بعد ساعات من الانفجار الضخم الذي هز شوارع تل أبيب وسط كيان الاحتلال، الناجم عن طائرة مُسيرة، وأسفر مقتل إسرائيلي وإصابة آخرين بجروح، تأكد الحديث عن طائرة مسيرة كبيرة حلّقت لمسافات بعيدة، وإعلان جماعة الحوثي مسؤوليتها عن العملية.

وتعد هذه المرة الأولى التي تصل طائرة مسيرة لهذا العمق في الأراضي المحتلة، دون أن تتعامل معها منظومات الدفاع الجوي التابعة لجيش الاحتلال.



وأكد المراسل العسكري لموقع "واللا"، أمير بوخبوط، أن "الجيش فشل هذه الليلة، مرة أخرى، في حماية الجزء الخلفي من الدولة، وبعد أكثر من تسعة أشهر، وتقويض القدرة على شن حرب متعددة الساحات، لكن الخطة متعددة السنوات للرد على هذه التهديدات لم يتم تأكيدها في النطاق الصحيح، مما يدفع للتساؤل: لماذا تم بناء القوة الجوية طوال العقد الماضي بعد أن تأكد فشلها، وفق اعتراف الجيش ذاته؟".


وأضاف في مقال ترجمته "عربي21" أن "الحديث عن خطأ بشري في عدم التعامل مع هذه المسيّرة لا ينفي فرضية الفشل، لأن النتائج تظهر أنه تم التعرف على الطائرة بدون طيار، ولكن لم يتم تصنيفها بأنها تهديد، ولم يتم إطلاق أي إنذار، ولذلك فإن رد فعل القوات الجوية على الحادث الصعب الليلة يثير شكوكا كبيرة حول حجم الطائرة بدون طيار، وموقع إطلاقها".

وأشار أن "حادثة الليلة تعيد المؤكد منذ زمن أن إسرائيل تعيش حرب استنزاف، والمحور، الذي يضم إيران في المقام الأول، وميليشياتها في العراق وسوريا، والحوثيين في اليمن، وحزب الله في لبنان، يؤدي إلى تآكل قوة الجيش الإسرائيلي من خلال ضربات الطائرات بدون طيار، ووابل من الصواريخ، وبات كل هجوم على الجبهة الداخلية يشكل تهديدا، يعتبر إنجازا بالنسبة لهم". 

وأوضح أنه "ومن المهم أن نفهم أن التهديد الحقيقي الذي يتراكم أمام أعين جميع الإسرائيليين المتمثل بالحرب الكبرى، ووفقا لتقديرات الخبراء، ستشمل خمسة آلاف طائرة بدون طيار وصواريخ من مختلف الأنواع على منطقة "غوش دان" وسط تل أبيب، وتأتي من مناطق مختلفة في الشرق الأوسط، دون أن يتم ملاحظتها".

وأشار أن "حادثة الليلة الماضية تأتي بعد أكثر من تسعة أشهر من حرب غزة، وفيها وقف الجيش بشكل عام والقوات الجوية بشكل خاص على قدميها، وقد بتنا على وشك الانتهاء من عام قوي يضرّ بقدرة الجيش على خوض حرب كبيرة ومتعددة الميادين، وبكثافة أعلى بكثير في كثير من النواحي، لكنه فجأة اكتشف عددا غير قليل من الفجوات بين التهديدات والحلول".


وأوضح أن "مسيّرة الساعات الأخيرة القادمة من اليمن تطرح سؤالا بسيطا عن طبيعة التهديد الذي بنت عليه القوات الجوية قدراتها في العقد الماضي، بعد أن أثارت حرب أوكرانيا وروسيا العديد من الأفكار والدروس التي يجب الحدّ منها في أسرع وقت ممكن، ومن المؤكد أن الحلول ليست كلها من خلال المشتريات والتطورات الجديدة في الماضي البعيد".

وأكد أن "الطائرات بدون طيار من مختلف الأنواع، هي التهديد التالي الذي يتطور بالفعل أمام نواظر جيش الاحتلال، وهو ذات التحدي الكبير الذي تواجهه الجيوش الغربية الحديثة المتمثلة بالأسراب، وعدم القدرة على مهاجمة خلايا واسعة النطاق، ولكن حتى الآن، لم أسمع أن خطة الجيش الإسرائيلي المتعددة السنوات، التي تأخرت لفترة طويلة، تركز على هذه التهديدات، مع العلم أن الجيش سيواجه في عام 2024 صعوبة في كسر المفهوم، وبناء شيء جديد". 

وتشير حادثة الليلة الماضية المتمثلة بالمسيّرة التي اخترقت الدفاعات الجوية الاسرائيلية أن بناء قوة الاحتلال في مواجهة التهديدات المستقبلية، دفعته للتخلي عن التهديدات التي كانت شيئا من الماضي، وهو ما كشفه أداء الجيش المرتبك في غزة، مما أسفر عن تآكل قوته، وفي حال اندلعت مواجهة جديدة من الشمال، فقد لا يكون الجيش قادرا على تقسيم قواته في عدة ساحات مثل اليوم.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية تل أبيب إسرائيلي مسيرة الحوثي اليمن تل أبيب إسرائيل اليمن مسيرة الحوثي صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة بدون طیار

إقرأ أيضاً:

