قال الدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم: إن الأخلاق جزء لا يتجزأ، وركن ركين في الإسلام، وهي متغلغلة في كل الأحكام الشرعية، وأصل من الأصول العامة الضابطة لحركة الناس؛ لكونها منبعًا كريمًا ينتج لدى الإنسان اللِّين والعطاء والعطف بما يثمر في إشاعة السعادة وحب الخير للغير.

مفتي الجمهورية يدين ارتكاب الكيان الإسرائيلي مجزرة المواصي بخان يونس مفتي الجمهورية يهنئ أسامة الأزهري عقب أدائه اليمين الدستورية وزيرًا للأوقاف منظومة القيم والأخلاق

جاء ذلك خلال لقائه الأسبوعي في برنامج "مع المفتي" مع الإعلامي الدكتور أسامة رسلان على فضائية قناة الناس، مضيفًا أنَّ منظومة القيم والأخلاق هي العنوان الحقيقي للإسلام وللنبي محمد صلى الله عليه وسلم ولكافة الرسل والأديان السماوية التي اكتملت ببعثته r، وفي ذلك يقول عليه الصلاة والسلام: «مَثَلِي وَمَثَلُ الْأَنْبِيَاءِ، كَمَثَلِ رَجُلٍ بَنَى دَارًا فَأَتَمَّهَا وَأَكْمَلَهَا إِلَّا مَوْضِعَ لَبِنَةٍ، فَجَعَلَ النَّاسُ يَدْخُلُونَهَا وَيَتَعَجَّبُونَ مِنْهَا، وَيَقُولُونَ: لَوْلَا مَوْضِعُ اللَّبِنَةِ»، قَالَ صلى الله عليه وسلم: «فَأَنَا مَوْضِعُ اللَّبِنَةِ، جِئْتُ فَخَتَمْتُ الْأَنْبِيَاءَ».

وأوضح المفتي أن الإسلام ركَّز على أهمية الأخلاق، وهي مرتبة الإحسان التي ذكرها المصطفى في حديث سيدنا جبريل معه. والإحسان من حيث استقرارُه في القلب هو ما ينظِّم مسألة الأخلاق ويراقبها ليرقِّيها، كما أن طريق الإنسان في المحافظة على حياة ضميره، وطهارة فطرته يحصل من خلال مراقبة الله تعالى في جميع الأحوال، والأقوال، والأفعال، والحركات، والسكنات.

وأضاف أن الشرع الشريف سلك في سبيل الحث على مراعاة منظومة القيم والأخلاق وترسيخها بين الناس منهجًا حكيمًا، حيث نلاحظ تأسيسه للقيم والأخلاق مع العقيدة، ثم غرْس ذلك وتعميقه في نفوس المكلفين من خلال العبادات مع سريانه في المعاملات وسائر السلوكيات الإنسانية، سواء في أعمال القلوب أو في أفعال الجوارح الظاهرة، بهدف أن يتحقق الإنسان بما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وهو المثل الأعلى والإنسان الكامل، حيث وصفه الله تعالى بقوله: ﴿وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ﴾ [القلم: 4]. ولذا حصر النبي صلى الله عليه وسلم رسالته الخالدة في إتمام حُسْن الأخلاق؛ حيث يقول صلى الله عليه وسلم: «إنما بُعثت لأتمم مكارم الأخلاق».

وشدد مفتي الجمهورية على أن الفتوى محاطة بسياج من التيسير والتبسيط. فالمفتي يسعى دائمًا إلى تقديم الحلول الشرعية التي تراعي واقع الناس وظروفهم، ملتزمًا بمبادئ الشرع السمحة التي تدعو إلى الرفق والتسهيل. حيث إن الفتوى جاءت لتصحيح مسار الأخطاء الشرعية وتصويب الفهم الديني الذي قد يعتريه بعض الغموض أو الخلل، كما أنها ليست مجرد إجابة على سؤال فقهي، بل هي وسيلة لتوجيه المجتمع نحو الطريق الصحيح في أمور الدين والدنيا.

ووضَّح أن المفتي يقوم مقام النبي صلى الله عليه وسلم في فهم النصوص الشرعية وبيانها؛ وهذا الدَّور الرفيع والشريف يتطلَّب منه علمًا واسعًا ودراية عميقة بأصول الفقه وقواعده، ليتمكن من تقديم الفتوى الصحيحة التي تعكس روح الشريعة ومقاصدها.

وأشار مفتي الجمهورية إلى أنه من المهم جدًّا والضروري أن يتَّسم المفتي باللين والرحمة في تعامله مع المستفتين. مشيرًا إلى أن أمناء الفتوى تلقَّوا تدريبًا جيدًا على أيدي المتخصصين في مهارات التواصل وعلماء النفس يؤهلهم للتعامل الحسن مع المستفتي، حيث إن أمين الفتوى لا يأنف ولا يستنكف ولا يمل من كثرة أسئلة المستفتين، بل يرحب بها لأنها جزء أساسي من طبيعة عمله، كما أن أمين الفتوى عليه أن يلم بكل العلوم المرتبطة بالفتوى، لافتًا الانتباه إلى أن الدار أصدرت المعلمة المصرية لعلوم الإفتاء، والتي بلغت 100 مجلدًا، شملت كافة علوم الإفتاء.

واختتم حواره بتوجيه نصيحة للمتخصص في الفتوى قائلًا: لا تزعم أو تظن أنك أصبحت مؤهلًا تمامًا، بل عليك أن تتَّسم بالإخلاص والتواضع، وأن تسعى دائمًا إلى التعلم المستمر. كما نصح فضيلتُه المستفتيَ بألَّا يسأل إلا أهل الذكر، مستدلًا بالقول المأثور: "إن هذا العلم دين، فانظروا عمن تأخذون دينكم".

