موقع النيلين:
2024-09-03@13:53:38 GMT

مكالمة البرهان وابن زايد.. تفاصيل ما جرى!

تاريخ النشر: 19th, July 2024 GMT

* انحصرت الدوافع الرئيسية للزيارة التي سجلها رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد لبورتسودان في التاسع من الشهر الحالي في ملفين رئيسيين، أولهما التأكيد على التعاطي الإيجابي لإثيوبيا مع الأزمة السودانية واجتهادها للمساعدة على الحل، وعدم استغلال ظرف السودان الحرج لتحقيق أي مكاسب عسكرية أو سياسية، تمسكاً من الجانب الإثيوبي بمبادئ حسن الجوار، وثانيهما طرح وساطة إثيوبية تستهدف تجسير الهوة ومعالجة الخلاف السوداني الإماراتي بتواصل مباشر بين الطرفين سعياً لإنهاء الحرب.

* قبل الوصول إلى بورتسودان طلب آبي أحمد من البرهان أن يلتقيه شخصياً في جلسة ثنائية لا يحضرها سواهما، فاستجاب له البرهان واصطحبه من مطار بورتسودان إلى مقر إقامته في سيارته الشخصية، وفي الطريق نقل آبي أحمد للبرهان رغبة القيادة الإماراتية في التواصل المباشر معه لحل الأزمة، فوافق على إجراء مكالمة مباشرة مع الرئيس الإماراتي ترتب لها إثيوبيا بشروط محددة، أولها أن تتعهد الإمارات بالكف عن دعم المتمردين على الفور، وأن تقبل التفاوض على تسديد تعويضات تساهم في إعادة إعمار السودان وجبر الضرر بعد نهاية الحرب.
* تم الاتفاق على إجراء اتصال هاتفي مباشر بين البرهان ومحمد بن زايد، بترتيب إثيوبي، وتحدد الموعد باتفاق الطرفين (الساعة الثانية عشرة ظهراً بتوقيت السودان، الثانية بعد الظهر بتوقيت الإمارات يوم الخميس الموافق 18 يوليو)، وقد كان، وتم الاتصال من الجانب الإماراتي بتنسيق كامل مع الجانب الإثيوبي، وابتدر البرهان المكالمة بمطالبة محمد بن زايد بأن يوسع صدره ويتقبل ما سيقوله على حِدَّته وقسوته، وتحدث معه عن توافر أدلة دامغة وشواهد عديدة تثبت دعم الإمارات للمتمردين في السودان، ومن أبرزها تنقل قائد التمرد (حميدتي) بين الدول بطائرة إماراتية، وتوفير ونقل الأسلحة والعتاد الحربي للمتمردين عبر تشاد ويوغندا، وعلاج جرحى التمرد في المستشفيات الإماراتية، وإيواء المعارضين السودانيين ودعمهم إعلامياً ومادياً، وتحدث البرهان عن وجود ضباط إماراتيين مع المتمردين في الساعات التي سبقت الحرب، وطلب منه التوقف عن دعم المتمردين، ولم يطلب منه وساطة معهم.

* تلقى الرئيس محمد بن زايد حديث الرئيس البرهان بهدوء، وقال له إن تلك الاتهامات كثيرة عليهم، وأنهم حريصون على أمن السودان واستقراره ورفاه شعبه، وأنهم سيحقّقون في ما ذكره البرهان، ويتعهدون بمساعدة السودان وشعبه على تجاوز المحنة وإنهاء الحرب وإعادة التعمير.
* تم الاتفاق على عدم نشر تفاصيل المكالمة إلا بتنسيق مسبق، لكن وكالة الأنباء الإماراتية خالفت ذلك الاتفاق ونشرت الخبر، وفعلت ذلك بعد منتصف الليل، وأوردت فيه أن البرهان هو الذي اتصل بمحمد بن زايد، خلافاً لما حدث فعلياً، وجاء الرد بخبر من إعلام مجلس السيادة السوداني ووكالة السودان للأنباء، حوى سرداً صحيحاً لما دار، وتلخيصاً دقيقاً لما قاله البرهان لابن زايد، حول دعم الإمارات للمتمردين وضرورة الكف عنه، مع ملاحظة أن خبر وكالة الأنباء الإماراتية وصف البرهان برئيس مجلس السيادة السوداني، خلافاً لما قاله مندوب الإمارات في مجلس الأمن، في معرض رده على الشكوى التي قدمها السودان ضد الإمارات لمجلس الأمن الدولي.
* معلوماتنا تنفيد أن البرهان حرص على الاتصال ببعض القادة العرب وأطلعهم على ما دار بينه ورئيس دولة الإمارات، وعلى الرد الإماراتي الإيجابي على حديثه.

