*تفكيك الإتصال : مرحلة المساومات…*
بعد توضيح اعلام مجلس السيادة للجانب الآخر من الصورة ، وهو أن الإتصال جرى من دولة الإمارات العربية المتحدة ، والاشارة إلى أن رئيس مجلس السيادة تلقى اتصالا ، ولم يبادر هو فإن ما يمكن استخلاصه مما جرى:

– إعتراف دولة الإمارات العربية بشرعية الفريق اول عبدالفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة الانتقالي ، بينما سعت مع آخرين للانتقاص من هذه الحقيقة ، من خلال حديث مندوبها فى مجلس الأمن الدولي ومن خلال جهود (تقدم) فى اشاراتها بهذا الخصوص (حكومة بورتسودان) .

.
– أن هناك طرف آخر ، من وراء هذا الانتقال من المواجهة الصامتة إلى الحديث المباشر ، وقد لا تكون هى قناعة بفشل مخطط ومشروع الأمارات العربية فى السودان ، ولا ينبغي أن نستبعد إحساسهم بهشاشة فى الموقف السوداني وربما امكانية تليين الموقف بتقديم توضبحات اقل..

– وبما أن الجانب الاماراتي هو المتصل فلن يكون مجرد تطييب خواطر ، وإنما طرح رؤاه واشتراطاته ، وفى راي اغلب المراقبين إنها تتضمن ثلاثة اهداف (وجود مليشيا الدعم السريع فى المشهد السياسي والعسكري ، و عودة للمسار السياسي بحضور (تقدم) وبالضرورة تغييب الإسلام السياسي والتيارات الوطنية الاخرى ، وكل هذا يحقق الهدف الثالث وهو المصالح فى الموارد السودانية)..

– بينما خلص النص الخبري الاماراتى إلى (تحقيق مصالح الشعب السوداني) ، فإن خلاصة النص الخبري السودانى أكثر وضوحا (حيث أبلغه رئيس مجلس السيادة أن دولة الإمارات متهمة من السودانيين وبأدلة وشواهد كثيرة تثبت دعم الإمارات للمتمردين ، ودعمها لمن يقتل السودانيين ويدمر بلدهم ويشردهم ، وعلى الإمارات التوقف عن ذلك ) ..

– يمكن القول أن هذه مرحلة المساومات فى المواقف ، حيث يطرح كل طرف اقصى ما عنده والموقف الاقوى يكسب ، ومما يجدر الإشارة له أن هذه التجاذب على (مستقبل السودان) ، وحتى فى نص الخبر الاماراتي لم تتم الإشارة كما هو معتاد (العلاقات بين البلدين) وانما (تطلعات ومصالح شعب السودان) ، وهذه نقطة ضعف دولة الإمارات ، فهى تتحدث بلسان شعب دولة اخري.. ليست وصية عليه..

– لقد هيأت الأمارات العربية لهذا اللقاء بسلسلة تحركات دبلوماسية وسياسية وعسكرية ، فقد كانت جموع الاوباش تهاجم مدينة سنار فى ذات اللحظة من ثلاثة محاور ، وبما أن النتيجة اقل من التوقعات فإن تصعيدا جديدا قد يتواتر أو وساطة أخرى ستتدخل بصورة اقوى.. الآن الأمور على حافة الاقلاع.. وافضل الخيارات أن تعلن الأمارات رفع يدها عن أى صلات سياسية او عسكرية خاصة بالسودان .. وافضل الخيارات لدى السودان هو استمرار الحوار ، بل والبحث عن أى خيارات تفاوض والتجاوب معها بوضوح وادلة وشواهد..
حفظ الله البلاد والعباد..

د.ابراهيم الصديق على
19 يوليو 2024م

إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: دولة الإمارات مجلس السیادة

إقرأ أيضاً:

رسالة حادة من واشنطن للدول التي تدعم الأطراف المتحاربة بالسودان عسكريا

وجه وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن رسالة حادة إلى الدول التي تقدم الدعم العسكري للأطراف المتحاربة في السودان قائلا "يكفي هذا".

وقال بلينكن أمام اجتماع حول السودان بمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة "استخدموا مواردكم لتخفيف معاناة السودانيين وليس تعميقها، استخدموا نفوذكم لإنهاء الحرب وليس إدامتها، لا تكتفوا بالزعم بأنكم مهتمون بمستقبل السودان، بل أثبتوا ذلك".

واندلعت المعارك في السودان منتصف أبريل/نيسان 2023 بين الجيش بقيادة رئيس مجلس السيادة الانتقالي عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة نائبه السابق محمد حمدان دقلو (حميدتي).

وقد خلفت هذه الحرب عشرات آلاف القتلى، وشردت أكثر من 11 مليون سوداني، وتسببت -وفق الأمم المتحدة- في إحدى أسوأ الأزمات الإنسانية في التاريخ الحديث، في ظل اتهامات متبادلة بين طرفي الصراع بارتكاب جرائم حرب عبر استهداف المدنيين ومنع المساعدات الإنسانية.

دعم إضافي

وخلال الجلسة، أعلن وزير الخارجية الأميركي عن تخصيص بلاده مبلغا إضافيا بقيمة 200 مليون دولار لمواجهة الأزمة الإنسانية في السودان، ليرتفع بذلك إجمالي المساعدات الأميركية إلى 2.3 مليار دولار، مضيفا أن الولايات المتحدة عملت كثيرا مع الشركاء لتوفير المساعدة إلى السودان.

إعلان

وأشار بلينكن إلى أن التمويل سيوفر الغذاء والمأوى والرعاية الصحية للسودان الذي يتعين توصيل مزيد من المساعدات إليه بشكل آمن وسريع.

وأضاف أن الولايات المتحدة ستستخدم كل وسيلة -مثل فرض مزيد من العقوبات- لمنع الانتهاكات في السودان ومحاسبة مرتكبيها، ودعا الآخرين إلى فرض إجراءات عقابية مماثلة على المتسببين في تفاقم الصراع.

وعلى صعيد متصل، حذّر برنامج الأغذية العالمي من أن السودان قد يشهد أكبر مجاعة في التاريخ الحديث، حيث يعاني 1.7 مليون شخص من الجوع أو يواجهون خطره المباشر، كما يعاني نحو 26 مليون شخص من انعدام الأمن الغذائي في جميع أنحاء البلاد.

وكان مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية قد طالب بتوفير مساعدة بقيمة 4.2 مليارات دولار لتلبية حاجات السودانيين في 2025.

مقالات مشابهة

  • وزير الزراعة يدحض بالأرقام التقارير التي تروج للمجاعة بالسودان
  • السعودية تفتتح قسمها القنصلي بالسودان وتؤكد دعم الاستقرار
  • رئيس مجلس السيادة في جمهورية السودان يستقبل نائب وزير الخارجية في بورتسودان
  • رئيس مجلس السيادة في جمهورية السودان يستقبل نائب وزير الخارجية
  • رئيس مجلس السيادة القائد العام للقوات المسلحة يلتقي نائب وزير الخارجية السعودي
  • مجلس الأمن الدولى نادى للكلام وقِلة الأفعال
  • الإمارات ترحب بقرار مجلس الأمن بشأن حماية الأطفال خلال الصراعات المسلحة
  • الكونغراس ينتظر تقرير من بايدن بشأن الإمارات والسودان
  • رسالة حادة من واشنطن للدول التي تدعم الأطراف المتحاربة بالسودان عسكريا
  • ادانات بالغة للإنتهاكات الجسيمة والعنف الجنسي ضد النساء على يد قوات الدعم السريع بالسودان