19 يوليو، 2024

بغداد/المسلة الحدث: تتخذ الولايات المتحدة خطوات حثيثة لعزل العراق عن سوريا وإيران، بهدف منع أي دعم بري يمكن أن يصل إلى حزب الله في جنوب لبنان. ولتحقيق هذا الهدف، تلوح واشنطن بفرض عقوبات قد تشمل فصائل عراقية، في محاولة لتضييق الخناق على مسارات الدعم اللوجستي لحزب الله.

وتسعى الولايات المتحدة لضمان أن لا يكون العراق ممراً لنقل الأسلحة والمساعدات من إيران إلى لبنان.

وتراقب واشنطن الطيران المدني العراقي عن كثب، وقد تطالب بمنع الطائرات الإيرانية التي تعبر الأجواء العراقية نحو سوريا ولبنان أو تفتيشها بدقة. هذا الإجراء يأتي في إطار استراتيجية أوسع لقطع أي دعم يصل إلى حزب الله.

رفض عراقي لقرارات الكونغرس

في هذا السياق، رفضت وزارة الخارجية العراقية مشروع قرار جديد داخل الكونغرس الأمريكي قد يستهدف فائق زيدان، رئيس مجلس القضاء الأعلى. ويعتبر العراق هذا القرار تدخلاً غير مبرر في شؤونه الداخلية.

لكن صعود الحزب الجمهوري الأمريكي إلى مركز القرار سوف يدفع باتجاه المزيد من الإجراءات العقابية ضد العراق، مما يزيد من التوترات بين بغداد وواشنطن.

ويرى المحلل السياسي محمد ناجي أن فوز دونالد ترامب بالانتخابات الأمريكية في عام 2016 وتوليه رئاسة الولايات المتحدة سوف يؤثر بشكل كبير على العراق. فقد دعم ترامب التعاون مع الحكومة العراقية في مجالات مكافحة الإرهاب وتعزيز الاستقرار، لكنه أيضًا فرض ضغوطًا للتحقق من الالتزامات والإصلاحات داخل البلاد. كما اتخذ ترامب سياسات اقتصادية وتجارية حمائية، مما أثر على العلاقات التجارية مع العراق وقد يكون له تأثير على الاقتصاد العراقي.

وكان النائب الجمهوري مايك والتز، عضو لجنتي القوات المسلحة والشؤون الخارجية في مجلس النواب الأمريكي، قد صرح بأنه سيقدم تعديلاً على مشروع قانون من شأنه اعتبار مجلس القضاء الأعلى في العراق ورئيسه “كأصول تسيطر عليها إيران”، وفقاً لتقرير نشره موقع “واشنطن فري بيكون”. هذا التصريح يشير إلى تصعيد محتمل في الضغط الأمريكي على المؤسسات العراقية، ويعكس التوتر المتزايد بين البلدين.

وتبدو العلاقات الأمريكية-العراقية في مرحلة حساسة، حيث تتداخل المصالح الإقليمية والدولية مع الديناميات الداخلية. وبالنظر إلى التصعيد المحتمل في العقوبات والإجراءات الأمريكية، قد تجد الحكومة العراقية نفسها مضطرة لاتخاذ مواقف أكثر وضوحاً في مواجهة الضغوط الخارجية، ما قد يؤدي إلى تأثيرات بعيدة المدى على الاستقرار الداخلي والعلاقات الإقليمية للعراق.

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author moh moh

See author's posts

المصدر: المسلة

إقرأ أيضاً:

رصاصة الثأر .. من ينقذ العراق من أعراف الدم؟

30 أبريل، 2025

بغداد/المسلة: كتبت انوار داود الخفاجي:

في مشهدٍ يعيدنا إلى عصور الظلام، قُتل شاب مراهق بعد خروجه من مدرسته، لا لذنب اقترفه، ولا لجريمة ارتكبها، بل فقط لأنه ينتمي إلى عائلة تورّط أحد أفرادها في نزاع عشائري. هكذا، ببساطة، يُنتزع المستقبل من جسد شاب بريء بذريعة (الثأر). والسؤال الذي يطرق باب كل عراقي الآن إلى متى تبقى الأعراف العشائرية فوق القانون؟ وإلى متى يُترك الدم العراقي مستباحاً بهذه الخفة؟

