حزب الله في ذكرى عاشوراء: مزيد من الردع والحزم.. والتصميم!
تاريخ النشر: 19th, July 2024 GMT
ككلّ عام، انتظر كثيرون خطاب الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصر الله في مناسبة العاشر من محرّم، لما ينطوي عليه من رمزية لطالما ارتبطت بذكرى عاشوراء، حيث اعتاد الرجل على تضمين الموقف السياسي الواضح في هذا الخطاب تحديدًا، وهو ما يفترض أن يأخذ أهمية مضاعفة في ظلّ الظروف الحالية، حيث تتواصل المعارك بين الحزب والعدو الإسرائيلي، منذ معركة "طوفان الأقصى" في الثامن من تشرين الأول الماضي.
وتحت عنوان "هيهات منّا الذلّة"، بمعانيه ودلالاته المعبّرة، جاءت رسائل السيد نصر الله في المناسبة، حيث توجّه به إلى "الذين يهدّدوننا بالموت والقتل والحرب، ويريدوننا أن نسكت أمام الظلم الذي يرتكبه العدو الصهيوني في غزة وجنوب لبنان"، مستعيدًا بذلك "جوهر" المعركة التي يخوضها "حزب الله" اليوم، والمُستمَدّ من "جوهر" كربلاء وعاشوراء، وهو "الانتصار للمظلوم"، والمظلوم هنا هو المقاومة، التي يعتدي عليها الكيان المحتلّ.
وبالتوازي مع رسالة "الجوهر" التي حضرت بقوة في خطاب عاشوراء، حرص السيد نصر الله على استكمال ما كان قد بدأه في جملة خطاباته السابقة، فكانت رسائله حازمة، لجهة التأكيد على أنّ الجبهة اللبنانية مستمرّة ما دام العدوان مستمرًا على غزة، ورادعة مع التهديد بضرب مستوطنات جديدة إذا استمرّ استهداف المدنيين، ولكنه أضاف إليها رسائل من نوع آخر، على مستوى "التصميم" لمرحلة ما بعد الحرب، وهنا بيت القصيد.
مزيد من الردع
مع أنّ هناك من قلّل من وقع خطاب السيد نصر الله، الذي جاء سقفه برأي البعض "أدنى" من بعض خطاباته الأخيرة، التي كان صداها أكبر، بالتزامن مع فيديوهات "الهدهد"، وعلى وقع التهديدات الإسرائيلية باجتياح لبنان، إلا أنّ خطاب عاشوراء لم يخلُ من رسائل "الردع" التي باتت في الآونة الأخيرة تشكّل عنوانًا أساسيًا من استراتيجية وتكتيك "حزب الله" في مواجهة العدو، وفي سياق "الحرب النفسية" التي يخوضها معه، ويتفوّق فيها عليه.
هكذا، لم يكتفِ الأمين العام لـ"حزب الله" بتكرار "ثابتة" أنّ جبهة الإسناد اللبنانية مستمرّة طالما أنّ العدوان على غزة مستمرّ، بمعزل عن كل التهديدات بالحرب، بل قرنها برسالتي "ردع" أساسيّتين، الأولى عندما "بشّر" الإسرائيليين بأنّهم في حال شنّ حرب على لبنان، فإنّهم لن يعانوا من نقص في الدبابات، لأنه لن يتبقى لهم أيّ منها، وفي ذلك إشارة ضمنية إلى الإقرار الإسرائيلي بالنقص في الجنود والذخيرة، الأمر الذي يفترض أنه يبعد خيار الحرب.
أما رسالة "الردع" الثانية، فجاءت بحديثه عن إمكانية "استهداف مستعمرات جديدة لم يتم استهدافها في السابق"، وهو ما ستلجأ إليه المقاومة في حال "تمادي العدو في استهداف المدنيين في لبنان"، حيث أراد نصر الله من ذلك، وفق ما يقول العارفون، توجيه "إنذار واضح" لإسرائيل للتوقف عن الاستهداف العشوائي للمدنيين، بعد خروجها عن قواعد الاشتباك غير المُعلَنة في الأيام الأخيرة، من خلال سلسلة غارات سقط على إثرها شهداء من المدنيين.
مرحلة ما بعد الحرب
على أهمية رسائل "الردع"، التي يحرص السيد نصر الله على تضمينها في معظم خطاباتها، ويردّ من خلالها على التهديدات الإسرائيلية التي تراجع منسوبها في الفترة الأخيرة، بعدما بلغت "ذروة الجنون" في وقت سابق، إن جاز التعبير، حمل خطاب عاشوراء رسائل جديدة من نوعها، تتعلق بترتيبات مرحلة ما بعد الحرب على غزة، وهو ما يمكن أن يؤشّر إلى أنّ "حزب الله" بدأ عمليًا الإعداد لهذه المرحلة، وأنّ احتمالاتها باتت أكبر من الحرب بسيناريوهاتها المختلفة.
هنا أيضًا، يمكن الحديث عن "شقّين" أساسيّين في الخطاب، منها ما يتعلق بترتيبات المفاوضات والتسوية، حيث برز كلام واضح لجهة التأكيد على أنّ "الدولة اللبنانية" هي الجهة التي تفاوض باسم لبنان، وكأنّه بذلك يؤكد أنّ "حزب الله" لا يريد "مصادرة" هذا الدور، ولا يريد الخوض في أيّ مفاوضات بمعزل عن الدولة، مع تأكيده في الوقت نفسه على أنّ كل ما يحكى عن اتفاق جاهز غير دقيق، باعتبار أنّ نتائج المعركة هي التي سترسم طريق المفاوضات.
