محمد فضل علي .. كندا

لقد كانت كل الحكومات والقيادات التي تعاقبت علي الحكم في السودان نموذجا للادب والانضباط وعفة اللسان في السلم والخصام باستثناء فترة حكم الرئيس المعزول الهارب من العدالة عمر حسن احمد البشير وامتداده الراهن في قيادة الجيش المزعومة الذين تترواح مواقفهم مع العالم الخارجي بين اللؤم والشتم واللعن ثم الانكسار والتودد والذل وتسول العون والمدد عندما يشتد عليهم الخطر .

.
فعلوها مع مصر من قبل في بدايات حكم البشير ومع دول الخليج وهتفوا اثناء غزو الكويت
" اضرب اضرب يا صدام من الاهرام الي الدمام " ..
شتموا مصر والمصريين وقاموا بتصفية واغلاق مدارس البعثة التعليمية المصرية في كل المدن السودانية و جامعة القاهرة فرع الخرطوم ثم هرعوا بعد كل مافعلوا الي مصر يتذللون ويتملقون بعد مذكرة وقرار المحكمة الجنائية الدولية باعتقال البشير وقاموا باعادة مونتاج قصيدة الشيخ البرعي الشهيرة ووصفه البليغ لرحلة الاولياء والعارفين وانتشار علومهم ومعارفهم ثم اضرحتهم ومراقدهم علي الاراضي والمدن المصرية قصيدة " مصر المؤمنة باهل الله " .
ذهبوا اكثر من ذلك وتبرع الرئيس المعزول بعربات فاخرة وغالية الثمن لافراد الفريق القومي المصري وكل الطاقم المرافق له من مدربيين وفنيين واداريين اثناء زيارتهم الي الخرطوم واكرام الناس امر واجب ولكن بطريقة معقولة وليس الي مستوي هذا الدرك السافل من الملق والمداهنة.
وجلس سفاح الامن والمخابرات صلاح قوش مثل طفل مذنب يستمع الي نصائح الراحل عمر سليمان مدير المخابرات المصرية التي ظلوا يستهدفونها اكثر من اسرائيل و الدولة العبرية علي مدي سنين طويلة حتي تحول الامر الي فوبيا في المطارات والمؤاني السودانية واتهام كل زائر مصري الي السودان بانه مخابرات مصرية حتي بعض بسطاء المصريين الذين تقطعت بهم السبل واصبحوا يبيعون الفواكة والخضار في اسواق وشوارع الخرطوم ليكسبوا عيشهم قاموا بابعادهم من السودان بتهمة العمل لصالح المخابرات المصرية .
السفير المصري في سودان تلك الايام ورجل المخابرات والعسكري العريق " محمد تقي الدين الشربيني "
كان يعلق ضاحكا علي تلك الممارسات وهو يقول ان معرفة مايدور في السودان لايحتاج الي مخابرات لانك ستعرف اي شئ عن السودان في اي "بيت بكاء " وهو منزل العزاء في العامية السودانية .
ثم تشاء ارادة الله ان تدور عليهم الايام لينتهي بهم الامر جميعا بعد سقوط نظامهم عسكريين ومدنيين الي الاقامة الفاخرة في مصر مع اسرهم وعوائلم في الوقت الذي يعاني فيه ضحايا حربهم وحكمهم وظلمهم الطويل من ملايين السودانيين في مصر من ظروف غير انسانية قاسية وضيق العيش ومن استهداف عنصري بغيض من بعض المصريين ومن مرارة النفي الاجباري والبعد عن الوطن والديار ويموت بعض السودانيين في الصحاري علي الحدود السودانية المصرية.
فؤجي الناس اليوم بالاتصال الهاتفي بين البرهان ورئيس دولة الامارات العربية ولم تتحدث العصابات الاليكترونية والاعلامية الموالية لنظام الامر الواقع عن تفاصيل واسباب هذا الاتصال التلفوني بل وصلت ببعضهم الجراءة درجة نشر الخبر علي انه اتصال من رئيس دولة الامارات علي البرهان متعمدين تصوير الامر كاتصال من رئيس دولة الامارات الي البرهان في محاولة ساذجة وغير كريمة للتغطية علي الضجة الواسعة التي تسبب فيها فاصل الشتم واللعن لرئيس دولة الامارات وشعبها بواسطة البوق الاخواني الاجوف وموظف اللجنة الامنية لنظام البشير الجنرال ياسر العطا احد المشرفين علي ميليشيا الدفاع الشعبي احد الاذرع العسكرية والارهابية لنظام البشير والحركة الاسلامية والمؤتمر الوطني المحظور .
