إقليم وسط الصعيد الثقافي يكتسح فعاليات مبادرة "ثقافتنا في إجازتنا"
تاريخ النشر: 8th, August 2023 GMT
كتب - يوسف عبداللطيف :-
تقيم الهيئة العامة لقصور الثقافة برئاسة عمرو بسيوني تنفيذًا لتوجيهات وتعليمات الدكتورة نيفين الكيلاني وزيرة الثقافة مجموعة من الأنشطة الثقافية والفنية ضمن برنامج "ثقافتنا في إجازتنا" للموسم الصيفي الجديد بإقليم وسط الصعيد الثقافي برئاسة ضياء مكاوى بالتعاون مع فروع الاقليم الأربعة المنتشرة في محافظات أسيوط والمنيا وسوهاج والوادي الجديد.
وأعرب ضياء مكاوى رئيس إقليم وسط الصعيد الثقافي عن امتنانه الشديد لاكتساح انشطة الاقليم تمت أيضًا تنظيم ورش تعليمية في الفنون التشكيلية والرسم والتلوين والخط العربي وصناعة الحلى والإكسسوارات للأطفال والشباب في عدة فروع تابعة للاقليم في ربوع محافظات أسيوط والمنيا وسوهاج والوادي الجديد ورغم بعد المسافات عن رئاسة الاقليم في مدينة اسيوط الا انه استطاع في نشر الانشطة الثقافية والفنية في جميع القري والمدن في المحافظات الأربع.انشطة فرع ثقافة اسيوط
حيث نظم قصر ثقافة الغنايم برئاسة هبه حسين صبره ورشة الخط العربي تدريب إيمان على ابراهيم والتي قدمت شرح مفصل عن كيفية كتابة الحروف بخط الرقعة والنسخ. كما استقبل قصر ثقافة الغنايم برئاسة هبه حسين صبره مجموعة من الأطفال ضمن فعاليات برنامج ثقافتنا في اجازتنا للموسم الصيفي الجديد بالقصر و تم اختيار العديد من المواهب في مجال الموسيقى والغناء والعزف مع الفنان مايكل عادل
واستقبلت مكتبة صلاح شريت بريفا برئاسة حمزه محمد عكاشه مجموعة من الأطفال في ورشة فنية للأطفال ضمن فعاليات برنامج ثقافتنا في اجازتنا للموسم الصيفي الجديد. كما تم تقديم ورشة فنية للأطفال نفذتها الفنانة آيات عبد النعيم والتي قدمت شرح مفصل عن مبادئ الرسم البسيطة للأطفال وتم التعبير عن ما يحلو لهم من رسومات فنية مما أتاح للاطفال كل سبل الإبداع.
ووسط حضور الرواد إنطلقت أولى فعاليات ورش صناعة الحلى والإكسسوارات، التي تقام يوميًا على مدار ثلاثة أيام حتى ٩ أغسطس ٢٠٢٣ بمكتبة الطفل والشباب بأسيوط الجديدة برئاسة شيماء عبدالعال وقدمتها الفنانة حفيظة العطيفى حيث تم شرح مفصل عن مبادئ تكوين الأشكال الفنية من الخرز والحلى وكيفية استخدام الأدوات لصنع حلية ذو طابع فني بأشكال مميزة
بالإضافة إلى ذلك تم عقد ندوة في نظمه بيت ثقافة سمالوط التابع لفرع ثقافة المنيا بعنوان " المواطنة الحقوق والواجبات من منظور ديني " تهدف إلى تعزيز قيم المواطنة ومكافحة التطرف الفكري في قرى المحافظة حضرها عدد من المتحدثين المتخصصين في هذا المجال تناولت الندوة تعريف المواطنة وحقوق الفرد وواجباته تجاه المجتمع والوطن في ضوء الدين الإسلامي وقدمها دكتور علاء نصر الدين وعلاء الدين أبو العزايم وبين الدكتور نصر الدين أن المواطنة مفهوم إنساني لا عنصري في الإسلام وتشمل جميع المسلمين وتعبر عن الصلة التي تربط بين المسلم كفرد والأمة بأكملها
كما أقام بيت ثقافة سمالوط ورشة عمل وتضمنت عدة أنشطة مثيرة للاهتمام مثل صنع مفارش وشنط من الخيوط. قدمت هذه الورشة من قبل مشرفات نادي المرأة بقصر ثقافة المنيا بالإضافة إلى ورشة فنية تهدف إلى اكتشاف المواهب وتعليم الرسم والتلوين وكذلك رسم الوجوه
وشملت الفعاليات أيضًا عروض سينمائية تضمنت أفلام ممتعة مثل " جروب الماميز " و " كوكو " تحت إشراف رانيا سعيد.
وعُقدت ندوة بعنوان "المواطنة: الحقوق والواجبات من منظور ديني"، وقدمها دكتور علاء نصر الدين وعلاء الدين أبو العزايم. تناولت الندوة مفهوم المواطنة وأهميتها في الإسلام، مؤكدة أنها لا تتعارض مع الولاء. وبين الدكتور نصر الدين أن المواطنة مفهوم إنساني لا عنصري في الإسلام، وتشمل جميع المسلمين وتعبر عن الصلة التي تربط بين المسلم كفرد والأمة بأكملها.
