موقع النيلين:
2025-03-04@16:13:20 GMT

مكالمة البرهان وابن زايد.. تفاصيل ما جرى!

تاريخ النشر: 19th, July 2024 GMT

* انحصرت الدوافع الرئيسية للزيارة التي سجلها رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد لبورتسودان في التاسع من الشهر الحالي في ملفين رئيسيين، أولهما التأكيد على التعاطي الإيجابي لإثيوبيا مع الأزمة السودانية واجتهادها للمساعدة على الحل، وعدم استغلال ظرف السودان الحرج لتحقيق أي مكاسب عسكرية أو سياسية، تمسكاً من الجانب الإثيوبي بمبادئ حسن الجوار، وثانيهما طرح وساطة إثيوبية تستهدف تجسير الهوة ومعالجة الخلاف السوداني الإماراتي بتواصل مباشر بين الطرفين سعياً لإنهاء الحرب.

* قبل الوصول إلى بورتسودان طلب آبي أحمد من البرهان أن يلتقيه شخصياً في جلسة ثنائية لا يحضرها سواهما، فاستجاب له البرهان واصطحبه من مطار بورتسودان إلى مقر إقامته في سيارته الشخصية، وفي الطريق نقل آبي أحمد للبرهان رغبة القيادة الإماراتية في التواصل المباشر معه لحل الأزمة، فوافق على إجراء مكالمة مباشرة مع الرئيس الإماراتي ترتب لها إثيوبيا بشروط محددة، أولها أن تتعهد الإمارات بالكف عن دعم المتمردين على الفور، وأن تقبل التفاوض على تسديد تعويضات تساهم في إعادة إعمار السودان وجبر الضرر بعد نهاية الحرب.
* تم الاتفاق على إجراء اتصال هاتفي مباشر بين البرهان ومحمد بن زايد، بترتيب إثيوبي، وتحدد الموعد باتفاق الطرفين (الساعة الثانية عشرة ظهراً بتوقيت السودان، الثانية بعد الظهر بتوقيت الإمارات يوم الخميس الموافق 18 يوليو)، وقد كان، وتم الاتصال من الجانب الإماراتي بتنسيق كامل مع الجانب الإثيوبي، وابتدر البرهان المكالمة بمطالبة محمد بن زايد بأن يوسع صدره ويتقبل ما سيقوله على حِدَّته وقسوته، وتحدث معه عن توافر أدلة دامغة وشواهد عديدة تثبت دعم الإمارات للمتمردين في السودان، ومن أبرزها تنقل قائد التمرد (حميدتي) بين الدول بطائرة إماراتية، وتوفير ونقل الأسلحة والعتاد الحربي للمتمردين عبر تشاد ويوغندا، وعلاج جرحى التمرد في المستشفيات الإماراتية، وإيواء المعارضين السودانيين ودعمهم إعلامياً ومادياً، وتحدث البرهان عن وجود ضباط إماراتيين مع المتمردين في الساعات التي سبقت الحرب، وطلب منه التوقف عن دعم المتمردين، ولم يطلب منه وساطة معهم.

* تلقى الرئيس محمد بن زايد حديث الرئيس البرهان بهدوء، وقال له إن تلك الاتهامات كثيرة عليهم، وأنهم حريصون على أمن السودان واستقراره ورفاه شعبه، وأنهم سيحقّقون في ما ذكره البرهان، ويتعهدون بمساعدة السودان وشعبه على تجاوز المحنة وإنهاء الحرب وإعادة التعمير.
* تم الاتفاق على عدم نشر تفاصيل المكالمة إلا بتنسيق مسبق، لكن وكالة الأنباء الإماراتية خالفت ذلك الاتفاق ونشرت الخبر، وفعلت ذلك بعد منتصف الليل، وأوردت فيه أن البرهان هو الذي اتصل بمحمد بن زايد، خلافاً لما حدث فعلياً، وجاء الرد بخبر من إعلام مجلس السيادة السوداني ووكالة السودان للأنباء، حوى سرداً صحيحاً لما دار، وتلخيصاً دقيقاً لما قاله البرهان لابن زايد، حول دعم الإمارات للمتمردين وضرورة الكف عنه، مع ملاحظة أن خبر وكالة الأنباء الإماراتية وصف البرهان برئيس مجلس السيادة السوداني، خلافاً لما قاله مندوب الإمارات في مجلس الأمن، في معرض رده على الشكوى التي قدمها السودان ضد الإمارات لمجلس الأمن الدولي.
* معلوماتنا تنفيد أن البرهان حرص على الاتصال ببعض القادة العرب وأطلعهم على ما دار بينه ورئيس دولة الإمارات، وعلى الرد الإماراتي الإيجابي على حديثه.

