يواجه الأطفال في مراحلهم العمرية المبكرة مشاعر الإحباط لأسباب بسيطة، مثل تأجيل موعد لقاء صديق أو تعطل لعبة جديدة. قد يشعر الطفل بالإحباط بعد التخطيط بحماس لعدة أيام. وغالبا ما يتدخل الكبار لحماية الطفل من هذه المشاعر السلبية، ولكن هذا التدخل يمكن أن يحرمه من فرصة تعلم مواجهة الإحباط والتعامل معه.

في بعض الأحيان، يظهر رد فعل الطفل على شكل نوبات غضب يصعب على الآباء تحملها.

ومع ذلك، فإن هذه اللحظات هي الوقت المناسب للسماح للطفل باختبار هذا الشعور الذي سيظل مرافقا له طوال حياته، وتعليمه كيفية التعامل مع الإحباط كجزء من تجربته الحياتية.

أهمية مواجهة الإحباط في الطفولة

التعامل مع مشاعر الإحباط منذ الطفولة يمكن أن يكون مفيدا للغاية عندما يصبح الطفل بالغا. فهو يمكنه من مواجهة المشكلات بشكل إيجابي والتكيف مع الصعوبات المختلفة في الحياة. الطفل الذي يتعلم التعامل مع الإحباط يكون أكثر مرونة ووعيا بعالمه الداخلي، مما يساعده في إدارة مشاعره بفعالية.

في المقابل، فإن التدخل المستمر من الآباء لحماية الطفل من الإحباط يمكن أن يحرم الطفل من تعلم كيفية إدارة الأمور بنفسه. هذا التدخل قد يجعل من الصعب على الطفل تقبل الإخفاق في المستقبل.

عند ملاحظة شعور الطفل بالإحباط، يمكن للوالدين تحديد المشكلة بوضوح وعرض المساعدة (شترستوك) نصيحة الخبراء

ينصح الخبراء بترك الطفل يواجه مشاعر الإحباط أحيانا لتطوير شخصيته. فالتعامل مع المشكلات السلوكية في الطفولة يمكن أن يقي الطفل من مشكلات لاحقة في المدرسة ومن مشكلات عاطفية ونفسية مثل عدم القدرة على التحكم في الانفعالات، والاندفاع، وعدم الصبر، والرغبة في تلبية الاحتياجات بشكل فوري، وحتى القلق والاكتئاب.

دعم الأبحاث

أظهرت دراسة نشرتها مجلة "جورنال أوف سكول سيكولوجي" (Journal of School Psychology) أن مهارات تنظيم المشاعر تلعب دورا مهما في تحقيق النجاح الأكاديمي منذ مرحلة رياض الأطفال. الأطفال الذين يتمتعون بمهارات تنظيم المشاعر يحصلون على تقارير أفضل من المعلمين، ويحققون نتائج أفضل في مهارات القراءة والكتابة والحساب. بالإضافة إلى ذلك، تعزز هذه المهارات التعلم في المراحل اللاحقة وتنمي علاقات جيدة بين الطلاب والمعلمين.

دراسة أخرى نُشرت في عام 2010، أشارت إلى أن تعزيز الكفاءات الاجتماعية والعاطفية للطلاب له تأثير كبير على الأداء الأكاديمي والاجتماعي والعاطفي.

كيف يتعلم الطفل مواجهة الشعور بالإحباط؟

تعبر مشاعر الإحباط لدى الأطفال غالبا عن نفسها في شكل نوبات غضب، خصوصا في مرحلة ما قبل المدرسة. في هذه المرحلة، يفتقر الأطفال إلى المهارات الاجتماعية اللازمة للتعامل مع هذه المشاعر، كما تنقصهم المفردات التي تمكنهم من التعبير عن احتياجاتهم. وفقا للجمعية الأميركية لعلم النفس "إيه بي إيه"(APA)، فإن هذه الفترة هي الأنسب لتعليم الطفل كيفية إدارة مشاعر الغضب والتوتر، مما يتيح للآباء فرصة كبيرة لتعليم أطفالهم كيفية التعامل الصحيح مع مشاعرهم.

اكتشاف أسباب الإحباط

ينصح موقع "سيكووذ6" Psychowith6 بالتركيز على سبب الشعور بالإحباط بدلا من مجرد ملاحظة ردود الفعل بالغضب أو البكاء. ينصح الخبراء بأن يتصرف الآباء كمحققين، لاستكشاف الأسباب الحقيقية التي تؤدي إلى شعور الطفل بالإحباط، حيث تساهم بعض العوامل في زيادة سيطرة هذا الشعور ولجوء الطفل إلى الغضب كوسيلة للتعبير عنه.

