نشرت صحيفة واشنطن بوست مقالا مارس فيه كاتبه أقسى أنواع النقد الذاتي للعيوب الكامنة في المجتمع الأميركي وسلبيات تجاربه في علاقاته مع الشعوب والدول الأخرى.

وجاء في المقال أن الأميركيين ظلوا دوما بحاجة إلى تهديد وجودي، وقد وجدوا ضالتهم في خلافاتهم الداخلية، التي أطلق عليها كاتبه "تصادم الثقافات" بين شرائح المجتمع المختلفة.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2حكايات أطفال يهجرون المدارس في نيجيريا لإعالة أسرهمlist 2 of 2لوتان: الكل يطالب بايدن بالانسحاب وهو يصرخ "سأهزم ترامب"end of list

وأشار كاتب المقال مات باي إلى أنه يقصد بذلك حالات العنف والاستقطاب المثير للقلق والنقد اللاذع الذي بات سمة المجتمع الأميركي، مما يدعو إلى الحاجة لخفض درجة التوتر في سياسات الدولة، وفق ما ألمح إليه الرئيس جو بايدن عقب محاولة الاغتيال الفاشلة التي تعرض لها خصمه الجمهوري دونالد ترامب مؤخرا.

حرب ثقافية

وقال الكاتب إن الأميركيين ليسوا بحاجة إلى من يخاطبهم "بتجهّم وتعال"، أو إلى دراسات أكاديمية لتخبرهم أنهم على أعتاب نوع من أنواع "الحرب الثقافية". أما لماذا ذلك؟ فإن باي يعتقد أن الإجابة عن السؤال ربما تتعلق بنظرة الشعب الأميركي للعالم أكثر من نظرة العالم له.

ومع ذلك، فإن مات باي يرى أن وسائل التواصل الاجتماعي هي التي تُضخِّم خلافات الأميركيين وتشجع على التطرف، وأن الظلم الناجم عن عدم المساواة والتمدن يثيران الغضب والاستياء، كما أن التغير الذي يطرأ تدريجيا على المجتمع، الذي يغلب عليه العِرق الأبيض، يهدد بتقويض نظام اجتماعي قديم.

ووصف تلك الأسباب بأنها مقنعة رغم أنها ليست مُرضية تماما. وقال "إننا شهدنا كل تلك الأنماط (من المشاكل) في القرن العشرين من تقنيات تحويلية وهجرات جماعية وحكم أثرياء خانق، ونجحنا بطريقة ما في تجاوز ذلك دون تدمير نظامنا السياسي".

ولكن ذلك لا يعني -وفق المقال- أنه لم تكن هناك لحظات من العنف المفجع أو الفوضى المخيفة، "إذ لا تزال فترة الستينيات ماثلة في الذاكرة".

وأضاف كاتب المقال أن الصراع الوجودي هو السمة التي اتصف بها الأميركيون على الدوام، وفي كل الظروف والأحوال. فمنذ تأسيس دولتهم -التي لم تكن مبنية على أي عرق أو دين مشترك، بل على الفكرة الجديدة القائمة على حرية الإنسان والحكم الذاتي- كان ما يربط الأميركيين ببعضهم بعضا إدراكهم المشترك أن البلاد ليست مجرد مكان للعيش فيه، بل "قوة حية لتقدم البشرية".

إبادات جماعية

ومضى مات باي في نقده الذاتي ليقرّ بأن الأميركيين ارتكبوا إبادات جماعية في جميع أنحاء القارة الأميركية، وخاضوا حربا من أجل "استعباد البشر الآخرين"، وقهروا النساء، وأقاموا -في أجزاء كاملة من البلاد- دولة "فصل عنصري" حتى أواخر القرن العشرين.

ويقول باي إن كل ذلك صحيح، لكنه مع ذلك يرى أن تلك الممارسات ظلت موجودة في العقل الجمعي للأميركيين، التي تستند على الفكرة التي أطلق عليها الرئيس أبراهام لينكولن -الذي حكم الولايات المتحدة في الفترة ما بين عامي 1861 و1865- "ديننا السياسي"، وهي فكرة تقوم على أن الشعب الأميركي أمة مرتبطة ببعضها بعضا بإيمانها بالقوانين والحريات، ليس فقط لنفسه ولكن للعالم بأسره.

على أنه من العدل القول -بحسب المقال- إن الدول الأخرى تنظر إلى هذا المفهوم بعين الحيرة، ذلك بأن معظم الدول، التي شهدت آلاف السنين من الإمبراطوريات والغزوات، تصبو لأن تعيش في أمان وازدهار، وتفخر بتراثها المشترك.

لقد تميز القرن العشرين بتصادمات مع الاستبداد خيمت على كل جوانب الحياة الأميركية، بدءا مع الفاشية ثم مع الشيوعيين. فإذا كان معظم العالم ينظر إلى أميركا على أنها القوة الأحدث في سلسلة طويلة من القوى الإمبريالية، فإن الأميركيين يعتبرون أنفسهم "حصنا ضد قوى الظلام والشر"، على حد تعبير كاتب المقال.

