سودانايل:
2024-09-03@00:40:52 GMT

مطر الحصو .. والموت جوعاً

تاريخ النشر: 19th, July 2024 GMT

عادل محجوب على

adelmhjoubali49@gmail.com

مطر الحصو .. والموت جوعاً

• رغم ما يلازمنا من ألم وطأة الحرب القذرة يجب أن لا تتلاشى الآمال في غد أفضل .
• ورغم أن بروق خريف هذا العام النازف، قد أمطرت فعلا حصو ، بمساحات شاسعة من ارض الزراعة المطرية بولايات سنار ودارفور و كردفان والنيل الأزرق كما وعد دقلو حينها ،وهو نائبا لرئيس مجلس السيادة رغم انف الوثيقة الدستورية .


•و هذا يعنى أنه باستثناء ولايتا القضارف والنيل الأبيض ،التى توجد الحرب على مشارفهما ، كل مناطق الزراعة المطرية بالسودان أضحت مهددة بعدم الزراعة .
•وكان قد سبقها خروج أكبر مشروع للزراعة المروية فى أفريقيا مشروع الجزيرة عن دائرة الإنتاج حتى إن لم يكن كليا ..
•وكذلك مناطق الزراعة المروية بولاية الخرطوم خاصة المشاريع الزراعية التى كانت منتجة فعلا بشمال بحرى ومشروع سوبا غرب ومشاريع شرق النيل وغرب ام درمان و الجموعية فهذه صار حالها وحال مزارعيها لعدم وجود الأمن و الكهرباء و الجازولين يمثل كارثة إنسانية واضحة .
• و المخزون الاستراتيجي. للمنظمات، ومخزون الأفراد والمخزون العام , بكل الولايات المذكورة ،حسب الإفادات الموثقة تعرض للحرق و النهب بواسطة الدعم السريع ، وربما يكون جزء كبير منه عبر حدود الوطن إلى دول الجوار الإفريقى .
• ومصانع المواد الغذائية بما فيها مطاحن الغلال الكبرى والتى كان ٩٠ ٪ منها بولاية الخرطوم تدمرت تماما وخرجت من دائرة الإنتاج ونهبت أو دمرت أصولها و مخزونها.
• وصارت الكارثة مزدوجة بالانهيار المتسارع لقيمة الجنيه السودانى والذى كان متوقعا ، مثل توقع المجاعة الراهن ورغم ذلك لم يتم تحريك ساكن ، فتدنى قيمة الجنيه فى ظل الاعتماد الكامل على الاستيراد تعنى انخفاض مقدرة المواطنيين المقيمين واللاجئين على الشراء لكميات السلع والخدمات بنفس معدل الانخفاض والذى هو فى طريقة ليتجاوز الستة أضعاف قيمته قبل الحرب ، هذا لمن له دخل و يقدر على الشراء رغم الغلاء، وجل الناس ليس لها حتى مصدر للدخل .
• هذا هو المشهد القاتم ، الذى يجب أن لا ندفن رؤوسنا منه فى الرمال ، بتخيل أن لا يرى عورتنا العالم.. !! ، أو تماهيا مع إدعاءات جوفاء ظلت تورد الوطن موارد الهلاك ، والعالم و منظماته المعنية و التى يفترض أن لا تعرف اكثر منا بحال وطننا و أن لاتكون أكثر عطفا علينا من انفسنا ،ظلت تقاريرها الكثيرة ، تحذر من نذر مجاعة وشيكة بالسودان ، وتدعو لتداركها .
•رغم ذلك يحب أن لا نتوقف عن المراهنة على الخروج من هذا المأزق عبر الضغط لوقف الحرب وإحلال السلام وهو الحل المتفق عليه من القوى الوطنية السواداتية التى اجتمعت بمؤتمر القاهرة الأخير تحت شعار معا لوقف الحرب ، وهو الحل الأسرع للنحاة من القادم الأبشع .
• ولن يتم السلام المنشود ، إلا عبر جهد مسنود يعبد الطريق لعودة الوعى للتمترسين حول شعارات هلامية ،وخيالات وهمية وأمنيات مخبولة تسوق حطب حريق الوطن من كل الأطراف للمزيد من التأجيج والضياع , وذلك دفعا من تعصب لإنتماء ،أو جهل بحقائق الأشياء ، أو من دافع نزوة عودة لحكم ،أو إستمرار مصلحة ذاتية متاحة، أو متوقعة ، ولو فكت عنهم سكرة وغشاوة الدوافع لحظة ، لعرفوا أن كل هذه الأطماع الأنانية لن تتحقق إذا ساروا فى هذا الطريق الذى يؤدى إلى المزيد من الحريق , قبل سقوطهم مع الوطن فى هاوية سحيقة ، وحينها سيعلمون أنه كان يقف من خلف البل و ركوبا فوقه جوقة الطامعين فى صيد الوطن ، وحينها لا ينفع الندم .
• فيجب أن لا تححب غوغائية هياج الحرب و جعجعة الأسلحة، وبلوغ الوجع مداه ،عن بصائرنا و بصرنا رؤية طريق سيرنا نحو جب الهاوية.
• ويحب أن لا نمل من السعى الجاد لإيجاد مخرج من هذا الهياج العبثيّ عبر كل الطرق لننهي هذه الحرب اللعينة التي تمتد تداعياتها للقتل جوعا بعد أن شبعت من القتل بالسلاح إذا لم نكترث ، لما يلوح من إشارات .
تبا لهياج الحرب
والموت من قصف الرماة
فالجوع أقبل كالحا قال الرواة
يا وعينا المخبوء فى وهج الضياء
أنثر كنانتك المليئة بالحياة
أرحم انين الأرض من ثقل الرفاة
انزع مآقى الحزن من جوف البكا ة  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

