سودانايل:
2024-09-02@23:51:47 GMT

ما وراء اتصال البرهان بإبن زايد

تاريخ النشر: 19th, July 2024 GMT

زين العابدين صالح عبد الرحمن

في أخر تصريح للفريق أول البرهان في ولاية نهر النيل قال لابد من هزيمة الميليشيا و نظافة البلاد منها، ثم في أخر حديثه استدرك و قال أن التفاوض لن يتم إلا إذا خرجت الميليشيا من الأعيان و منازل الناس.. الحديث الثوري و هزيمة الميليشيا هو طمأنة للمقاتلين و خاصة الشباب الذين تم استنفارهم و الذين في المقاومة الشعبية لكي يحتفظ بالشارع إلي جانبه، و المقولة الثانية رسالة إلي الخارج، و الذين يضغطون من أجل الجلوس للتفاوض و يستخدمون الإغاثة و الضغط الاقتصادي على السلطة في السودان لكي ترضخ لتلك الضغوط.

. الديمقراطيون في أمريكا عجزوا على وقف القتل الذي تمارسه الحكومة الإسرائيلية ضد سكان غزة، و أيضا فشلت إدارة بايدن في إيجاد حل للحرب الدائرة بين روسيا و أوكرانيا، و لم يبقى لهم غير ممارسة الضغط على القيادة في السودان للدخول في تفاوض، حتى يصبح واحدة من نجاح الإدارة في السياسة الخارجية..
من مجريات الأحداث الأخيرة تشير إلي تنازلات بدأت تقدم - منها مؤتمر القاهرة الذي قبلت فيه " تقدم" الجلوس مع " مجموعة القوى الديمقراطية، إضافة لحزب مبارك الفاضل و أيضا و التجاني السياسي، و عدد من رموز إسلامية معتدلون في اللجنة النسيقية بين الأطراف، إلي جانب مؤتمر الاتحاد الأفريقي الذي عقد في أديس أبابا الذي كان مفتوحا لكل القوى السياسية رغم أن الداعين لم يرسلوا دعوة للمؤتمر الوطني، و كل ذلك زيارة رئيس الوزراء الأثيوبي إبي أحمد لبورتسودان و الإلتقاء مع البرهان في زيارة لم يفصح عن الهدف منها و دون بيان مشترك و دون عقد مؤتمر صحفي .. ذلك يؤكد أن إبي أحمد جاء حاملا رسالة سرية شفوية من رئيس الأمارات محمد بن زايدة للبرهان يؤكد فيها أنه جاد من أجل العمل على وقف الحرب، و خروج الميليشيا من كل منازل المواطنين، و من الأعيان ،و أيضا مساهمتها في إعادة إعمار السودان و إرسال إغاثة مستعجلة للمواطنين، و لكن لا تستطيع أن تقوم الأمارات بذلك كمبادرة منها، لأنها سوف لا تفهم بصورة صحيحة، و تعد إنكسار أمام اتهامات السودان و الحملات التي تشنت ضدها، و يجب أن تكون هناك مبادرة من السلطة في السودان لكي تتحمل معها هذا الحرج.. و هذا الدور الذي تولاه إبي أحمد أقناع البرهان الاتصال برئيس الأمارت محمد بن زايد، و الفترة بين زيارة إبي أحمد و اتصال البرهان هي التي جرى فيها الحوار مع قيادة المؤسسة العسكرية و ما تبقي من أعضاء في مجلس السيادة و قيادة الحركات..
أن زيارة التي قام بها رئيس الأركان الأثيوبي مع عبد الرحيم أو قوني لدولة جنوب السودان و الهدف منها ألترتيب لخروج عناصر الميليشيا من الجزبرة و سنجة و الدندر عبر أرضي دولة جنوب السودان بعد ما يتم منها استلام معداتها العسكرية.. في ذات الوقت ذات الوقت الذي يتصل فيه البرهان على أبن زايد، تعلن مندوبة أمريكا في الأمم المتحدة ليندا توماس غرينفيلد أن الولايات المتحدة ستقدم 203 مليون دولار إضافية لمساعدة المدنيين المتضررين من الحرب في السودان و دعت الدول الأخرى لزيادة مساعداتها...
الآن الكورة في ملعب دولة الأمارات، و هي الداعم الرئيس لميليشيا الدعم السريع و جناحه العسكري "تقدم" و هي مسؤولة بشكل مباشر في كل الدمار الذي حدث في السودان، و التهجير و الإبادة الجماعية التي حدث في أقاليم دارفور، و الآن ينتظر معرفة رؤيتها في كيفية وقف الحرب و إعادة بناء البلاد، كما جاء على لسان رئيس الأمارت في حديثه مع رئيس مجلس السيادة، حيث قال أنهم حريصون على دعم جميع الحلول و المبادرات الرامية إلي وقف التصعيد و إنهاء الأزمة في السودان الشقيق بما يسهم في تعزيز استقراره و أمنه و يحقق تطلعات شعبه إلي التنمية و الرخاء.. و أيا أعرب أبن زايد على التزام بلاده على مواصلة دعها للجهود الإنسانية لرفع معاناة الشعب السوداني الشقيق...
أن القتال سيظل دائر حتى تقديم مشروع متكامل لعملية خروج الميليشيا من الأعيان و منازل المواطنين في كل ولايات السودان التي كان قد دخلتها الميليشيا، ثم أيضا مشروع عملية تعمير البلاد، و أهمها ضخ أموال بصورة مستعجلة لوقف تدهور الجنيه السوداني الذي تجاوز الالفين امام الدولار.ز و السلطة في السودان لا تستطيع التعليق على الذي جرى من اتصال حتى تصبح هناك أفعال على الأرض... أن مؤتمر القاهرة الذي كسر الحاجز النفسي و جعل كرة الثلج تتدحرج لكي تواصل دورها في أديس أبابا حيث أعلنت القوى السياسية و الحركات عن حوار سوداني لا يقصي أحدا، يستثنى منه كل الذين ارتكبوا جرائم و فساد و أولئك الذين لهم ضلع في اندلاع الحرب في البلاد.. أن الحوار السوداني يجب أن يتم داخل السودان و تحت نظر و حضور جماهير الشعب السوداني.. و الكل ينتظر خطوات ما بعد الاتصال.. و نسأل الله حسن البصيرة..

