سودانايل:
2024-11-24@12:13:57 GMT

التستر على الحرامي الحقيقي!

تاريخ النشر: 19th, July 2024 GMT

رشا عوض
اسطوانة المنظمات والتمويل الغربي في سياق الصراع السياسي السوداني الهدف منها صرف الانظار عن اللصوص الحقيقيين الذين يجب ان تكون معركة الشعب السوداني معهم في المقام الاول والثاني والثالث والاخير!
المواطن السوداني يجب ان تكون معركته مع من يسرقون المال العام السوداني خصما على لقمة عيشه وجرعة دوائه وتعليم ابنائه وماء شربه وتنمية وطنه عموما!
يجب ان تكون معركته مع مافيات الذهب والنفط والغاز داخل السودان، وعصابات النظام المصرفي وبائعي الاراضي السودانية للاجانب بصفقات سرية مشبوهة!
يجب ان تكون معركته مع موردي الاسمدة الفاسدة والادوية التالفة والاسلحة المعطوبة!
يجب ان تكون معركته مع الصحفيين الارزقية الذين يقبضون " الظروف " الضخمة من مال دافع الضرائب السوداني الفقير مقابل التستر على كل تلك الجرائم وغسيل مرتكبيها والدفاع عن فسادهم وسرقاتهم ! مع الصحفيين الاثرياء الذين اصبحوا منافسين للوزراء الحرامية في امتلاك العقارات والشركات والسيارات التي يصل سعرها الى مائة الف دولار واكثر!
نفس هؤلاء الصحفيين الاثرياء هم من يشغلون اسطوانة المنظمات والتمويل الاجنبي ليصرفوا نظر الرأي العام عن " الحرامي (العدو الحقيقي) الى عدو وهمي مصنوع من الاكاذيب ووحي الخيال المريض ، يضللون الناس بان هناك منظمات اجنبية توزع الدولارات باالملايين على من يصفونهم بالعملاء والخونة!
هل يعقل ان ينشغل المواطن السوداني عن ملاحقة سارقي لقمته وجرعة دوائه بملاحقة مال يخص منظمات اجنبية وراء البحار! هل الواجب المباشر للمواطن السوداني حراسة اموال الدولة السودانية ام حراسة المال الاجنبي المحروس اصلا بقيم واعراف وقوانين دول ومجتمعات راسخة في قيم الديمقراطية وعلى رأسها الشفافية ، ومن دلائل الرقي والتحضر في هذه الدول ان فيها منظمات مجتمع مدني غير حكومية تدعم المجتمع المدني وضحايا الدكتاتوريات حول العالم في سياق تكريس القيم المشتركة، وحتى الحكومات الغربية تخصص جزء من ميزانيتها للعون الخارجي وللمفارقة تجد نفس الحكومات التي تسلط ابواقها " للردحي" ضد التمويل الاجنبي تتلقى المنح والهبات من ذات الاجانب وتؤسس اقساما متخصصة في الوزارات للحصول على العون الاجنبي ومفوضيات للعمل الطوعي والانساني الذي يتلقى التمويل، المال الاجنبي الوحيد الذي يحكمون عليه بالنجاسة وعلى متلقيه بالعمالة هو الذي تتلقاه منظمات مجتمع مدني منحازة للديمقراطية وحقوق الانسان يقودها اشخاص يعارضون العصابة الكيزانية.


وفي سياق التضليل المنهجي يعكف ارباب صحافة ( سيدي الرئيس واخي الرئيس) على تكريس فكرة ان كل معارضي العصابة يجب ان يكونوا في قفص الاتهام بالعمالة ، اما عناصر العصابة وابواقهم الاعلامية فهم دائما وابدا ودون قيد او شرط في منصة اخلاقية متعالية على الجميع منها تصدر صكوك الغفران الوطني حصريا!! وطبعا هذا ضرب من البجاحة والبلطجة وقوة العين لا اكثر!
فما هو المعيار الذي جعلهم وطنيين اصلا ناهيك عن ان يكونوا اكثر وطنية واستقامة منا جميعا؟
وما هو الدليل من اقوالنا وافعالنا على اي خيانة للوطن؟ هل الدعوة الى ايقاف الحرب وانقاذ الشعب من ويلاتها والاصلاح الامني والعسكري في اتجاه بناء جيش وطني قومي واحد لطي صفحة الحروب واقامة حكم مدني ديمقراطي يحفظ كرامة وحرية السودانيين خيانة وعمالة ؟ والوطنية هي تأجيج الحرب والفتن وتقسيم الوطن على اسس عرقية وجهوية وتكريس الحكم العسكري واستدامة الاستبداد والفساد؟
وهل من عميل او حتى محتل اجنبي يمكن ان يلحق بالسودان اضرارا وكوارث وينهبه ويفقر اهله ويذلهم مثلما فعلت العصابة الكيزانية؟
العميل هو من يعمل ضد وطنه ومواطنيه بالوكالة لجهة اجنبية معادية مقابل المال، فماذا فعلنا نحن كقوى مدنية ديمقراطية ضد السودان ارضا وشعبا ؟ هل قتلنا مئات الالاف؟ هل نهبنا مليارات البترول؟ هل دمرنا مشروع الجزيرة والسكة حديد والنقل النهري وسودانير؟ هل انحدرنا بمستوى التعليم والرعاية الصحية والخدمة المدنية والعسكرية؟ هل ادخلنا المواطنين السودانيين الى بيوت الاشباح بسبب اختلاف الرأي وعاقبناهم بدق المسامير في رؤوسهم والخوازيق في اجسادهم ثم اصدرنا تقارير بان سبب وفاتهم الملاريا والتسمم؟! هل لدينا وزير قال لوسائل الاعلام " كنا عيون واذان امريكا في المنطقة" ؟ هل في صفوفنا صحفي خاطب الجمهور من شاشة التلفاز قائلا " نحن عايزين نبقى عملا لامريكا زي ما كل الناس بقوا عملا " كما قال حسين خوجلي في برنامجه بقناة امدرمان الفضائية؟! هل صنعنا المليشيات الموازية للجيش وكتائب الظل واشعلنا الحروب ومزقنا الشعب بالفتن العرقية؟
ان العمالة للاجنبي ضد الوطن جريمة مخلة بالشرف، ولو كان في بلادنا قضاء محترم ونيابة عامة نزيهة لفتحنا بلاغات دون تردد ضد اي كائن وضيع اطلق علينا هذه التهمة جزافا ارضاء لسادته من اللصوص والمجرمين.  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

