الصّاحبُ الشاهد.. سيرة قيادي في جماعة العدل والمغربية في كتاب
تاريخ النشر: 19th, July 2024 GMT
صدر حديثا في مراكش، بداية هذا الأسبوع، كتابَ "الصّاحب الشاهد؛ سيرة أحمد الملّاخ (1941 ـ 2011) للأستاذ نور الدّين الملاخ. أهداه إلى والده أحمد، وإلى مرشده عبد السلام ياسين، وإلى أسرته.
وقد عبّر المؤلّف ـ منذ البداية ـ عن تهيّبه من الكتابة في الموضوع، لأنّ "حديث الولد عن الوالد ـ كما قال ـ أمر صعب بحكم العاطفة التي قد تحيد بصاحبها عن التزام الموضوعية"، وقد وعَدَنا بأنّه "سوف يحاول جاهدا أن يبقى على طول صفحات الكتاب ذلك المؤرّخ الموضوعي"، وهذا ـ كما يدرك القارئ المتخصّص ـ أمر دونه خَرْطُ القتاد، فهو صعب بل مستحيل، أو كالمستحيل!
الكتاب يقع في 182 صفحة، مقسّم إلى قسمين كبيرين: ضمّ الأوّل التّأريخ للرّجل، وهو عمدة الكتاب ولبّه، ويقع في 100 صفحة، واحتوى الثاني على شهادات وكلمات وقصائد ومراثي في حقّه.
ومنذ البداية إلى آخر سطر في الكتاب ينكشف التأثر الكبير للأستاذ نور الدّين بأسلوب شيخه الأستاذ ياسين؛ في العناوين والجمل والتركيب... والاختيارات وزوايا النظر، مما لا يترك مجالا لذرّة شكّ بأنه فرحٌ مهتبل بتلمذته ومريديّته لرجل عالِم مربّ.
الكتاب يقدّم لنا سيرة رجل ـ يوم كان شابا ـ كانت له اختيارات شخصية عالية على المستوى الفكري والأكاديمي؛ فهو مثلا كان قد سجّل أطروحته للدّكتوراه بالفرنسية في جامعة السوربون تحت إشراف محمد أركون في موضوع: "تاريخ الزوايا بالمغرب". نقول هذا الكلام حتى لا يُفهم بأنّه كان من "العوام" يوم اختار أن يستجيب لدعوة الأستاذ ياسين في زيارة الشيخ العبّاس والالتحاق بالزاوية البوتشيشية، ثم مغادرتها بعد ذلك، وتشكيل فريق صغير كتب "رسالة الإسلام أو الطوفان" الخطيرة، ودفع ثلاثتهم ثمنا باهظا بسبب ذلك.
عنوان الكتاب معبّر عن مضمونه، وملخّص له؛ فالكاتب / الابن أراد أن يكشف لكلّ مَن غابت عنه الوقائع التي يتحدّث عنها ـ وهم غالبية النّاس ــ أنّ والدَه كان صاحبا مقربا، وتلميذا نجيبا، للأستاذ ياسين، وأنّه كان شاهدا، رفقة صديقه الأستاذ محمد العلوي السليماني، على ولادة مسار اجتهاديّ تجديديّ في حركيّة الإسلام نحو العودة إلى التّاريخ من جديد.
هو صاحب وشاهد... ومن جملة الآباء المؤسّسين لمدرسة من مدارس التجديد الإسلامي.
وكان أحمد الملاخ إلى جانب مؤسس جماعة العدل والإحسان المغربية عبد السلام ياسين في جميع مراحل مساره التربوي والدعوي والجهادي، رفقة الأستاذ محمد العلوي السليماني رحمه الله تعالى، حيث أسهم رحمه الله إلى جانب آخرين في مشروع التأسيس الأوّلي لعمل إسلامي راشد حملت لواءه بعد ذلك جماعة العدل والإحسان.
ففي سنة 1974 كتب عبد السلام ياسين رسالة "الإسلام أو الطوفان" الشهيرة، التي وجهها إلى الملك الراحل الحسن الثاني، ينصحه فيها ويدعوه إلى التوبة وتحكيم شرع الله، وكان صاحباه سيدي أحمد الملاخ وسيدي محمد العلوي السليماني هما من طبع الرسالة بوسائل تقليدية في مدرسة الإمام الجزولي بمنطقة دوار العسكر تعرف اليوم بـ"مدرسة السي العلوي"، وبعد ذلك قاما بتوزيع أكثر من ألف نسخة على الأعيان والعلماء والوجهاء في المُدن ثم بعدها أرسلوا نسخة للملك.
