عادل محجوب على
adelmhjoubali49@gmail.com
مطر الحصو .. والموت جوعاً
• رغم ما يلازمنا من ألم وطأة الحرب القذرة يجب أن لا تتلاشى الآمال في غد أفضل .
• ورغم أن بروق خريف هذا العام النازف، قد أمطرت فعلا حصو ، بمساحات شاسعة من ارض الزراعة المطرية بولايات سنار ودارفور و كردفان والنيل الأزرق كما وعد دقلو حينها ،وهو نائبا لرئيس مجلس السيادة رغم انف الوثيقة الدستورية .
•و هذا يعنى أنه باستثناء ولايتا القضارف والنيل الأبيض ،التى توجد الحرب على مشارفهما ، كل مناطق الزراعة المطرية بالسودان أضحت مهددة بعدم الزراعة .
•وكان قد سبقها خروج أكبر مشروع للزراعة المروية فى أفريقيا مشروع الجزيرة عن دائرة الإنتاج حتى إن لم يكن كليا ..
•وكذلك مناطق الزراعة المروية بولاية الخرطوم خاصة المشاريع الزراعية التى كانت منتجة فعلا بشمال بحرى ومشروع سوبا غرب ومشاريع شرق النيل وغرب ام درمان و الجموعية فهذه صار حالها وحال مزارعيها لعدم وجود الأمن و الكهرباء و الجازولين يمثل كارثة إنسانية واضحة .
• و المخزون الاستراتيجي. للمنظمات، ومخزون الأفراد والمخزون العام , بكل الولايات المذكورة ،حسب الإفادات الموثقة تعرض للحرق و النهب بواسطة الدعم السريع ، وربما يكون جزء كبير منه عبر حدود الوطن إلى دول الجوار الإفريقى .
• ومصانع المواد الغذائية بما فيها مطاحن الغلال الكبرى والتى كان ٩٠ ٪ منها بولاية الخرطوم تدمرت تماما وخرجت من دائرة الإنتاج ونهبت أو دمرت أصولها و مخزونها.
• وصارت الكارثة مزدوجة بالانهيار المتسارع لقيمة الجنيه السودانى والذى كان متوقعا ، مثل توقع المجاعة الراهن ورغم ذلك لم يتم تحريك ساكن ، فتدنى قيمة الجنيه فى ظل الاعتماد الكامل على الاستيراد تعنى انخفاض مقدرة المواطنيين المقيمين واللاجئين على الشراء لكميات السلع والخدمات بنفس معدل الانخفاض والذى هو فى طريقة ليتجاوز الستة أضعاف قيمته قبل الحرب ، هذا لمن له دخل و يقدر على الشراء رغم الغلاء، وجل الناس ليس لها حتى مصدر للدخل .
• هذا هو المشهد القاتم ، الذى يجب أن لا ندفن رؤوسنا منه فى الرمال ، بتخيل أن لا يرى عورتنا العالم.. !! ، أو تماهيا مع إدعاءات جوفاء ظلت تورد الوطن موارد الهلاك ، والعالم و منظماته المعنية و التى يفترض أن لا تعرف اكثر منا بحال وطننا و أن لاتكون أكثر عطفا علينا من انفسنا ،ظلت تقاريرها الكثيرة ، تحذر من نذر مجاعة وشيكة بالسودان ، وتدعو لتداركها .
•رغم ذلك يحب أن لا نتوقف عن المراهنة على الخروج من هذا المأزق عبر الضغط لوقف الحرب وإحلال السلام وهو الحل المتفق عليه من القوى الوطنية السواداتية التى اجتمعت بمؤتمر القاهرة الأخير تحت شعار معا لوقف الحرب ، وهو الحل الأسرع للنحاة من القادم الأبشع .
• ولن يتم السلام المنشود ، إلا عبر جهد مسنود يعبد الطريق لعودة الوعى للتمترسين حول شعارات هلامية ،وخيالات وهمية وأمنيات مخبولة تسوق حطب حريق الوطن من كل الأطراف للمزيد من التأجيج والضياع , وذلك دفعا من تعصب لإنتماء ،أو جهل بحقائق الأشياء ، أو من دافع نزوة عودة لحكم ،أو إستمرار مصلحة ذاتية متاحة، أو متوقعة ، ولو فكت عنهم سكرة وغشاوة الدوافع لحظة ، لعرفوا أن كل هذه الأطماع الأنانية لن تتحقق إذا ساروا فى هذا الطريق الذى يؤدى إلى المزيد من الحريق , قبل سقوطهم مع الوطن فى هاوية سحيقة ، وحينها سيعلمون أنه كان يقف من خلف البل و ركوبا فوقه جوقة الطامعين فى صيد الوطن ، وحينها لا ينفع الندم .
• فيجب أن لا تححب غوغائية هياج الحرب و جعجعة الأسلحة، وبلوغ الوجع مداه ،عن بصائرنا و بصرنا رؤية طريق سيرنا نحو جب الهاوية.
• ويحب أن لا نمل من السعى الجاد لإيجاد مخرج من هذا الهياج العبثيّ عبر كل الطرق لننهي هذه الحرب اللعينة التي تمتد تداعياتها للقتل جوعا بعد أن شبعت من القتل بالسلاح إذا لم نكترث ، لما يلوح من إشارات .