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: مفتي الجمهورية مفتي شوقي علام الإسلام أمور الدين صلى الله علیه وسلم مفتی الجمهوریة

إقرأ أيضاً:

شهر ربيع الأول.. أحب الأعمال في شهر ميلاد الرسول

أعلن مفتي الديار المصرية الأستاذ الدكتور نظير محمد عياد عن استطلاع دار الإفتاء المصرية لهلال شهر ربيع الأول 1446هجرية، غدًا الثلاثاء 29 صفر 1446هـجريًا، الموافق 3 ديسمبر 2024 ميلاديًا، عبر صفحته الرسمية على الموقع الإلكتروني الفيسبوك.

حكم الذبح عند دخول ربيع الأول احتفالًا بذكرى المولد النبوي استطلاع مولد هلال ربيع الأول 1446غدًا.. موعد المولد النبوي هلال شهر ربيع الأول

 ووفقًا للحسابات الفلكية التي يجريها معمل أبحاث الشمس بالمعهد القومي للبحوث الفلكية، فإن غرة شهر ربيع الأول للعام الهجري الحالي 1446 ستكون يوم 4 سبتمبر المقبل وعدته 30 يوما، ويترقب المسلمون هلال شهر ربيع الأول 1446؛ لمعرفة موعد الاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف للعام الجاري، حيث يوافق مولد سيد الخلق  يوم 12 ربيع الأول من كل عام.


شهر ربيع الأول وسبب التسمية


شهر ربيع الأول هو الشهر الثالث من السنة الهجرية، وسمي ربيع الأول بهذا الاسم لأنه يوافق فصل الربيع، حيث تبدأ الأرض في التفتح والخضرة، وفي ربيع الأول ولد النبي محمد صلى الله عليه وسلم في مكة المكرمة، وهاجر من مكة إلى المدينة المنورة في هذا الشهر أيضًا، كما حدثت في هذا الشهر العديد من الأحداث المهمة الأخرى في تاريخ الإسلام، مثل: غزوة بدر الكبرى غزوة ، وأحد ، وصلح الحديبية، ويعتبره المسلمون شهر مبارك.

 

أفضل أعمال شهر ربيع الأول 

قال الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر، إن احتفالنا بذكرى مولد النبي المصطفى السيد الأجل - صلى الله عليه وسلم - ينبغي أن يكون بالعمل مع القول، وبالسرور والحضور بالحس وبالروح.

وأضاف خلال صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي فيس بوك: أنه ينبغي أن نحرك فينا بقدوم النبي - صلى الله عليه وسلم   - للعالمين هذه المعاني، التي تجعلنا نبلغ عنه ولو آية كما أمرنا: (بَلِّغُوا عَنِّي وَلَوْ آيَةً) ، هذه المعاني التي تجعلنا كما نفرح بمقدمه السعيد، نقف عند حدود حدها لنا، ونأتمر بأوامر قد أمرنا بها، وننتهي عن نواهيَ قد نهانا عنها - صلى الله عليه وسلم   - . 

وتابع جمعة أنه كان في الظاهر والباطن، وكان في الخَلق وفي الخُلق، كان عظيمًا - صلى الله عليه وسلم  -، ويكفي قول ربه فيه: { وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ } وتقول السيدة عائشة رضي الله تعالى عنها: (كان خلقه القرآن) ، إذا أردت أن نبحث عن خلق سيدنا النبي - صلى الله عليه وسلم   - فلتقرأ القرآن؛ منوهًا أنه كان مُؤْتَمِرًا بأوامره، ومنتهيًا عن نواهيه، متخلقًا بأخلاق الله التي أمر بها - سبحانه وتعالى - ، وهذا القرآن بين أيدينا اجعلوه إمامًا لكم في هذا الشهر الكريم، واجعلوا ذلك الشهر بداية خير لحياتكم {وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} افعلوا الخير كله.

واستشهد بما قالَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم  - : (لاَ يَحْقِرَنَّ أَحَدُكُمْ شَيْئًا مِنَ المَعْرُوفِ، وإن لَمْ يَجِدْ فَلْيَلْقَ أخَاهُ بِوَجْهٍ طَلِيقٍ، وإذا اشْتَرَيْتَ لَحْمًا أوْ طَبَخْتَ قِدْرًا فَأَكْثِرْ مَرَقَتَهُ واغْرِفْ لِجَارِكَ مِنْهُ) ، فاللهم صِّل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله.

 

مقالات مشابهة

  • كل أسبوع.. حسن الخلق صميم رسالة الإسلام
  • «الإفتاء»: العناية بالحيوانات تدخل ضمن باب الصدقة
  • أمين الفتوى: هذه الأعمال الصالحة يصل ثوابها للمتوفى
  • ما حكم تخصيص يوم لزيارة القبور؟.. أمين الفتوى يجيب (فيديو)
  • أمين الفتوى بدار الإفتاء: زيارة القبور مشروعة في أي وقت من اليوم
  • شهر ربيع الأول.. أحب الأعمال في شهر ميلاد الرسول
  • دار الإفتاء توضح حكم الغش في السلع والبضائع: أكل للأموال بالباطل
  • حكم الصلاة على النبي عند البيع والشراء
  • حكم صيام يوم المولد النبوي الشريف
  • كيف يرد الله روح الرسول عند السلام عليه؟