غزة– دون تردد، قرر نادر الحلو (34 عاما) اللجوء إلى خطة بديلة للهروب، بعد أن سمع أصوات الدبابات وحاملات الجنود الإسرائيلية التي تكدّست أمام منزله الكائن بحي تل الهوى، جنوبي مدينة غزة. وكان ذلك يوم الثامن من يوليو/تموز الجاري، حينما اجتاح الاحتلال عدة أحياء في مدينة غزة.

وتقضي الخطة الأصلية التي كان "الحلو" يلجأ لها مع أسرته ببداية أي اجتياح عسكري لمنطقتهم، بالانتقال سريعا إلى أحياء مجاورة، لإفشال محاولات جيش الاحتلال بتهجيرهم إلى جنوبي القطاع؛ لكنّ انقضاض آليات الاحتلال السريع هذه المرة، جعل النزوح لمنطقة أخرى، عملية مستحيلة.

الخطة البديلة للرجل وعائلته كانت تقضي بالهرب من المنزل من جهته الخلفية، عبر تسلّق الجدران، من بيت إلى بيت، لحين الوصول إلى منطقة آمنة، وهي عملية محفوفة بالمخاطر.

قرّر الحلو أن بقاءه وأسرته في مدينة غزة، وعدم الرحيل القسري إلى الجنوب، يستحق المخاطرة. فبدأ بنفسه، وتسوّر الجدار الخلفي لمنزله، وانتقل إلى البيت المجاور، وحينما وجد أن الجيش لم يكتشفه، بدأ بالمناداة على بقية أفراد عائلته، رجالا وأطفالا ونساء، والذين تسلقوا تباعا الجدار، بمعاونة بعضهم البعض، ومن ثمّ بدؤوا بالانتقال من منزل إلى آخر.

وبعد حوالي نصف ساعة من المعاناة والمجازفة، نجحت العائلة المكونة من 3 أسر وتضم حوالي 30 شخصا، بالوصول إلى مفترق "المُغْربي" وسط شارع "الثلاثيني"، ومنه إلى حي الزيتون.

ويعيش سكان شمالي قطاع غزة، في عملية مطاردة مستمرة من قبل جيش الاحتلال الذي يحاول إجبارهم على النزوح إلى الجنوب، عبر المجازر والاعتداءات اليومية، وكذلك من خلال التجويع والتعطيش، وتعطيل الخدمات الأساسية كتلقي العلاج في المستشفيات.

وفي العاشر من يوليو/تموز الجاري، ألقى جيش الاحتلال منشورات ورقية على مدينة غزة، يطلب من جميع سكانها مغادرتها إلى الجنوب، بدعوى أنها "منطقة قتال خطيرة". وبحسب تقديرات أممية، بقي في شمالي القطاع، قُرابة 700 ألف شخص.

حمدي الديب يحمل حقيبة صغيرة تحتوي بعض الضروريات استعدادا لحالة التنقل الدائمة (الجزيرة) جاهزية دائمة

لدى حمدي الديب (65 عاما)، من سكان حي الشجاعية شرقي مدينة غزة، أسلوبه الخاص في مواجهة مخطط التهجير الإسرائيلي، حيث لا تفارقه حقيبة صغيرة يحملها على ظهره وتحتوي بعض الأغراض المهمة التي يحتاجها، وفي حال اجتياح جيش الاحتلال للمنطقة التي يوجَد بها، يحمل الديب حقيبته الصغيرة، ويسرع بالمغادرة باتجاه أحياء أخرى.

كما تَوافَق الديب مع بعض الأقارب والمعارف المقيمين في الأحياء الأخرى على استضافة بعضهم البعض خلال الاجتياحات الإسرائيلية. وقال للجزيرة نت "لا أفكر بالنزوح للجنوب مطلقا، ولذلك نحن مضطرون للبقاء في حالة تنقل دائمة لأن الجيش يطاردنا، ماذا نفعل؟".

وخلال الشهور الماضي، نزح الديب 6 مرات، داخل مدينة غزة، رافضا بشدة الانتقال لجنوبي القطاع. واستشهدت زوجة الديب، وأصيبت ابنته خلال الحرب.

وبشأن محتويات الحقيبة التي يحملها، يوضح أنها "غيارات (ملابس)، وأدوية، وبعض الأكل، وماء".

وثمّة جانب إيجابي للكارثة التي يعيشها سكان شمالي القطاع، بحسب الديب، ويتمثل في تقوية العلاقات الاجتماعية بين العائلات التي تستضيف بعضها بعضا خلال الاجتياحات الإسرائيلية. ويقول "الحرب قوّت العلاقات، لأننا نتقاسم السكن والأكل والشرب، ونتشارك في الوجع والخوف والرعب ونخفف عن بعضنا".