* حرص طاقم مكتب البرهان على توثيق المكالمة وتسجيلها كاملةً، لإثبات الكيفية التي تم بها الاتصال، والتأكيد على صحة الخبر الذي نشره الجانب السوداني عن تفاصيل المكالمة.
* قيمة الاتصال وأهميته وتأثيره سيحدده ما سيتلوه على أرض الواقع، إذ سيتم المضي قدماً في التفاهمات التي حوتها المكالمة حال توقف الدعم الإماراتي للمتمردين، والعكس صحيح.
* مبادرة القيادة الإماراتية بالتواصل مع نظيرتها السودانية لحل الأزمة ومعالجة الخلاف المتفاقم سببه تعاظم الكلفة السياسية والدبلوماسية والإعلامية والقانونية والأخلاقية للتدخل الإماراتي في الشأن السوداني، بشواهد وأدلة عديدة أثبتها تقرير لجنة الخبراء في الأمم المتحدة (الذي وصف الاتهامات السودانية للإمارات بأنها صحيحة ومبررة)، والخطاب الذي بعثه عشرة من أعضاء الكونغرس الأمريكي للحكومة الأماراتية للمطالبة بوقف تدخلها السالب في الحرب السودانية، وتقارير وتحقيقات استقصائية عديدة بثتها وسائل إعلام عالمية، مثل محطة CNN الإمريكية وصحف نيويورك تايمز وواشنطن بوست الأمريكيتين والغارديان البريطانية ولومند الفرنسية وغيرها، أثبتت كلها دعم الإمارات للمتمردين في السودان بالسلاح والعتاد الحربي، علاوةً على الضغط القوي الذي شكله الرأي العام السوداني على الإمارات، والتظاهرات العديدة التي نظمتها الجاليات السودانية في أمريكا وأوروبا وغيرها أمام سفارات دولة الإمارات احتجاجاً على التدخل الإماراتي السالب في الحرب السودانية، إضافةً إلى التغيير الذي حدث في الموقف البريطاني من الحرب، والضغوط التي مارستها جهات عديدة في أمريكا وأوروبا على الإمارات لكف أياديها عن السودان.

* المكالمة تشير إلى تحول نوعي في مسيرة الحرب في السودان، وإلى تغيير جذري في الموقف الإماراتي من الأزمة السودانية، وستنتظر القيادة السودانية مجريات الأحداث لترى مدى التزام الإمارات بما تم التوافق عليه خلال المكالمة، وإذا حدث ذلك فسيعني نهاية قريبة للحرب التي تطاول أمدها في السودان.

د. مزمل أبو القاسم
مزمل أبو القاسمإنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: دعم الإمارات فی السودان بن زاید

إقرأ أيضاً:

نداء حمدوك.. ورئيس وزراء البرهان الجديد !!

