سودانايل:
2024-12-18@19:12:48 GMT

مطر الحصو .. والموت جوعاً

تاريخ النشر: 19th, July 2024 GMT

عادل محجوب على

adelmhjoubali49@gmail.com

مطر الحصو .. والموت جوعاً

• رغم ما يلازمنا من ألم وطأة الحرب القذرة يجب أن لا تتلاشى الآمال في غد أفضل .
• ورغم أن بروق خريف هذا العام النازف، قد أمطرت فعلا حصو ، بمساحات شاسعة من ارض الزراعة المطرية بولايات سنار ودارفور و كردفان والنيل الأزرق كما وعد دقلو حينها ،وهو نائبا لرئيس مجلس السيادة رغم انف الوثيقة الدستورية .


•و هذا يعنى أنه باستثناء ولايتا القضارف والنيل الأبيض ،التى توجد الحرب على مشارفهما ، كل مناطق الزراعة المطرية بالسودان أضحت مهددة بعدم الزراعة .
•وكان قد سبقها خروج أكبر مشروع للزراعة المروية فى أفريقيا مشروع الجزيرة عن دائرة الإنتاج حتى إن لم يكن كليا ..
•وكذلك مناطق الزراعة المروية بولاية الخرطوم خاصة المشاريع الزراعية التى كانت منتجة فعلا بشمال بحرى ومشروع سوبا غرب ومشاريع شرق النيل وغرب ام درمان و الجموعية فهذه صار حالها وحال مزارعيها لعدم وجود الأمن و الكهرباء و الجازولين يمثل كارثة إنسانية واضحة .
• و المخزون الاستراتيجي. للمنظمات، ومخزون الأفراد والمخزون العام , بكل الولايات المذكورة ،حسب الإفادات الموثقة تعرض للحرق و النهب بواسطة الدعم السريع ، وربما يكون جزء كبير منه عبر حدود الوطن إلى دول الجوار الإفريقى .
• ومصانع المواد الغذائية بما فيها مطاحن الغلال الكبرى والتى كان ٩٠ ٪ منها بولاية الخرطوم تدمرت تماما وخرجت من دائرة الإنتاج ونهبت أو دمرت أصولها و مخزونها.
• وصارت الكارثة مزدوجة بالانهيار المتسارع لقيمة الجنيه السودانى والذى كان متوقعا ، مثل توقع المجاعة الراهن ورغم ذلك لم يتم تحريك ساكن ، فتدنى قيمة الجنيه فى ظل الاعتماد الكامل على الاستيراد تعنى انخفاض مقدرة المواطنيين المقيمين واللاجئين على الشراء لكميات السلع والخدمات بنفس معدل الانخفاض والذى هو فى طريقة ليتجاوز الستة أضعاف قيمته قبل الحرب ، هذا لمن له دخل و يقدر على الشراء رغم الغلاء، وجل الناس ليس لها حتى مصدر للدخل .
• هذا هو المشهد القاتم ، الذى يجب أن لا ندفن رؤوسنا منه فى الرمال ، بتخيل أن لا يرى عورتنا العالم.. !! ، أو تماهيا مع إدعاءات جوفاء ظلت تورد الوطن موارد الهلاك ، والعالم و منظماته المعنية و التى يفترض أن لا تعرف اكثر منا بحال وطننا و أن لاتكون أكثر عطفا علينا من انفسنا ،ظلت تقاريرها الكثيرة ، تحذر من نذر مجاعة وشيكة بالسودان ، وتدعو لتداركها .
•رغم ذلك يحب أن لا نتوقف عن المراهنة على الخروج من هذا المأزق عبر الضغط لوقف الحرب وإحلال السلام وهو الحل المتفق عليه من القوى الوطنية السواداتية التى اجتمعت بمؤتمر القاهرة الأخير تحت شعار معا لوقف الحرب ، وهو الحل الأسرع للنحاة من القادم الأبشع .
• ولن يتم السلام المنشود ، إلا عبر جهد مسنود يعبد الطريق لعودة الوعى للتمترسين حول شعارات هلامية ،وخيالات وهمية وأمنيات مخبولة تسوق حطب حريق الوطن من كل الأطراف للمزيد من التأجيج والضياع , وذلك دفعا من تعصب لإنتماء ،أو جهل بحقائق الأشياء ، أو من دافع نزوة عودة لحكم ،أو إستمرار مصلحة ذاتية متاحة، أو متوقعة ، ولو فكت عنهم سكرة وغشاوة الدوافع لحظة ، لعرفوا أن كل هذه الأطماع الأنانية لن تتحقق إذا ساروا فى هذا الطريق الذى يؤدى إلى المزيد من الحريق , قبل سقوطهم مع الوطن فى هاوية سحيقة ، وحينها سيعلمون أنه كان يقف من خلف البل و ركوبا فوقه جوقة الطامعين فى صيد الوطن ، وحينها لا ينفع الندم .
• فيجب أن لا تححب غوغائية هياج الحرب و جعجعة الأسلحة، وبلوغ الوجع مداه ،عن بصائرنا و بصرنا رؤية طريق سيرنا نحو جب الهاوية.
• ويحب أن لا نمل من السعى الجاد لإيجاد مخرج من هذا الهياج العبثيّ عبر كل الطرق لننهي هذه الحرب اللعينة التي تمتد تداعياتها للقتل جوعا بعد أن شبعت من القتل بالسلاح إذا لم نكترث ، لما يلوح من إشارات .
تبا لهياج الحرب
والموت من قصف الرماة
فالجوع أقبل كالحا قال الرواة
يا وعينا المخبوء فى وهج الضياء
أنثر كنانتك المليئة بالحياة
أرحم انين الأرض من ثقل الرفاة
انزع مآقى الحزن من جوف البكا ة  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