أفضل وقت لتعليم الطفل مهارة التعامل مع الإحباط هو عندما يكون هادئا (بيكسابي) معالجة العوامل المؤثرة

النوم: التأكد من حصول الطفل على القسط المناسب من النوم، حيث يمكن أن يكون الغضب نتيجة لقلة النوم أو عدم أخذ القيلولة في موعدها.

تناول الطعام: انخفاض مستوى السكر في الدم بسبب الجوع يمكن أن يكون سببا آخر للغضب. على العكس، ارتفاع نسبة السكر قد يؤدي أيضا إلى سهولة استثارة مشاعر الطفل.

الحفاظ على الروتين: تغيير الروتين اليومي يمكن أن يؤدي إلى تغيير في سلوك الطفل. كذلك، حرمانه من بعض العادات التي يحبها مثل استخدام الهاتف أو مغادرة مكان يحبه فجأة يمكن أن يكون مصدرا للإحباط.

استباق المشكلات

ضمان الراحة والغذاء: يمكن للآباء استباق المواقف التي تسبب الإحباط لطفلهم بالتأكد من حصوله على قسط كافٍ من النوم وحمل وجبات خفيفة لتجنب شعوره بالجوع. هذا يمكن أن يقلل من سهولة استثارة مشاعره.

التمهيد للمواقف الصعبة: يمكن للآباء تمهيد الأمور لطفلهم في المواقف التي قد تسبب له الإحباط. على سبيل المثال، قبل اصطحابه إلى منزل أحد الأصدقاء، يمكن إخبار الطفل بإمكانية حدوث اختلافات على الألعاب وتوجيهه لإخبار الوالدين بهدوء عند حدوث ذلك.

على الآباء تمهيد الأمور لطفلهم في المواقف التي قد تسبب له الإحباط (بيكسلز) استثمار لحظات الهدوء

تعليم مهارات التأقلم: أفضل وقت لتعليم الطفل مهارة التعامل مع الإحباط هو عندما يكون هادئا. يمكن تخيل مواقف يشعر فيها بالإحباط ومناقشتها معه. يمكن للطفل التفكير في طرق ذكية للتعامل مع هذه المشاعر، مثل البقاء وحده قليلا، التنفس بعمق، طلب المساعدة، أو أخذ قسط من الراحة.

تقنيات التعامل مع الإحباط التنفس العميق والتأمل

تعليم الطفل تقنيات التنفس العميق والتأمل يمكن أن يساعده على التفكير في ما يحدث والتحدث إلى نفسه بكلمات تهدئه مثل "يمكننا حل الأمر" أو "يمكنني أن أظل هادئا".

تعزيز المفردات التعبيرية

تزويد الطفل بمفردات تعبيرية تساعده على شرح مشاعره بالإحباط بالكلمات بدلا من الانفجار غضبا. يجب مدح محاولات الطفل للبقاء هادئا ودعمه ليظل هادئا لفترة أطول.

استخدام الضحك

مواجهة الموقف بالضحك أحيانا يمكن أن تكون وسيلة فعّالة لتقليل التوتر وتنظيم العواطف وتخفيف الشعور بالإحباط.

التدخل وتقديم الدعم تحديد المشكلة

عند ملاحظة شعور الطفل بالإحباط، يمكن للوالدين تحديد المشكلة بوضوح وعرض المساعدة. يمكن أن يختار الطفل مواصلة المحاولة، الحصول على مساعدة، أو أخذ قسط من الراحة ثم العودة للمحاولة. مع ذلك، يجب عدم الإفراط في تقديم الرعاية، للسماح للطفل بمواجهة بعض المشاعر السيئة بنفسه.

طرح أسئلة تفاعلية

طرح أسئلة مثل "ما الذي يمكن أن تفعله بدلا من الغضب؟" يمكن أن يساعد الطفل في البحث عن حلول لمشكلته وتحويل موقف الإحباط إلى فرصة للتعلم.

تعليم الطفل تقنيات التنفس العميق والتأمل يمكن أن يساعده على التفكير في ما يحدث (بيكسلز) تعزيز الاستقلالية والتعلم من التجارب مواجهة التحديات

يجب على الآباء السماح للطفل بمواجهة بعض المشكلات وحده ومثابرة أمام الصعوبات طالما كانت في حدود قدراته. هذا يساعده على تطوير مهارات مواجهة الإحباطات التي سيواجهها في حياته كبالغ.

التركيز على الجهد المبذول

عند نجاح الطفل في مهمة ما، يجب مدح المجهود الذي بذله وقدرته على مواجهة الصعوبات، والتركيز على ذلك أكثر من التركيز على النتيجة النهائية.