(رمضان كريم) وكذلك تجد أن النداء الذي أطلقه حمدوك بصفته "مواطن سوداني يهمّه أمر بلاده" هو نداء صادق في مخاطبته طرفي الحرب بأن يضعا السلاح ويتجها للتفاوض..لأن الشعب هو الضحية المباشرة لهذا الصراع ولا انتصار على جثث المواطنين المدنيين..!
ثم يأتي النداء الثاني لحمدوك الثاني الذي وجّهه للشعب بأن يبقى على تماسكه والتحامه وتعاضده لمنع انزلاق الوطن إلى المجهول..وكذلك دعوته للمجتمع الدولي ودول الإقليم والجوار بأن تكون عوناً على إيقاف الحرب والإسهام في الوصول إلى السلام ومنع الاقتتال وامتداد اللهيب خارج السودان حيث أن تسعير الحرب سيؤدي إلى انتشار الحمم في كل المنطقة..!
هل يرفض هذا النداء عاقل أو مجنون..؟ إلا أن يكون من أصحاب الغرض وأولئك المستثمرين في الحرب والمتكسّبين من دماء السودانيين..؟!
دعنا نأمل أن يكون توقيت نداء حمدوك (بشارة خير) أو يكون الرجل قد تلمّس ضوءاً ولو خافتاً في زاوية من النفق يشير إلى اقتراب إيقاف الحرب والإسراع بجولات تفاوض تعجّل بعودة السودانيين إلى ديارهم وبيوتهم وثورتهم وأحلامهم المشروعة في الحرية والسلام والعدالة...!
**
لكن من المؤسف أن نطالع في ذات التوقيت حديثاً للفريق إبراهيم جابر عن تعيين "رئيس وزراء جديد قريباً" (من غير أن نعرف من هو رئيس الوزراء القديم)..! ويقول جابر إن رئيس الوزراء "الجديد" يعيّنه البرهان ويملك حق إقالته بعد تعديل (الوثيقة الدستورية منتهية الصلاحية بالانقلاب)..!
إنهم يريدون أن يجعلوا من البرهان ديكتاتوراً مطلق الصلاحيات..والبرهان لا يصلح أن يكون ديكتاتوراً ..فحتى هذه الصفة القبيحة المرذولة تحتاج إلى شخص (ملو هدومه) يستطيع أن يقوم بدور المستبد الشرير..والبرهان عاجز عن إقناع أي احد بالعمل حتى لمصلحة نفسه..أو أنه يملك "كفاءة نسبية" تجعله قادراً على إدارة (طابونة بلدية).. لا وطن بحجم السودان..!
أي رئيس وزراء يتحدث عنه الفريق إبراهيم جابر؟ واى (سجم ورماد) سيفعله رئيس وزراء يملك أمر تعيينه وإقالته البرهان..في سلطة انقلابية تخوض حرباً ضد شعبها..؟!!
المعلومات المجرّدة التي لا خلاف عليها في سيرة الفريق إبراهيم جابر انه من ابرز ممثلي الكيزان في الجيش..وهذه من المسلمات..مثلها مثل "طابعة البوستة" أو "دمغة السلخانة" التي لا تقبل الكشط والإزالة..!
هذا أمر معروف عنه منذ أيام مكتب المعلومات في كلية الهندسة أعوامه في ماليزيا وعن عدائه السافر للثورة ثم للجنة تفكيك نظام الإنقاذ ثم مساعيه المحمومة لإصدار قرار فك الحظر عن أموال وشركات الكيزان التي تمت مصادرتها بعد الثورة بعد أن فشلوا في إثبات مصادرها..!!
وهو عليم بخطوات تنفيذ الانقلاب وقبلها محرقة فض الاعتصام..ويمكن لجابر أن يسأل زميله الفريق كباشي لماذا اعترف علناً بالاجتماع التحضيري لفض الاعتصام بحضور اللجنة الأمنية..وليقدم إبراهيم جابر شهادته ويفند كلام كباشي..وليأت بأربع شهادات على صدق أقواله و(الخامسة أن لعنة الله عليه إن كان من الكاذبين)..!
قال إبراهيم جابر إن رئيس وزرائه الجديد (سيكون من خارج الأحزاب وسيقوم بتشكيل حكومة كفاءات مدنية مستقلة دون تدخّل من أي جهة)..!!
متى يحين حصاد (القنابير المتخيّلة) على رءوس هذا الشعب السوداني (الفطن..الوسيم)..؟!
الله لا كسّبكم..!

مرتضى الغالي

murtadamore@yahoo.com  

مقالات مشابهة

  • أطراف معارضة للحكومة السودانية توقع على دستور جديد بحضور دقلو والحلو
  • نداء حمدوك.. ورئيس وزراء البرهان الجديد !!
  • الثائر الجيد هو الثائر الميت: التصفيات الجسدية كأداة لإعادة إنتاج الهيمنة في السودان
  • الحزب الشيوعي السوداني: وحدة السودان وسلامة أراضيه واجب الساعة ولا شرعية لحكومات نتجت عن الانقلاب وحرب ابريل 2023
  • الخارجية السودانية تندد بالمساعي الكينية لاحتضان حكومة موازية بقيادة “الدعم السريع”
  • إيناس الدغيدي تكشف تفاصيل آخر مكالمة مع سعاد حسني قبل وفاتها
  • الخارجية السودانية تعرب عن تقديرها لموقف مصر الرافض لتهديد سيادة ووحدة السودان
  • إعادة هندسة السياسة السودانية- نحو ليبرالية رشيدة وتجاوز إرث الفوضى
  • أستاذ قانون دولي عن الحكومة الموازية السودانية: تعكس تحديات قانونية وسياسية
  • البرهان.. مخاطر الرقص على رؤوس الأفاعي