تبا لهياج الحرب
والموت من قصف الرماة
فالجوع أقبل كالحا قال الرواة
يا وعينا المخبوء فى وهج الضياء
أنثر كنانتك المليئة بالحياة
أرحم انين الأرض من ثقل الرفاة
انزع مآقى الحزن من جوف البكا ة
المصدر: سودانايل
إقرأ أيضاً:
الطريق إلى المستقبل يمر من هنا
فـي الوطن تكبر الأحلام، تعيد تشكيل نفسها، تعاود ترتيل صلوات الشكر، وتسيل كماءٍ من فم الزمان، تسير بهدوء نحو غايتها، ترتفع كقامة لا تنحني، أو تتعثر، تمسك الحلم البعيد، وترصد الرؤى القابلة للتحقق، مجسدة ملحمة خالدة، تقود مركب الوطن فـي أمواج هائجة، وتسافر كسهم نحو غايتها البعيدة، تحاول أن تعطي الحياة، لأولئك الذين يمسكون بأسراب الأمل، يحملون فـي قلوبهم عطاء هذا الوطن، ويعيدون مشهد الولاء لذلك القائد الملهم الذي وقف كسدٍ منيع ضد كل من تسول له نفسه المساس بمقدرات هذا الشعب، أو يحاول أن يتكسّب من وظيفته، أو منصبه.
لم يكن الأمر هينًا، فإغلاق كل ثغرات التبذير والفساد يحتاج إلى الكثير من سعة البال، والصبر، والعمل دون هوادة، أو محاباة لكي يستعيد هذا الوطن عافـيته، ويقوم من عثرته، ويبدأ فـي عملية بنيوية وتفكيكية طويلة، تحتاج إلى طاقات هائلة، وجهود غير عادية، ورجال يستطيعون أن يمضوا دون أن يتذمروا أو يتراجعوا، ومع كل هذه الصفات يحتاجون إلى الكثير من الإرادة الصلبة، والإخلاص منقطع النظير لتنفـيذ توجيهات القائد، والعمل دون توقف للوصول إلى الغاية البعيدة، وسط تحديات غير عادية، وطبيعة متقلبة، وعوامل غير ثابتة، ولكن تحت إمرة قيادة حكيمة، وواعية، حددت هدفها سلفًا، وذللت الصعاب، وأخذت على عاتقها مهمة صعبة، ولكنها ليست مستحيلة، لكي يصل الوطن إلى شاطئ الأمان، ويعود قويًا، صلبًا كما كان فـي أوج عزه، وجلاله.
إن الإرادة تصنع المستقبل، وتهزم المستحيل، وتعيد تشكيل خارطة الشعوب، فلم يكن لشعب على وجه الأرض أن يصل إلى غايته المنشودة دون إرادة، وعزيمة فولاذية لا تُقهر، أو تتقهقر، وإذا لم تكن لدى ذلك الشعب الأدوات التي تعينه على الوصول إلى ما يحلم به، وإذا لم يحظَ بقيادة واعية تأخذ بيده إلى وجهته الصحيحة، وتشجعه لكي لا تفتر قواه، أو تتراجع أحلامه، لولا هذه وجود هذه العوامل لفترت الهزيمة، وبردت الهمة، وهذا ما حبا الله به سلطنة عُمان، حين قيّض لها قائدًا ملهمًا، يؤجج فـيها الحماس، ويذكي بها روح العمل، ويمضي بها إلى طريق السؤدد والمجد، وهذا ما فعله صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق - حفظه الله -، وهو يمسك بيد شعبه، ويقوده إلى مكانه، ومكانته اللتين تليقان به، كشعب عريق، وبلد موغل فـي الزمن، وتاريخ لا يُمحى، حين تسيّد الأرض، وكان ذات يوم على قمة العالم، فكان لا بد من وضع الحلم فـي مرمى الهدف، والعمل على تحقيقه حسب رؤية واضحة المعالم، قادرة على التحقق، مرنة، تتكيّف مع الظروف، وترتبط بعنصر الزمن، والرقابة الصارمة والدقيقة التي تساعد على التحقق، وتمنع أي تجاوزات قد تحدث نتيجة عوامل خارجة عن الإرادة.
قد تكون العواصف الهوجاء صعبة فـي بداية الأمر، ولكن الربّان الماهر هو من يخرج منها سالمًا، وقويًا، وقادرًا على مواصلة الرحلة الشاقة دون أن تفتر عزيمته، أو تتراخى همته، لذلك حرص جلالته - أبقاه الله - على التحقق بنفسه من كل صغيرة وكبيرة، وأشرف بنفسه على تنفـيذ الرؤية، التي اختارها لكي تصبح سلطنة عُمان فـي مقدمة الدول التي تفاخر بإنجازاتها، بيد شبابها، وثباتهم فـي ميادين العطاء.
فلتمضِ النهضة الجديدة مكللة بالرخاء، واليُمن والبركة ليكون الغد ملكًا فـي أيدي شباب هذا الوطن، ومنجزًا مهمًا من منجزاته العظام، ولتتبوأ هذه البلاد الكريمة مكانها العالي الذي يليق بها، وبمجدها التليد.