احتضان النفايات « ١»

يبدو عنوان المقال مقززا « احتضان النفايات» فمن ذا الذى يقبل احتضان مخلفات الآخرين، يستقبلها، يتعامل معها، يعمل على تدويرها فى مصانع ومعامل، ويقوم بإعادة تقديمها فى منتجات جديدة يستهلكها أهله وكل مجتمعه، عندما نكيف المضمون بهذا المعنى مؤكد سنشعر جميعا بالخوف وليس فقط « القرف» بمجرد تصورنا أن منتجًا ما أو سلعة ما بين أيدينا هى من نفايات ومخلفات الأخرين أيًا كان نوع المنتج وأيًا كان صنف المخلفات التى صنعت منه، لكن الواقع يقول أن أغلب الدول العربية ودول العالم الثالث تحتضن وبجدارة مخلفات دول العالم المتقدم، وأن مصر تأتى فى الترتيب السادس من صف ٦٠ دولة تستورد مخلفات أوروبا وبقيمة تزيد عن 150 مليار دولار، تشتريها بأسعار عالية أو مخفضة بالدولار حسب نوعية المخلفات، لأن الدول المتقدمة كانوا فيها من الزاهدين، ويتم استقبال وإعادة تصنيع تلك المخلفات ليصبح القائمون على الاستيراد والتصنيع من المليونيرات واباطرة لترويج العديد من المنتجات التى تتعامل معها الأسر بصورة يومية ودائمة. استراد النفايات من الدول المتقدمة ليس بموضوع جديد، فقد أثيرت حوله الأقاويل والفضائح منذ عقود، منذ أن قبلت الدول العربية ومنها مصر أن تكون أراضيها مدافن لنفايات نووية وكيمائية لدول أخرى مقابل بعض المال الذى يعين هذه الدول على مواجهة ظروفها الاقتصادية الصعبة والتى تزداد بالطبع سوءا يوما بعد اليوم لتراكم الديون الدولية وتراجع الإنتاج المحلى وغيرها من الأسباب، ومؤخرا على سبيل المثال فى المغرب ثار الشعب ضد قرار حكومى باستيراد نفايات أوروبية، ولم تكن المرة الأولى التى يثور فيها الشعب ضد مثل هذا التوجه، ففى عام 2016 ثار الشارع المغربى، ضد قرار حكومى باستيراد نفايات من ايطاليا' وتم إيقاف الصفقة فى حينها، لذا يحاول الشعب مرة أخرى إيقاف استيراد نفايات مجددا تزيد عن مليونى طن من النفايات المنزلية والعجلات المطاطية من عدة دول أوروبية فى مقدمتها إيطاليا، إسبانيا، فرنسا، النرويج إلا أن الحكومة المغربية تدافع عن هذا الاستيراد للنفايات بانه مفيد للصناعة المغربية ويؤدى إلى تشغيل ايد عاملة، ويستخدم فى تنمية الصناعات الاسمنتية.

وأيا كانت مبررات الحكومة المغربية، فذلك شأنهم وحدهم مع شعبهم وأرضهم، ولكن ما يحدث فى المغرب يحدث فى بلدنا دون أن يثار أى غبار حول تلك الأطنان من النفايات التى تصل الينا عن طريق مستوردين وطنيين وغير وطنيين لإعادة تدويرها ولا يعرف عنها الشعب شيئا، ولا تصل غالبا المعلومات حولها لوسائل الإعلام، منها نفايات ورق التواليت، نفايات مطاطية ومعدنية وغيرها، وقد لا يعرف البعض أنه يوجد فى الاتحاد الأوروبى مكتبا هائلا لإدارة النفايات وتصديرها للدول التى تقبل إحتضان نفايات أوروبا ويطلق على هذا المكتب إسم» مكتب نفايات أوروبا» ويتولى تنظيم تخلص دول أوروبا من نفاياتها النشطة والتى تشكل خطرا جسيما على البيئة التى تستقبلها وتتعامل معها سواء بإعادة تدويرها وتصنيعها أو حتى بدفنها فى الأرض فى مقابر إسمنتية، كذلك تصدير وبيع النفايات الهامدة التى لا خطورة منها، ويزعم مكتب النفايات الأوربية انه يتم معاجة النفايات محليا قبل تصديرها حتى لا تشكل خطراً على الدول المستقبلة لهذه النفايات، وهى أكذوبة كبرى لأن معالجة النفايات مكلف كثيراً وهو الخطوة الأهم بعد تصنيفها، ولو فعلت الدول الأوروبية هذه المعالجة لكان من باب أولى لها إعادة تدويرها واستخدامها بنفسها فى مصانعها، وما يؤكد ذلك أن الاتحاد الأوروبى يستورد فى نقس الوقت نفايات من دول الخارج لكنها نفايات محددة ذات قيمة عالية فى إعادة التصنيع والتدوير وتمت معالجتها مسبقا، وأغلبها نفايات معدنية، ولكن كل ما تفعله دول الاتحاد هو تصدير نفاياتها مصنفة وليست معالجة، والتصنيف أمر يقوم بها المواطنون الأوروبيون بأنفسهم طواعية، حيث توجد حاويات مخصصة لاستقبال أنواع نفايات بعينها، حاوية للورق، أخرى للمعادن، ثالثة للزجاج واخرى للبلاستيك، وأخرى للنفايات الكيماوية أو الخطرة مثل البطاريات الكربونية، وهكذا، ويصدر الاتحاد الأوروبى أكثر من 33 مليون لدول غير أوروبية، فلا يمكنه بالطبع معالجة تلك الكميات قبل تصديرها، وهكذا تصل النفايات لدولنا وبها كل المصائب الصحية التى لا يمكن مواجهتها بسهولة أو تجاوز نتائجها الصحية سواء أثناء استقبال النفايات والتعامل معها لتصنيفها وتوجيهها للمصانع، ولا بالطبع ضمان سلامة المنتج المصنع منها من أثار التلوث أو الخطر الذى كانت عليه المخلفات. الغريب فى الأمر أن مصر التى تستورد نفايات الدول الأخرى بالمليارت تضج مصر نفسها بأطنان النفايات ولكنها للأسف نفايات مختلطة نتيجة عظم الاهتمام الحكومى ولا من وزارة البيئة والصناعة والطاقة وغيرها من الوزارات المعنية لتتعاون معا لتوجيه المواطن للتخلص من نفايات منزله بصورة مصنفة، وذلك بوضع حاويات متعددة تستقبل نوعيات النفايات بشكل منفصل كما هو الحال فى دول أوروبا وسائر الدول المتقدمة، وهو أمر سهل يكلف بضعة ملايين لنشر حاويات متعدد مصنفة بالشوارع والأحياء وسيوفر للدولة المليارات، لأن إختلاط النفايات العضوية بالكيمائية وبغيرها من النفايات يؤدى إلى تلف فائدة هذة النفايات وصعوبة فصلها وإستحالة الاستفادة منها بصورة حقيقية أو على الأقل بصورة آمنة.

ووفقا لاحصائيات رسمية تنتج مصر سنويا أكثر من 2 مليار طن... وللحديث بقية

 

[email protected]

 

مقالات مشابهة

  • فتنة سوريا!
  • من حق الممثلين علينا!
  • د.حماد عبدالله يكتب: وما نيلُ المطالب بالتمنى !!
  • بين الخوف والنزوح والموت.. قصص مأساوية لأصحاب الأمراض المزمنة في السودان
  • الأغذية العالمي: مليونا شخص يواجهون جوعا حادا في غزة
  • أجمل عبارات عن اليوم الوطني
  • غزة تودع «اللوح»... و«روح الروح»
  • احتضان النفايات « ١»
  • حين يتساوى الوطن والزنزانة
  • فيلم للجزيرة 360 يفوز بجائزة أنهار في مهرجان كرامة لأفلام حقوق الإنسان