تحمّل المعاناة

وحيدة، تكافح السيدة فُلّة حمام (40 عاما)، في سبيل البقاء في مدينتها "غزة" بعد استشهاد زوجها وأبنائها في فبراير/شباط الماضي. وحينما تصلها أنباء الاجتياح الإسرائيلي للحي الذي تقيم فيه، تضع خطة للفرار تعتمد على معرفة خارطة الشوارع الفرعية، وتوطين نفسها على تحمّل قدر كبير من المعاناة.

تقول للجزيرة نت "الاحتلال يأمرنا بالنزوح للجنوب، لكننا نرفض، ونهرب عبر شوارع فرعية، حينما يقولون مثلا إن الجيش وصل إلى موقف جباليا (قرب البلدة القديمة بغزة)، نأخذ "طريق السِدرة"، ثم نأخذ شوارع فرعية نحن نعرفها جيدا، ونبتعد قدر الإمكان عن قوات الاحتلال لأنها تقتل الجميع".

وتتكبد السيدة الفلسطينية معاناة هائلة خلال هروبها من مكان لآخر، فتقول إنها في يوم واحد، انتقلت من مدرسة بنات الدرج إلى عيادة الرمال ثم إلى معهد الأمل للأيتام، ثم لمدرسة اليرموك.

وتستذكر "لم نستطع النوم، لم نجد وسادة ولا فِراشا ولا كرسيا، نمنا على البلاط، والقصف فوقنا وحولنا، وخرجنا الساعة الثالثة فجرا نجري في الشوارع، ورغم ذلك رفضنا النزوح للجنوب".

توفيق عودة جهز دراجته الهوائية لتكون المنقذ الذي يسعفه للهروب من مطاردة قوات الاحتلال (الجزيرة) الدراجة المنقذة

منذ بداية الحرب، لم يُفارق توفيق عودة (51 عاما)، دراجته الهوائية، خاصة بعد أن جهّزها بصندوق بلاستيكي، يضع فيه أغراضه الأساسية من ملابس وطعام وشراب. ويعتبر دراجته بمثابة المُنقذ الذي يسعفه للهروب من مطاردة قوات الاحتلال الساعية لتهجيره من مدينته.

يقول عودة للجزيرة نت "خصصت البسكليت (الدراجة) وركّبت لها هذا الصندوق، لرحلات النزوح المفاجئة". واستخدمها في نزوحه الأخير من حي الدرج إلى غربي غزة، والذي تعرض خلاله للإصابة في قدمه بإحدى شظايا قنابل الاحتلال.

ويقول عودة إنه نزح بواسطة دراجته داخل أحياء مدينة غزة، حوالي 25 مرة منذ بداية الحرب. ويكمل "حينما يبدأ الاحتلال في الاجتياح، نتجهز سريعا للنزوح لمنطقة أكثر أمنا، فنخرج بصعوبة كبيرة".

الهروب من التهجير

حينما يقرر جيش الاحتلال إخلاء سبيل بعض السكان بعد فحصهم أمنيا، يُجبرهم على الانتقال للجنوب عبر طرق مخصصة لذلك وتحت المراقبة العسكرية.

لكنّ الكثيرين منهم ينجحون بالفرار من وسط رحلة التهجير، عبر الالتفاف من طرق فرعية والتوجه شرقا، مستغلين بعض الثغرات الأمنية، وهو ما قد يعرضهم لخطر الموت.

وفي هذا الصدد، يقول العديد من شهود العيان الذين وصلوا إلى وسط القطاع إنهم شاهدوا في طريق نزوحهم العديد من الجثث ملقاة في الشوارع، لأشخاص يُعتقد أنهم حاولوا مقاومة التهجير، والرجوع إلى غزة.

نحو 700 ألف فلسطيني رفضوا مغادرة مناطق مدينة غزة وشمال القطاع رغم القتل والنزوح اليومي (الجزيرة)

ويقول توفيق عودة إن الاحتلال سبق أن اعتقل زوجته وأبناءه، وقادهم نحو الطريق المؤدي لجنوب القطاع، لكنهم تمكنوا من الفرار عبر الالتفاف من شارع فرعي، ونجحوا في العودة لمدينة غزة.

وفي السياق ذاته، يقول الطبيب وسيم مهاني إنه اعتقل برفقة العديد من النازحين خلال حصار مستشفى الشفاء في مارس/آذار الماضي، وأجبروا على الاتجاه جنوبا باتجاه المحافظة الوسطى. ونجح بالالتفاف من أحد الشوارع، واتجه شرقا، لكن طائرة مُسيرة "كواد كابتر" اكتشفته وأطلقت نحوه النار وأصابته.