zainsalih@hotmail.com  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: المیلیشیا من فی السودان إبی أحمد

إقرأ أيضاً:

والي الخرطوم: تفاجأت بهجوم الميليشيا على بيت الضيافة والمدينة الرياضية

(نجوم في الحرب)
سلسلة حوارات يجريها:
محمد جمال قندول
والي الخرطوم أحمد عثمان حمزة لـ(الكرامة):
مكثتُ أربعة أيامٍ تحت القصف بمنزلي جوار برج (الدعم السريع)
تفاجأت بهجوم الميليشيا على بيت الضيافة والمدينة الرياضية
كان مشهدًا مؤلمًا خروج مرضى الكُلى وهم ممسكون بـ”القسطرة”
الحرب وضحت انه لا يوجد أصدقاء خُلّص في العالم..
(الإطاري) والمجموعات التي تبنته سبب الحرب
أطلقنا برنامج (إعمار الخرطوم) وتم تعيين منسق
نبهتنا الحرب لمواقع الخلل والهشاشة بسياسات الدولة
أفقدتنا الحرب أرواح مواطنين كرامٍ مدنيين وعسكريين
ربما وضعتهم الأقدار في قلب النيران، أو جعلتهم يبتعدون عنها بأجسادهم بعد اندلاع الحرب، ولكنّ قلوبهم وعقولهم ظلت معلقةً بالوطن ومسار المعركة الميدانية، يقاتلون أو يفكرون ويخططون ويبدعون مساندين للقوات المسلحة.
ووسط كل هذا اللهيب والدمار والمصير المجهول لبلاد أحرقها التآمر، التقيتهم بمرارات الحزن والوجع والقلق على وطن يخافون أن يضيع.
ثقتي في أُسطورة الإنسان السوداني الذي واجه الظروف في أعتى درجات قسوتها جعلني استمع لحكاياتهم مع يوميات الحرب وطريقة تعاملهم مع تفاصيل اندلاعها منذ البداية، حيث كان التداعي معهم في هذه المساحة التي تتفقد أحوال نجوم في “السياسة، والفن، والأدب والرياضة”، فكانت حصيلةً من الاعترافات بين الأمل والرجاء ومحاولات الإبحار في دروبٍ ومساراتٍ جديدة.
وضيف مساحتنا لهذا اليوم هو والي الخرطوم المكلف أحمد عثمان حمزة، الذي حكى لنا تفاصيل أيامٍ عصيبة قضاها بمنزله جوار برج “الدعم السريع”:
أول يوم في الحرب؟
كنت في المنزل الحكومي -أي يوم السبت- بجوار برج الدعم السريع الرئيسي الواقع في غرب القيادة العامة، ومكثتُ فيه أربعةُ أيامٍ تحت القصف المتبادل، فكانت لحظاتٍ عصيبة لكن قدر الله ويسر وتحركت إلى أم درمان.
كيف علمت بنبأ اندلاع الحرب؟
بسماع أصوات الرصاص وتحرك الآليات العسكرية.
هل توقعت اندلاعها؟
نعم… ولكن ليس في هذا التوقيت، لأنّ هناك تهدئة لإيجاد صيغة توافق قبل يوم الحرب، وتم الاتفاق على أن يُعقد اجتماع يوم السبت الساعة العاشرة صباحًا لطي الخلافات حول الاتفاق الإطاري.
ولكن لماذا تمردت هذه القوات؟
في اعتقادي أنّ هناك جهات وعوامل شجعتها على هذا التمرد، وما يؤكد ذلك هو اللغط والجدل الذي كان يدور حول الاتفاق الإطاري وتهديدات المجموعات التي تبنت الاتفاق الإطاري وإصرارها على قبول الاتفاق أو الحرب، وتبع ذلك تحريك قوات الميليشيا إلى مطار مروي وكان ذلك يمثل نُذر بداية الحرب، وعلى الرغم من التهدئة التي حدثت يومي الخميس والجمعة قبل الحرب بيوم، إلّا أنّ الجميع تفاجأ بتحريك الميليشيا لقواتها فهاجمت لواء الباقير، وهاجمت القوات المسلحة الموجودة في محيط المدينة الرياضية، وأعادت تموضع قواتها في أجزاء مختلفة من الولاية بسرعة، كل ذلك كان يشير إلى التخطيط المسبق، كما هاجمت بيت الضيافة وكل المواقع المهمة.
