قالت صحيفة "نيويورك تايمز" إن مؤتمر الجمهوريين الذي توج بخطاب قبول الرئيس الأمريكي السابق ترشيح الحزب الجمهوري له لانتخابات الرئاسة 2024 دعا حلفاء الولايات المتحدة في الشرق الأوسط الاحتلال، والسعودية ومصر التفكير بما تعنيه عودة الرئيس السابق المحتملة إلى البيت الأبيض وأثرها على سياستهم المحلية وأجندتهم الإقليمية.



وأضافت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21" إلى أن مؤتمر الجمهوريين في ميلواكي، بولاية ويسكنس دعا هذه الدول لحسبة المنافع من عودة ترامب، وبخاصة العلاقات الجيدة التي أقامتها مع الرئيس السابق في فترته الرئاسية الأولى.

 وفي مركز حسابات هذه الدول هو كيف ستؤثر رئاسة جديدة لترامب على نهج واشنطن من الحرب في غزة التي قلبت السياسة الإسرائيلية رأسا على عقب وأثارت مخاوف كل من السعودية ومصر. وأغضب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ترامب عندما هنأ الرئيس جو بايدن على الفوز بانتخابات 2020، وهو تحرك اعتبره ترامب خيانة وأدى لتدهور العلاقات بينهما.

ومع أن العلاقة بينهما كانت قوية خلال فترته الأولى، لكن عودة ترامب قد تنفع حكومة نتنياهو المتطرفة وبخاصة لو امتدت الحرب في غزة للعام المقبل.

وقال ترامب إن "على إسرائيل أن تفعل ما تريد في غزة وشجب المتظاهرين المؤيدين لفلسطين بالجامعات الامريكية. وشجب الحكومة الإسرائيلية على نشر فيديو عن الدمار الذي أحدثته في غزة، لكن ليس حرصا على أهل غزة بل ولأن الفيديو يشوه صورة إسرائيل. وبالإضافة إلى هذا فالسناتور جي دي فانس، عن ولاية أوهايو والذي اختاره ترامب كنائبه من الموالين والمؤيدين الأشداء لإسرائيل".

وهناك توافق بين ترامب ونتنياهو في موضوع إيران، فقد ألغى معاهدة باراك أوباما النووية التي وقعها مع طهران عام 2015، وهو ما أرضى نتنياهو الداعي لضرب إيران ومنعها من مواصلة برامجها النووية.



كما ودعم اتفاقيات التطبيع بين دول عربية وإسرائيل واستمرت بها إدارة بايدن من أجل اتفاقية تطبيع بين الاحتلال والسعودية. وفي يوم الأربعاء، وضع الجمهوريون في مؤتمرهم إسرائيل بالمقدمة والمركز ووجهوا دعوة لعائلة أمريكية التي لا يزال أبنها أسيرا  لدى حماس في غزة. وقاد والديه أورنا ورونين نوترا الجمهور بهتاف " أحضروهم إلى البيت"، وذكرا أن ترامب اتصل بهما عندما اسر ابنهما عومير.

وقالت الصحيفة إن دول الخليج العربية الغنية بالنفط لديها أسبابها لكي ترحب بولاية ثانية لترامب. فقد وقعت منظمة ترامب، عقدا مع شركة عقارات سعودية لبناء برج سكني، مما يوسع علاقات عائلة ترامب مع المملكة. واستثمرت هيئة الإستثمارات السعودية، الصندوق السيادي في شركة استثمارات أنشأها جارد كوشنر، صهر ترامب ومستشاره السابق بعد خروجه من البيت الأبيض. وهناك مصدر آخر وكبير للدخل لعائلة ترامب وهي مباريات ليف غولف والتي تدعمها هيئة الإستثمارات السعودية.

وأقام الرئيس ترامب علاقة جيدة مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان ودافع عنه بعد مقتل صحافي "واشنطن بوست، جمال خاشقجي في القنصلية السعودية باسطنبول. وكانت أول زيارة خارجية لترامب بعد انتخابه عام 2016 إلى العاصمة السعودية، الرياض.

لكن ترامب شخصية متقلبة ولا يمكن التهكن بتصرفاته، وتأسف المسؤولون في الخليج، دائما من عدم رده وبقوة على الهجمات التي دعمتها إيران ضد المنشآت النفطية السعودية، ومع تحسن علاقات الرياض مع إدارة بايدن، أكد المسؤولون السعوديون عن استعدادهم للعمل مع الحزبين.

وفي عهد ترامب تمتعت مصر بعلاقات جيدة مع إدارته، ورغم الرؤية القاتمة لدى المسؤولين المصريين من التحيز ضد المسلمين في داخل إدارة ترامب، ونقل عن الأخير وصفه الرئيس عبد الفتاح السيسي بـ "ديكتاتوري المفضل"، ونادرا ما انتقدت إدارة ترامب السيسي الذي قمع منافسيه وحصلت مصر على أكثر من مليار دولار، كمساعدة سنوية بعد توقيعها اتفاقية كامب ديفيد.

