مطالب إيقاف الحرب تتصدر المشهد .. أصوات السلام ترتفع في السودان
تاريخ النشر: 19th, July 2024 GMT
تفاقمت معاناة السودانيين بسبب الحرب مؤخراً تضاعفت بصورة متسارعة خاصة بعد دخول قوات الدعم السريع إلى ولاية سنار ومناطقها وقراها بعد سيطرتها على مدينتي سنجة والدندر، ما خلف موجات كبيرة وجديدة للنازحين بعضهم نزح للمرة الرابعة منذ اشتعال الحرب بالخرطوم و تمددها لبقية الولايات قاطعين مئات الكيلو مترات من أجل البحث عن الأمان،و إمتلأت معسكرات ومخيمات نزوح في ولايات القضارف وكسلا و النيل الأزرق و على امتداد أطراف ولاية سنار، في معسكرات نزوح لا تتوفر فيها أي مقومات للحياة الكريمة، و تضم المعسكرات أعداداً كبيرة من النساء والمرضى وكبار السن يشتكون من نقص الغذاء والدواء والرعاية الصحية.
التغيير ــ محمد عبد الرحمن
وتضاعفت معاناة النازحين مع هطول الأمطار الغزيرة هذه الأيام في خيام لا تقيهم منها مع انتشار الحشرات والباعوض، فضلاً عن نقص كل الاحتياجات الغذائية والصحية، هذه المعاناة اسهمت في تحرك الكثيرين داخل السودان وخارجه من ناشطين وسياسين لإعلاء الأصوات الرافضة لاستمرار الحرب، مطلقين حملة شعارها #معا_لوقف_الحرب_في_السودان.
الحملة التي اطلقها نشطاء وسياسيون الآن تتصدر المشهد في السودان وتحولت إلى أكبر “ترند” تم تداوله خلال الساعات الماضية على منصات التواصل الاجتماعي، و تهدف الحملة من خلال الضغط الشعبي على قيادات الحرب في السودان من أجل ايقافها بعد أكثر من عام و نصف العام خراب والدمار ونزوح السودانين لأكثر من ثلاثة مرات في مدن ومناطق السودان هربا من نيران الحرب، فضلاً عن اللجوء إلى دول الجوار فتضاعفت المعاناة التي سحقت السودانين والموت الذي لاحقهم طيلة فترة الحرب ولا زال الخطر يحاصرهم بعد أن حاصرهم الجوع والمرض وفصول النزوح.
معاناة اللاجئينأكدت مفوضية اللاجئين التابعة للأمم المتحدة في منتصف هذا الأسبوع إن الشركاء في المجال الإغاثي يحتاجون إلى 1.5 مليار دولار بارتفاع من 1.4 مليار دولار في يناير وذلك من أجل توفير المساعدة والحماية لما يصل إلى 3.3 مليون شخص ممن اضطرّوا إلى مغادرة منازلهم من السودان حتى نهاية العام، فضلاً عن المجتمعات المحلية في البلدان المجاورة، وقالت مفوضية اللاجئين انها لم تتلقى سوى 19% من الأموال المطلوبة لجهود الاستجابة المرصودة للسودان.
و أكدت أن أكثر من 20 ألف لاجئ سوداني في جمهورية إفريقيا الوسطى لا يزالون بدون أي شكل من أشكال المساعدات الإنسانية، في حين لا يزال 180 ألف شخص من اللاجئين الجدد إلى تشاد ينتظرون نقلهم بعيدًا عن المناطق الحدودية، وهناك 75 ألف طفل لاجئ من غير الملتحقين بالمدارس داخل دولة مصر فيما يحتاج جنوب السودان بشكل عاجل إلى توسيع مخيمات اللاجئين الرسمية والعشوائية لتجنب الاكتظاظ الشديد في المرافق القائمة، ويعيش آلاف اللاجئين السودانيين ظروف صعبة للغاية في معسكرات اثيوبيا باقليم الامهرة وساهمت كثافة الأمطار في معاناتهم وعدم القدرة على إيصال المساعدات الإنسانية لهم، وتعمل الآن مفوضية اللاجئين على إضافة بلدين جديدين هما ليبيا وأوغندا إلى خطة الاستجابة الإقليمية للاجئين، بالإضافة إلى جمهورية أفريقيا الوسطى وتشاد ومصر وإثيوبيا وجنوب السودان، وأوغندا هي أكبر دولة مضيفة للاجئين في إفريقيا استقبلت 40 الف لاجئ سوداني منذ بداية الحرب، معظمهم في مخيم كيرياندونغو غربي البلاد.
ومنذ بداية الحرب خرج أكثر من 10 ملايين مواطن سوداني من منازلهم في السودان، ونزح العديد منهم أكثر من أربع مرات هربا من نيران الحرب وقد وصل ما يقرب من مليوني شخص إلى دول الجوار إضافة إلى قرابة الـ 8 مليون نازح جديد داخل السودان ومئتان وعشرين الف لاجئ ممن تحركوا إلى أماكن مختلفة داخل السودان.
الضغط الشعبيو تصاعدت حملة النشطاء السياسين وآلاف السودانين وتم تدوالها داخل وخارج السودان على وسائل التواصل الاجتماعي معلنين ومتوحدين على شعار #معا_لوقف_الحرب_في_السودان، من أجل الضغط الشعبي وإيصال صوت المدنيين الذي يرفض الحرب بصورة واضحة وكبيرة خاصة أن من يُعانى و تضرر منها هم المدنيين والمواطنين في السودان الذين اكتووا بنيرانها التي احرقت أحلامهم ودمرت بلادهم وجعلتهم في دائرة المعاناة التي لا تنتهي إلا بايقاف الحرب.
