شهدت مدينة "الإمارات الإنسانية " في العاصمة أبو ظبي، التي يقيم فيها الجرحى والمرضى الفلسطينيون الذين يعالجون في الإمارات، معجزة إنسانية وتعليمية تعيد إلى الأذهان المعجزة الأميركية هيلين كيلر، التي كانت صماء عمياء، وتعلمت القراءة والكتابة حتى أصبحت أديبة لامعة.

وأصيبت كيلر بعد ولاتها بفترة قصيرة بمرض الحمى الذي أفقدها السمع والبصر، وفي سن السابعة وتحديداً عام 1887 بدأت المعلمة الشابة المتخصصة آن سوليفان تعليمها القراءة والكتابة عن طريق اللمس، ونجحت في التقرب منها وظلت تعلمها حتى تخرجت في الجامعة، وأصدرت هيلين العديد من المؤلفات الأدبية والمسرحية أبرزها مسرحية "صانع المعجزات"، وأصبحت بعد ذلك ناشطة بارزة في الأعمال الخيرية، وعضواً في الأكاديمية الأميركية للفنون والآداب، وحصلت على وسام الحرية الرئاسي، وصدر قرار رئاسي بالاحتفال بعيد ميلادها.

هذه المعجزة تحاول ليلى الشكيلي، معلمة الرياضيات الإماراتية، تكرارها مع الطفلة الفلسطينية رهف، البالغة من العمر 10 سنوات، والتي فقدت بصرها في قصف إسرائيلي على منزل أسرتها في قطاع غزة، وفقدت مع بصرها أمها وأباها ومنزلها في القصف، وأرسلها المستشفى الإماراتي في غزة ضمن الدفعة التالية من الأطفال الجرحى ومرضى السرطان الذين جرى إجلاؤهم جواً من مدينة العريش المصرية بعد عبور معبر رفح، إلى الإمارات، ضمن مبادرة الرئيس الإماراتي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، بعلاج 1000 طفل من جرحى غزة و1000 من مرضى السرطان فيي مستشفيات الدولة.

وبدأت المعلمة ليلى تذكير رهف بالحروف والأرقام من خلال استخدام المعجون لتشكيلها بيديها من وحي ذاكرتها، وانتقلت بعد ذلك إلى تدريبها عبر ألعاب التركيب والتركيز على طريقة "برايل" بالحروف العربية والإنجليزية والأرقام، بهدف إعدادها لمرحلة قراءة الكتب المدرسية وغيرها بالطريقة ذاتها.

وكانت الطفلة تستحضر في عقلها الخارطة الذهنية التي درّبتها عليها معلمتها الإماراتية كثيراً، وهي تضع يدها على كتفها وتقودها بصوتها الهادئ وكأنها أمها، عبر الممرات ثم الدرجات نزولاً ثم نحو الباحة المركزية المفتوحة، التي تلتقي فيها أصدقاء جدد أتوا من غزة، وتعرّفت عليهم تدريجياً، ثم بدأت تقبّل واقع أنها أصبحت فاقدة البصر.

وأعاد هذا التقدم القياسي إلى رهف ثقتها بنفسها، فقررت أن تشارك في مسرحية للأطفال نظمتها إدارة المدينة بالتعاون مع مؤسسة الرعاية الأسرية، وجسدت فيها دور الراعية بعد أن حفظت النص الذي ألقته أمام الجمهور.

وقالت المعلمة ليلي إن المرحلة المقبلة مع رهف تتمثل في تعليمها الطباعة بطريقة "برايل" على الآلة الكاتبة الخاصة من طراز "بيركنز" والتي تؤهّل الطفلة لكتابة خواطرها والتعبير عن ذاتها وأفكارها وإبداعاتها على الورق.

وكشفت ليلى التي تخصصت في دراسة الرياضيات وتطوعت وتدربت لمدة عام ونصف العام على تعليم المكفوفين طريقة "برايل" داخل مؤسسة زايد العليا لأصحاب الهمم في أبو ظبي، عن كتب جديدة تم تصميمها خصيصاً لطباعتها بطريقة "برايل" لتمكين رهف وزملائها من الطلبة المكفوفين القادمين من غزة، من الاندماج مع أقرانهم في الفصول المدرسية الاعتيادية واستعادة حياة أقرب إلى الطبيعية.

