عربي21:
2025-04-28@05:21:56 GMT

طوفان الأقصى والاستراتيجية الأمريكية

تاريخ النشر: 19th, July 2024 GMT

الاستراتيجية الخطأ

بناء الاستراتيجيات على تنبؤات دينية ليس من واجب البشر، فالله يفعل ما يريد ولا يحتاج أحدا ليمهد له الطريق فيضل نفسه ويضر أهله. ومن الواضح أن نقاط الضعف في الاستراتيجية الأمريكية أظهرتها نهضة طوفان الأقصى.

الغرب بنى استراتيجيته على أن الكيان الصهيوني هو القاعدة المستقرة أمام أناس يملكون النفط وهم يشترون صداقة الغرب ويعظمون فيه، ولا يترك الغرب فرصة إلا ويغرس الخنجر في صدورهم وهم صابرون، وهذا أمر يتطلب المراجعة.



أين الخلل؟

هل الخلل في بناء المجتمع وهو يخرج من الاحتلال الغربي بطريقة أو أخرى على شعارات بانت واقعا استحالتها؟ وهل يدرك فعلا الحكام الذين تبنوها هذا أم أنهم يعلمون مسبقا أنها لا يمكن أن تتحقق وإنما استخدمت لتحشيد وتزعم الجمهور بالأمنيات والعقل الجمعي؟ وكان يمكن أن لا يبنى مجتمع متمدن على العداء والأفكار الطوباوية وإنما إقناع الغرب بأن الدول النامية يمكن أن تكون شريكة في النهضة وتعظيم المال والأعمال والاقتصاد ككل، وعندما أُحبطت الشعوب صرخت بصوت عال ليخبرها الغرب بالصرخة قبل أن تحدث فأصبح انطباع واهم عند الحكام بأن الغرب يحميهم من شعوبهم، أم هو انطباع الغرب بأن هؤلاء الناس استخدامهم وليس مشاركتهم هي الأفضل وهم مجبرين على قبولها بدون مزايدات، لهذا تجد مصداقية الحكومات يفضحها الكيان قبل أن تظهر ليزيد الخوف والتباعد النفسي بين الشعب والحاكم وليظهر حرجهم بلا أقنعة ومجاملات؟

إن الشعوب تريد دعم حكامها، ولا بد أن يتخلص الحكام من عقدة الخوف أن العدو في الداخل فهذا الداخل محتج فقط وليس عدوا.

الغرب يهمل الشعوب في المنطقة ولا يعتبرها أكثر من فزّاعة لتبقي الحكام مستندين إلى ركنه، كذلك اعتبر أن القضية الفلسطينية ماتت وأرسل البقرات لذبحها، لكنها انجرفت بطوفان الأقصى فظهر الشعر الأبيض على ظهورها، لذا فلا ينبغي أن يُستبعد طوفان الشعوب ليس لإزالة حكامها وإنما لتقول نريدكم أقوياء لندعمكم، وأن التطبيع ينبغي أن يكون بين الغرب ودول المنطقة التي فيها ومعها المصلحة الحقيقية ولا تمثل إن تصالحت مع أهلها عبئا أو تكلف الغرب، بل ترفد اقتصادا مشتركا وصناعات تكاملية وعلاقات استراتيجية مع شرعية بلا تكلفة، أما ترك كيان بات ثقيلا فسيظهر لاحقا ما ارتكبه بايدن وحكومته من مشاركة في جرائم ضد الإنسانية في غزة شاء أم أبى، والشعب الأمريكي الحر أول الشهود على ذلك عندما رفض التنازل عن حرية التعبير وامتهان حقوقه من أجل الكيان.