ومن حسن حظ الطبيب مهاني أن عثر عليه بعض المواطنين، ونجحوا في نقله إلى المستشفى المعمداني لتلقي العلاج.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات جیش الاحتلال مدینة غزة

إقرأ أيضاً:

بالتهجير والقنص وقطع الماء إسرائيل تحارب سكان الحي الشرقي بجنين

جنين- لم تكن ليلة سهلة تلك التي عاشتها عائلة عثيمة، أمس الجمعة، في منزلهم بالحارة الشرقية في مدينة جنين شمال الضفة الغربية. إذ لم يستطع أحد منهم النوم طيلة الليل جراء إطلاق النار وعمليات التجريف والتدمير التي يجريها جيش الاحتلال في محيط البيت.

وتخضع الحارة الشرقية لحصار شديد منذ بدء العملية العسكرية على مدينة جنين منتصف ليل الأربعاء الماضي، حيث فرضت خلالها قوات الاحتلال حظر التجول، وشرعت بأعمال تجريف وتدمير واسعة للشوارع والبنية التحتية، مما أدى إلى تضرر شبكات المياه وانقطاع الكهرباء عن الحي وأجزاء واسعة من المدينة.

وطوال 3 أيام، لم تصل "قطرة مياه واحدة إلى الحي" بينما استنفد السكان كل مخزون المياه المتوفرة في بيوتهم، ورغم محاولات الدفاع المدني إيصال كميات من المياه المعدنية فإن شهادات الأهالي تؤكد النقص الشديد في كميات الماء المتوفرة في الحي بأكمله.

تمركز آليات الاحتلال الإسرائيلي في شوارع جنين (الجزيرة) ساحة حرب

وقال عثيمة -للجزيرة نت- إنه منذ اليوم الأول للاقتحام، دخلت قوات الاحتلال بأعداد كبيرة إلى الحي الشرقي، وبدأت الجرافات بتدمير كل شيء فيه واقتحم الجنود العديد من المنازل، وتم احتجاز بعض العائلات في غرفة واحدة بينما تحولت بقية المنازل إلى ثكنة عسكرية.

واستولت قوات الاحتلال على عدد كبير من منازل المواطنين في الحي، ونشرت القناصة على أسطح البنايات المطلة عليه، بينما يتنقل الجنود من منزل إلى آخر عبر استحداث فتحات في جدرانها.

وحسب عثيمة، لجأ بعض الناس إلى الحمامات لتجنب رصاص الجيش وقناصته، ويؤكد المواطن أنهم يعيشون وسط ساحة حرب منذ 4 أيام وحتى الآن لا يمكنهم التوقع متى ينهي جيش الاحتلال عملياته.

وكانت قوات الاحتلال اتخذت من مسجد خالد بن الوليد نقطة عسكرية، وجرفت محيطه، وحطمت نوافذه، ودمرت الشوارع الواصلة إليه، ويقول السكان إن المسجد يوجد على تلة مرتفعة تكشف عمق الحي، وهو ما دفع قوات الاحتلال إلى التمركز فيه ونشر القناصة داخله.

وليلة أمس، أطلق قناص إسرائيلي 9 رصاصات باتجاه مسن فلسطيني (82 عاما) كان يسير في الشارع المقابل للمسجد، مما أدى لاستشهاده على الفور.

نزوح عبر الجبال

وعبر طرق جبلية وعرة كان عدد من الأطفال، لا تتجاوز أعمارهم 5 أعوام رفقة ذويهم، ينزحون من منازلهم التي استطاعوا الخروج منها، في محاولة منهم للوصول إلى منطقة آمنة.

وقال عبد أبو ريا وهو أحد النازحين "مشينا ساعة كاملة متسلقين الجبال، لم يسمحوا لنا بالخروج إلى مركز المدينة، قالوا إن الخروج من الحي ممنوع، لذا سلكنا هذه الطرق، معنا أطفال يطلبون الماء، ولا نملك أن نوفره لهم، نمشي في جبال السويطات حتى نصل إلى الشارع لعلنا نجد من يقلنا".

وأضاف أنه يمكنهم الصبر على الجوع، لكن الناس لا يمكن أن تعيش بدون ماء، خاصة مع وجود أطفال، وأنهم يعيشون في خوف وقلق، كما أن الطعام بدأ ينفد من المنازل. ويتابع "الأطفال يبكون طالبين الطعام والماء، بعض العائلات بحاجة لحليب لأطفالها، عدا مرضى السكري والضغط، كل هؤلاء لا يستطيعون التحرك، الجيش هددنا وقال لنا إن مصيرنا سيكون الموت إن لم نتخل عن ما سماه الإرهاب".

وبحسب سكان الحي، فإن ما يقوم به جيش الاحتلال هو عقاب للأهالي وليس للمقاومين الذين لا يوجدون بالمنازل بل في الميدان، وهو تدمير ممتلكاتهم وتجويعهم وترهيبهم كمدنيين. وكان جيش الاحتلال علق منشورات على جدران بعض المنازل التي انسحب منها قال فيها "لا تسمحوا للمجرمين بالتحكم في مستقبلكم، حيث مستقبلكم بين أيديكم".