وعندما تسلم بايدن المنصب بعد حملة انتخابية وعد فيها بوقف الشيكات المفتوحة للسيسي، بدا للوهلة أن مصر قد استفاقت على حلم فظيع. وهددت الإدارة الأمريكية الجديدة بتعليق مزيد من الدعم لمصر بسبب سجل مصر في حقوق الإنسان وحرمت السيسي من الدعوة التي كان يتوق إليها إلى البيت الأبيض ومصافحة الرئيس الجديد. لكن دور الوساطة الذي لعبته مصر في عدوان أيار/مايو بين الاحتلال وحماس ودورها في السودان وليبيا عزز من صورتها كعماد للإستقرار الإقليمي وتحسنت العلاقات مع بايدن.

وكان عودة إدارة بايدن إلى الوضع السابق هو تأكيد لفكرة مصر المبدئية وهي أن الرؤساء الأمريكيين يحضروا ويذهبوا إلا أن واشنطن تظل في النهاية بحاجة لمساعدة القاهرة.

وقال محللون إن مصر كانت واثقة باستمرارها لعب دور الشريك الإقليمي للولايات المتحدة وهو ما بدا بعد اندلاع حرب غزة. وستكون لاعبا في أي سيناريو لما بعد الحرب. ولم تتغير لهجة ترامب من السيسي عما كانت عليه في الفترة الأولى، وهو ما سيخفف الضغط على مصر لكي تقوم بإصلاحات، على حد قول المحللين.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية الاحتلال ترامب السعودية مصر مصر امريكا السعودية الاحتلال ترامب صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة فی غزة

إقرأ أيضاً:

ترامب يلتقي زيلينسكي لأول مرة منذ "مشادة البيت الأبيض"

التقى الرئيس الأميركي دونالد ترامب، السبت، نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، لأول مرة منذ الاجتماع العاصف الذي جمعهما في البيت الأبيض قبل أسابيع.

وقال مدير الاتصالات في البيت الأبيض ستيفن تشونع إن ترامب أجرى "نقاشا مثمرا للغاية" مع زيلينسكي، قبيل المشاركة في جنازة البابا فرنسيس، السبت، في روما.

وأضاف أن الزعيمين "اجتمعا اليوم على انفراد. وسنوافيكم بمزيد من التفاصيل حول الاجتماع لاحقا".

وشهد البيت الأبيض شهر فبراير الماضي، مواجهة وصفت بـ"التاريخية"، بين ترامب وزيلينسكي، انتهت بمغادرة الأخير بشكل مبكر بعد تصاعد التوتر بين الطرفين.

وبدأت المواجهة عندما كان الرئيسان يتحدثان أمام وسائل الإعلام، قبل أن تتصاعد لهجتهما بشكل ملحوظ، حيث طالب ترامب بعقد صفقة معادن مع أوكرانيا.

وكان ترامب ونائبه جيه دي فانس  آنذاك يتبادلان الحديث مع زيلينسكي، قبل أن يتهم فانس الرئيس الأوكراني بالقيام بجولات دعائية، ورد زيلينسكي بدعوة فانس لزيارة أوكرانيا، الأمر الذي لم يلقَ ترحيبا من الأخير.

بعدها صعّد ترامب من حدة خطابه قائلا: "أنت تقامر بإشعال حرب عالمية ثالثة. إما أن تبرم اتفاقا أو أننا سنبتعد"، مضيفا: "أنت لا تتصرف على الإطلاق وكأنك ممتن. هذا ليس تصرفا لطيفا".

ورصدت عدسات المصورين زيلينسكي وهو يخرج وحيدا من البيت الأبيض من دون أن يرافقه ترامب لتوديعه، ورفض الرئيس الأوكراني الحديث إلى وسائل الإعلام.

نتيجة لهذا التوتر، تم إلغاء المؤتمر الصحفي المشترك الذي كان من المقرر أن يعقد بعد الاجتماع، كما أفاد مسؤول في البيت الأبيض بإلغاء توقيع الاتفاق الذي كان من المنتظر بين الجانبين حول استغلال موارد أوكرانيا من المعادن.

وبعد المواجهة، اتهم ترامب الرئيس الأوكراني بأنه "غير مستعد للسلام"، معتبرا أنه يستغل انخراط الولايات المتحدة في النزاع لتحقيق أفضلية في المفاوضات مع روسيا.

مقالات مشابهة

  • بدءُ عودة الكهرباء إلى معظم أنحاء إسبانيا والبرتغال
  • زاخاروفا: إدارة بايدن كانت تجهز أوكرانيا للذبح منذ البداية
  • تراجع شعبية ترامب إلى أدنى مستوى منذ عودته للبيت الأبيض
  • حسين هريدي : الدبلوماسية ستتولى الرد على ترامب فيما يتعلق بقناة السويس
  • البيت الأبيض مضطر إلى التراجع عن الرسوم الجمركية
  • زيلينسكي يكشف تفاصيل اجتماعه الأول مع ترامب بعد مشادة البيت الأبيض
  • جنازة البابا فرانسيس تجمع ترامب وزيلينسكي بعد مشادة البيت الأبيض
  • بعد المواجهة التاريخية في البيت الأبيض.. ترامب وزيلينسكي يلتقيان مجدداً
  • ترامب يلتقي زيلينسكي لأول مرة منذ "مشادة البيت الأبيض"
  • الرئيس الأمريكي السابق بايدن وزوجته يصلان ساحة القديس بطرس لحضور جنازة بابا الفاتيكان