تحذير وبيان

هذا تحذير وتنبيه لأمريكا والغرب أنهم يخاطرون عند دعمهم للكيان بمصالحهم وأن وقوفهم في هذه الحرب بشكل مشارك في قتل الفلسطينيين سيسجل عليه، وهم كما حساباتهم في المقاومة خطأ فإن حساباتهم بإهمال رد فعل الشعوب خطأ، وأن دعمهم لكيان طفيلي هو استنزاف لدم ومصالح الغرب في المنطقة وبناء جدار عزل نفسي مع الغرب، وتعظيم معاداة الغرب وتشجيع الكراهية للغرب بين شعوب المنطقة لتقول للغرب، فنحن فقط وبهذا الوضع البائس من يمثلكم حتى ولو كنا محض قراد يلتصق بدرّة وأضرع البقرة التي هي أنتم، ونريد مشاركتكم في منافع دول المنطقة. ولا بد من إبعاد الغرب وكرهه لشعوب المنطقة، وهذا لعمري أمر يحتاج نظرا، وإن بناء علاقات استراتيجية واندماجية مع الحكومات الواعدة في الديمقراطية والنهضة كشريك ناجح هو الأفضل بدل الكلام الفوقي وفرض السياسات التي تدركها تلك الدول بشكل أوضح من منطلقات الكراهية والاستصغار.

مواقف لا بد أن يعيها الغرب

إن الكيان يُدخل الغرب في رحلة تبديد المصالح ونفور الحلفاء من سلوكية سيئة واستكبار مقيت بصبر الحليم والذي يسد المواقف بتصور الغرب، وأن ما يفعله العرب هو إرغام واستسلام وليس خطبا لشراكة بسلام ورغبة في التعاون.

جرب الغرب أن الطاقة من غير السعودية لا تتوازن، وهل سيتوازن المال والأعمال بلا الإمارات؟ وهل ستتوازن السياسة والمفاوضات المستحيلة بلا إبداع سياسي قطري؟ وهذه دول صغيرة بحجمها كبيرة أعمالها، وهي تستحضر الأمل بالسلام والنهضة فما بالكم ببقية البلاد إن استقرت، بينما دعم الغرب للكيان على خرافات ثيوقراطية أو قاعدة ثبت فشلها أمام فصيل بنيف وألف، وشعب محاصر منذ ما يقارب العقدين لا يتنفس ولا يأكل إلا بالإشارة، وهو ما ثبتت هشاشته وتكلفته ومدى تأثيره على الداخل والعلاقات الخارجية.

إن استقرار منطقتنا ينبغي أن يكون هدفا ليس بتغليب كيان طفيلي على المنطقة يسبب القلق، بل بدعم الإصلاحات والشراكة مع دول المنطقة المنتجة للخام والتي يمكن أن تكون حاوية للمشاريع المشتركة والصناعات وبكلفة قليلة لأنها مصدر الطاقة، عندها سنجد بلادا غير البلاد وأفكارا بلا كراهية المغلوب المظلوم، ونجد التحول إلى الصداقة والمشاركة في بناء المدنية، بدل أن تبعدهم ملامح الاستكبار فيتجهون ليكونوا مع قطب آخر، وهذه خسارة للقطبين وللمنطقة في تحطيم أمل السلام والاقتصاد والتوازن العالمي الذي هو دول المنطقة السليمة المعافاة المليئة بالموارد الطبيعية والموارد البشرية والهمة عند السلام وإحياء الأمل.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مدونات مدونات الاستراتيجية الغرب الاحتلال المصالح الاحتلال الغرب العالم العربي استراتيجية مصالح مدونات مدونات مدونات مدونات مدونات مدونات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة دول المنطقة یمکن أن

إقرأ أيضاً:

أنصار الله .. من الشعب وللشعب

محمد الجوهري

تحاول وسائل إعلام غربية وعربية تصوير ما يحدث في اليمن على أنه مجرد “نعرة سياسية” أو تصعيد غير محسوب، متجاهلة حقيقة راسخة في ضمير اليمنيين: أن إسناد غزة والدفاع عن شعبها المحاصر هو مطلب شعبي جامع، يتخطى الخلافات السياسية والانتماءات الحزبية. في الواقع، إنّ ما يحدث في اليمن من حراك شعبي لنصرة فلسطين يعكس وجدان الشعوب العربية قاطبة، مقابل صمت رسمي لأنظمة خاضعة للهيمنة الأمريكية وتغلف مواقفها بشعارات “حماية المصالح الوطنية”.

في المحافظات الواقعة تحت الاحتلال السعودي الإماراتي، يُمنع اليمنيون من الخروج في مسيرات تضامنية مع غزة، وتُقمع الفعاليات المؤيدة لفلسطين، رغم أنها لا تطالب سوى بأبسط معاني التضامن الإنساني. هذا الواقع دفع الآلاف إلى قطع مسافات طويلة تصل إلى مئات الكيلومترات، نحو المحافظات الحرة، فقط للمشاركة في فعالية أو مسيرة شعبية تعبّر عن انتمائهم العربي ورفضهم للصمت والتواطؤ.

