تفاقمت معاناة السودانيين بسبب الحرب مؤخراً تضاعفت بصورة متسارعة  خاصة بعد دخول قوات الدعم السريع إلى ولاية سنار ومناطقها وقراها بعد سيطرتها على مدينتي سنجة والدندر، ما خلف موجات كبيرة وجديدة للنازحين بعضهم نزح للمرة الرابعة منذ اشتعال الحرب بالخرطوم و تمددها لبقية الولايات قاطعين مئات الكيلو مترات من أجل البحث عن الأمان،و إمتلأت معسكرات ومخيمات نزوح في ولايات القضارف وكسلا  و النيل الأزرق و على امتداد أطراف ولاية سنار، في معسكرات نزوح لا تتوفر فيها أي مقومات للحياة الكريمة، و تضم المعسكرات أعداداً كبيرة من النساء والمرضى وكبار السن يشتكون من نقص الغذاء والدواء والرعاية الصحية.

التغيير ــ  محمد عبد الرحمن

وتضاعفت معاناة النازحين مع هطول الأمطار الغزيرة هذه الأيام في خيام لا تقيهم منها مع انتشار الحشرات والباعوض، فضلاً عن نقص كل الاحتياجات الغذائية والصحية، هذه المعاناة اسهمت في تحرك الكثيرين داخل السودان وخارجه من ناشطين وسياسين لإعلاء الأصوات الرافضة لاستمرار الحرب، مطلقين حملة شعارها #معا_لوقف_الحرب_في_السودان.

الحملة التي اطلقها نشطاء وسياسيون الآن تتصدر المشهد في السودان وتحولت إلى أكبر “ترند” تم تداوله خلال الساعات الماضية على منصات التواصل الاجتماعي، و تهدف الحملة من خلال الضغط الشعبي على قيادات الحرب في السودان من أجل ايقافها بعد أكثر من عام و نصف العام خراب والدمار ونزوح السودانين لأكثر من ثلاثة مرات في مدن ومناطق السودان هربا من نيران الحرب، فضلاً عن اللجوء إلى دول الجوار  فتضاعفت المعاناة التي سحقت السودانين والموت الذي لاحقهم طيلة فترة الحرب ولا زال الخطر يحاصرهم بعد أن حاصرهم الجوع والمرض وفصول النزوح.

معاناة اللاجئين

أكدت مفوضية اللاجئين التابعة للأمم المتحدة في منتصف هذا الأسبوع إن الشركاء في المجال الإغاثي يحتاجون إلى 1.5 مليار دولار بارتفاع من 1.4 مليار دولار في يناير وذلك من أجل توفير المساعدة والحماية لما يصل إلى 3.3 مليون شخص ممن اضطرّوا إلى مغادرة منازلهم من السودان حتى نهاية العام، فضلاً عن المجتمعات المحلية في البلدان المجاورة، وقالت مفوضية اللاجئين انها لم تتلقى سوى 19% من الأموال المطلوبة لجهود الاستجابة المرصودة للسودان.

و أكدت أن أكثر من 20 ألف لاجئ سوداني في جمهورية إفريقيا الوسطى لا يزالون بدون أي شكل من أشكال المساعدات الإنسانية، في حين لا يزال 180 ألف شخص من اللاجئين الجدد إلى تشاد ينتظرون نقلهم بعيدًا عن المناطق الحدودية، وهناك 75 ألف طفل لاجئ من غير الملتحقين بالمدارس داخل دولة مصر فيما يحتاج جنوب السودان بشكل عاجل إلى توسيع مخيمات اللاجئين الرسمية والعشوائية لتجنب الاكتظاظ الشديد في المرافق القائمة، ويعيش آلاف اللاجئين السودانيين ظروف صعبة للغاية في معسكرات اثيوبيا باقليم الامهرة وساهمت كثافة الأمطار في معاناتهم وعدم القدرة على إيصال المساعدات الإنسانية لهم، وتعمل الآن مفوضية اللاجئين على إضافة بلدين جديدين هما ليبيا وأوغندا إلى خطة الاستجابة الإقليمية للاجئين، بالإضافة إلى جمهورية أفريقيا الوسطى وتشاد ومصر وإثيوبيا وجنوب السودان، وأوغندا هي أكبر دولة مضيفة للاجئين في إفريقيا استقبلت 40 الف لاجئ سوداني منذ بداية الحرب، معظمهم في مخيم كيرياندونغو غربي البلاد.