السودان يمر اليوم وفي هذه اللحظات بظروف استثنائية غير عادية ومن احتمال خطر الفوضي الخلاقة وانهيار المتبقي من كيان الدولة السودانية الذي اصبح يطرق الابواب من كل ناحية .
بينما تحاول غرفة عمليات الحرب الاخوانية تحميل دولة الامارات العربية المسؤولية عن كل الدمار الذي يحصل في السودان عن طريق اتهام الامارات بدعم قوات الدعم السريع الميليشيا التي صنعوها بايديهم وقاموا بدعمها وتدريبها وتمويلها من اموال وثروات الشعب السوداني المنهوبة ثم سلطها الله عليهم في لحظة قدرية عندما اطلقوا عليها الرصاصة الاولي واستدارت عليهم ولقنتهم دروس في القتال وجرعتهم الهزائم في كل انحاء السودان بل اجبرتهم علي الهروب من الخرطوم واقامة كيان هزيل باسم الحكومة السودانية في مدينة بورتسودان في سابقة جديدة علي السودان .
لم يهرب البطل القومي الشهيد الخليفة عبد الله التعايشي اويغادر ميدان المعركة عندما حاصرته جيوش الغزاة الانجليز عندما لقي مصرعة في ثبات ايماني عظيم مستقبلا القبلة علي ثري السودن العظيم .
ولم يهرب الرئيس السوداني الراحل جعفر نميري بعد ان سقطت العاصمة السودانية علي يد قوات تحالف الجبهة الوطنية واحزاب الامة والاتحادي وبعض الاسلاميين وكيانات اخري في 2 يوليو 1976 بعد ان سيطرت علي الخرطوم ثلاثة ايام لم تكسر فيها نافذة او يكسر متجر او يروع الناس والمدنيين كما يحدث اليوم في حرب الاسلاميين التي يخوضها البرهان ومساعدة البوق الاخواني الارعن ياسر العطا بالوكالة عن قيادة الحركة الاسلامية التي تدير السودان وتصدر القرارات باسم وزارات ليس لها وجود في بلد ليست فيها حكومة .
قيادة الامارات لم تتصرف برد الفعل او تقوم بالتضييق علي السودانيين المقيمن علي اراضيها ولن تفعل ذلك بكل تاكيد ولو ارادت دولة الامارات استخدام نفوذها في خلق معارضة حقيقية من الوجود السوداني في دولة الامارات وحدها لتمكنت من حسم الامر خلال ايام معدودة واسقطت حكومة الاخوان السودانية السرية وكشفت عنها وعن ادق تفاصيل ما حدث ومايحدث في البلاد .
وهو امر سيحدث دون ادني شك من داخل السودان بايدي سودانية خلال الايام والاسابيع القادمة ولن يجدوا اي بلد يوفر لهم الاقامة والحماية وسيتحول السودان بعد نهاية الحرب الراهنة الي مسرح يشبه المانيا بعد نهاية الحرب العالمية الثانية وهزيمة ونهاية النازية منتصف الاربعينات .
ستاتي منظمات الامم المتحدة والوكالات الدولية المختصة وقنوات الاعلام الاخبارية الدولية وفرق الرقابة التابعة لاجهزة المخابرات الاقليمية والدولية الي سودان مابعد الحرب وستقام مدينة باكملها لنيابات العدالة الانتقالية وسيتحول مكتب النائب العام القادم في السودان الي خلية نحل تعمل علي مدار الاربعة وعشرين ساعة للتحقيق في كل صغيرة وكبيرة حدثت في السودان والازمات والجرائم والانتهاكات المتراكمة والتركة المثقلة من جرائم البشير وقيادات الحركة الاسلامية وستتم ملاحقة كل الاذرع القذرة والسدنة والاعوان والخبراء الاستراتجيين المزعومين من اعوان جهاز الامن والمخابرات الاخوانية وستتم ملاحقة كل المحرضين علي الحرب والقتل والموت المعروفين منهم والمتخفين تحت ستار الاسماء والكيانات الوهمية وستتم ملاحقة المتورطين منهم في دعم الحرب واي انتهاكات ضد السودانيين اينما كانو في تركيا او جزر القمر علي سبيل المثال وسيدعم العالم كلة السودان في مرحلة مابعد الحرب في العدالة والمساعدة المباشرة في الملاحقة وتسليم المطلوبين للعدالة السودانية وسيمتد التعاطف العالمي مع ضحايا الحرب السودانية الي المساهمة في اعادة البناء وتاهيل المرافق العامة والخاصة التي دمرتها الحرب مثل مطار الخرطوم الذي سيحتاج الي توسعة في مرحلة مابعد الحرب لاستيعاب حركة الطائرات الخارجية القادمة الي السودان بعد نهاية الحرب ورب ضارة نافعة ومع ذلك يجب ان يلتزم الناس والاغلبية الصامتة في الشارع السوداني الحذر الشديد في التعامل مع مستقبل السودان السياسي بقطع الطريق امام مناضلي الساعة الرابعة والعشرين وكل الذين وقفوا متفرجين علي الشعب السوداني الذي عاني من خزلان عظيم من بعض نخبة السياسية .