* حرص طاقم مكتب البرهان على توثيق المكالمة وتسجيلها كاملةً، لإثبات الكيفية التي تم بها الاتصال، والتأكيد على صحة الخبر الذي نشره الجانب السوداني عن تفاصيل المكالمة.
* قيمة الاتصال وأهميته وتأثيره سيحدده ما سيتلوه على أرض الواقع، إذ سيتم المضي قدماً في التفاهمات التي حوتها المكالمة حال توقف الدعم الإماراتي للمتمردين، والعكس صحيح.
* مبادرة القيادة الإماراتية بالتواصل مع نظيرتها السودانية لحل الأزمة ومعالجة الخلاف المتفاقم سببه تعاظم الكلفة السياسية والدبلوماسية والإعلامية والقانونية والأخلاقية للتدخل الإماراتي في الشأن السوداني، بشواهد وأدلة عديدة أثبتها تقرير لجنة الخبراء في الأمم المتحدة (الذي وصف الاتهامات السودانية للإمارات بأنها صحيحة ومبررة)، والخطاب الذي بعثه عشرة من أعضاء الكونغرس الأمريكي للحكومة الأماراتية للمطالبة بوقف تدخلها السالب في الحرب السودانية، وتقارير وتحقيقات استقصائية عديدة بثتها وسائل إعلام عالمية، مثل محطة CNN الإمريكية وصحف نيويورك تايمز وواشنطن بوست الأمريكيتين والغارديان البريطانية ولومند الفرنسية وغيرها، أثبتت كلها دعم الإمارات للمتمردين في السودان بالسلاح والعتاد الحربي، علاوةً على الضغط القوي الذي شكله الرأي العام السوداني على الإمارات، والتظاهرات العديدة التي نظمتها الجاليات السودانية في أمريكا وأوروبا وغيرها أمام سفارات دولة الإمارات احتجاجاً على التدخل الإماراتي السالب في الحرب السودانية، إضافةً إلى التغيير الذي حدث في الموقف البريطاني من الحرب، والضغوط التي مارستها جهات عديدة في أمريكا وأوروبا على الإمارات لكف أياديها عن السودان.

* المكالمة تشير إلى تحول نوعي في مسيرة الحرب في السودان، وإلى تغيير جذري في الموقف الإماراتي من الأزمة السودانية، وستنتظر القيادة السودانية مجريات الأحداث لترى مدى التزام الإمارات بما تم التوافق عليه خلال المكالمة، وإذا حدث ذلك فسيعني نهاية قريبة للحرب التي تطاول أمدها في السودان.

د. مزمل أبو القاسم
مزمل أبو القاسمإنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: دعم الإمارات فی السودان بن زاید

إقرأ أيضاً:

صحيفة أمريكية تكشف دور الإمارات في استمرار حرب السودان خدمة لمؤامراتها

يمانيون – متابعات
وسط دوامة استمرار الحرب الدموية الجارية اليوم في السودان، والتي تسبّبت في نزوح الملايين من السكان ومقتل عشرات الآلاف خلص مقال ترجمته صحف ومواقع إلكترونية لصحيفة “فورين بوليسي” الأمريكية إلى أن الإمارات تؤجج الحرب الدائرة بالسودان ولها دور رئيس في استمرار القتال خدمة لمؤامراتها.

