لهذه الأسباب دعي طفلك يواجه الشعور بالإحباط أحيانا
تاريخ النشر: 19th, July 2024 GMT
يواجه الأطفال في مراحلهم العمرية المبكرة مشاعر الإحباط لأسباب بسيطة، مثل تأجيل موعد لقاء صديق أو تعطل لعبة جديدة. قد يشعر الطفل بالإحباط بعد التخطيط بحماس لعدة أيام. وغالبا ما يتدخل الكبار لحماية الطفل من هذه المشاعر السلبية، ولكن هذا التدخل يمكن أن يحرمه من فرصة تعلم مواجهة الإحباط والتعامل معه.
في بعض الأحيان، يظهر رد فعل الطفل على شكل نوبات غضب يصعب على الآباء تحملها.
التعامل مع مشاعر الإحباط منذ الطفولة يمكن أن يكون مفيدا للغاية عندما يصبح الطفل بالغا. فهو يمكنه من مواجهة المشكلات بشكل إيجابي والتكيف مع الصعوبات المختلفة في الحياة. الطفل الذي يتعلم التعامل مع الإحباط يكون أكثر مرونة ووعيا بعالمه الداخلي، مما يساعده في إدارة مشاعره بفعالية.
في المقابل، فإن التدخل المستمر من الآباء لحماية الطفل من الإحباط يمكن أن يحرم الطفل من تعلم كيفية إدارة الأمور بنفسه. هذا التدخل قد يجعل من الصعب على الطفل تقبل الإخفاق في المستقبل.
عند ملاحظة شعور الطفل بالإحباط، يمكن للوالدين تحديد المشكلة بوضوح وعرض المساعدة (شترستوك) نصيحة الخبراءينصح الخبراء بترك الطفل يواجه مشاعر الإحباط أحيانا لتطوير شخصيته. فالتعامل مع المشكلات السلوكية في الطفولة يمكن أن يقي الطفل من مشكلات لاحقة في المدرسة ومن مشكلات عاطفية ونفسية مثل عدم القدرة على التحكم في الانفعالات، والاندفاع، وعدم الصبر، والرغبة في تلبية الاحتياجات بشكل فوري، وحتى القلق والاكتئاب.
دعم الأبحاثأظهرت دراسة نشرتها مجلة "جورنال أوف سكول سيكولوجي" (Journal of School Psychology) أن مهارات تنظيم المشاعر تلعب دورا مهما في تحقيق النجاح الأكاديمي منذ مرحلة رياض الأطفال. الأطفال الذين يتمتعون بمهارات تنظيم المشاعر يحصلون على تقارير أفضل من المعلمين، ويحققون نتائج أفضل في مهارات القراءة والكتابة والحساب. بالإضافة إلى ذلك، تعزز هذه المهارات التعلم في المراحل اللاحقة وتنمي علاقات جيدة بين الطلاب والمعلمين.
دراسة أخرى نُشرت في عام 2010، أشارت إلى أن تعزيز الكفاءات الاجتماعية والعاطفية للطلاب له تأثير كبير على الأداء الأكاديمي والاجتماعي والعاطفي.
كيف يتعلم الطفل مواجهة الشعور بالإحباط؟تعبر مشاعر الإحباط لدى الأطفال غالبا عن نفسها في شكل نوبات غضب، خصوصا في مرحلة ما قبل المدرسة. في هذه المرحلة، يفتقر الأطفال إلى المهارات الاجتماعية اللازمة للتعامل مع هذه المشاعر، كما تنقصهم المفردات التي تمكنهم من التعبير عن احتياجاتهم. وفقا للجمعية الأميركية لعلم النفس "إيه بي إيه"(APA)، فإن هذه الفترة هي الأنسب لتعليم الطفل كيفية إدارة مشاعر الغضب والتوتر، مما يتيح للآباء فرصة كبيرة لتعليم أطفالهم كيفية التعامل الصحيح مع مشاعرهم.
اكتشاف أسباب الإحباطينصح موقع "سيكووذ6" Psychowith6 بالتركيز على سبب الشعور بالإحباط بدلا من مجرد ملاحظة ردود الفعل بالغضب أو البكاء. ينصح الخبراء بأن يتصرف الآباء كمحققين، لاستكشاف الأسباب الحقيقية التي تؤدي إلى شعور الطفل بالإحباط، حيث تساهم بعض العوامل في زيادة سيطرة هذا الشعور ولجوء الطفل إلى الغضب كوسيلة للتعبير عنه.