مع معاناة السودانين الحالية تدهور الوضع الإقتصادي بصورة مريعة نتيجة تهاوي أسعار الجنيه مقابل العملات، جانب حصار العديد من المدن وقطع الطرقات مما تسبب في ارتفاع كبير في أسعار السلع الاستهلاكية والغذائية وانعدامها وارتفاع أسعار المحروقات وعدم توفر مياه الشرب و انقطاع التيار الكهربائي وشبكات الاتصالات في الكثير من مناطق السودان، وتفاقمت أزمة الغذاء في الأيام القليلة الماضية، ووجدت حملة الضغط الشعبي تفاعلا كبيرا في مواقع التواصل الاجتماعي وطالب السودانين فيها بإيقاف الحرب.
الوسومإيقاف الحرب حملة لجوء نزوح
المصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: إيقاف الحرب حملة لجوء نزوح
إقرأ أيضاً:
من أقاصي شرق اليمن بمحافظة المهرة.. حيث الانسان ينهي معاناة أكثر من 10 آلاف نسمة ويخفف عليهم خسائر الوقت والمال
من أقاصي شرق اليمن ومن عمق مديرية الغيضة بمحافظة المهرة يطل برنامج حيث الانسان لهذه الليلة بمبادرة إنسانية حققت أحلام أكثر من عشرة ألف مواطن، مبادرة أنهت قلق المواطنين سواء على حياتهم او حياة أطفالهم ونسائهم وتحديدا عندما يباغتهم المرض او الاصابة المفاجئة.
حيث كان المركز الصحي في غالبية اوقاته يخلو من الأطباء والمختصين نظرا لأن سكنهم يبعد عشرات الكيلومترات من موقع علهم، ولهم على هذا الحال اكثر من سبع سنوات حتى جاءت تدخلات برنامج حيث الانسان وبدعم من مؤسسة توكل كرمان.
في إعادة تأهيل سكن الأطباء في مركز الفيدمي الطبي بمحافظة المهرة (شرق اليمن) وأنهت معاناة الأهالي في تلك المنطقة.
كان سكن الأطباء في المركز الصحي الواقع بمنطقة الفيدمي التابعة لمديرية الغيضة قد تعرض لأضرار جسيمة جراء إعصاري "لوبان" و"تيج"، ما خلق معاناة للعاملين في المركز الذين اضطروا إلى التفرق في مناطق بعيدة عن المركز. في كثير من الأحيان، كان المرضى يتوجهون إلى المركز ثم يغادرون دون أن يتمكنوا من رؤية الطبيب أو يضطرون للانتقال إلى المديرية للبحث عن العلاج.
وفي هذا السياق، يقول علي الفقيه، أحد سكان منطقة الفيدمي: "يأتي المواطنون إلى المركز الطبي لكنهم لا يجدون الطبيب بسبب بُعد سكنه، فيضطرون للذهاب إلى مديرية الغيضة للعلاج".
وأضاف: "لو كان السكن قريبًا من المركز الصحي، سيكون الطبيب متاحًا بشكل دائم، وبالتالي يمكن للمريض الحصول على العلاج في أي وقت، ما يجعل من الضروري توفير سكن للأطباء بجانب المراكز الصحية".
من جانبه، أشار الدكتور عبدالله التميمي، مساعد الطبيب في مركز الفيدمي منذ 15 عامًا، إلى الصعوبات التي يواجهها الأطباء في الانتقال من منازلهم إلى المركز، خاصة أولئك الذين يضطرون للسفر من الغيضة، التي تبعد 45 كيلو مترًا عن المركز.
وقال التميمي: "المعاناة الأكبر تقع على عاتق المرضى الذين يقطعون مسافات طويلة فقط ليكتشفوا عدم وجود الطبيب، ليضطروا للذهاب إلى الغيضة للحصول على العلاج".
وقام فريق برنامج "حيث الإنسان" بتقييم الاحتياجات المطلوبة ليقوم المركز بأداء دوره بالشكل المطلوب، وقرر اعتماد خطة لترميم سكن الأطباء في المركز الصحي بمنطقة الفيدمي التابعة لمديرية الغيضة وتأثيثه بشكل متكامل.
وقد عبّر الدكتور عبدالله التميمي عن سعادته الكبيرة وشكره العميق لمؤسسة توكل كرمان على دعمها في إعادة تأهيل سكن الأطباء، قائلاً: "في الماضي كنا نعاني من التأخير في تقديم الخدمات للمرضى، لكن اليوم أصبح لدينا سكن مجهز داخل المركز، مما يتيح تواجد الطبيب على مدار الساعة. شكرًا لمؤسسة توكل كرمان على ما قدمته لنا وللمرضى، ونحن جميعًا سعداء بذلك".
احدث تجديد سكن الأطباء اثرا كبيرا في اعادة الحياة للمركز الصحي لأهالي منطقة الفيدمي، وعادت عشرات الحالات المرضية التي كانت تقطع عشرات الكيلومترات الى مستشفيات اخرى للتوجه الى مركزهم الصحي فاختصروا الوقت ووفروا المال في ذات الوقت.