ما هي الإجراءات الاحترازية التي قمت بها حين اندلاع الحرب؟
أولًا: التواصل مع لجنة أمن الولاية ومجلس حكومة الولاية للتفاكر حول التعامل مع الحرب وكيفية إدارة شأن الولاية في ظل هذه الأزمة.
كيف كان شعورك؟
كان شعورًا بعظم المسؤولية ومحاولة تجنيب المواطنين المدنيين آثار الحرب والعمل على تقديم الخدمات لهم.
مأساة في الحرب عايشتها؟
في الحرب العديد من المآسي والمشاهد المؤلمة يعجز الإنسان عن سردها وحصرها، لكن من المشاهد المؤلمة خروج المرضى زارعي الكُلى من مركز الشهيدة سلمى للشارع العام على أرجلهم وهم ممسكون بـ”قسطرة الدرين” وأغلبهم كان تحت العناية المكثفة.
يوميات الحرب؟
بالطبع يوميات المسؤول تختلف عن يوميات المواطن العادي، وتبدأُ أولًا بطبيعة الحال بمتابعة سير العمليات العسكرية والتعامل وفقها بتحديد الأولويات، ومتابعة أداء أجهزة الولاية للتأكد من القيام بمهامها ومعرفة التحديات والمعوقات التي تواجهها، والتنسيق مع الحكومة الاتحادية فيما يتعلق باحتياجات الولاية وقضاياها بالتركيز على القطاعات الحية وهي: قطاع المياه والكهرباء، وقطاع الخدمات الطبية وقطاع المساعدات الإنسانية.
ماذا أفقدتك الحرب؟
أفقدتنا الحرب أرواح مواطنين كرام مدنيين وعسكريين، أفقدتنا الأمن والاستقرار، وأفقدتنا خروج مؤسسات تقديم الخدمة ودمار البنى التحتية، أفقدتنا التواصل مع أجزاء عديدة من الولاية ومعرفة أحوال المواطنين الموجودين بها، وأفقدتنا مواصلة مجهوداتنا في بسط الخدمات بصورة شاملة بالولاية.. تعطل التعليم، وتوقف العمل، وفقدان المواطنين لمصادر دخلهم مما خلق معاناةٍ كبيرة لهم، وفقدان المنازل والأمتعة والأموال وجميع الممتلكات وإجبارهم على مغادرتها.
ما هي الفوائد والعبر المستفادة؟
نعم.. هنالك جملةً من العبر المستفادة ولعل أهمها : نبهتنا لمواقع الخلل والهشاشة في السياسات العامة للدولة، باعتبار أنّ الحكومات السابقة لم تتخذ تحوطاتٍ للتعامل مع هذه الأزمات خاصةً الحروب، ووضع المواطنين لم يؤخذ في الاعتبار والتعامل مع الأحداث الفجائية.
والحرب وضحت لنا بأنه لا يوجد أصدقاء خُلّص في العالم يقفون معك في مثل هذه الظروف، بل أن يصبح صديقٌ عدوك أو يتفرج عليك أو يصبح عدوك، ومن الدروس المستفادة أيضًا الاعتماد على أنفسنا كدولة وكشعب، والاعتماد على أنفسنا ومواردنا.
بما أنّك عاصرت الحرب، أمسيات الحرب؟
الأمسيات تنصبُ في الترقب والحذر وبذل المجهودات لرصد أيّ تحركات مشبوهة وتأمين المواطنين واتخاذ ما يلزم أو تحليل الأحداث.
إطالة أمد الحرب؟
فاقمت المعاناة ولم تكن متوقعة، ومع ذلك تعايش الناس معها، ولكنّ الحرب أفقدت المواطنين الاستمرار في مشروعاتهم الخاصة، وفي نفس الوقت، أوضحت للناس بجلاءٍ أنّ هناك مجهودات داخلية وخارجية تغذي هذه الميليشيا ولا تريد للسودان الاستقرار، وتسعى لأن ترضخ الحكومة وشعبها للاستجابة للإملاءات ومصالح ومطامع الحالمين باختطاف الدولة وتغيير وإحلال شعبها.
كيف تقرأُ راهن الأحوال بولايتك بعد مرور عام وأربعة أشهر على الحرب؟