من الاوراق الاخيرة التي يتوقع استخدامها بواسطة الاسلاميين وغرفة عمليات الحرب في الايام القادمة هو اجبار البرهان علي التنحي بكل الوسائل والطرق وتشكيل مجلس اعلي للقوات المسلحة السودانية لاحكام قبضة الحركة الاسلامية علي البلاد وخلق واجهة مدنية من بعض التكنوقراط وعملاء الحركة الاسلامية واذاعة بيان في هذا الصدد علي طريقة بيان المستهبل الدولي الخطير عوض ابنعوف .
الدعم السريع يمتلك بندقية باطشة وقوية قادرة علي فرضه كامر واقع في مرحلة ما بعد الحرب ولكن ليس كما يتمني حميدتي من خلال تخطيطة مع اعوانة للتعامل مع مستقبل البلاد ولايمتلك حميدتي اذرع سياسية قادرة للتعامل مع الراي العام السوداني ناهيك عن التاثير فيه للحصول علي اعتراف من الشارع السوداني يمنحهم الشرعية ونوع من الاعتراف الذي يوفر لهم نوع من الحماية في حالة ملاحقة بعض قيادات وافراد من قوات الدعم السريع بواسطة المحكمة الجنائية الدولية والامم المتحدة والمجتمع الدولي خاصة في ظل خطاب الجهل المسلح السافر والمستفز من بعض القادة الميدانيين في قوات الدعم السريع الذين يخلقون معركة وهمية مع جيل من الحكماء وعظماء وخبراء السياسة والقانون الذين تعاقبوا علي حكم السودان اغلبهم تحت الثري من الذين رحلوا عن الدنيا عليهم رحمة الله اجمعين فيما يصفونه بدولة 56 التي حكمت السودان في ظل حكومات وبرلمانات منتخبة من اجماع الشعب السوداني علي العكس سيتم اجبار الدعم السريع بكل الطرق والوسائل بما فيها الضغط الدولي المباشر علي وقف القتال وعدم الاستمرار فيه تحت اي ظرف من الظروف.
سيلزم الدعم السريع بوضع البندقية جانبا ومن المؤكد ان يفوز حميدتي في اي انتخابات سودانية قادمة لو ترشح في اي مكان في السودان اذا تعقل وعمل علي التصالح مع الشعب السوداني ومكوناته الشعبية والاجتماعية وسيفوز ايضا صديقة المهذب الجسور شيخ الامين باغلبية ساحقة وهو شخص غير سياسي ولكنه بادر بالقيام بمبادرات لاقت احترام وتقدير الامة السودانية وتحدي الارهاب والابتزاز الرخيص من الفلول ومرتزقة الامن والمخابرات .
علي صعيد العلاقات الخارجية للسودان في ظل عهد جديد اتوقع ان لاتطول اقامة معظم الاسلاميين ورموزهم الاعلامية وكتائب ظلهم الاليكترونية في تركيا التي تتغير اوضاعها الداخلية علي مدار الساعة اما في مصر يتوقع ان تستجيب بصورة فورية لاي مذكرات اعتقال صادرة من السودان او اي وكالة دولية واقليمية ضد بعض الاسلاميين المقيمين علي اراضيها ولن تجد مصر اي حرج في جمعهم خلال دقائق معدودة واعادتهم الي السودان بصورة علنية والمصريين لديهم القدرة علي الاخراج والاستعراض الاعلامي المبهر لاي عمل من هذا النوع كما شاهد العالم اثناء استعادة الشخصية الجهادية الشهيرة والضابط السابق في الجيش المصري الارهابي هشام عشماوي الذي تسلمته مصر من الجيش الوطني الليبي ومحاكمته وتنفيذ حكم الاعدام فيه في مصر .  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: الحرکة الاسلامیة الشعب السودانی دولة الامارات الدعم السریع فی السودان بعد الحرب فی مصر من بعض