فكان مصير الرجلين رحمهما الله الاعتقال بالمعتقل السري درب مولاي الشريف بالدار البيضاء لمدة ثلاثة عشر شهرا بدون محاكمة.. كما أسهم الفقيد رحمه الله في تأسيس "مجلة الجماعة" التي أقبرت مبكرا، وفي تأسيس مؤسسات الجماعة والدعوة إلى رسالتها في كثير من مدن المغرب وبين العديد من شبابها.
وإلى جانب مساره الدعوي والجهادي الحافل فقد كان الفقيد رحمه الله تعالى أحد رجالات الفكر والتربية والتعليم الأوائل في مغرب ما بعد الاستقلال، والمميزين بكفاءتهم العلمية والمعرفية، حيث تبوّأ مسؤوليات متعددة في أسلاك نظام التربية والتعليم في المغرب.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي أفكار كتب تقارير كتب الكتابة المغربية المغرب كتاب عرض نشر كتب كتب كتب كتب كتب كتب أفكار أفكار أفكار سياسة سياسة أفكار أفكار أفكار أفكار أفكار أفكار سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة رحمه الله
إقرأ أيضاً:
معدة كتاب «الأطفال يسألون الإمام» لـ"البوابة نيوز": شيخ الأزهر أوضح مفهوم حقوق الإنسان الصحيح فى الإسلام
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
كشفت الدكتورة نهى عباس، رئيس تحرير مجلة نور، ومعدة كتاب "الأطفال يسألون الإمام"، عن أبرز الاسئلة التى سألها الأطفال لشيخ الأزهر، مؤكدة أن فكرة كتاب "الأطفال يسألون الإمام" جاءت من الشكوى الدائمة من أولياء الأمور عن كثرة أسئلة أبنائهم فى أمور كثيرة تمس العقيدة ولا يستطيعون أحيانا الإجابة.
وأوضحت معدة الكتاب فى تصريحات خاصة لـ "البوابة نيوز"، أن أسئلة الجزء الثانى من كتاب "الأطفال يسألون الإمام" دارت حول العقيدة، وأيضا بعض المشاكل الشخصية التى يعانى منها الأطفال وشعروا برغبتهم فى إرسالها لفضيلة الإمام، وكأنهم يشكون همومهم إليه، وأجاب عليهم الإمام بكل أبوة وحب وكان سعيدا بفكرة الكتاب فالأطفال دائما فى قلب الإمام.
وأكدت أن أسئلة الأطفال تنوعت، لتشمل ٣١ سؤالا يجيب عنهم شيخ الأزهر، وجاءت تلك الأسئلة كالتالى:
لماذا ينتصر الظالم فى هذا العالم؟
٢- كيف نستطيع أن نهزم العدو الظالم؟
٣- هل ما يحدث للمسلمين من هزائم غَضَب من الله علينا؟ ولو كان كذلك ماذا نفعل حتى يرضى الله عنا وينصرنا؟
٤- هل يتألم الأطفال فى غزة وهم يستشهدون، أم يخفف الله عنهم الألم؟
٥- لماذا يسمح الله سبحانه بمعاناة الأطفال الأبرياء فى غزة؟
٦- ما مصير أطفال غزة الشهداء بعد استشهادهم؟
٧- هل ستعود فلسطين لأهلها يوما ما؟
٨- هل سيلتقى أطفال غزة بعد استشهادهم بآبائهم وأمهاتهم فى الجنة؟
٩- هل سيحاسبنا الله كأفراد لأننا لم نفعل شيئا لغزة؟
١٠- نتألم من أجل أهل فلسطين ولبنان ولا نعرف كيف يمكننا أن نساعدهم، فما السبيل لذلك؟
١١- ماذا يحدث بعد أن ينتهى العالم يوم القيامة؟
١٢- هل ترانا الملائكة والجن ونحن نبدل ثيابنا فى غرفنا؟
١٣- لماذا أرسل الله تعالى الأنبياء من الرجال فقط؟
١٤- أفكر أحيانا فى بعض قصص القرآن الكريم مثل قصة سيدنا نوح عليه السلام أو غيرها، وأشعر بالشك فى صحتها، وأخاف من شعورى هذا.. فماذا أفعل؟
١٥- هل كل قصص القرآن حقيقية حدثت بالفعل، أم أن بعضها رمزى لم يحدث، وإنما جاء بغرض التعليم وأخذ العظة والعبرة؟
١٦- هل سنرى الله تعالى فى الجنة؟
١٧- هل الجنة والنار بجوار بعضهما؟ وهل سيرى أهل الجنة أهل النار أو العكس؟
١٨- كيف يمكن لله تعالى أن يرى الناس كلهم ويسمع دعاءهم فى الوقت نفسه؟
١٩- بأى لغة تحدث الله عز وجل مع سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم فى الإسراء والمعراج؟
٢٠- هل يشعر بنا سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم عندما نصلى عليه ونزور قبره؟
٢١- توفيت أمي.. فهل هى داخل القبر أو فى السماء؟ وهل تستطيع أن تلتقى جدى وجدتي؟ أتمنى أن أطمئن عليها..