أولًا: الإجابة على السؤال فيها جوانب كثيرة. فعلى صعيد العمليات العسكرية والحرب، فهو أمر تديره القوات المسلحة والمعركة تسير بصورة طيبة، وكل يوم هناك انتصار وتقدم بالرغم من أنّ انتشار الميليشيا فاقم من معاناة المواطنين.
أما الجانب الثاني: فيتعلق بما تقوم به أجهزة حكومة ولاية الخرطوم، وهذا يسير بصورة حثيثة ويزداد كلما توسعت الرقعة الآمنة.
الجانب الثالث: المواطن اقتنع بأنّه من الأفضل له أن يكون في منزله بالولاية، لأنّ وجوده بالمنزل وخاصةً في المناطق التي تم دحر الميليشيا منها، أصبح أمرًا مفضلًا يحقق له الاستقرار بعد إطالة أمد الحرب. والتواجد بالخرطوم أظهر معدن الشعب السوداني، وبرزت فيه قيم التكافل واقتسام اللقمة والإيثار وخير مثالٍ لذلك (التكايا) واستضافة الأُسر في المنازل، كما ساند أبناء السودان بالخارج أهلهم بصورة قوية، والوجه القبيح لإطالة أمد الحرب دفع ضعاف النفوس لاستغلال وجود الناس خارج منازلهم وتعدوا عليها ونهبوا ما تبقى من ممتلكات للمواطنين.
هل سيستعيد السودانيون الخرطوم كما كانت؟
نعم.. ولكن بتوفر الإرادة والإمكانيات، وإن شاء الله قادرون على إرجاعها بأفضل مما كانت عليه.
حدثنا عن أبرز خططكم للنهوض بالولاية وتقديم الخدمات للمواطنين؟
أولًا: أن يكون التخطيط برؤية علمية وأطلقنا برنامج إعمار الخرطوم وتم تعيين منسق والآن هو يعد لورشة سيشارك فيها كل الناس حتى تتم عملية الإعمار بصورة علمية.
هل قُدرت خسائر الولاية إثر التمرد؟
لن تُقدر إلّا بعد انتهاء الحرب.
هل وضعتُم خطةً لما بعد الحرب؟
الخطة لن أضعها لوحدي، ولكنها توضع بعد انعقاد ورشة أو مؤتمر الإعمار الذي يجري الإعداد له وبمشاركة كل الجهات وأجهزة الولاية المختلفة.
كلمة للقوات النظامية والمستنفرين والمواطنين؟
أبعث بالتحية للقوات المسلحة، وجهاز المخابرات العامة، والاستخبارات العسكرية، والشرطة والمستنفرين، متمنيًا النصر المؤزر. كما أترحم على الشهداء الأبرار سائلًا المولى أن يجعلهم في عليين، والشفاء العاجل للجرحى والمصابين، والعودة للمفقودين والمأسورين لأهلهم غانمين سالمين، وأن يُفك الحصار عن المحاصرين. كما أبعث بالتحية للمواطنين في كل مكان بالداخل والخارج خاصةً مواطني ولاية الخرطوم الذين صمدوا ولم يغادروا منازلهم، وتحملوا كل الأذى والظروف الصعبة وإفرازات الحرب.

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • مجلس سيادة القتلى والجوعى والمشردين 
  • البرهان يبحث تعزيز العلاقات الثنائية مع سفير فلسطين
  • من وراء العزلة الدولية للسودان؟
  • «التضامن» تستقبل أكثر من 334 ألف اتصال عبر الخطوط الساخنة خلال شهر
  • والي الخرطوم: تفاجأت بهجوم الميليشيا على بيت الضيافة والمدينة الرياضية
  • دارفور وأمة السودان: أن تأتي متأخراً (1-2)
  • صرخة في وجه البرهان.. 500 يوم من الموت والجوع والمرض
  • من وراء اعتقال رئيس تيليجرام بافيل دوروف
  • عمر الدقير: المرأة التي اندفعت نحو البرهان سقط منها النصيف ولم ترد إسقاطه..!
  • البرهان: نازحات القرير وبسوس السواحل