وفي مقال بعنوان (لإنهاء حرب السودان.. الضغط على الإمارات)، أشارت الصحيفة إلى أن الحرب في السودان لم ولن تنتهي وتضع أوزارها حتى يتم الضغط على دويلة الإمارات لوقف دعمها لقوات الدعم السريع صاحبة المسؤولية الأعظم فيما يُرتكب من أعمال وحشية ضد المدنيين في هذا البلد العربي الإفريقي.

الصحيفة الأمريكية قالت: “إن الإمارات تدعو علنا لتسوية سلمية في السودان، ولكنها تقوم سرا بتغذية أمد الحرب، من خلال تسليح المتمردين ذوي النزعة الوحشية في قوات الدعم السريع، وأنه يجب على المجتمع الدولي أن يتوقف عن التغاضي عن ذلك”.

وأوضحت أن سلسلة من الأخطاء والمناورات السياسية أدت إلى تقويض الجهود الرامية إلى تقديم المساعدة لأولئك الذين هم في حاجة ماسة إليها، وأنه لم تتم محاسبة قوات الدعم السريع عن كثير من أعمال العنف، وعن مواصلة تدمير احتياطيات البلاد الغذائية.. مُطالبةً باهتمامٍ فوري وتحولٍ جذري في النهج من جانب القادة والمؤسسات العالمية.

وبحسب ما أكده مقال الصحيفة، فإن جوهر هذا الفشل يتمثل بالتأخر المستمر لمجلس الأمن في معالجة النتائج التي توصلت إليها لجنة الخبراء بشأن السودان.

وعن دور الإمارات القذر، في استمرار هذه الحرب شددت الصحيفة على أن هذه النتائج توثق مزاعم مُوثوقاً بها بشأن تورط الإمارات في انتهاك حظر الأسلحة المفروض على دارفور، من خلال تزويد قوات الدعم السريع بالأسلحة والذخيرة.

ولفتت الصحيفة، إلى أن هذا التسويف لا يقوض الحالة الطارئة للأزمة فحسب، بل يسمح أيضاً للتدخل الخارجي المحتمل “بالاستمرار من دون رادع”.. مُشيرة إلى أن المناقشات لا تقدم آليات جديدة لفرض إنهاء الهجمات على المدنيين، في الوقت الذي تعد الجهود الدبلوماسية حاسمة.

ونوه المقال بالافتقار إلى المساءلة لأولئك الذين يرتكبون العنف ويستغلون المجاعة سلاحاً يؤدي إلى تفاقم أزمة السودان.. مشيرًا إلى أن قوات الدعم السريع تواصل أعمالها من دون عقاب، وتستمر في تدمير احتياطيات البلاد من الغذاء، في حين شهدت المناطق، التي لا تزال تحت سيطرة القوات المسلحة السودانية، محاصيل طبيعية.

ووفق تأكيد مقال “فورين بوليسي” فإنه من الأهمية بمكان وقف إمدادات الأسلحة من الإمارات لقوات الدعم السريع عبر تشاد، وخصوصاً في مطار “أم جرس”، حيث يُقال: إن طائرات الشحن الجوي الإماراتية تهبط وتفرغ الأسلحة التي يتم نقلها بعد ذلك عبر الحدود إلى معاقل قوات الدعم السريع في دارفور.

وأضاف: إن “النهج الحالي في التعامل مع حرب السودان فاشل”.. داعياً إلى محاسبة الإمارات والدعم السريع على جرائمهما بحق المدنيين في السودان.

وأكدت الصحيفة في مقالها “أن الجهود الدولية المتضافرة والموحدة لمعالجة الأسباب الجذرية للصراع من شأنها أن تمهد الطريق للسلام والاستقرار الدائمين، وتخفيف معاناة الشعب السوداني”.