وأشارت إلى أنها صممت مؤخراً كتابين للأرقام والحروف بطريقة "برايل"، موضحة أن الكفيف يركّز على حواسه الأخرى وينمي قدراته بسرعة إذا ما توفر التدريب والتأهيل والرعاية والاهتمام والتحفيز والاحتفاء بالإنجازات.

وتعمل الجهات والمؤسسات المختلفة في مدينة الإمارات الإنسانية في أبوظبي على توحيد الجهود والبرامج والمبادرات لتمكين الأطفال الذين تستقبلهم دولة الإمارات من قطاع غزة، من أجل توفير كافة أشكال الدعم المعنوي لهم وتمكينهم في رحلة الشفاء والتعافي واستئناف مسار حياتهم.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: هيلين كيلر الإمارات الإنسانية أبو ظبي الإمارات الفلسطينيون الشكيلي ليلى محمد بن زايد آل نهيان زايد

إقرأ أيضاً:

حفاوة روسية بـصفع ترامب لزيلينسكي في البيت الأبيض

 

اعتبرالرئيس الروسي السابق دميتري ميدفيديف أن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي تلقى"صفعة قوية"من نظيره الأميركي دونالد ترامب في لقائهما أمس، بينما تعجبت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا من عدم تعرض زيلينسكيي للضرب في البيت الأبيض.

وكتب ميدفيديف، الذي يشغل منصب نائب رئيس مجلس الأمن الروسي، على تطبيق تيليغرام معلقا على لقاء البيت الأبيض"توبيخ قاس في المكتب البيضاوي".

أما المتحدثة باسم وزارة الخارجية ماريا زاخاروفا فكتبت تقول "إن عدم إقدام ترامب ونائبه جيه.دي فانس على ضرب زيلينسكي خلال الاشتباك الذي جرى بثه على الهواء مباشرة هو معجزة". معتبرة أن أن ترامب تحلى بـ"ضبط النفس" بعدم ضرب الرئيس الأوكراني.

وكتبت على تلغرام "أكبر كذبة لزيلينسكي من بين كل أكاذيبه كانت تأكيده في البيت الأبيض أن نظام كييف في عام 2022 كان وحيدا، من دون دعم"، مشيرة إلى أن "امتناع ترامب وفانس عن ضرب هذه الحثالة، هو معجزة في ضبط النفس"ـ حسب تعبيرها ـ

وكان ترامب قد صرح عقب لقائه زيلينسكي أن الأخير غير مستعد لتسوية سلمية للنزاع في أوكرانيا، وأنه أظهر عدم احترام للولايات المتحدة.

وقال ترامب "لقد عقدنا اجتماعا مهما للغاية في البيت الأبيض و تعلمنا الكثير مما لم يكن من الممكن أن نتعلمه لولا المحادثة في ظل هذه الضغوط والظروف".

إعلان

وتابع "مدهش ما تظهره الأمور من خلال العواطف، وقد توصلت إلى استنتاج مفاده أن الرئيس زيلينسكي ليس مستعدا للسلام إذا شاركت أميركا، لأنه يعتقد أن مشاركتنا تمنحه امتيازات كبيرة في المفاوضات".

وأضاف "لا أريد تقديم امتيازات لأحد، أريد السلام. لقد أهان الولايات المتحدة الأميركية في المكتب البيضاوي الثمين. ويمكنه العودة عندما يكون مستعدا للسلام".

مقالات مشابهة

  • ستارمر: القادة الأوروبيون يواجهون لحظة لا تتكرر إلا مرة في كل جيل
  • أرسنال يتحدى ليفربول بـ «معجزة 1998»؟
  • الزعاق: هذا أفضل رمضان يمر علينا ويكشف عن ميزة لن تتكرر إلا بعد 33 عامًا
  • الإمارات تواصل دعمها الإنساني لغزة عبر سفينة زايد الإنسانية
  • الإمارات تواصل دعمها الإنساني لغزة بإبحار سفينة زايد الإنسانية 7 ضمن عملية الفارس الشهم 3
  • فيديو | الإمارات تغيث غزة بإبحار سفينة زايد الإنسانية (7) تحمل 5820 طن مساعدات
  • حفاوة روسية بـصفع ترامب لزيلينسكي في البيت الأبيض
  • أول تعليق روسي على الاشتباك الكلامي: معجزة أن ترامب لم يضرب زيلينسكي
  • الإمارات تكثف جهودها الإنسانية حول العالم خلال رمضان
  • 700 ألف مستفيد.. "زايد الإنسانية" تنفذ 7 برامج رمضانية داخل وخارج الإمارات