في المرحلة المبكرة من حياة الطفل، يجب على الآباء التخلي عن الرغبة في الحماية الزائدة والاستجابة الفورية لكل رغباته. يجب أن يُسمح للطفل بمواجهة بعض المشكلات والتحديات بنفسه، مما يساعده على تطوير القدرة على التعامل مع الإحباطات والتحديات التي ستواجهه في الحياة.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات یمکن أن یکون على الآباء یساعده على الطفل من

إقرأ أيضاً:

الأطباء يكشفون لحظة تحول كوب القهوة إلى سمّ!

يمانيون|منوعات
ينبه الأطباء الأشخاص الذين يعتمدون على الشاي والقهوة ومشروبات الطاقة الغنية بالكافيين إلى ضرورة معرفة اللحظة التي قد يتحول فيها الأمر إلى “خطر سام”.
فمع أن معظم الناس يعتقدون أن بضعة أكواب لن تُحدث ضرراً، إلا أن الإكثار منها قد يؤثر في القلب والوظائف الإدراكية وغيرها.

ويوضح الطبيب تيم ميرسر: “فنجان القهوة العادي في المنزل يحتوي في المتوسط على نحو 100 ملغ من الكافيين، ويمكن شرب ثلاثة أو أربعة فناجين منه. أما الشاي — إذا لم تُترك الكيس مدة طويلة — فيحتوي بين 50 و80 ملغ، ما يعني إمكانية شرب عدد أكبر من أكواب الشاي مقارنة بالقهوة”.

ويضيف الطبيب العام أن بعض مشروبات الطاقة تحتوي بين 80 و160 ملغ من الكافيين، مما قد يرفع خطر الوصول إلى ما يسمى “سمية الكافيين”.

وتظهر هذه الحالة عبر مجموعة من الأعراض الضارة، من بينها خفقان القلب، الشعور بتسارع نبضاته، زيادة القلق، وضعف القدرة على اتخاذ القرار.

كما قد تسبب زيادة الرغبة في دخول الحمام، وظهور مشكلات مثل الارتجاع الحمضي وحرقة المعدة.

ويحذر ميرسر من “الجانب المظلم” للكافيين، واصفاً إياه بأنه “مادة مخدرة” يمكن أن تسبب الإدمان.

ويقول: “يبدأ الأمر بفنجان قهوة صباحي يمنحك نشاطاً، ثم يتحول إلى ضرورة شرب فنجان ثانٍ قبل مغادرة المنزل، وربما كوب آخر قبل مغادرة العمل كي تتمكن من البقاء منتبهاً أثناء القيادة”.

ومع الوقت، يدخل كثيرون في حلقة مفرغة: آخر كوب يُشرب في وقت متأخر، فيبقى الكافيين في الجسم عند محاولة النوم، ما يؤدي إلى تأخر النوم، والاستيقاظ مبكراً دون التخلص من الأدينوزين بشكل كامل خلال الليل.

ويُعد الأدينوزين مركباً طبيعياً يتزايد في الدماغ أثناء الاستيقاظ ليساهم في تعزيز الشعور بالنوم لاحقاً. إلا أن الكافيين يعمل على حجب مستقبلات الأدينوزين، ما يمنع الدماغ من تلقي إشارة التباطؤ، سواء في الصباح الباكر أو في وقت متأخر من الليل.

أما الراغبون في كسر هذه العادة، فيؤكد ميرسر أن أحد الأساليب التي لا يجب الاستهانة بها هو تأثير الدواء الوهمي (Placebo) عبر استخدام القهوة منزوعة الكافيين. إذ تتوفر أنواع عديدة من الشاي والقهوة الخالية من الكافيين، وحتى بعض المشروبات الغازية تأتي بإصدارات خالٍ من الكافيين.

مقالات مشابهة

  • الأطباء يكشفون لحظة تحول كوب القهوة إلى سمّ!
  • خبير عسكري: لهذه الأسباب لن تشن إسرائيل هجوما بريا واسعا على لبنان
  • فتاوى وأحكام| متى يكون النوم ناقضا للوضوء؟.. حكم الشك في عدد أشواط الطواف.. هل ثمن المحل التجاري عليه زكاة وكيف يمكن احتسابها
  • تقديرات إسرائيلية: انفجار وشيك في الضفة الغربية لهذه الأسباب
  • «تنمية المجتمع» في أبوظبي تطلق تجربة «قصتنا التي تنمو معنا»
  • جيك بول يواجه جوشوا في نزال ناري بميامي
  • "الأحمر" يواجه بطل أفريقيا في اختبار ودي عالي المستوى
  • عدد من الأسباب التي تؤدي لحدوث التشنج الفك| احذرها
  • ما هي الدروس التي يمكن أن يتعلمها ممداني من تجربة خان في لندن؟
  • أستاذ أمراض صدرية: فيروس ماربورج لن يدخل مصر لهذه الأسباب