وبينما دعا المقال، المنظمات الدولية لحقوق الإنسان لمقاضاة أبوظبي بسبب جرائمها بحق المدنيين السودانيين.. نوه بأنه تم اتخاذ بعض الإجراءات بالفعل إذ يقود مركز “راؤول والنبرغ” حملة لمحاسبة الإمارات أمام محكمة العدل الدولية أو السبل القانونية الأخرى.

وسبق أن أكدت صحيفة “الغارديان” البريطانية أن لندن تعمل بنشاط على تثبيط عزيمة الدول الأفريقية عن انتقاد الإمارات وهو ما يؤدي إلى تآكل الثقة بالمؤسسات الدولية.

وعطفًا على هذا المقال قالت مصادر إعلامية: إن دويلة الإمارات نقلت الى قوات الدعم السريع أسلحة ومعدات عسكرية تحت ستار المساعدات الإنسانية.

وكانت جهات أمنية سودانية رصدت مطلع الأسبوع الماضي هبوط طائرة في مطار أم جرس شرق تشاد، لتوصيل الإمدادات والتي تضمنت معدات اتصالات وذخائر وقطع أسلحة.

وبحسب ذات المصدر، فان الغرض من هذه الأسلحة دعم وتعزيز قدرات قوة الدعم السريع المكلفة بمهاجمة الفاشر.. مؤكداً أن الأجهزة الأمنية ترصد تدفق الأسلحة من الإمارات إلى قوات الدعم السريع وتسعى الى اجهاضها.

ويأتي هذا في الوقت الذي انتقدت الحكومة السودانية الإمارات بسبب اقتراحها تسليم المساعدات إلى مناطق النزاع في الدولة الأفريقية دون موافقتها.

وكانت أبوظبي قد دعت مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة إلى السماح بتسليم المساعدات عبر الحدود لتخفيف الوضع الإنساني المتدهور في السودان بحسب زعمها، إلا أن هذه الخطوة أشعلت التوترات بين البلدين، حيث اتهمت السودان الإمارات بتجاوز حدودها.

وتتهم السودان الإمارات مِراراً وتكِراراً بتصعيد الصراع الدائر من خلال توفير الأسلحة لقوات الدعم السريع، وتؤكد الحكومة السودانية أنها قدمت أدلة دامغة على هذا الدعم إلى مجلس الأمن.

وفي مجمل القول وخاتمته، فإنه من المؤكد أن أيادي الحرب القذرة، التي تسببت في خراب السودان ولازالت، ليست إلّا أيادٍ إماراتية لا زالت تعيث فسادا في هذا البلد، خدمة للأجندة الصهيوأمريكية.

مقالات مشابهة

  • صحيفة أمريكية تكشف دور الإمارات في استمرار حرب السودان خدمة لمؤامراتها
  • البرهان يبحث تعزيز العلاقات الثنائية مع سفير فلسطين
  • دارفور والأمة السودانية: هاشم المسبعاوي في حما الشايقية (2-2)
  • الاتفاق علي جنازة رمزية للشهيد قتيل معتقلات الحركة الاسلامية واعلان العصيان المدني من اجل اسقاط النظام القائم
  • الخارجية السودانية: التعاون الإسلامي صنف الدعم السريع كقوة متمردة
  • كيف أصبحت قوات الدعم السريع السودانية حليفا رئيسا للإمارات؟
  • كيفت أصبحت قوات الدعم السريع السودانية حليفا رئيسيا للإمارات؟
  • شاهد.. تفاؤل وارتياح في الشارع السوداني بعودة الفريق أول كمال عبد المعروف لقيادة العمليات الحربية بالجيش..وناشط يكشف تفاصيل استقبال البرهان للجنرال العائد ببورتسودان
  • صرخة في وجه البرهان.. 500 يوم من الموت والجوع والمرض
  • المبعوث الأميركي يكشف لماذا لم تتوقف الحرب في السودان ويتحدث عن جهات خارجية تصب الزيت على النار