نصح الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، طلاب العلم والشيوخ وأولياء الأمور، بقراءة كتب العقيدة التي تشرح بشكل مبسط أساسيات العقيدة في شكل سؤال وجواب، ليتمكن كل أب من الرد على أسئلة أولاده.

وأضاف الجندي، خلال تقديم برنامج «لعلهم يفقهون» المذاع عبر فضائية «dmc»: «أولادك اللي بيسألوك عن العقيدة لازم تعرف ترد عليهم، ولا تتركهم لأحد يلهو بعقولهم، فيلحد أو يصبح من القرآنيين أو العلمانيين».

أحمد عناني لأئمة لبنان: منهج الأشاعرة هو التوفيق بين العقل والنقل «المركز الأشعري» يعقد لقاء تثقيفيًا لوعاظ وواعظات الأزهر بالإسكندرية

وأردف:«ربنا سمانا المسلمين، ونحن لا ندعو لفرق ولا إلى جماعات، فلو فاتك تدخل أولادك الأزهر، واتحرمت من هذه النعمة يمكن ترى عقيدة الأزهر في كتيب صغير أو في كتب الأشاعرة وعقيدة الغزالي والنووي وأبوحامد الغزالي والعز بن عبدالسلام وفخر الدين الرازي».

وتابع «الأمة الإسلامية تقريبًا كلهم أشاعرة إلا من شذّ عن النسق، نسأل الله لهم الهداية، أنا مكنتش عارف مصلحتي وأنا صغير ربنا هدا والدي لما فيه خيري في الدنيا والآخرة، أسأل الله يجمعني بك بين يدي الله، لأقبل يديك وقدميك بين يدي الله».

عقيدة الأشاعرة

قال الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إن من ثوابت العقيدة عند المسلمين أن الله- تعالى- لا يحويه مكان ولا يحده زمان؛ لأن المكان والزمان مخلوقان، وتعالى الله- سبحانه- أن يحيط به شيء من خلقه، بل هو خالق كل شيء، وهو المحيط بكل شيء، وهذا الاعتقاد متفق عليه بين المسلمين لا يُنكره منهم مُنكِرٌ، وقد عبَّر عن ذلك أهل العلم بقولهم: " كان الله ولا مكان، وهو على ما كان قبل خلق المكان؛ لم يتغير عما كان".

وأضاف": ومن عبارات السلف الصالح في ذلك: قول الإمام جعفر الصادق عليه السلام: " مَنْ زعم أن الله في شيء أو من شيء أو على شيء فقد أشرك؛ إذ لو كان في شيء لكان محصورًا، ولو كان على شيء لكان محمولا، ولو كان من شيء لكان مُحْدَثًا " ا هـ.

وقيل ليحيى بن معاذ الرازي: أَخْبِرْنا عن الله عز وجل، فقال: إله واحد، فقيل له: كيف هو؟ قال: ملك قادر، فقيل له: أين هو؟ فقال: بالمرصاد، فقال السائل: لم أسألك عن هذا؟ فقال: ما كان غير هذا كان صفة المخلوق، فأما صفته فما أخبرت عنه.

وسُئِل ذو النون المصري رضي الله عنه عن قوله تعالى {الرَّحْمَنُ عَلَى العَرْشِ اسْتَوَى}، فقال: " أثبت ذاته ونفى مكانه؛ فهو موجود بذاته والأشياء بحكمته كما شاء " ا هـ.

وأكمل : وأما ما ورد في الكتاب والسنة من النصوص الدالة على علو الله عز وجل على خلقه فالمراد بها علو المكانة والشرف والهيمنة والقهر؛ لأنه تعالى منزه عن مشابهة المخلوقين، وليست صفاته كصفاتهم، وليس في صفة الخالق سبحانه ما يتعلق بصفة المخلوق من النقص، بل له جل وعلا من الصفات كمالُها ومن الأسماء حُسْنَاها، وكل ما خطر ببالك فالله تعالى خلاف ذلك، والعجز عن درك الإدراكِ إدراكُ، والبحث في كنه ذات الرب إشراكُ.