بخاري: السعودية ستبقى داعمة لمسيرة استنهاض لبنان

اطلقت المملكة العربية السعودية، وبرعاية مفتي الجمهورية، برنامجها لتقديم معونات وحصص غذائية لمساعدة المحتاجين في كل المناطق اللبنانية بلغت مئة ألف سلة غذائية يستفيد منها 500 ألف فرد في كل المحافظات و 22 ألف قسيمة شرائية. وفي هذا الاطار كشفت مصادر مواكبة، ان المملكة ستقدم مساعدات غير مباشرة خلال الفترة المقبلة، من خلال فك حظر سفر مواطنيها الى لبنان، مع ما لذلك من انعكاس على الدورة الاقتصادية، وكذلك وضع مجموعة من الاتفاقات قيد التنفيذ، والتي ستساهم في ادخال العملات الصعبة الى لبنان، متخوفة في هذا الخصوص، من أن تؤدي الاوضاع المستجدة في سورية، الى عرقلة هذه الخطة، خصوصا على الصعيد الزراعي، الذي يعتمد على النقل البري، فيما اعتماد الخط البحري مكلف.

وكان سفير المملكة العربية السعودية لدى لبنان، وليد بخاري، اكد أن المملكة ستبقى داعمة لمسيرة استنهاض الدولة اللبنانية ومؤسساتها وحريصة على وحدة اللبنانيين وسلامة الأراضي اللبنانية.

وجاءت مواقف بخاري خلال زيارته مفتي الجمهورية، الشيخ عبد اللطيف دريان، في دار الفتوى، واضعاً سماحته بجدول البرامج والمشاريع التي ينفذها "مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية" في لبنان، خصوصاً في شهر رمضان المبارك، بحيث تم تدشين هذا المشروع برعاية مفتي الجمهورية، وذلك بتقديم معونات وحصص غذائية لمساعدة المحتاجين في كل المناطق اللبنانية بلغت 100 ألف سلة غذائية يستفيد منها 500 ألف فرد في كل المحافظات و22 ألف قسيمة شراء. وأفاد المكتب الإعلامي في دار الفتوى بأنّ تقديمات «مركز الملك سلمان» الإغاثية التي قدمت لدار الفتوى ستوضع بتصرف صندوق الزكاة ليقوم بتوزيعها على الأيتام والعائلات المحتاجة والأسر المتعففة المعتمدة لدى صندوق الزكاة. وأكّد المكتب الإعلامي، في بيان، أن هذه المساعدات العينية جزء من المساعدات الدورية التي تحرص المملكة العربية السعودية على دعم البرامج الإغاثية والإنسانية في العديد من المناطق اللبنانية المحتاجة التي ينفذها «مركز الملك سلمان» بالتعاون والتنسيق مع المؤسسات الخيرية والاجتماعية في لبنان.
ولفت البيان إلى أنّ السفير بخاري أكّد خلال لقائه سماحته أنّ المملكة العربية السعودية وقيادتها ستبقى باستمرار داعمة لمسيرة استنهاض الدولة اللبنانية ومؤسساتها، وحريصة على وحدة اللبنانيين وسلامة الأراضي اللبنانية، ومشجعة للآمال التي بدأت ترتسم معالمها بعد انتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل حكومة واعدة. وشكر المفتي دريان، من جهته، المملكة العربية السعودية وقيادتها الرشيدة على دعمها واحتضانها للبنان وشعبه ولمسيرة العطاء المتواصلة بتقديم كل ما يساعد اللبنانيين في لملمة جراحهم. وأكّد مفتي الجمهورية "أهمية التعاون بين لبنان وأشقائه العرب وفي طليعتهم المملكة العربية السعودية ودول مجلس التعاون الخليجي، وتأتي في هذا السياق الزيارة الموفقة التي قام بها رئيس الجمهورية جوزيف عون والوفد المرافق إلى المملكة العربية السعودية، واللقاء الأخير مع ولي العهد محمد بن سلمان والنتائج الإيجابية التي رافقت هذه الزيارة وانعكاسها الإيجابي على الساحة اللبنانية"، وشدد على أن لبنان بدأ الخطوة الأولى نحو الإصلاح والنهوض والاستقرار وتفعيل مؤسسات الدولة لخدمة وسلامة اللبنانيين جميعاً بإصرارهم ودعم أشقائهم وأصدقائهم.

مقالات مشابهة

  • حرب العاشر من رمضان.. القوات الجوية تدمر مواقع العدو والبحرية تفرض حصارا والدفاع الجوي يسقط ثلث طائرات الجيش الذي لا يقهر
  • إسرائيلي من جذور مغربية متحدثا باسم الجيش الإسرائيلي
  • ذكرى انتصارات العاشر من رمضان.. جنود مصر يحطمون أسطورة «الجيش الذي لايقهر»
  • الجيش اللبناني يعلن تفكيك جهاز تجسس إسرائيلي بإحدى قرى الجنوب
  • إذ أراد الجيش انتصار بالخرطوم عليه التصدي بشكل حاسم لظاهرة الشفشفة في المناطق التي يستعيدها
  • عمليات سرقة ونهب لبيوت المواطنيين في المناطق التي حررها الجيش
  • أمريكا تعترف بحماس بعد اعتراف الجيش الإسرائيلي بالهزيمة
  • بخاري: السعودية ستبقى داعمة لمسيرة استنهاض لبنان
  • إعلام إسرائيلي: هاغاري ظل يردد أكاذيب الجيش ثم ذهب كبش فداء
  • مقتل 3 من عناصر الحوثي بكمين لقوات الجيش غربي تعز