الكشف عن متحجرة ديناصور عمرها 200 مليون عام
تاريخ النشر: 19th, July 2024 GMT
كشفت الأمطار الغزيرة، التي تسببت في فيضانات تاريخية في جنوب البرازيل، عن متحجرة ديناصور يعود تاريخها إلى حوالى 200 مليون عام في "حالة جيدة جداً من الحفظ"، وفق فريق العلماء الذي اكتشفها.
جرى التعرف على هذه المتحجرة في مايو الماضي، في منطقة "ساو جواو دو بوليسين"، على بعد حوالى 300 كيلومتر من "بورتو أليغري"، في أحد منخفضات "البامبا" التي تزخر بكنوز كثيرة تثير اهتمام محبي علم الحفريات في البرازيل.
يعود تاريخ المتحجرة إلى العصر الترياسي، أي في الفترة من 250 إلى 200 مليون سنة قبل الميلاد، قبل العصر الجوراسي، الذي عُرف عالمياً بفضل فيلم "جوارسيك بارك" الهوليوودي الشهير.
بعد أربعة أيام من أعمال التنقيب، تمكّن فريق من علماء الحفريات من جامعة "سانتا ماريا" الفدرالية (UFSM) من إزالة ونقل كتلة الصخور التي تحتوي على الهيكل العظمي المتحجر إلى مركز أبحاثها.
وبحسب الملاحظات الأولى لهذا المركز الشهير، تعود المتحجرة إلى عينة من عائلة الهيريراصوريات، وهي حيوانات آكلة للحوم طويلة الذيل كانت تسير على قدمين وتسكن الأراضي التي تقع حالياً في الأرجنتين والبرازيل.
يقول رودريغو تيم مولر المسؤول عن عمليات التنقيب "إنها ليست فقط من أقدم حفريات الديناصورات في العالم، لكنّها أيضاً في حالة جيدة جداً من الحفظ، وستزوّدنا بالكثير من المعلومات حول تشريح هذه الديناصورات".
ويشير مولر إلى أن من المحتمل أن يكون هذا الكشف هو المتحجرة الثانية الأكثر اكتمالا المعروفة حتى الآن في عائلة الهيريراصوريات.
فقد شهدت المنطقة نفسها اكتشاف متحجرة أولى عام 2014، ما سمح بالتعرف على نوع جديد ذي مخالب معقوفة، سُمّي gnathovorax cabreirai.
ستكون هناك حاجة لإجراء الكثير من التحليلات حتى يتمكن العلماء من تحديد ما إذا كانت المتحجرة، المستخرجة من الصخر في مايو، تنتمي إلى النوع نفسه أم لا.
يشير رودريغو تيم مولر إلى أن هذا العمل "دقيق جداً، ويكاد يكون جراحياً"، وقد يستغرق "أشهراً عدة".
ويشدد على أن "أصغر جزء يمكن أن يحتوي على معلومات لا يمكننا الحصول عليها إذا تعرّض للتلف".
في نهاية العمل، يُتوقع نشر نتائج البحث في مجلة علمية.
- تسريع التآكل
تخفي سهول "البامبا" في جنوب البرازيل، بالقرب من الحدود مع الأرجنتين والأوروغواي، تحت تربتها الحمراء حوالي مئة من الرواسب الغنية بالحفريات التي تكشف عن كنوز من عصر الديناصورات الأولى.
وأدّت الأمطار الغزيرة والفيضانات، التي ضربت المنطقة في مايو الماضي، إلى مقتل أكثر من 180 شخصاً، وتسببت في أضرار مادية هائلة.
وفي ما يتعلق بأبحاث علم الحفريات، لعبت هذه الترسبات الاستثنائية دوراً مفيداً جزئياً، من خلال "تسريع التآكل"، وبالتالي الكشف عن المتحجرة من عائلة الهيريراصوريات، والتي لم يكن من الممكن اكتشافها إلا بعد وقت طويل في الظروف العادية، وفق رودريغو تيم مولر.
لكن لها أيضاً عيوب، إذ إن الأمطار الغزيرة "تدمّر الكثير من المواد" في المتحجرات، وخصوصاً الشظايا الصغيرة.
لهذا السبب، يراقب علماء الحفريات الرواسب عن كثب، ويبحثون عن الأجزاء المكشوفة في الهواء الطلق، ويضاعفون جهودهم أثناء عمليات التنقيب حتى يتمكنوا من استعادة الحفريات في أفضل حالة ممكنة.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: ديناصورات ديناصور
إقرأ أيضاً:
الذكاء الاصطناعي يفك رموز مخطوطة محترقة عمرها 2000 عام
مخطوطة رومانية محترقة، تبدو ككتلة من الفحم، تفحمت بسبب ثوران بركان جبل فيزوف، يرجع تاريخ اكتشافها إلى 2000 عام نجح العلماء في فك رموزها باستخدام الذكاء الاصطناعي والتصوير بالأشعة السينية، وفقا لصحيفة إندبندنت البريطانية.
قال ستيفن بارسونز، قائد فريق تحدي فيزوف: «نحن واثقون من أننا سنكون قادرين على قراءة المخطوطة بأكملها تقريبًا، وهذه هي المرة الأولى التي نتمكن فيها من قول ذلك بثقة عالية».
كيفية الكشف عن الحبر المكتوب في المخطوطةوتم وضع المخطوطة في علبة مصنوعة خصيصًا وتم نقلها إلى منشأة ضخمة للأشعة السينية عالية الكثافة، في مقاطعة أوكسفوردشاير البريطانية، وبعدها تم استخدام المسح الضوئي لإنشاء نموذج ثلاثي الأبعاد، مع استخدام الذكاء الاصطناعي للكشف عن الحبر، ونجح العلماء في كشف المكتوب على غلاف المخطوطة.
في العام الماضي، تمكن فريق بحثي من برنامج تحدي فيزوف من قراءة نحو 5% من مخطوطة أخرى من مخطوطات مدينة هيركولانيوم الرومانية.
مخطوطات عديدة في جامعة أكسفورد البريطانيةيذكر أن مكتبة بودليان التابعة لجامعة أكسفورد البريطانية، تحتفظ بالعديد من المخطوطات، وقد كان يُعتقد أنها غير قابلة للقراءة، لذا فقد تركت دون أن يمسها أحد لعقود من الزمن.
وقالت نيكول جيلروي، التي تشرف على رعاية المخطوطات في مكتبة بودليان في أكسفورد: «أنا أحب تلك المخطوطات وأحب من جمعها ووضعها على الرفوف.. هناك جانب إنساني حقيقي فيها والذي أعتقد أنه ثمين حقًا».