وتابع: وعقيدة الأشاعرة هي عقيدة أهل السنة والجماعة، والأشاعرة- رضي الله تعالى عنهم وأرضاهم- هم جمهور العلماء من الأمة، وهم الذين صَدُّوا الشبهات أمام المَلاَحِدَةِ وغيرهم، وهم الذين التزموا بكتاب الله وسنة سيدنا رسول الله- صلى الله عليه وآله وسلم- عبر التاريخ، ومَنْ كفّرهم أو فسّقهم يُخْشَى عليه في دينه، قال الحافظ ابن عساكر رحمه الله في كتابه " تبيين كذب المفتري، فيما نسب إلى الإمام أبي الحسن الأشعري ": " اعلم وفقني الله وإياك لمرضاته، وجعلنا ممن يتقيه حق تقاته، أن لحوم العلماء مسمومة، وعادة الله في هتك أستار منتقصيهم معلومة، وأن من أطلق عليهم لسانه بالثلب، ابتلاه الله قبل موته بموت القلب " ا هـ. 

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الأشاعرة خالد الجندي العقيدة المسلمين

إقرأ أيضاً:

الشيخ خالد الجندي: لا بد من استخدام المصطلحات الدقيقة عند التحدث عن الله

أكد الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، أنه عند التحدث عن الله سبحانه وتعالى لا بد من استخدام المصطلحات الدقيقة، قائلًا: «الله ليس فقط (يعرف)، بل هو (العالم) و(العارف) بما في السموات وما في الأرض، علم الله محيط بكل شيء، فلا نقول (يعرف) لأنه قد يفهم منها أنه يعرف جزءًا فقط، بل نقول (الله يعلم) لأن علمه شامل لا حدود له».

وأوضح «الجندي»، خلال حلقة خاصة بعنوان «حوار الأجيال»، ببرنامج «لعلهم يفقهون»، المذاع على قناة «dmc»، اليوم الأربعاء، حديثه عن معنى الآية القرآنية التي جاء فيها: «ثم بعثناهم لنعلم أي الحزبين أحصى لما لبثوا أمداً»، قائلاً: «هنا كلمة (نعلم) ليست بمعنى أنه كان لا يعلم، بل هي لتعليم الناس ولإظهار قدرة الله وعلمه في أفعال الكون، الله يعلم، لكنه أراد أن يعلم الناس بفضل حكمته ورؤيته».

النوم يعتبر موتة صغرى

وأكد أن فكرة الموت والنوم في القرآن مرتبطة ارتباطًا وثيقًا، حيث إن النوم يُعتبر موتًا أصغر، والموت الذي يحدث لنا حين ننام هو ما يُطلق عليه في القرآن (التوفّي)، كما جاء في قوله تعالى: (وهو الذي يتوفاكم بالليل).

العيش في طمأنينة

وأشار الشيخ خالد الجندي إلى أن نوم الإنسان في كل ليلة يشبه الموت، لكن الفارق أن هذا الموت مؤقت، أما الموت الأكبر فهو الذي يحدث في نهاية حياة الإنسان، مؤكدًا أن النوم هو حالة من الثبات الجسدي والعقلي، ولذلك عند دخولنا في النوم لا نشعر بأي رهبة أو خوف كما نشعر عند الحديث عن الموت، لأننا نعلم يقينًا أن الله سبحانه وتعالى هو الذي يتحكم في الأمرين، ويجب علينا أن نعيش في طمأنينة لأن الله هو الذي يملك الحياة والموت.

مقالات مشابهة

  •  الداعية خالد الجندي: الصلاة كانت موجودة قبل الإسراء والمعراج «فيديو»
  • خالد الجندي: المعجزات للأنبياء .. والكرامات للأولياء
  •  خالد الجندي: المعجزات للأنبياء والكرامات للأولياء
  • الشيخ خالد الجندي: الصلاة كانت موجودة قبل الإسراء والمعراج
  • خالد الجندي: المعجزات للأنبياء والكرامات للأولياء
  • العقيدة الإسلامية من الدلالة الغيبية النظرية المؤسّسة إلى البعد العملي
  • الشيخ خالد الجندي: لا بد من استخدام المصطلحات الدقيقة عند التحدث عن الله
  • ما هي أنواع الملائكة وحكم الإيمان بهم؟ علي جمعة يكشف
  • خالد الجندي: العلم والدين يشكلان أساس نهضة الأمة الإسلامية
  • خالد الجندي: معرض الكتاب يحج إليه كل من يسعى للعلم والمعرفة.. فيديو