المهندس محمد موسي ادم وعبير الامكنة (1-3)
تاريخ النشر: 19th, July 2024 GMT
محمد صالح عبد الله يس
كنت اتحدث مع مع اخي المهندس محمد موسي وهو احد اصدقاء الطفولة بالفديو ولم نلتقي منذ سنوات سالني عن بياض شعري فقلت له وزعته لنا الامم المتحدة كمساعدات انسانية فان كانت لهذه الحرب فائدة واحدة هي تواصلنا مع احباب واعزاء عشنا معهم طفولة مترعة بذكريات جميلة ظلت حاضرة في وجداننا عصية علي النسيان فالاخ المهندس محمد موسي ادم هو احد رفقاء الصبا واحد كبار السجالا في مدرسة ام كدادة الاولية علي الرغم من انه كان يدري في النهر (ب ) وشخصي في النهر ( أ) الا اننا نتلاقي بعد انتهاء اليوم الدراسي ونقضي اوقات ممتعة نتجول فيها ونلعب داخل حرم المدرسة او احيانا بالقرب منها واحيانا نتجاوز حدود المدينة لنتسلق الجبال وما اكثرها او نذهب الي الرهود والبرك القريبة لنمارس العوم واللعب رقم قذارة بعضها التي تميزت بالروائح الكريهة
كنا اشبه بالعصابة فاحيانا يستدرجنا شيطاننا الي مزارع الاخرين لاكل البطيخ والحاق الضرر بالمزرعة واحيانا يداهمنا صاحب المزرعة ويتعرف علينا وينال سيئ الحظ منا لكمات منه ربما تفقده الصواب وليت الامر ينتهي هناك فغدا محكمة التحري بالمكتب واستجواب المتهمين ويحاصرنا استاذ المني شيخ الدين باسئلة صعبة فتنهار دفاعاتنا امامنا وتغروق عينانا خاصة عندما تري السوط متدليا علي حافة الكرسي وليته سوط عنج فاستاذ المني له سوط خاص لا يستخدمه احدا غير فهو مقطع من جراب احدي الابقار وعادة مايكون مضفورا ومرموقا في شكل ضفيرة وفي مؤخرته عقدة تنتهي بيد الاستاذ ويتميز بالصغر وضخامة الحجم وضربه اشد ايلاما من سوط العنج وفي الطابور تنشر صحائف الاتهام وتحدد العقوبة وتنفذ امام الجميع عملا بقوله تعالي وليشهد عذابهما طائفة من المؤمنين
الحياة من حولنا حاصرت جميع اشياء الجمال التي كنا نملكها من وهن العظم واشتعال الراس بالشيب واقتربنا من المسافة صفر ومازالت قلوبنا معلقة بالامس الذي تسرب من بين ايدنا ولم تفلح محاولاتنا اليائسة والبائسة والمميتة لاسترداد عجلة الزمن للوراء واستحضار ايامها الخوالي التي لم تتبقي منها الا هشيم ذكريات لا تسع وقتها لتناول فنجان قهوة في قهوة ابراهيم احمد داؤود ( الحلبي) تهشمت الذكريات وانهارت رفوف اجمل محتوياتها تبعثرت وتدفقت وتبخرت عمدا وبسبق الاصرار
اجمل مافي هذه الغربة الموحشة التي نعيشها ان يتصل بك احد اصدقاء الطفولة ليحدثك ويذكرك بمواقف صنعتهما معا من امجاد وبطولات كنا نحسبها فتوحات وانتصارات فرغم التوهم الزائف والخيلاء الباطلة الا اننا نسجل اعترافاتنا بارتكابها ونسجل اعترافاتنا في دفاترها التي اضحت خرقة بالية بعد كل هذه الاعوام الشرود
كنت البارحة اتحدث مع الاخ الباشمهندس محمد موسي ادم هو احد رفقاء الصبا ذقنا حلاوة الايام ومرارتها وقساوة الايام وحلاوة لياليها في مدينة اقل مايوصف بانها بهرة ضوء انبثقت من احدي مجرات الفضاء فاحتضنتها دارفور في امان التداخل بين ذراعيها واطلقت عليها امكدادة ذات الطبيعة والجغرافية الوسيمة التي لاتخطئها عين الزائر اليها جمعت في أحشائها تنوعا وثراءً قل ان يجود الزمان بمثلها اكسبتها ريادةً وسبقا في مدارات كثيرة فتمددت شهرتها بين الاباطح والربي فصار اسمها في كل لسان وعلي كل قلب