إقرأ أيضاً:

جمود الحل السياسي يضع دارفور في بؤرة الصراع بالسودان ، سيطرة الدعم السريع على الفاشر تنهي تحالف الجيش والحركات المسلحة

دارفور مقياس لقوة المتخاصمين، المعارك في الفاشر من المتوقع أن تتجدد بأكثر حدة في الأيام القادمة بعد فشل مسار التفاوض السياسي وسببه المباشر تلكؤ الجيش بزعامة البرهان، الدعم السريع أعطت مهلة للتهدئة، لكن الآن لم يبق من طريق سوى تصعيد الحرب التي ستجعل دارفور بؤرة الصراع.

الخرطوم - شهد الصراع العسكري في السودان تصعيداً جديدا عقب تعثر أصاب المسار السياسي، انتهى بفشل الوصول إلى اتفاق لوقف إطلاق النار عبر مباحثات جنيف، ما يدفع قوات الجيش والدعم السريع للبحث عن نقاط تقدم عسكرية تسمح بوضعية سياسية أفضل، حال جرى التوصل إلى تفاهمات مستقبلاً بشأن الحديث عن وقف الحرب، الأمر الذي ظهرت ملامحه في التصعيد الدائر بمدينة الفاشر في شمال دارفور.

وبات إقليم دارفور الذي تسيطر قوات الدعم السريع على أكثر من 90 في المئة منه بؤرة ساخنة جدا، حيث يخلق فقدان الجيش سيطرته تماما على الفاشر واقعا يصبّ في صالح الدعم السريع، وهو ما جعل الجيش والحركات المسلحة المتحالفة معه ينظران إلى المعارك الدائرة حاليا كفرصة تمكنهم من تعزيز قدرتهم على الصمود أو الفشل.

وحذر المبعوث الأميركي للسودان توم بيرييلو من تأزم الأوضاع في الفاشر، كاشفا عن تحشيد جديد حول مدينة شهدت اشتباكات عنيفة بين قوات الدعم السريع والجيش. وأشار في تدوينة على منصة إكس، الخميس، إلى أن قوات الدعم السريع تجمّع قواتها لشن هجوم آخر على الفاشر، ويستمر تسبب قصف القوات المسلحة السودانية في إيقاع المزيد من الخسائر في صفوف المدنيين.