ومنذ بداية الحرب خرج أكثر من 10 ملايين مواطن سوداني من منازلهم في السودان، ونزح العديد منهم أكثر من أربع مرات هربا من نيران الحرب وقد وصل ما يقرب من مليوني شخص إلى دول الجوار إضافة إلى قرابة الـ 8 مليون نازح جديد داخل السودان ومئتان وعشرين الف لاجئ ممن تحركوا إلى أماكن مختلفة داخل السودان.

الضغط الشعبي

و تصاعدت حملة النشطاء السياسين وآلاف السودانين  وتم تدوالها داخل وخارج السودان على وسائل التواصل الاجتماعي معلنين ومتوحدين على شعار #معا_لوقف_الحرب_في_السودان، من أجل الضغط الشعبي وإيصال صوت المدنيين الذي يرفض الحرب بصورة واضحة وكبيرة خاصة أن من يُعانى و تضرر منها هم المدنيين والمواطنين في السودان الذين اكتووا بنيرانها التي احرقت أحلامهم ودمرت بلادهم وجعلتهم في دائرة المعاناة التي لا تنتهي إلا بايقاف الحرب.

مع معاناة السودانين الحالية تدهور الوضع الإقتصادي بصورة مريعة نتيجة تهاوي أسعار الجنيه مقابل العملات، جانب حصار العديد من المدن وقطع الطرقات مما تسبب في ارتفاع كبير في أسعار السلع الاستهلاكية والغذائية وانعدامها وارتفاع أسعار المحروقات وعدم توفر مياه الشرب و انقطاع التيار الكهربائي وشبكات الاتصالات في الكثير من مناطق السودان، وتفاقمت أزمة الغذاء في الأيام القليلة الماضية، ووجدت حملة الضغط الشعبي  تفاعلا كبيرا في مواقع التواصل الاجتماعي وطالب السودانين فيها بإيقاف الحرب.

 

الوسومإيقاف الحرب حملة لجوء نزوح

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: إيقاف الحرب حملة لجوء نزوح

إقرأ أيضاً:

عندما تكون أقصي الطموحات هي إيقاف الحرب !!..