وقدّمت بيوت الثقافة في مناطق مختلفة من المحافظة أنشطة تربوية وفنية متنوعة تنوعت بين ورش الرسم والتلوين والفنون التشكيلية وعروض الأفلام والمحاضرات التثقيفية فقد استحوذت ورشة الرسم على اهتمام الأطفال وقدمها فنانون محترفون
جدير بالذكر أن المشاركين في هذه الفعاليات استمتعوا بأوقات ممتعة ومفيدة، حيث استفادوا من النشاطات التربوية والفنية التي تعززت خلال مبادرة ثقافتنا في إجازتنا. وتدعو المبادرة جميع أفراد المجتمع إلى المشاركة الفاعلة وتعزيز قيم المواطنة من خلال التعلم والإبداع في مجالات الثقافة والفنون
كما تعكس هذه الأنشطة التزام الهيئة العامة لقصور الثقافة بتعزيز النشاط الثقافي والفني في إقليم وسط الصعيد، وتعزز الروح الإبداعية والثقافية لدى الأطفال والشباب في المنطقة. ومن المتوقع أن تستمر هذه الفعاليات طوال فصل الصيف المقبل، لتشجيع الجميع على قضاء إجازتهم في نشاطات ثقافية وفنية مسلية
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: يكتسح مبادرة ثقافتنا في إجازتنا نصر الدین
إقرأ أيضاً:
الصعيد.. و"ناسه"
لست ممن يتابعون الأعمال الدرامية سواء فى رمضان، أو غير رمضان، بل إنني توقفت تمامًا خلال السنوات الماضية عن معظم ما يعرض على الشاشات، باستثناء بعض ما يتعلق بالأخبار أثناء الأحداث الهامة، غير أن مقاطع من مسلسل يتناول الحياة فى الصعيد يمر أمامي بين الحين والآخر أثناء تصفح الفيس بوك، الفنان مصطفى شعبان يتألق فى أداء دور كبير العائلة والذى يستمد سطوته من الثروات الضخمة التى حصل عليها من تجارة الآثار، وبالتالي كلمته نافذة على الكبير قبل الصغير، المسلسل الذى يحمل اسم "حكيم باشا" يتبارى فيه كبار النجوم فى أداء أدوارهم، وكذلك النجوم من شباب الفنانات، غير أن هذا العمل كما سابق كثيرًا من الأعمال لا تعبر عن واقع الحال فى الصعيد.
أول ما لفت نظري هو أن "حريم القصر" كما يسمونهم فى المسلسل خلعن غطاء الرأس فى وجود ابن العم، وعم الزوج، وأبناء عم الزوج، وهكذا، وكلهن صففن الشعر، وتركهن مسدلاً على الاكتاف، وهذا ما لا يحدث على الإطلاق مهما بلغت درجة الثراء فى العائلات، بل إن السيدة أو البنت بمجرد نزولها من شقتها الموجودة فى بيت العائلة لا تستطيع أن تتخفف من ملابسها، أو غطاء الرأس، فهي دائمًا مستعدة لدخول ضيف، أو أحد الأقارب، ناهيك بالطبع عن طريقة اللبس التى تميل إلى الفلكلور، وكمية الذهب المبالغ فيها التى ترتديها كل نساء العمل، صحيح هم يحبون الألوان الزاهية ويلبسونها فى المناسبات والأثرياء منهم يملكون من الحلى الذهبية الكثير ولكنهم أيضًا لا يلبسونه إلا فى المناسبات.
منذ سنوات لبيتُ دعوةً لحضور حفل عرس أحد الأبناء فى محافظة سوهاج، بادرتني إحداهن "إيه رأيك فى عيشتنا.. يا تري زي المسلسلات؟" قلت لها: بالطبع لا، فقالت: "إحنا نفسنا بنضحك على اللى بنشوفه عن ستات الصعيد ونتمنى يكتبوا حاجه حقيقية عنا"، لم أجد هناك كلمة "الحرمة" التى نسمع عنها فى المسلسلات والأفلام، ولكنني وجدت سيدات تذهبن إلى وظائفهن دون أية قيود، وفتيات تعلمن فى الجامعات، ونبغن فى كليات القمة، بالإضافة إلى شابات، وفتيات صغار تجدن كل حنو ومحبة من الكبار.
على مدى سنوات عمري المهني والشخصي، كانت الصورة الذهنية للجزء الجنوبي من الوطن هى صورة نمطية تعكس موروثات من السلوكيات والعادات وربما الصفات التى تدور جميعها حول الثأر، وقهر وتهميش المرأة، وخشونة التصرفات، وقسوة المشاعر، وفوق ذلك معدلات فقر تؤكدها إحصاءات رسمية، ومصادر بحثية، ولكنني مع أول زيارة اكتشفت عوالم أخرى لا تعكسها الصورة المصدرة لنا دومًا عن تلك البقعة من أرض الوطن.
تجارة السلاح والآثار والتهريب تلك هى صورة الصعيد فى المسلسلات مع تزيد وتصنع فى اللهجة، مع أنه هناك لكنة مختلفة لكل محافظة، ولكنها عامة ليست بتلك الخشونة التى تصدرها المسلسلات، فمع زيادة نسب التعليم والتأثر بما يقدم فى وسائل الإعلام اقتربت اللهجة من طريقة "القاهريين" فى الكلام، أضف إلى ذلك بالطبع أن هناك قامات سياسية، وثقافية، وإعلامية أثروا بعلمهم، وموهبتهم، وثرائهم الثقافي المجتمع المصري ككل على مر التاريخ.
نتمنى على كتّاب الدراما، وخاصة ما يتعلق منها بالصعيد، زيارة هذا الجزء الجنوبي من أرض الوطن، ومعايشة قضاياهم، ومشكلاتهم، وواقعهم بالفعل، حتى تكون الأعمال مرآة للواقع ورسالة تخدم، وتفيد.