زين العابدين صالح عبد الرحمن
في أخر تصريح للفريق أول البرهان في ولاية نهر النيل قال لابد من هزيمة الميليشيا و نظافة البلاد منها، ثم في أخر حديثه استدرك و قال أن التفاوض لن يتم إلا إذا خرجت الميليشيا من الأعيان و منازل الناس.. الحديث الثوري و هزيمة الميليشيا هو طمأنة للمقاتلين و خاصة الشباب الذين تم استنفارهم و الذين في المقاومة الشعبية لكي يحتفظ بالشارع إلي جانبه، و المقولة الثانية رسالة إلي الخارج، و الذين يضغطون من أجل الجلوس للتفاوض و يستخدمون الإغاثة و الضغط الاقتصادي على السلطة في السودان لكي ترضخ لتلك الضغوط.
من مجريات الأحداث الأخيرة تشير إلي تنازلات بدأت تقدم - منها مؤتمر القاهرة الذي قبلت فيه " تقدم" الجلوس مع " مجموعة القوى الديمقراطية، إضافة لحزب مبارك الفاضل و أيضا و التجاني السياسي، و عدد من رموز إسلامية معتدلون في اللجنة النسيقية بين الأطراف، إلي جانب مؤتمر الاتحاد الأفريقي الذي عقد في أديس أبابا الذي كان مفتوحا لكل القوى السياسية رغم أن الداعين لم يرسلوا دعوة للمؤتمر الوطني، و كل ذلك زيارة رئيس الوزراء الأثيوبي إبي أحمد لبورتسودان و الإلتقاء مع البرهان في زيارة لم يفصح عن الهدف منها و دون بيان مشترك و دون عقد مؤتمر صحفي .. ذلك يؤكد أن إبي أحمد جاء حاملا رسالة سرية شفوية من رئيس الأمارات محمد بن زايدة للبرهان يؤكد فيها أنه جاد من أجل العمل على وقف الحرب، و خروج الميليشيا من كل منازل المواطنين، و من الأعيان ،و أيضا مساهمتها في إعادة إعمار السودان و إرسال إغاثة مستعجلة للمواطنين، و لكن لا تستطيع أن تقوم الأمارات بذلك كمبادرة منها، لأنها سوف لا تفهم بصورة صحيحة، و تعد إنكسار أمام اتهامات السودان و الحملات التي تشنت ضدها، و يجب أن تكون هناك مبادرة من السلطة في السودان لكي تتحمل معها هذا الحرج.. و هذا الدور الذي تولاه إبي أحمد أقناع البرهان الاتصال برئيس الأمارت محمد بن زايد، و الفترة بين زيارة إبي أحمد و اتصال البرهان هي التي جرى فيها الحوار مع قيادة المؤسسة العسكرية و ما تبقي من أعضاء في مجلس السيادة و قيادة الحركات..
أن زيارة التي قام بها رئيس الأركان الأثيوبي مع عبد الرحيم أو قوني لدولة جنوب السودان و الهدف منها ألترتيب لخروج عناصر الميليشيا من الجزبرة و سنجة و الدندر عبر أرضي دولة جنوب السودان بعد ما يتم منها استلام معداتها العسكرية.. في ذات الوقت ذات الوقت الذي يتصل فيه البرهان على أبن زايد، تعلن مندوبة أمريكا في الأمم المتحدة ليندا توماس غرينفيلد أن الولايات المتحدة ستقدم 203 مليون دولار إضافية لمساعدة المدنيين المتضررين من الحرب في السودان و دعت الدول الأخرى لزيادة مساعداتها...
الآن الكورة في ملعب دولة الأمارات، و هي الداعم الرئيس لميليشيا الدعم السريع و جناحه العسكري "تقدم" و هي مسؤولة بشكل مباشر في كل الدمار الذي حدث في السودان، و التهجير و الإبادة الجماعية التي حدث في أقاليم دارفور، و الآن ينتظر معرفة رؤيتها في كيفية وقف الحرب و إعادة بناء البلاد، كما جاء على لسان رئيس الأمارت في حديثه مع رئيس مجلس السيادة، حيث قال أنهم حريصون على دعم جميع الحلول و المبادرات الرامية إلي وقف التصعيد و إنهاء الأزمة في السودان الشقيق بما يسهم في تعزيز استقراره و أمنه و يحقق تطلعات شعبه إلي التنمية و الرخاء.. و أيا أعرب أبن زايد على التزام بلاده على مواصلة دعها للجهود الإنسانية لرفع معاناة الشعب السوداني الشقيق...
