لبنان ٢٤:
2025-03-01@03:03:22 GMT
رسائل حزب الله الاخيرة.. لا اتفاق جديدا حالياً
تاريخ النشر: 19th, July 2024 GMT
لم تكن المواقف التي أطلقها الأمين العام لـ "حزب الله" السيد حسن نصرالله في خطابه الاخير خارجة عن السياق العام للمعركة الحاصلة، او الاصح عن رؤية الحزب للمعركة وكيفية نهائيتها، اذ ان نصرالله لم يمرر رسائل مشفرة هذه المرة بل تعامل مع الشأن السياسي المرتبط بالحرب بشكل علني ومباشر وصريح،فأوصل اكثر من رسالة تمثل بشكل كامل الموقف العام للحزب وكيفية نظرته لليوم التالي في لبنان بعد وقف اطلاق النار في غزة وجنوب ولبنان وهذا ما ظهر بشكل غير علني في الخطابات السابقة.
حسم "حزب الله" مجدداً إستمراره في الحرب دعماً لغزة حتى لو انتقلت إسرائيل الى ما يسمى المرحلة الثالثة من معركتها في قطاع غزة وضدّ حركة حماس، وعليه فإن استمرار الاشتباك جنوباً سيفرض الكثير من المعادلات الجديدة منها اولاً وضع حدّ لاستهداف المدنيين وهو ما اصر عليه نصرالله في خطابه مستكملاً الرسالة الصاروخية التي ارسلها الحزب قبل ساعات من خطاب امينه العام عبر قصف مستعمرة قريبة من طبريا بعشرات الصواريخ.
وعليه، فإن تثبيت قواعد الحرب الحالية ومنع اسرائيل من الضغط على الحزب من خلال استهداف المدنيين اصبح ثابتة لدى "الحزب".
لكن الاهم هو الحديث عن التفاوض، اذ ان ربط "حزب الله" التفاوض بالدولة اللبنانية سيخفف عنه الضغوط الديبلوماسية، لا بل سيعطي دوراً كبيراً للمؤسسات الدستورية وهذا ما يعزز سرديته المرتبطة بالتكامل بين الدولة والمقاومة، لكن اللافت هو ما مرره نصرالله في خطابه، اذ قال ان كل ما يحكى عن اتفاق جاهز غير صحيح، وان كل ما يتم مناقشته هو مجرد مسودات حول الوضع في الجنوب، وهنا يظهر قرار الحزب بعدم اعطاء اي موافقة حالياً على كل الافكار التي وضعت على الطاولة وتحديداً تلك التي تم تنسيقها بين رئيس المجلس النيابي نبيه بري والمبعوث الاميركي آموس هوكشتاين.
يريد "حزب الله" بشكل حاسم وواضح تأجيل التفاوض الى ما بعد انتهاء المعركة، بمعنى انه لا يجد نفسه مضطراً للتفاوض تحت النار، اذ يعتبر أن "اليوم التالي" سيحدد وفق النتائج الميدانية للاشتباك الحاصل. من هنا يصبح الحديث عن تلبية المطالب الاسرائيلية او بعضها امر خارج من حسابات الحزب، وعليه فإن انتهاء المعركة سيجعل "حارة حريك" قادرة على السيطرة على مسار المفاوضات لا بل قادرة على المماطلة وتكريس أمر واقع جديد في الجنوب خصوصاً في ظل وجود قناعة ثابتة لدى قيادة الحزب بأن تل ابيب عاجزة عن الحرب مما سيشكل عاملاً رادعاً يمكّن الحزب من المناورة اكثر.
اكثر من مرة في الاشهر الماضية، اوصل "حزب الله" رسائل واضحة تقول بأنه غير مستعد للتنازل في ظل التوازنات الحالية، لا بل قد يفضل عدم حصول اي ترتيبات سياسية جديدة والعودة الى القواعد التي كانت عليها الجبهة الجنوبية قبل 7 اكتوبر، لان هذا الامر سيؤمن الكثير من المكاسب الاستراتيجية، اهمها عرقلة عودة المستوطنين الاسرائيليين الى الجليل، اذ ان عدم حصول اي اتفاق واضح وعلني سيزيد من تخوف المستوطنين الذين تهجروا ويمنعهم من العودة، كما ان الحزب سيتمكن بسرعة أكبر من تخطي بعض القواعد الشكلية مثل عدم الظهور المسلح او عدم انشاء الابراج وغيرها.