وبالحديث عن مرحلة ما بعد الحرب، يحضر الشقّ الإنساني أيضًا بعيدًا عن المفاوضات، وقد برز في خطاب الأمين العام لـ"حزب الله"، مع تأكيده على إعادة الإعمار، بمعزل أيضًا عن الدعم الذي ستقدمه الدولة اللبنانية، في رسالة فُهِم منها أنّ الحزب يؤكّد سلفًا أنه سيضع نصب عينيه إعادة القرى الأمامية "كما كانت وأجمل ممّا كانت"، أيًا كانت التكلفة، وفي ذلك أيضًا رسالة صمود ومقاومة، وتصميم على المضيّ إلى الأمام.
لا تبدو رسائل "حزب الله" في عاشوراء، مختلفة عنها في سائر الأيام، في ظلّ المواجهة "المفتوحة" مع العدو الإسرائيلي، لكنها تؤكّد مرّة أخرى ما يمكن اعتبارها "ثوابت" في مقاربة الحزب، وأهمّها أنّ الحزب لا يخاف الحرب، وجاهزٌ لها، لكنّه في الوقت نفسه يستبعدها، فالإسرائيلي ليس في أفضل أيامه. ولعلّ تقدّم الحزب بحديثه عن مرحلة ما بعد الحرب، على مستوى المفاوضات وإعادة الإعمار، يحمل "رمزية" من نوع خاص في هذا السياق! المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: مرحلة ما بعد الحرب السید نصر الله حزب الله
إقرأ أيضاً:
مهرجان «سكة للفنون والتصميم 13» ينطلق 31 الجاري
دبي (الاتحاد)
تنطلق مساء الجمعة (الموافق 31 يناير الجاري)، فعاليات النسخة الـ 13 من «مهرجان سكة للفنون والتصميم»، والتي تقام تحت رعاية سمو الشيخة لطيفة بنت محمد بن راشد آل مكتوم، رئيسة هيئة الثقافة والفنون في دبي، وتستمر حتى 9 فبراير المقبل في حي الشندغة التاريخي، ضمن استراتيجية «جودة الحياة في دبي»، وتهدف «دبي للثقافة» من خلال المهرجان إلى توفير منصة مبتكرة تجمع شتى أنواع الفنون، وتحتفي بالمبدعين والفنانين الرواد والناشئة من الإمارات والخليج، ما يساهم في ترسيخ مكانة دبي مركزاً عالمياً للثقافة، وحاضنة للإبداع، وملتقى للمواهب.
وستطل نسخة المهرجان الجديدة بأجندة غنية بالمعارض والبرامج والأنشطة المختلفة، وعروض الأداء والفن التشكيلي، وتجارب متنوعة في فن الطهي، وستشهد عرض أكثر من 40 عملاً فنياً وتركيباً سيتم توزيعها على 19 بيتاً ومحيط خور دبي، سيقدم كلٌ منها أنواعاً مختلفة من الفنون، وأعمالاً تركيبية مميزة، ومنحوتات ومساحات تفاعلية متنوعة، وسيخصص الحدث ثلاثة بيوت وساحتين، لتطوير مهارات أصحاب المواهب، إلى جانب مساحة لأصحاب الهمم بهدف تحفيزهم على عرض إبداعاتهم، وسيتضمن البرنامج عرض 13 جدارية تحمل بصمات نخبة من الفنانين، وهو ما يتواءم مع استراتيجية «الفن في الأماكن العامة» التي تقود «دبي للثقافة» حركة تفعيلها لتعزيز الثقافة البصرية في دبي.
وسيشمل برنامج الحدث الذي يندرج تحت مظلة «موسم دبي الفني» أكثر من 450 ورشة عمل وجلسة حوارية ونقاشية، ونحو 100 عرض حي، و13 عرضاً مسرحياً، و6 عروض أوركسترا، من بينها «أوركسترا الفردوس» التي يشرف عليها الموسيقار العالمي إي. آر. رحمان، و«أوركسترا الإمارات السيمفونية للشباب»، و«فرقة دبي سيتي ساوند»، إضافة إلى مبادرات فاعلة تعزز قوة الصناعات الثقافية والإبداعية في دبي، ومن بينها «بيت تصميم المسرح العالمي» الذي سيقدم مجموعة ورش عمل متخصصة وعروضاً مسرحية يومية، وبرنامج «مَرِنْ» الذي يركز على أساليب العمارة وجمالياتها، وكذلك فعالية «مبدعون على عجَل» التي يقودها الحكواتي، وتتخللها عروض الظل على أنغام العود. وخلال فترة المهرجان، سيكون الزوار على موعد مع مجموعة من التجارب الفريدة التي يقدمها أكثر من 50 بائعاً للمأكولات، إلى جانب «بيت الزعفران» الذي يستضيف سلسلة من نوادي العشاء التي سيتولى الإشراف عليها 9 طهاة معروفين.
يذكر أن نسخة «سكة للفنون والتصميم» ال 12 نجحت في استقطاب ما يقارب 162 ألف زائر، تابعوا أعمال نحو 500 فنان ومبدع من دولة الإمارات ومنطقة الخليج والعالم، قدموا أكثر من 300 عمل فني. كما شهدت إطلاق 10 أعمال فنية تركيبية خارجية في أروقة حي الشندغة التاريخي.