رسائل حزب الله الاخيرة.. لا اتفاق جديدا حالياً
تاريخ النشر: 19th, July 2024 GMT
لم تكن المواقف التي أطلقها الأمين العام لـ "حزب الله" السيد حسن نصرالله في خطابه الاخير خارجة عن السياق العام للمعركة الحاصلة، او الاصح عن رؤية الحزب للمعركة وكيفية نهائيتها، اذ ان نصرالله لم يمرر رسائل مشفرة هذه المرة بل تعامل مع الشأن السياسي المرتبط بالحرب بشكل علني ومباشر وصريح،فأوصل اكثر من رسالة تمثل بشكل كامل الموقف العام للحزب وكيفية نظرته لليوم التالي في لبنان بعد وقف اطلاق النار في غزة وجنوب ولبنان وهذا ما ظهر بشكل غير علني في الخطابات السابقة.
حسم "حزب الله" مجدداً إستمراره في الحرب دعماً لغزة حتى لو انتقلت إسرائيل الى ما يسمى المرحلة الثالثة من معركتها في قطاع غزة وضدّ حركة حماس، وعليه فإن استمرار الاشتباك جنوباً سيفرض الكثير من المعادلات الجديدة منها اولاً وضع حدّ لاستهداف المدنيين وهو ما اصر عليه نصرالله في خطابه مستكملاً الرسالة الصاروخية التي ارسلها الحزب قبل ساعات من خطاب امينه العام عبر قصف مستعمرة قريبة من طبريا بعشرات الصواريخ.
وعليه، فإن تثبيت قواعد الحرب الحالية ومنع اسرائيل من الضغط على الحزب من خلال استهداف المدنيين اصبح ثابتة لدى "الحزب".
لكن الاهم هو الحديث عن التفاوض، اذ ان ربط "حزب الله" التفاوض بالدولة اللبنانية سيخفف عنه الضغوط الديبلوماسية، لا بل سيعطي دوراً كبيراً للمؤسسات الدستورية وهذا ما يعزز سرديته المرتبطة بالتكامل بين الدولة والمقاومة، لكن اللافت هو ما مرره نصرالله في خطابه، اذ قال ان كل ما يحكى عن اتفاق جاهز غير صحيح، وان كل ما يتم مناقشته هو مجرد مسودات حول الوضع في الجنوب، وهنا يظهر قرار الحزب بعدم اعطاء اي موافقة حالياً على كل الافكار التي وضعت على الطاولة وتحديداً تلك التي تم تنسيقها بين رئيس المجلس النيابي نبيه بري والمبعوث الاميركي آموس هوكشتاين.
يريد "حزب الله" بشكل حاسم وواضح تأجيل التفاوض الى ما بعد انتهاء المعركة، بمعنى انه لا يجد نفسه مضطراً للتفاوض تحت النار، اذ يعتبر أن "اليوم التالي" سيحدد وفق النتائج الميدانية للاشتباك الحاصل. من هنا يصبح الحديث عن تلبية المطالب الاسرائيلية او بعضها امر خارج من حسابات الحزب، وعليه فإن انتهاء المعركة سيجعل "حارة حريك" قادرة على السيطرة على مسار المفاوضات لا بل قادرة على المماطلة وتكريس أمر واقع جديد في الجنوب خصوصاً في ظل وجود قناعة ثابتة لدى قيادة الحزب بأن تل ابيب عاجزة عن الحرب مما سيشكل عاملاً رادعاً يمكّن الحزب من المناورة اكثر.
اكثر من مرة في الاشهر الماضية، اوصل "حزب الله" رسائل واضحة تقول بأنه غير مستعد للتنازل في ظل التوازنات الحالية، لا بل قد يفضل عدم حصول اي ترتيبات سياسية جديدة والعودة الى القواعد التي كانت عليها الجبهة الجنوبية قبل 7 اكتوبر، لان هذا الامر سيؤمن الكثير من المكاسب الاستراتيجية، اهمها عرقلة عودة المستوطنين الاسرائيليين الى الجليل، اذ ان عدم حصول اي اتفاق واضح وعلني سيزيد من تخوف المستوطنين الذين تهجروا ويمنعهم من العودة، كما ان الحزب سيتمكن بسرعة أكبر من تخطي بعض القواعد الشكلية مثل عدم الظهور المسلح او عدم انشاء الابراج وغيرها.
من الواضح أن بورصة المفاوضات بين حركة حماس واسرائيل تتقلب كثيراً، وهذا ما يجعل التنبؤ بكيفية تطور الجبهة اللبنانية صعباً للغاية، الا ان الثوابت التي يضعها "حزب الله" بالتوازي مع سير المعركة لا يمكن التراجع عنها اقله في ظل الظروف الحالية لان الامر سيشكل انتكاسة اعلامية وسياسية فعلية له.
المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: حزب الله
إقرأ أيضاً:
خبير استراتيجي: الاحتلال الإسرائيلي يخرق اتفاق وقف إطلاق النار بشكل مستمر
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
قال العميد عادل المشموشي، الخبير العسكري والاستراتيجي، إن لبنان ملتزم بشكل كامل بكل بنود اتفاق وقف إطلاق النار منذ تنفيذه، إلا أن الاحتلال الإسرائيلي للأسف لم يلتزم بهذا الاتفاق كليًا.
وأضاف خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامية داليا نجاتي، على قناة "القاهرة الإخبارية"، أن "لو استثنينا إطلاق الصواريخ والعمليات العسكرية الجوية، لا يزال العدو الإسرائيلي يقوم بأعمال عربدة وتعديات خارج الأطر الأخلاقية والإنسانية، مخالفًا بذلك المواثيق الدولية"، مؤكدًا أن هذه التصرفات تشير إلى محاولة متعمدة من الاحتلال لخرق الاتفاق والتملص منه.
وأشار المشموشي إلى أن الاحتلال يقوم يوميًا بتفجير المساكن وتخريب الطرقات العامة، مما يطال جميع البنى التحتية في المنطقة.
وأوضح أن هدف الاحتلال من هذه الأفعال، بالإضافة إلى تقويض الاتفاق وآثاره القانونية، هو تأخير عودة اللبنانيين إلى قراهم ومنازلهم المتبقية في المنطقة الممتدة من نهر الليطاني حتى الحدود الفلسطينية اللبنانية.