إن هذا السلوك العفوي النابع من عمق الوجدان الشعبي يبرهن أن اليمنيين كغيرهم من الأحرار في العالم، لا يمكن أن يغضوا الطرف عن المظلومية المستمرة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني منذ عقود. ولولا العراقيل التي تفرضها قوى الاحتلال الداخلي، لكانت اليمن من أقصاها إلى أقصاها حاضرة كل أسبوع في فعاليات داعمة لغزة، كما فعلت في أكثر من مناسبة على مدار الحرب.

أما مواقف أنصار الله المشرفة، فهي ليست وليدة لحسابات سياسية، بل امتداد طبيعي لانتمائهم لصفوف الشعب اليمني، بعيدًا عن أجندات الخارج أو المصالح الحزبية. لقد أثبتت الوقائع – وآخرها عملية “طوفان الأقصى” – أن من يدعم فلسطين فعلًا هم الشعوب الحرة وقواها المقاومة، لا الأنظمة التي تسير بتوجيهات غرف القرار في واشنطن وتل أبيب.

وموقف أنصار الله ليس استثناءً؛ بل ينسجم مع خط المقاومة في لبنان والعراق وإيران، حيث لا يزال العنوان الأهم هو “تحرير فلسطين”. وعلى الجانب الآخر، تصطف أنظمة التطبيع والقمْع العربي، المدعومة من الغرب في طابور الصمت والتبرير، في ظل قصف المستشفيات والمدارس والمساجد في غزة.

ولا عذر لمن يتخاذل عن نصرة غزة، فالخنوع بذريعة الخوف على مصالح المواطنين هو الخيانة والنفاق بذاته، فالشعوب نفسها تطالب بالتدخل ومناصرة غزة، وهي على استعداد لتحمل التكاليف، خاصة وأن عواقب التخاذل كبيرة جداً، وأولها غياب الحرية والخنوع للطواغيت، كما هو حال الشعب السعودي الذي لا يجرؤ على مناصرة المسلمين في غزة، وتقوده سلطة آل سعود إلى التطبيع مع اليهود والقبول بهم في بلاد الحرمين، رغم علمهم بأن ذلك يتعارض مع القرآن والسنة النبوية المطهرة، وهكذا حال أغلب الشعوب العربية.

لقد بات واضحًا أن الموقف من فلسطين هو البوصلة الحقيقية التي تفرز الأحرار من الخانعين. فبينما تصرخ غزة من القصف، تتسابق أنظمة عربية إلى التطبيع، وتفتح أجواءها لرحلات الاحتلال، وتغلقها أمام نداءات الغوث. تلك الأنظمة لم تعد تخشى شعوبها، لأنها استبدلتهم بالقمع والدعم الغربي. ولهذا فإن واشنطن تحرص على بقائهم، لأن سقوطهم يعني عودة الشعوب الحرة إلى المشهد، وتحرير فلسطين سيكون أول خطوة في الطريق.

مقالات مشابهة

  • مسير راجل ووقفة مسلحة لخريجي دورات طوفان الأقصى بمدينة عمران
  • مسير راجل لخريجي دورات “طوفان الأقصى” في بلاد الطعام بريمة
  • مسير راجل ووقفة لخريجي دورات “طوفان الأقصى” في عمران
  • العراق يتصدر بطولة العرب للروبوتات ويحصد جائزة الحكام في تونس
  • فون دير لاين تنعى موت الغرب
  • اللواء رضا فرحات لـ «الأسبوع»: زيارة ترامب للشرق الأوسط نقطة فارقة في العلاقات الأمريكية بدول المنطقة
  • أنصار الله .. من الشعب وللشعب
  • الاعترافات الأمريكية بالفشل في اليمن تعمّق حالةَ اليأس داخل الكيان الصهيوني
  • ما اكده الرئيس المشاط .. حاملة الطائرات الأمريكية تغادر المنطقة
  • جيش الاحتلال يقر بفشله في حماية مستوطنة نير إسحاق يوم 7 أكتوبر