أفضل وقت لتعليم الطفل مهارة التعامل مع الإحباط هو عندما يكون هادئا (بيكسابي) معالجة العوامل المؤثرةالنوم: التأكد من حصول الطفل على القسط المناسب من النوم، حيث يمكن أن يكون الغضب نتيجة لقلة النوم أو عدم أخذ القيلولة في موعدها.
تناول الطعام: انخفاض مستوى السكر في الدم بسبب الجوع يمكن أن يكون سببا آخر للغضب. على العكس، ارتفاع نسبة السكر قد يؤدي أيضا إلى سهولة استثارة مشاعر الطفل.
الحفاظ على الروتين: تغيير الروتين اليومي يمكن أن يؤدي إلى تغيير في سلوك الطفل. كذلك، حرمانه من بعض العادات التي يحبها مثل استخدام الهاتف أو مغادرة مكان يحبه فجأة يمكن أن يكون مصدرا للإحباط.
استباق المشكلاتضمان الراحة والغذاء: يمكن للآباء استباق المواقف التي تسبب الإحباط لطفلهم بالتأكد من حصوله على قسط كافٍ من النوم وحمل وجبات خفيفة لتجنب شعوره بالجوع. هذا يمكن أن يقلل من سهولة استثارة مشاعره.
التمهيد للمواقف الصعبة: يمكن للآباء تمهيد الأمور لطفلهم في المواقف التي قد تسبب له الإحباط. على سبيل المثال، قبل اصطحابه إلى منزل أحد الأصدقاء، يمكن إخبار الطفل بإمكانية حدوث اختلافات على الألعاب وتوجيهه لإخبار الوالدين بهدوء عند حدوث ذلك.
على الآباء تمهيد الأمور لطفلهم في المواقف التي قد تسبب له الإحباط (بيكسلز) استثمار لحظات الهدوءتعليم مهارات التأقلم: أفضل وقت لتعليم الطفل مهارة التعامل مع الإحباط هو عندما يكون هادئا. يمكن تخيل مواقف يشعر فيها بالإحباط ومناقشتها معه. يمكن للطفل التفكير في طرق ذكية للتعامل مع هذه المشاعر، مثل البقاء وحده قليلا، التنفس بعمق، طلب المساعدة، أو أخذ قسط من الراحة.
تقنيات التعامل مع الإحباط التنفس العميق والتأملتعليم الطفل تقنيات التنفس العميق والتأمل يمكن أن يساعده على التفكير في ما يحدث والتحدث إلى نفسه بكلمات تهدئه مثل "يمكننا حل الأمر" أو "يمكنني أن أظل هادئا".
تعزيز المفردات التعبيريةتزويد الطفل بمفردات تعبيرية تساعده على شرح مشاعره بالإحباط بالكلمات بدلا من الانفجار غضبا. يجب مدح محاولات الطفل للبقاء هادئا ودعمه ليظل هادئا لفترة أطول.
استخدام الضحكمواجهة الموقف بالضحك أحيانا يمكن أن تكون وسيلة فعّالة لتقليل التوتر وتنظيم العواطف وتخفيف الشعور بالإحباط.
التدخل وتقديم الدعم تحديد المشكلةعند ملاحظة شعور الطفل بالإحباط، يمكن للوالدين تحديد المشكلة بوضوح وعرض المساعدة. يمكن أن يختار الطفل مواصلة المحاولة، الحصول على مساعدة، أو أخذ قسط من الراحة ثم العودة للمحاولة. مع ذلك، يجب عدم الإفراط في تقديم الرعاية، للسماح للطفل بمواجهة بعض المشاعر السيئة بنفسه.
طرح أسئلة تفاعليةطرح أسئلة مثل "ما الذي يمكن أن تفعله بدلا من الغضب؟" يمكن أن يساعد الطفل في البحث عن حلول لمشكلته وتحويل موقف الإحباط إلى فرصة للتعلم.
تعليم الطفل تقنيات التنفس العميق والتأمل يمكن أن يساعده على التفكير في ما يحدث (بيكسلز) تعزيز الاستقلالية والتعلم من التجارب مواجهة التحدياتيجب على الآباء السماح للطفل بمواجهة بعض المشكلات وحده ومثابرة أمام الصعوبات طالما كانت في حدود قدراته. هذا يساعده على تطوير مهارات مواجهة الإحباطات التي سيواجهها في حياته كبالغ.
التركيز على الجهد المبذولعند نجاح الطفل في مهمة ما، يجب مدح المجهود الذي بذله وقدرته على مواجهة الصعوبات، والتركيز على ذلك أكثر من التركيز على النتيجة النهائية.