ويوم أمس، انتشرت شهادات مواطنين هجّرهم الاحتلال من منازلهم بشكل إجباري، مفادها أن الجنود أخبروهم بعدم التمكن من العودة قبل 10 أيام، وهو ما طرح تساؤلات لديهم بشأن مدة استمرار العملية العسكرية.

ورغم خروج بعض مقاطع الفيديو، صباح اليوم السبت، والتي توثق حجم الدمار الكبير بالحي الشرقي، فإن الأهالي العالقين يؤكدون أن الوضع على الأرض "أكثر كارثية" وأن عدد المنازل التي أصبحت غير صالحة للسكن كبير.

ومنذ عدة أشهر، كثف الاحتلال من اقتحام الحي الشرقي من مدينة جنين بموازاة الاقتحامات المتكررة لمخيمها، بزعم أن مقاومين ينشطون فيه.

عقاب قطع الماء

ويوم أمس، سُجلت في قرى محافظات جنين حملات لجمع التبرعات الخاصة بطرود الطعام، وكراتين المياه المعدنية والخبز، لإرسالها لأهالي المدينة والمخيم، غير أن هذه الحملات اصطدمت بمنع الاحتلال السكان من دخول الحي الشرقي وحارات الدمج والفلوجة والحواشين في المخيم.

وفي الجهة المقابلة للحي، حاصر الاحتلال مستشفى جنين الحكومي، ولليوم الرابع على التوالي تمنع الآليات العسكرية المتمركزة أمام مداخله الرئيسية الدخول والخروج إليه إلا بعد تفتيش دقيق.

ويعاني هذا المستشفى الوحيد، الذي يخدم قرابة 400 ألف مواطن بمحافظة جنين، من انقطاع المياه فيه بعد نفاد الخزانات الاحتياطية، وعمدت إدارته إلى الاستعانة بكميات المياه -التي تم التنسيق مع الدفاع المدني- ونقلها يوميا إلى قسم الكلى وخزانات المياه فيه.

وقال مدير المستشفى الدكتور وسام بكر إن الدفاع المدني نقل -خلال الأيام الثلاثة الماضية- 300 كوب من الماء إلى المستشفى بمعدل 100 كوب يوميا.

آثار الدمار في الحي الشرقي (الجزيرة)

وتتمثل المعضلة الأكبر -حسب بكر- في قسم غسل الكلى بالمستشفى الذي يحتاج لكميات مياه كبيرة كل يوم، ويحاولون أن يستمر القسم في العمل لخدمة مرضاه بالمحافظة "لكن إذا استمر الحصار أياما إضافية قد نضطر لوقف الغسل في المستشفى".

ومنعت قوات الاحتلال، اليوم، صهاريج المياه التابعة للدفاع المدني من نقل المياه إلى خزانات المستشفى الحكومي. وفي الصباح، نشرت كتيبة جنين وكتائب شهداء الأقصى في مخيم جنين أن مقاوميها "أوقعوا عددا من جنود الاحتلال في كمين محكم، مما أدى لسقوط عدد من القتلى والإصابات في صفوفهم".

وعلى الفور، دفع الاحتلال بتعزيزات من حاجز الجلمة إلى مداخل الحي الشرقي والبلدة القديمة، ومحيط المستشفى إضافة للمخيم، بينما اشتدت الاشتباكات، وسماع دوي إطلاق النار، وتواصلت نداءات المواطنين ومناشدتهم ضرورة تجنيبهم انتقام الاحتلال.

مقالات مشابهة

  • ملك الأردن يحذر من محاولات تهجير سكان غزة والضفة
  • “بنشيل بعض”: حملة إعلامية لتسليط الضوء على مأساة مدينة الأبيض
  • عمرو أديب: الوضع في غزة مأساة لا تنتهي
  • بالتهجير والقنص وقطع المياه .. الاحتلال يمعن بانتقامه من سكان جنين
  • الخليل تنضم للمقاومة بعمليات مؤثرة رغم محاولات الاحتلال عزلها.. ماذا يعني ذلك؟
  • الخليل تنضم للمقاومة بعلميات مؤثرة رغم محاولات الاحتلال عزلها.. ماذا يعني ذلك؟
  • الخليل تنضم للمقاومة في الضفة رغم سنوات من محاولات العزل.. ماذا يعني ذلك؟
  • «القاهرة الإخبارية»: «الاحتلال الإسرائيلي» تقطع المياه عن 80% من سكان مدينة جنين
  • شهداء بقصف مكثف على قطاع غزة وعملية للمقاومة برفح
  • بالتهجير والقنص وقطع الماء إسرائيل تحارب سكان الحي الشرقي بجنين