٢٢- أشعر بالغيرة من صديقة لى لأنها أجمل مني.. فهل هذا يعنى أننى أحسدها؟ وهل سيحاسبنى الله على ذلك؟
٢٣- أحيانا أتمنى السوء لبعض زملائى الذين يضايقوننى ويتنمرون عليّ فى المدرسة، وأدعو عليهم فى نفسى أن يحدث لهم شيء سيء.. فهل سيحاسبنى الله على ذلك؟
٢٤- أحزن كثيرا لأن أبى فقير ولا يستطيع أن يشترى لى أشياء أتمناها مثل الأطفال الآخرين، لذا أتساءل دائما: لماذا خلق الله بعضنا فقراء وبعضنا أغنياء؟
٢٥- أنا طالبة أبلغ من العمر (١٤) عاما، وأدرس فى مدرسة أجنبية.. وفى أحد الدروس ناقشت معلمتنا الأجنبية حق الطفل فى اختيار هويته الجنسية؛ بمعنى رغبة الصبى فى أن يتحول إلى فتاة أو العكس، وعندما قلت فى أثناء النقاش: إن هذا حرام، وصفنى البعض بالرجعية والتخلف.. فكيف أرد عليهم؟
٢٦- أنا صبى فى الخامسة عشرة من العمر، وأعيش فى بلد أجنبي، والكل هنا يتعامل على أن المثلية الجنسية أمر طبيعي، وأن هؤلاء الأشخاص يجب احترامهم؛ لأنهم لا يملكون من أمرهم شيئًا، فهكذا خلقهم الله وهذه طبيعتهم ولا يستطيعون تغييرها.. فما صحة هذا الرأي؟ وهل هم بالفعل مرضى معذورون ولن يحاسبهم الله على ذلك؟
٢٧- لماذا خلقنى الله يتيمة؟ وهل سيحبنى الله أكثر من بقية الأطفال لأننى وحيدة ليس لى أب أو أم؟
٢٨- أبلغ من العمر (۱۰) سنوات.. وأبى يصر على أن أقضى كل وقتى فى حفظ القرآن الكريم، ولكنى أشعر بالملل أحيانًا، وأتمنى لو يسمح لى باللعب أو مشاهدة التليفزيون بعض الوقت، فهل هذا خطأ مني؟
٢٩- هل السخرية ممن نشاهدهم على شاشة التليفزيون أو فى فيديوهات مواقع التواصل الاجتماعى أنا وصديقاتى تعد من النميمة التى نحاسب عليها؟
٣٠- هل مشاركة صورى أنا وصديقاتى البنات على مواقع التواصل الاجتماعى حرام؟ مع العلم بأننى محجبة ومحتشمة.
٣١- لا أحب شكل أنفى فهو ضخم جدا وأشعر بالخجل دائما من شكلي، وهذا يفقدنى الثقة فى نفسى وأريد أن أجرى عملية تجميل لتحسين شكله فى المستقبل القريب.. فهل هذا حرام؟ وهل يعد تغييرا فى خلق الله؟
وأشارت الدكتورة نهى عباس، إلى أنها رصدت أسئلة للأطفال الذين يعيشون فى الغرب، وفى المدارس الانترناشيونال، حيث لاحظت اختلاط الأمر على كثير منهم الذين أصبحوا يتبنون الثقافة الغربية التى تبيح وترى أن هذا الشذوذ عن الفطرة هو حق من حقوق الإنسان.
واختتمت: يجب تصحيح المفاهيم ونشكر فضيلة الإمام الأكبر على توضيحه مفهوم حقوق الإنسان الصحيح فى الإسلام كما أوضح رأى الدين بأسلوب بسيط ومقنع.