نهاية التاريخ؟

وانتقد مات باي أطروحة "نهاية التاريخ" التي وضعها المُنظّر الاجتماعي الأميركي فرانسيس فوكوياما ويعني بها أن الحكم الاستبدادي المطلق بجميع أشكاله -من ملكية وفاشية وشيوعية- قد استنفد أغراضه لتحل محله إلى الأبد أنظمة ديمقراطية ليبرالية صيغت على النمط الأميركي.

ويعتقد كاتب المقال أن فوكوياما كان مخطئا في ما ذهب إليه، "فالحرية لم تحقق نصرا نهائيا على الاستبداد في العالم، أو حتى لم تمر بشهر عسل طويل". بيد أنه يرى أن المفكر الأميركي كان محقا في إيمانه بأن صدام الحضارات الذي هيمن على "خطابنا السياسي" ردحا من الزمن، قد تلاشى فجأة.

وطبقا للمقال، فقد ظلت حاجة الأميركيين لنوع من المنافسة الوجودية قائمة، ويبدو أن ذلك ظهر جليا في "تصادم الثقافات" بين شرائح المجتمع المختلفة.

وزاد باي أن الأميركيين وجدوا مبتغاهم في مجتمعات الإنترنت، التي تتسم بثنائية الصراع "فإما أن ينتصر أحد الطرفين، وإما يختفي سريعا من الوجود".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات ترجمات کاتب المقال

إقرأ أيضاً:

مصدر بالتنمية المحلية ينفي تعيين سكرتير عام سوهاج المقال مستشارا لمحافظ أسيوط

نفى مصدر مسئول بوزارة التنمية المحلية،  تعيين سكرتير عام محافظة سوهاج المقال مستشارا لمحافظ أسيوط.

 محافظة أسيوط


وأوضح المصدر في تصريحات خاصة لـ"صدى البلد" ، انه سيتم صدور قرار بنقله إلى ديوان عام محافظة أسيوط، موضحا أنه من المقرر صدور  قرار من محافظ أسيوط بتعيينه مديرا عاما لمنظومة المواقف  بالمحافظة.

جولة مفاجئة ليلية لوزيرة التنمية المحلية بشوارع مصر الجديدة| تفاصيلالتنمية المحلية: تعاون مع صندوق الأمم المتحدة للسكان لزيادة الحرفيين بـ أيادي مصرمبادرات تنموية وتوعوية في حياة كريمة.. والتنمية المحلية تواصل دعم الشباب والأسرةإقالة سكرتير عام محافظة سوهاج

وكانت الدكتورة منال عوض وزيرة التنمية المحلية ، أصدرت قراراً بإقالة سكرتير عام محافظة سوهاج، وذلك بناءً على التحقيقات التي أجرتها الوزارة بعد تلقى وزيرة التنمية المحلية مذكرة من اللواء عبدالفتاح سراج محافظ سوهاج في واقعة المشادة التي حدثت بين نائب محافظ سوهاج والسكرتير العام للمحافظة، الجمعة خلال افتتاح محافظ سوهاج لمسجد الكوامل .


وأكدت وزيرة التنمية المحلية أنه لم تتم مراعاة حرمة بيوت الله والتواجد في ساحة المسجد عقب الافتتاح، مؤكدة على ضرورة التزام جميع العاملين في أجهزة الإدارة المحلية بمختلف المحافظات بمقتضيات الواجب الوظيفى والالتزام بمدونة السلوك الوظيفي واللوائح والتعليمات المنظمة خلال أداء العمل في الوظيفة العامة.

مقالات مشابهة

  • عاجل | واشنطن بوست عن مسؤول أميركي: قائمة بـ8 خطوات لبناء الثقة مع سوريا
  • ما المناطق التي استهدفها القصف الأميركي العنيف في صنعاء؟
  • مجموعة أكديتال المغربية تتوسع خارجياً وتعلن فتح مستشفيات بالسعودية
  • كاتب أميركي: هكذا يمكن لقوة عظمى مارقة أن تعيد تشكيل النظام العالمي
  • أمين الفتوى: الرحمة هي الأساس الذي يُبنى عليه أي مجتمع إنساني سوي
  • مصدر بالتنمية المحلية ينفي تعيين سكرتير عام سوهاج المقال مستشارا لمحافظ أسيوط
  • الصحفيون… العدو الوجودي للحوثيين
  • عاجل:- الجيش الأميركي يخطط لخفض قواته في سوريا إلى النصف
  • ترامب يعد الأميركيين بـمكاسب طويلة الأمد لكن الثمن اقتصاد هش
  • بين السجن والترحيل| القصة الكاملة للواقعة التي أثارتها الصحافة الهولندية حول سائحة اعتدت على شاب