بصراحة بصراحة عندما يتحدث كائن من كان عن إعادة إعمار البلاد التي مزقتها الحرب اللعينة العبثية المنسية اتخيل التماسيح وهي تغادر نهر النيل تمسح دموعها بالمناديل الورقية متجهة إلي ميدان اللقاء الحاشد الذي يجمع الوحوش القادمة من غابات الأمازون والطيور الجارحة التي باستطاعة أحد أعضائها أن يحمل خروفاً زنة مائة كيلو ويحلق به بعيدا في الفضاء الخارجي دون أن يحس بالرهق هذا خلاف الزواحف والحشرات الضارة التي سوف تزداد ضراوة عندما تري بام أعينها ان أجساد البشر التي كانت تنهشها بتلذذ زائدا عن الحد قد تحللت وتسربت الي أعماق الأرض وما تبقي من عظام تعاملت معه كلاب الأزقة والحواري باللازم من النهش والقرقشة ومسكينة هذه الكلاب فقد أصبحت في وضع لا تحسد عليه ورغم أنها وفية لأصحابها وتقف أمامهم سدا منيعا أمام الأعداء إلا أن الوضع اختلف هذه المرة فالجوع كافر وصار الكلب المفترس اعمي لا يفرق بين عظام صاحبه وبقية العظام في الزحام !!..
الامريكان عندهم حلول لكافة المعضلات فهم يتعاملون مع الواقع بواقعية وإذا استلزم الأمر التريث مع التفكير فهم يميلون إلي الصبر وعدم تعجل الأمور حتي تنضج طبختهم علي نار هادئة وتخرج للعلن في حالة من الوسطية فلا هي محروقة أو نيئة بل مسبكة غاية التسبيك تستسيقها الأنفس وتنعم بها وهي في قمة السعادة والفرح والسرور !!..
انتم يا هؤلاء صبرتم علي الحرب اللعينة العبثية المنسية لأكثر من سنتين وكل فجر جديد نري هذه المأساة وكأنها بدأت هذا الصباح مع كوب الشاي والصحيفة إن بقي هنالك شاي او ( تفل ) أو حتي صحيفة صفراء أو ( تابلويد ) لايهم وياحليلك يا ( البعكوكة ) وقد افتقدنا اشعار ود العيلفون التي كان يكتبها علي الآلة الكاتبة وينسخ منها ما يكفي حاجة الأسواق الشعبية حيث كان يعرض إنتاجه هنالك بأبخس الأثمان وله فلسفة في ذلك إذ يقول إن الثقافة يجب تصل إلي الجماهير دون أن يحول بينهم وبينها عائق مادي وهو نفسه بعد أن يبتاع منه شخص ما نسخة من أشعاره التي طارت بسمعتها الركبان يقدم شرحا وافيا لهذا الشعر محاولا أن يثبت بأن الأدباء في بلاده وهو منهم لاتهتم بهم وسائل الإعلام المختلفة لا بالداخل أو بالخارج ورغم ذلك وإيمانا منه بنشر الثقافة آل علي نفسه أن يتسلق كل حبال الصبر وان يعض علي كل النواجذ وان لا يستسلم لليأس فكثير من الأدباء في بداية السلم عانوا من الإهمال ولكن مع قوة العزيمة بعضهم وصل إلي نوبل والبوكر رغم أن الكثير منهم وبسبب الاستسلام لم يغادروا محطة طوكر !!..
كيف تستعجلون وتتلهفون إلي الاعمار والدمار لم تتوقف معاوله والإنسان مازال فاقداً حتي لآلة حدباء تحمله وطيلة هذه الحرب لم نري سيارة إسعاف واحدة تولول علي طول الطريق تحمل الضحايا والمنكوبين الي المشافي التي تبخرت مثل احلام العباسيين عند نهر الزاب الأصغر !!..
عندما تتوقف الحرب وهذا في الوقت الحاضر هو طموح المواطنين الذين يحلمون بجرعة ماء نظيف وكبسولة دواء وكهرباء وماوي آمن من الدانات ويحلمون بأن يكون لليل هذا الشتاء صبح غريب ويحلمون بالشتات وقد انطوت صفحته وتلاقت الأسر من جديد ليبكوا موتاهم ويواروا الثري بقية رفات احبايهم التي مازالت موزعة في طول البلد وعرضها وفي كل الزوايا والاركان ...
حالياً أوقفوا الحرب وكفكفوا دمعة المجروح وان تكون المؤاساة شاملة وعندما يتعافي الجميع من الجشع والأنانية والجدل العقيم و ( الايجو ) التي تضخمت عند الكثيرين ... بعد كل هذا التصافي والتعافي بعد نهاية الحرب اللعينة العبثية المنسية يمكن أن تتم إعادة البناء ولكن السماسرة والقياصرة والاباطرة يمتنعون !!..

حمد النيل فضل المولي عبد الرحمن قرشي.
معلم مخضرم .

ghamedalneil@gmail.com  

مقالات مشابهة

  • "رسيني "و "اترموا".. أنجح أغاني ألبوم بهاء سلطان تتصدر المشهد بفضل ألحان مدين
  • هل تجلب المسيرات السلام الى السودان؟
  • وزير الخارجية: مصر تستضيف على أراضيها أكثر من 10 ملايين لاجئ
  • عندما تكون أقصي الطموحات هي إيقاف الحرب !!..
  • الهدف: إيقاف سيلان نهر العودة الى السودان
  • الإمارات: التزام راسخ بتخفيف معاناة الشعب السوداني
  • مباحثات سعودية أوروبية حول التحديات الاقتصادية في اليمن وتطورات البحر الأحمر
  • السعودية والاتحاد الأوروبي يبحثان مستجدات البحر الأحمر
  • البرهان في مصر اليوم.. وملفات الحرب وإعادة الإعمار تتصدر المباحثات.. الدعم السريع يفاقم معاناة السودانيين باستهداف البنية التحتية
  • عودة اللاجئين تتصدر زيارة وزيري داخلية ألمانيا والنمسا لدمشق