفا عبر توسيع دوائر المشاركة في السياسة في إطار البلدان المنضوية في النظام الإقليمي الجديد، وتصبح سياسات كل نظام حاكم تحت المجهر، وتصبح التدخلية مسألة حتمية، وليس تدخلا خارجيا، نظرا للترابط والتشابك في مصالح أطراف النظام وانعكاس المخاطر على الشبكة الإقليمية برمتها.

المؤكد أن حرب غزة، ورغم هول ما خلفته من دمار وأضرار على الفلسطينيين، لن تصل نتائجها إلى حد الانقلاب على الوضع الإقليمي السائد، والفلسطينيون ومن خلال خبرتهم التاريخية المريرة خير من يعرف هذه الحقيقة، فالنظام الإقليمي الذي أنتج، أو على الأقل كان شاهدا على مأساتهم، رغم هشاشته وعطالته ولا فعاليته، محروس من قبل فاعلين إقليميين ودوليين يرتبطون عضويا ببقائه واستمراره.

x.com/ghazidahman1

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه غزة نظام إقليمي تغيير الفلسطينية المخاطر فلسطين غزة مخاطر تغيير الشرق الأسط مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة لا على مستوى لأی تغییر حرب غزة

إقرأ أيضاً:

ارتفاع أسعار الذهب في مصر مع استقراره عالميا

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

شهد سعر الذهب المحلي ارتفاع خلال بداية تداولات اليوم بدعم من استقرار سعر الذهب العالمي عند مستويات مرتفعة، من جهة أخرى ارتفع سعر صرف الدولار مقابل الجنيه بشكل تدريجي ليساعد الذهب على الارتفاع اليوم.
 وافتتح الذهب عيار 21 الأكثر شيوعاً تداولات اليوم الأربعاء عند المستوى 4125 جنيها للجرام ليتداول وقت كتابة التقرير عند نفس المستوى، وكان قد تراجع سعر الذهب خلال تداولات الأمس بمقدار 2 جنيه ليغلق عند المستوى 4118 جنيها للجرام بعد أن افتتح جلسة الأمس عند 4120 جنيها للجرام.
ارتفاع سعر الذهب في مصر اليوم جاء مدعومة بعودة سعر صرف الدولار مقابل الجنيه إلى الارتفاع التدريجي من جديد، إلى جانب استقرار سعر أونصة الذهب العالمي عند مستويات مرتفعة، ليستمر سعر الذهب المحلي في تجميع الزخم الصاعد الكافي لاختراق منطقة التداول الحالية.
يحاول سعر الذهب اختراق المستوى 4130 جنيها للجرام الذي يمثل مستوى مقاومة للسعر حالياً، ونجاح السعر لاختراق هذا المستوى سيفتح الطريق إلى اختبار قمته السعرية الأخيرة عند 4175 جنيها للجرام.
من جهة أخرى وافق صندوق النقد الدولي على حصول مصر على قيمة الشريحة الرابعة من برنامج تمويل مصر والتي تصل قيمتها إلى 1.2 مليار دولار، هذا بالإضافة إلى السماح لمصر بطلب تمويل آخر من صندوق الاستدامة بمقدار 1.3 مليار دولار وذلك بعد نجاح المراجعة الرابعة للبرنامج التمويل الذي تصل قيمته إلى 8 مليارات دولار.

توقعات أسعار الذهب العالمية والمحلية
 استقر سعر الذهب العالمي خلال تداولات اليوم في ظل ترقب الأسواق لصدور بيانات التضخم عن الولايات المتحدة الأمريكية، بينما يظل الطلب متزايد على الملاذ الآمن في ظل استمرار سياسات التعريفات الجمركية الأمريكية.

ارتفع سعر الذهب المحلي مع بداية تداولات اليوم وذلك بعد أن شهد السعر تذبذب خلال جلسة الأمس، حيث ترتقب تحركات سعر الذهب المحلي لبيانات التضخم الأمريكية التي تصدر اليوم والتي سيكون لها تأثير على تحركات سعر أونصة الذهب العالمي، والتي تؤثر بشكل مباشر على تسعير الذهب في مصر.

تتداول أسعار الذهب العالمي بالقرب من مستوى المقاومة 2930 دولار للأونصة حيث يبحث السعر عن المزيد من الزخم الصاعد ليتمكن من اختراق هذا المستوى والذي يفتح الباب إلى إعادة اختبار القمة السعرية الأخيرة للذهب عند 2956 دولار للأونصة.

أما عن السعر المحلي:

يقترب سعر الذهب المحلي عيار21 من المستوى 4130 جنيها للجرام وهو مستوى المقاومة الحالي، وفي حين تمكن السعر من اختراقه يستهدف قمته السعرية الأخيرة عند 4175 جنيها للجرام. 

مقالات مشابهة

  • دبلوماسي إماراتي رفيع المستوى يحمل رسالة ترامب إلى طهران
  • ارتفاع أسعار الذهب في مصر مع استقراره عالميا
  • إعفاء 16 مديرًا إقليميًا..التقدم والاشتراكية يطالب وزير التربية الوطنية بالتوضيح
  • كيف يمكنك تغيير جهة العمل في قطر؟.. إليك الشروط والمتطلبات
  • الأمير حسام بن سعود يطّلع على تقرير وكالة الحقوق بإمارة المنطقة لعام 2024م
  • برج الحوت.. حظك اليوم الثلاثاء 11 مارس 2025: تغيير في المنصب
  • السيد الرئيس أحمد الشرع في مقابلة مع وكالة رويترز: الأمن والازدهار الاقتصادي مرتبطان بشكل مباشر برفع العقوبات الأمريكية التي فرضت على نظام الأسد، فلا نستطيع أن نقوم بضبط الأمن في البلد والعقوبات قائمة علينا
  • مركز إقليمي للطاقة النظيفة.. سيناء أحد أهم مصادر الهيدروجين الأخضر في العالم
  • "الوزير": ثقة الرئيس كبيرة فى عمال مصر لتحويلها إلى مركز صناعي إقليمي
  • تغيير ملعب لقاء الكأس بين بلوزداد والشاوية