من الواضح أن بورصة المفاوضات بين حركة حماس واسرائيل تتقلب كثيراً، وهذا ما يجعل التنبؤ بكيفية تطور الجبهة اللبنانية صعباً للغاية، الا ان الثوابت التي يضعها "حزب الله" بالتوازي مع سير المعركة لا يمكن التراجع عنها اقله في ظل الظروف الحالية لان الامر سيشكل انتكاسة اعلامية وسياسية فعلية له.
المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: حزب الله
إقرأ أيضاً:
الـNational Interest: تحليق طائرات إسرائيلية فوق جنازة نصرالله رسالة ليس لحزب الله فقط
ذكر موقع "The National Interest" الأميركي أن "إسرائيل أظهرت قوة هائلة هذا الأسبوع بعد أن قامت أربع من طائراتها المقاتلة من الدرجة الأولى بالتحليق فوق موكب تشييع الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله. وحلقت طائرتان من طراز F-15I Ra’ams من السرب 69 وطائرتان من طراز F-35I Adirs من السرب 104 على ارتفاع منخفض فوق مناصري الحزب أثناء تشييعهم نصرالله. وفي حين استهدفت هذه الطائرات أهدافًا مرتبطة بحزب الله في كل أنحاء لبنان، استمع عشرات الآلاف من المشاركين في التشييع إلى تعهد خليفة نصر الله الشيخ نعيم قاسم بالتمسك بإرثه".وبحسب الموقع، "في بيان صدر للجمهور، قال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس إن التحليق كان رسالة مباشرة لأولئك الذين يهددون إسرائيل: "إن طائرات سلاح الجو الإسرائيلي التي تحلق حاليًا فوق بيروت، فوق جنازة حسن نصر الله، تنقل رسالة واضحة: كل من يهدد بتدمير إسرائيل ومهاجمتها ستكون نهايته".ويشير استخدام طائرات F-15 وF-35 في الأجواء اللبنانية إلى التفوق الجوي الإسرائيلي في المنطقة".
وتابع الموقع، "عندما اغتيل نصرالله في غارة جوية نفذتها القوات الجوية الإسرائيلية في أيلول، تعرض الحزب المدعوم من إيران لضربة قوية. واستغل حزب الله، بالإضافة إلى وكلاء طهران الإقليميين الآخرين، هجوم حماس في 7 تشرين الأول 2023 ضد إسرائيل وصعد من الأعمال العدائية على حدوده المشتركة في الخريف الماضي، وتلا ذلك صراع واسع النطاق، هو الأكبر بين حزب الله وإسرائيل منذ حرب 2006. وتم التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار هذا الخريف، لكن إسرائيل أصرت على الحق في استهداف التهديدات المتصورة في لبنان بغض النظر عن ذلك. وفي حين أن اغتيال الأمين العام لحزب الله أدى بالتأكيد إلى تراجع قوة الحزب، إلا أنه لا يزال يُعتبر الوكيل الأكثر فتكًا في المنطقة".
وبحسب الموقع، "يعتبر الكثيرون أن النسخة المعدلة خصيصًا لإسرائيل من الطائرة الأميركية الصنع F-35 Lightning II هي الأكثر قوة من الجيل الخامس للطيران في السماء. وفي حين تم تخصيصها بتقنيات محلية متقدمة، بما في ذلك أنظمة الحرب الإلكترونية الفريدة من نوعها، توفر "Adir" لإسرائيل التفوق الجوي الذي تحتاجه للحفاظ على الأمن. ومن حيث التسليح، تم تسليح كل طائرة من "Adir" بأسلحة جو-جو متطورة مثل AIM-120D و AIM-9X Sidewinder. وغالبًا ما تنشر القوات الجوية الإسرائيلية أساطيلها من طراز F-35I لضرب أهداف مرتبطة بالإرهاب في غزة ولبنان".
وتابع الموقع، " في حين أن النسخة الإسرائيلية من طائرة F-15I قد تكون أقدم من "Adir"، فإن "Ra’am" تشكل تهديدًا عندما يتعلق الأمر بمهام الضربات البعيدة المدى. ويمكن لطائرات F-15I أيضًا حمل حمولة أسلحة ثقيلة، بما في ذلك مدفع داخلي عيار 20 ملم، وصواريخ AIM-9 Sidewinder، وصواريخ AIM-120 AMRAAM، وما يصل إلى 18000 رطل من الوقود والذخيرة. ومع ذلك، ربما يكون الأمر الأكثر أهمية هو مداها الكبير. وينشر سلاح الجو الإسرائيلي أساطيله من طائرات F-15I عندما يحتاج إلى الوصول إلى أهداف في عمق أراضي العدو. ومنذ إدخالها إلى الخدمة، خاضت طائرات "Ra’am" معارك في لبنان وسوريا وغزة".
المصدر: خاص لبنان24