وبدأ الجيش بالتصعيد في الفاشر استباقَا لحشد متوقع للدعم السريع التي أبطأت تحركاتها لمنح الفرصة من أجل الوصول إلى اتفاق سياسي عبر مسار جنيف أو أيّ من المسارات الأخرى، إذ تتعرض الفاشر لقصف يومي من الجيش في الأسبوعين الماضيين، ما أدى إلى سقوط ضحايا وسط المدنيين، وتدمير عدد من المنازل.

◙ الجيش بدأ بالتصعيد في الفاشر استباقا لحشد متوقع للدعم السريع التي أبطأت تحركاتها لمنح الفرصة لاتفاق سياسي

وقالت مصادر سودانية لـ"العرب" إن ملامح سقوط الفاشر بيد الدعم السريع يلوح في الأفق، وإن المعارك التي كانت في السابق تدور على أطراف المدينة انتقلت إلى داخلها، وعدم تقدم قوات الجيش لمواجهة التموضعات الجديدة لقوات الدعم أثار تساؤلات حول مدى جدية التنسيق بينها وبين الحركات المسلحة المتحالفة معها وتجد نفسها في مواجهات مستمرة مع عناصر الدعم السريع دون تدخل مباشر من عناصر الجيش.

وأضافت المصادر ذاتها أن الصراع في دارفور سيأخذ حيزا من الاهتمام لدى طرفين وجّه كلاهما قوته الضاربة إلى الفاشر، وأن التهدئة السابقة خلال عمليات التفاوض التي انتهت بالفشل وظفت لاستعدادات عسكرية من جانب قوات الجيش التي كانت تعني فشل المفاوضات، وأولت اهتماما لاستمرار الصراع العسكري.

وستكون معارك الفاشر التي من المتوقع أن تتصاعد الأيام المقبلة حاسمة لمستقبل الطرفين، لأن سقوط المدينة بيد قوات الدعم السريع يعني سقوط التحالفات القائمة بين الحركات المسلحة والجيش ونشوب خلافات حول الطرف المتسبب في الهزيمة.

ولا تمانع عناصر الحركة الإسلامية داخل فريق الجيش من المتوضع في بورتسودان فقط، وترك باقي أقاليم السودان لدى الدعم السريع، وهي رؤى تختلف عن أهداف الحركات المسلحة التي لها ظهير قبلي في دارفور وأولوية بالنسبة إليها.

وتدرك قوات الدعم السريع أن السيطرة على الفاشر ضربة قاصمة للجيش، وفي تلك الحالة سيكون لها تواجد كبير غربا وفي وسط السودان والخرطوم، ومن خلال انتشار قواتها في مناطق مترامية يمكنها الانطلاق إلى أخرى ووضعها تحت سيطرتها، ولذلك لن يصبح هناك وزن سياسي وعسكري للطرف الآخر يساعده في التفاوض مستقبلاً.

وأكد عضو هيئة محامي دارفور المعز حضرة أن السودان بؤرة حرب واسعة بعد فشل مفاوضات جنيف، والفاشر من النقاط المهمة التي ما زالت بيد الجيش والحركات المسلحة، وقد تشهد معارك محتدمة بعد أن تراجعت العمليات خلال أشهر الخريف التي تهطل فيها الأمطار والسيول وتكون فيها الحركة صعبة، ومع بدء فتح الطرق في أكتوبر أو بداية العام المقبل ستكون المعارك أكثر حدة.

المعز حضرة: السودان بؤرة حرب واسعة بعد فشل مفاوضات جنيف والفاشر من النقاط المهمة التي ما زالت بيد الجيش والحركات المسلحة
المعز حضرة: السودان بؤرة حرب واسعة بعد فشل مفاوضات جنيف والفاشر من النقاط المهمة التي ما زالت بيد الجيش والحركات المسلحة
وأوضح في تصريح لـ”العرب” أن الفاشر تشكل رمزية مهمة لدارفور بعد سقوط جميع المدن الكبرى في الإقليم، وحال وقعت تحت سيطرة الدعم السريع فذلك سيخلق واقعا عسكريا مختلفا، يفتح الباب أمام مهددات أخرى، لأن الإقليم يضم قبائل متنوعة أفريقية وعربية وعندما يسيطر فصيل واحد على الإقليم ستظهر أشكال أخرى من الصراع ذات الطابع القبلي، وهناك اصطفاف واسع من قبل مجموعات قبلية، بعضها يقف بجانب الجيش، والبعض الآخر مؤيد للدعم السريع.