بهاء الحريري: الاستقلال الحقيقي لا يأتي بالتسويات بل بالعمل

قال بهاء رفيق الحريري في بيان: "تحلُّ ذكرى عيد الاستقلال الـ 81 على اللبنانيين في هذا العام بأدق لحظة تاريخية يمر فيها الوطن وأمام مفترق طرق سيحدد مستقبله، ومسار وشكل الدولة في المرحلة المقبلة، وسط حرب دامية على لبنان وظروف نزوح صعبة يعانيها أشقاؤنا في الوطن".

اضاف: "لعل أكثر التحديات صعوبة، الانقسامات الداخلية وتجاوز البعض لدور الدولة ومؤسساتها وفي طليعتها الجيش اللبناني الوطني، في حماية لبنان والحفاظ على سلامة أبنائه".

وتابع: "لم يعد خافياً على أحد في لبنان أن ذكرى الاستقلال قد فقدت بريقها ومعناها الحقيقي منذ اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، والذي كان يأمل أن يرى سلطة الدولة اللبنانية وجيشها على كافة الأراضي اللبنانية، وضحى بحياته رافضاً التنازل عن مسعاه الوطني في سبيل ذلك".

واردف: "لقد كان واضحاً أن المرحلة التي تلت اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، توقف فيها مشروع الاستقلال الحقيقي، حيث تماهى البعض مع مشروع المليشيات لحسابات ضيقة، فطغى تحالف الفساد والسلاح، على مصالح لبنان واللبنانيين، إلى أن وصلنا على ما نحن عليه اليوم".

وختم: "في هذه اللحظات الدقيقة والحرجة، نؤكد على أن الاستقلال الحقيقي للبنان لا يأتي بالتسويات أو المساومات أو المحاصصات، التي استنزفت مقدرات لبنان وسيادته على مر السنوات الماضية، بل إن الاستقلال الحقيقي يكون بالعمل الجاد والوطني لتخليص لبنان وشعبه من الوصاية الخارجية بكل أشكالها، وتسليم جميع المليشيات أسلحتها للدولة، وانضمام أبناء الوطن بكل طوائفهم، لمشروع بناء الدولة القوية في لبنان، لأنها الضامن الوحيد. وكلنا أمل أن تزول هذه المحنة من خلال وحدتنا والتفافنا حول جيشنا للحفاظ على لبنان ليبقى سيدا حرا مستقلا".

 

مقالات مشابهة

  • خلف: عملية الإنقاذ لا تكون إلا بالشراكة بين جميع اللبنانيين
  • مسلحون يهاجمون إحدى القرى ويحرقون دراجات نارية في ريف إب
  • مسلحون يحرقون ممتلكات مواطنين بعد استهداف منازل ومزارع في إب
  • إطلاق نار وحرق للممتلكات.. مستوطنون حوثيون يهاجمون أهالي قرية في هذه المحافظة
  • السبب الحقيقي وراء غياب ميسي عن حفل برشلونة
  • الجيش يرفض كشف العدد الحقيقي.. انتحار 6 جنود إسرائيليين قاتلوا بغزة ولبنان
  • الاتحاد الفرنسي يرفض طلب سان جيرمان في معركته مع مبابي!
  • جوبا بخير ونتمنى ان تكون بخير
  • بهاء الحريري: الاستقلال الحقيقي لا يأتي بالتسويات بل بالعمل
  • محاكمة عصابة حديثي الولادة تخطف الأنظار في تركيا