في المرحلة المبكرة من حياة الطفل، يجب على الآباء التخلي عن الرغبة في الحماية الزائدة والاستجابة الفورية لكل رغباته. يجب أن يُسمح للطفل بمواجهة بعض المشكلات والتحديات بنفسه، مما يساعده على تطوير القدرة على التعامل مع الإحباطات والتحديات التي ستواجهه في الحياة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات یمکن أن یکون على الآباء یساعده على الطفل من
إقرأ أيضاً:
مرض قديم يعود بقوة.. كيف تحمي طفلك من الحصبة بعد تحذير «الصحة العالمية»؟
انتشار للحصبة مثير للقلق دفع منظمة الصحة العالمية لإصدار تحذير بشأنه، وصفته بـ«تهديد خطير ومتزايد»، كاشفة عن الأسباب التي تجعل الآباء يشعرون بالقلق إزاء الحصبة، خصوصًا أنّ الإصابة بهذا الداء يُمكن أن تُؤدي إلى العمى والصمم أو الإصابة بالالتهاب الرئوي، وفي أسوأ الحالات قد تؤدي إلى الوفاة.
مخاوف بشأن تفشي الحصبةالدكتورة ناتاشا كروكروفت، المستشارة الفنية الأولى لمنظمة الصحة العالمية، قالت خلال حلقة من برنامج «العلوم في خمس» الذي تبثّه المنظمة عبر منصّاتها الرسمية، إنّ الإصابة بالحصبة قد تؤدي إلى حدوث عدوى الدماغ بعد سنوات لاحقة، أي بعد فترة طويلة من تعافي الطفل من الحصبة، وكل هذه المضاعفات مُدمّرة لكن يُمكن الوقاية منها بالكامل من خلال التطعيم، مشيرة إلى أنّ نحو 22 مليون طفل لم يحصلوا على التطعيم ضد الحصبة في عام 2023، وهو ما يؤدي إلى تفشي مرض الحصبة على نطاقٍ واسعٍ في جميع أنحاء العالم، ما يُؤدي إلى زيادة كبيرة في الحالات.
كيفية الوقاية من مرض الحصبةوبحسب الصفحة الرسمية لمنظمة الصحة العالمية، فإنّه يُمكن الوقاية من مرض الحصبة من خلال الحصول على اللقاح على نطاق المجتمع المحلي، فهو السبيل الأنجح للوقاية من الحصبة، وينبغي تلقيح جميع الأطفال ضد الحصبة، علمًا بأن اللقاح مأمون وناجح وغير مكلف، إذ يجب أن يحصل الأطفال على جرعتين من اللقاح ضمانًا لتزويدهم بالمناعة ضد المرض، وعادةً ما تُعطى الجرعة الأولى للطفل في عمر 9 أشهر في البلدان التي تنتشر فيها الحصبة وفي عمر يتراوح بين 12 و15 شهرًا في بلدان أخرى، وينبغي إعطاء الطفل جرعة ثانية من اللقاح في وقت لاحق من مرحلة الطفولة عند بلوغه عمرًا يتراوح بين 15 و18 شهرًا في العادة.
وأشارت المنظمة إلى أنّ لقاح الحصبة يُمكن تلقيه وحده أو بالاقتران مع اللقاحات المضادة للنكاف أو الحصبة الألمانية أو الحماق.
ما علاج الحصبة؟ووفقًا لمنظمة الصحة العالمية، فإنّه لا يوجد علاج محدد للحصبة، وتعتمد عملية تقديم الرعاية للمرضى على مجرد تخفيف الأعراض؛ ليشعر المريض بالارتياح ويُحال دون تعرّضه لمضاعفات.
وإلى جانب ذلك قد يكون من الضروري شرب كميات كافية من المياه وتناول علاجات الجفاف لتعويض المريض عما يفقده من سوائل بسبب الإسهال أو التقيؤ، كما يجب أيضًا أن يتناول المرضى أطعمة مغذية في إطار اتباع نظام غذائي صحي، وأحيانًا ما يلجأ الأطباء إلى إعطاء مريض الحصبة المضادات الحيوية لعلاج الالتهاب الرئوي والتهابات الأذن والعين.
ويحصل الأطفال والبالغين من المرضى على جرعتين من المكملات الغذائية الفموية بفيتامين (ألف)، على أن يكون الفارق الزمني بين الجرعتين 24 ساعة، إذ يساعد هذا العلاج على إعادة مستويات الفيتامين إلى مستوياته الطبيعية التي تحدث حتى عند الأطفال الذين يتغذون تغذية جيدة، كما يُمكن أن يساعد في منع تلف العين والإصابة بالعمى، وقد تقلل أيضًا المكملات الغذائية بالفيتامين (ألف) عدد الوفيات الناجمة عن الحصبة.