المنصات.. خطر داهم

موضوع الرقابة على الفضاء الإلكترونى قضية مهمة وحاسمة جدًا وتحتاج إلى تشريع سريع من المجلس الأعلى للإعلام ومجلس النواب حتى نحمى مجتمعنا من مخاطر تغيير السلوك والمفاهيم ومنظومة القيم الأخلاقية والنمط القيمى والفكرى المرتبط بالعادات والتقاليد من جانب وبالدين ومعنى الصواب والخطأ، من جانب آخر فليس من المنطقى أن تكون الرقابة منحسرة فى القضايا السياسية وما يسمى الأمن القومى ونغفل ونتغافل عن الأهم والأخطر وهو الأمن والسلم الاجتماعى فيما يمثله المجتمع من كونه المكون الرئيسى للوطن والهوية والانتماء وقيم المواطنة وماهية المواطن المنتج الإيجابى، وليس ذلك المواطن المدمر السلبى الذى ما هو إلا عالة على المجتمع يعيش حالة من الأنانية والفردية النفعية يتغذى على الآخرين أو يستغل ويفسد فى كل المجالات والعلاقات وينشر كل ما يريد من أفكار قد تكون هدامة بدعوى أن هذا هو الفن وتلك هى الحرية والمدنية والحضارة الحديثة خاصة فى التشبه بما يريد الغرب تصديره لنا من خلال أعماله الفنية الكاذبة والخادعة ليتفوق هو ويتقدم علميًا وفكريًا واقتصاديًا فيستطيع أن يسيطر ويتحكم فى تلك المجتمعات النامية اللاهية الغارقة فى استخدامات الفضاء الإلكترونى ومتابعة المنصات الجديدة الأجنية والعربية، والتى تبث السم صراحة وعلنًا وتدعو للرذيلة والفجور بمنتهى السلاسة والأريحية.. مسلسل نمرة اتنين إنتاج أكتوبر ٢٠٢٠ على منصة عربية شهيرة سوف يتم بثها من القاهرة قريبًا بعد أن كانت تبث من الأردن، هذا المسلسل عبارة عن ٨ حلقات منفصلة لمجموعة كبيرة من النجوم المصريين والعرب تدور أحداثه فى عدة مدن عريية القاهرة وبيروت وجدة ودبى والغردقة الجونة، وجميعها عبارة عن قصص قصيرة فى صورة ومضات نفسية وسيناريو محدود من غرفة فندق أو سيارة أو حمام أو مطعم أو بار تحكى عن علاقات معظمها محرمة ومشبوهة تتحدث عن الخيانة وتبرر لها وأيضًا العلاقات المتعددة وتسهب فى شرحها ولا تخجل من أن تصور الإباحية مع المخدرات المتنوعة من هيروين إلى حشيش وخمور بلا أى مبرر درامى سوى أن تعتاد العين ويتعود العقل على هذه الصورة لممثلين مشهورين فى أعمال مختلفة؛ ولم يستثن من هذا إلا ثلاثة أعمال هربت من فخ الحريات المنفلتة.. الأول «من أين يأتى النور» تدور أحداثه فى بدروم بيت قديم فى جدة وهو حوار بين فتاة سعودية وفنان سعودى عن مفهوم الفن والحرية والتغيرات الطارئة والمتلاحقة التى حدثت فى المجتمع السعودى ولكن تظل الحلقة فى إطار ملتزم جدًا لا خمور ولا جنس ولا حتى تلميحات خارجة، الحلقة الأخرى هى «فرق توقيت» لشيرين رضا وماجد الكدوانى وباستثناء موضوع الشذوذ الذى طرحته البطلة عن زوجها إلا أن القصة والسيناريو يحكى فى تاكسى خاص بين السائق وهو صيدلى اضطر لبيع صيدليته وشراء تلك العربة ليعمل عليها بعد أن أنفق كل أمواله على زوجته المريضة التى رحلت فى هدوء، فمن خلال الحوار نكتشف أن السائق والراكبة التى هى ممثلة شهيرة كانا تلميذين فى نفس الفصل والمدرسة خلال مرحلة المراهقة، وكانت بينهما إرهاصات قصة حب لم تكتمل.. أما القصة الأخيرة «ماتقولش لحد» تروى موقف لقاء بين طبيبة ومهندس فى طريق الجونة القاهرة جمعهما حظر الكورونا وذكريات حب طفولة ومراهقة لم يكلل بالزواج لاختلاف الديانة؛ وهى قضية قدمت فى حوار وسيناريو رشيق بنعومة ورقة شديدة لمنى زكى وأحمد السعدنى، بقية الحلقات بكل أسف مليئة بكل ما هو خارج وشاذ عن الأعراف والأديان مع ملل وحوار ضعيف وأداء تمثيلى سطحى أحادى الانفعالات... هذه مجرد بعض الأمثلة وهناك أعمال أخرى تقدم من خلال ممثلين وكتاب ومخرجين ومنتجين مصريين على هذه المنصات.. بلا رسالة ولا قيمة فنية سوى الحرية المزعومة والمدمرة للمجتمع.. تحتاج إلى تدخل من بيديهم الأمر لنوقف هذا الخطر القادم.

مقالات مشابهة

  • «المنيا»: إنتاجية عالمية من محصول فول الصويا.. و«صفط اللبن» في الصدارة
  • المنصات.. خطر داهم
  • الأثر العميق لسلوك القطيع على مايحدث بالسودان
  • لابد من عودة الثورة
  • السعودية تعلن تنفيذ حكم القتل بحق ‘‘خائن الوطن’’
  • الزراعة: غرس 10 ملايين شتلة وفسيلة
  • جمعهما الحب والموت.. تشييع جثماني زوجين لحقا ببعضهما خلال ساعة بالبحيرة (صور)
  • وفاة زوجين خلال نصف ساعة في البحيرة.. جمعهما الحب والموت
  • فى اليوم العالمي لضحايا الإختفاء القسري: أوقفوا الإخفاء القسري فى السودان
  • «هذا الصباح» يستعرض خبر من جريدة «الوطن» بشأن الحرب في غزة