وشدد المعز حضرة، وهو أيضا عضو بقوى الحرية والتغيير/ المجلس المركزي، على أن أهمية الفاشر لا تجعل الحرب تتموضع فقط في دارفور، لكن الصراع من المنتظر أن يتصاعد في الخرطوم وأم درمان، والأخيرة أضحت منطقة عمليات مستمرة مع تواجد الجيش في المدينة القديمة وسيطرة الدعم السريع على غرب أم درمان، ومدن سنار (جنوب شرق)، والدمازين (جنوب ولاية وادي النيل)، وأن عدم القدرة على الحركة دفعت نحو تكثيف استخدام سلاح الطيران والمدفعية من جانب الجيش، في ظل أوضاع إنسانية متردية.

وذكر في حديثه لـ”العرب” أنه رغم توجيه اتهامات لقوات الدعم السريع بارتكاب انتهاكات في مناطق تواجدها، لكن الواقع يشير إلى أنها تسعى للسلام، في ما ترفضه عناصر الحركة الإسلامية التي تسيطر على القرار داخل الجيش، وأن استمرار الصراع الحالي من ضمن أسبابه رفض القوى المدنية انخراط الإسلاميين في مفاوضات التسوية المستقبلية بعد أن حاولوا اختراق المباحثات التي أجراها الاتحاد الأفريقي وهيئة "إيغاد" الفترة الماضية.

وتعتبر الفاشر العاصمة التاريخية لإقليم دارفور غربي السودان، وتتمتع بموقع إستراتيجي، وتربط بين شمال السودان ومدن دارفور، وتحتضن مقر قيادة الفرقة السادسة التابعة للجيش، وهي الوحيدة المتبقية من أصل خمس فرق عسكرية في إقليم دارفور، بعد أن سقطت الوحدات الأخرى وأصبحت تحت سيطرة الدعم السريع.

وتشهد الفاشر اشتباكات منذ العاشر من مايو الماضي بين الجيش وقوات الدعم السريع، ما وضع قرابة 800 ألف شخص من السكان تحت حصار شديد، ودعا المبعوث الأميركي الخاص إلى السودان الطرفين إلى وقف الأعمال العدائية والسماح للمساعدات بالوصول إلى المدنيين، والامتثال للالتزامات بحماية المدنيين.

العرب اللندنية  

مقالات مشابهة

  • البرهان يبحث تعزيز العلاقات الثنائية مع سفير فلسطين
  • عقب تحذيرات الصحة العالمية ومفوضية اللاجئين وانتشارها بالسودان.. كيف استعدت مصر لمواجهة الكوليرا؟
  • جمود الحل السياسي يضع دارفور في بؤرة الصراع بالسودان ، سيطرة الدعم السريع على الفاشر تنهي تحالف الجيش والحركات المسلحة
  • صرخة في وجه البرهان.. 500 يوم من الموت والجوع والمرض
  • الأوراق المطلوبة للسفر من مصر إلى الإمارات
  • المبعوث الأميركي يكشف لماذا لم تتوقف الحرب في السودان ويتحدث عن جهات خارجية تصب الزيت على النار
  • كارثة غير مسبوقة بالسودان بعد تدمير 20 قرية.. آخر تطورات انهيار سد أربعات
  • مبعوث أميركا: هناك جهات خارجية تصب الزيت على النار بالسودان
  • البرهان: نازحات القرير وبسوس السواحل
  • مقتل «7» مدنيين غربي العاصمة السودانية جراء قصف لقوات الدعم السريع