في جبالها تركنا ذكرياتنا التي نحتناها بايدنا نحن واصدقاء الطفولة فكم طرنا وشدونا مع طيورها وحلقنا مع نحلها وزنابيرها خضنا ترعها وخيرانها ورهودها سرحناالاغنام فيها وسحرتنا شمس عشياتها التي تكسب رمالها الناصعة بريقا ووهجا ولمعانا اكلنا الهجليج ومصينا ثمار الحميض والقضيم واكلنا القندول المشوي منه والمطبوخ بليلة وامدفانة وهجمنا اشجار الهشاب واكلنا لوبة قرن الكبش والنچمرتي اكلنا البطيخ الامباسونة والروسمن ذقنا القلقمة وملاح امزماطة المعتقة بالكول فقعنا التسالي والكركروا واكلنا الكسرة الرهيفة من حبوبة حواء قماش المتبلة بالكمبا وبهارات حاج خليفة وبعض من حالفهم الحظ ذاقو العنب والموز والتفاح والقرنبيط من خالتنا حواء عبدالله التي يرجع لها الفضل في انها اول من جعلت لثمرات الارض وفاكهتا مكانا وزاوية مشهورة وفرت فيها صنوف مختلفة من الفاكهة والابا فاصبحت زاويتها قبلة للافندية والموظفين وكبار تجار المدينة
كنا نسعد عندما نذهب مبكرين الي فرن ودجلاب لشراء الخبز فنتيقن ان هذا اليوم يستحق ان يؤرخ له لاننا سنفطر بالرغيف بعد ان كجنا العصيدة ونرتاح وننساها ولو ليوم واحد ريثما تعود حليمة لعادتها القديمة وعندما نري صحن العصيدة مرة اخري ينتابنا الحزن ونردد في سرنا ابشر بطول خراب ياقلبي فقد عدت للعصيدة والدفسيبة وقليلين هم من يعتاشوا علي الخبز في تلك الايام اللهم الابعض الموظفين الافندية الذين ساقتهم اقدار الوظيفة الي امكدادة وبالطبع هناك اسر ميسورة تعاودالفرن بين فينة واخري وتجعل من الرغيف وجبة بين يوم واخر
مرة جينا راجعين من الفرن الصباح انا ومحمد بخيت رابح وهو ود عمي بخيت سواق المجلس وانحنا طبعا جيران انا كنت شايل رغيفي في خريطة بتاعت دمورية وهو شايل رغيفوا في قفة زعف اها كانت في مطره ورهد الزاكي الكبير اتملاء ومع الصباح الجو كان صحو وعليل جينا قصاد شجرة سكينجو السمكري وختينا الرغيف يفوق للحديد ودخلنا الرهد لزوم الدفديف او العوم والشمس طلعت ومواعيد المدرسة جات طلعنا من الرهد بسرعة وجينا محل رغيفنا لقينا قفة محمد بخيت فيها رغيفتين فقط اتاري كان بوبي كلب محمد علي كان بشمم هناك واكتشف الحكاية وقام بيها ظت محمد بخيت شاف القفة طوالي بكي وقال لي آآآنا هو كان بتمتم اقول لابوي شنو وطوالي دموعو سالت المهم انا شلت خريطي وطوالي مشين نطيت بالحيطة لانو حيطة بيتنا كان الرملة مغطياها شديد المهم وصلت وشربت الشاي ولبست جيت المدرسة جرس الطابور ضرب ووقفنا بعد شوية استاذ شوقي محمد الزاكي( وكنا انحنا التلاتة جيران في الحلة) قال وين محمد بخيت رابح عرفت انو الواطة جاطت اتاري عمي بخيت ابومحمد جاء مع محمد المدرسة طوالي وكلم استاذ شوقي بالموضوع
المهم محمد بخيت طلع وكان لابس رداء بعد ماطلع استاذ شوقي قال اربعة كبار وكنت من ضمن الاربعة الذين نفذوا العملية
في نهاية اليوم الدراسي محمد رجعت البيت براه وكنا نراقب فيه المهم خاصمني زي كم يوم كده وتاني رجعنا اتصالحنا
والله ايام يازمان ونواصل
ms.
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: محمد موسی محمد بخیت
إقرأ أيضاً:
محمد بن شمباس: الاتحاد الإفريقي يدين الجرائم الوحشية التي ارتكـبها الدعم السريع في الجنينة وولاية الجزيرة وغيرها
قال رئيس الآلية الإفريقية لحل الأزمة السودانية محمد بن شمباس للجزيرة مباشر بإن الاتحاد الإفريقي يدين الجرائم الوحشية التي ارتكـبها الدعم السريع في الجنينة وولاية الجزيرة وغيرها من المناطق. - لا يمكن أن تتحمّل أي دولة تكلفة إرسال جنودها لبلد يكون فيه القتال مستمراً هؤلاء الجنود لا يريدون المشاركة في القتال. الجزيرة – السودان إنضم لقناة النيلين على واتساب