ما هكذا تورد الإبل يا عشائر العراق، فالثأر الذي يُسفك بسببه دم شاب ، ليس نخوة، ولا شرفاً، بل سقوط أخلاقي ومجتمعي يضرب روح العشيرة التي كانت على مرّ التاريخ رمزاً للحكمة والإصلاح وحل النزاعات بعيداً عن الظلم والانتقام. ما حدث ليس فصل عشائري بل قتل متعمد، وجريمة مكتملة الأركان، لا يمكن أن تُغلف بغلاف العرف أو العادة.

إن السكوت على هذه الجريمة، أو التبرير لها، هو شراكة في الدم، وتواطؤ مع الفوضى. فحين يُقتل طالب علم، في طريقه من المدرسة، فإن المجتمع كله يُذبح معه. وحين تبقى العشيرة أقوى من الدولة، فإن هيبة الدولة تهتز، ويتزعزع الإيمان بالعدالة، ويستمر تساقط الضحايا واحداً تلو الآخر، بلا نهاية.

نحن هنا لا نعمم، ولا نحمّل كل عشائر العراق وزر قلة ضالة، لكن الصمت الجماعي أخطر من الجريمة نفسها. المطلوب اليوم هو موقف واضح وصريح من شيوخ العشائر ووجهائها ومثقفيها، موقف يرفض هذه الأساليب، ويعيد تعريف الشرف العشائري على أساس الحكمة والعدل، لا القتل وسفك الدم.

أما الدولة، فهي تتحمل مسؤولية لا يمكن التهرب منها. فلا يجوز أن تظل السلطة القضائية عاجزة أمام النفوذ العشائري، ولا أن تُترك القرى والمدن تحت رحمة “فصل هنا أو ديه هناك. آن الأوان لقانون صارم يُجرّم الثأر، ويحاسب القاتل كقاتل، مهما كانت الذريعة، ويوفّر الحماية الفعلية لأُسر الضحايا، بدل أن يُتركوا عرضة لدوامة لا تنتهي من الدماء.

لقد آن أوان إصلاح جذري يبدأ من التعليم والإعلام، ويمر عبر التشريعات والقوانين، وينتهي بمصالحة مجتمعية تضع حداً لهذا السلوك الدموي. كرامة العشيرة لا تكون في الانتقام، بل في ضبط النفس، وإعلاء صوت العقل، وترك الأمور لميزان العدالة.

وختاما فلنقلها بوضوح، وبلا مواربة لا عشيرة فوق القانون، ولا عرف يعلو على حياة الإنسان، خصوصاً إذا كان هذا الإنسان شاب مراهق يحلم بغدٍ أفضل. فكرامة العراق تُقاس اليوم بمدى قدرتنا على حماية أبنائه من القتل المجاني، وبمدى استعدادنا لوأد الثأر، قبل أن يوأد الوطن كله.

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author زين

See author's posts

مقالات مشابهة

  • تصعيد مقلق.. الأمم المتحدة تدق ناقوس الخطر بشأن الغارات الأمريكية في اليمن
  • بقوة 2.7.. زلزال يضرب الحدود العراقية الإيرانية
  • البرلمان العراقي يطالب المحكمة الاتحادية برد دعوى السوداني ورشيد في منح قناة خور عبدالله العراقية للكويت
  • رصاصة الثأر .. من ينقذ العراق من أعراف الدم؟
  • سومو:أكثر من (106) مليون برميل نفط الصادرات العراقية خلال الشهر الماضي
  • جولة جديدة من الحوار بين بغداد وواشنطن
  • عاجل- الخارجية الأمريكية: أنجزنا رؤية ترامب في السياسة الخارجية خلال 100 يوم فقط
  • الخارجية الأمريكية: حققنا رؤية ترامب خلال أول 100 يوم
  • صحة الدبيبة: رفضنا عروضًا كندية وفرنسية.. وأدوية الأورام العراقية آمنة وتطابق المواصفات العالمية
  • رئيس رابطة المصارف الخاصة العراقية: 63 مليار دولار حجم الاستثمارات العربية والأجنبية في العراق خلال عاميين