أن القتال سيظل دائر حتى تقديم مشروع متكامل لعملية خروج الميليشيا من الأعيان و منازل المواطنين في كل ولايات السودان التي كان قد دخلتها الميليشيا، ثم أيضا مشروع عملية تعمير البلاد، و أهمها ضخ أموال بصورة مستعجلة لوقف تدهور الجنيه السوداني الذي تجاوز الالفين امام الدولار.ز و السلطة في السودان لا تستطيع التعليق على الذي جرى من اتصال حتى تصبح هناك أفعال على الأرض... أن مؤتمر القاهرة الذي كسر الحاجز النفسي و جعل كرة الثلج تتدحرج لكي تواصل دورها في أديس أبابا حيث أعلنت القوى السياسية و الحركات عن حوار سوداني لا يقصي أحدا، يستثنى منه كل الذين ارتكبوا جرائم و فساد و أولئك الذين لهم ضلع في اندلاع الحرب في البلاد.. أن الحوار السوداني يجب أن يتم داخل السودان و تحت نظر و حضور جماهير الشعب السوداني.. و الكل ينتظر خطوات ما بعد الاتصال.. و نسأل الله حسن البصيرة..
zainsalih@hotmail.com
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: المیلیشیا من فی السودان إبی أحمد
إقرأ أيضاً:
رحم الله الدكتور محمد خير الزبير الذي إرتحل اليوم إلى الدار الباقية
مضى إلى الدار الباقية
رحم الله الدكتور محمد خير الزبير الذي إرتحل اليوم إلى الدار الباقية وأخلف الله على أهله وأحبابه وإخوانه ووطنه من بعده بخير كثير
*مصابيح التنوير شخوص ورموز
الدكتور محمد خير الزبير
ولد محمد خير الزبير في شمبات ، ولد في العام 1945 ونشأ بها ودرس مراحله الاولى بشمبات. التحق بجامعة الخرطوم كلية الاقتصاد ونال بكالريوس الإقتصاد في العام 1968
دكتوراة الاقتصاد – جامعة ويلز – المملكة المتحدة 1983م .
ماجستير الاقتصاد المالي جامعة ويلز – المملكة المتحدة 1976 .
بكالوريوس الاقتصاد والعلوم الاجتماعية – جامعة الخرطوم 1968 . عمل بوزارة المالية قسم التخطيط الإقتصادي وابتعث في دورة تدريبية
إلى معهد التنمية الاقتصادية – نايلي – ايطاليا لمدة ستة اشهر حول التنمية و التخطيط الإقتصادي. ثم دورة تدريبية في التخطيط في مصر في العام 1973في معهد التخطيط القومي.
بعدها ابتعث في العام 1973 – 1975 لفترة دراسية للتحضير لدرجة الماجستير في الاقتصاد المالي – جامعة ويلز- المملكة المتحدة. وعاد للعمل بوزارة المالية بادارة القروض والمعونات الأجنبية في الفترة من 1975الى1979 ثم
وتسنى له أن يواصل في ذات جامعة ويلز 1979 – 1983 للحصول على درجة الدكتوراة في الاقتصاد المالي فحصل عليها من ذات الجامعة جامعة ويلز-المملكة المتحدة ثم عاد للمالية وبعث بعدها لتلقي دورة
في معهد القانون الدولي – واشنطن – الولايات المتحدة الأمريكية حول مفاوضات الاستثمار في العام 1979 وعاد يعمل بالمالية بالتخطيط الإقتصادي ثم حصل إبان ذلك على دورة تجريبية في معهد هارفارد للتنمية
الدولية – جامعة هارفرد بوسطن.
وعين مديرا لأدارة لأدارة العون السلعي في 1983 ثم مديرا القروض والمنح الخارجية في العام 1986. وشغل منصب وكيل أول التخطيط في الفترة 1988الى1993 وأعتذر عن وكالة وزارة المالية بعد الإنقاذ في العام 1990
ثم عين في1993 – 1996 وزيرا للدولة للتخطيط – وزارة المالية والتخطيط الإقتصادي عمل بعدها في العام 1996 – 1998 رئيسا لمجلس الإدارة – ومديرا عاما امؤسسة التنمية السودانية واعيد تعيينه وزير دولة للمالية من 1998الى 2001 ثم عين نائبا لمدير بنك الساحل والصحراء( بنك إقليمي رئاسته في ليبيا) من 2002 حتى 2009.
وعين في مارس 2011 رئيسا لمجلس ادارة ومحافظ بنك السودان المركزي . وأعيد محافظا مرة أخرى في سبتمبر في العام 2018. وكان شغل بحكم المنصب رئاسات. وعضوية مجالس أدارات
منها رئيس مجلس ادارة مطابع السودان للعملة
رئيس مجلس ادارة شركة السودان للخدمات المالية
رئيس مجلس ادارة اكاديمية السودان للعلوم المصرفية
وكذلك على المستوى الإقليمي شغل منصب العضو بمجلس ادارة الاكاديمية العربية للعلوم المصرفية بالاردن
والمحافظ المناوب بالبنك الاسلامي للتنمية جدة
وعضو مجلس ادارة شركة سكر كنانة
وعضو مجلس الخدمات المالية الاسلامية بماليزيا وعضو مجلس إدارة الهيئة العربية للإنماء والاستثمار الزراعي .
وعضو مجلس إدارة الشركة العربية السودانية للزيوت النباتية .
عضو مجلس إدارة الشركة العربية السودانية للزراعة الآلية بالنيل الأزرق .
وعضو مجلس إدارة الشركة العربية السودانية للإنتاج والتصنيع الزراعي
محافظ السودان وشارك بحكم عمله محافظا لبنك السودان في اجتماعات و مؤتمرات البنك الدولي للإنشاء والتعمير .
وصندوق النقد الدولي .
وبنك التنمية الأفريقي .
والبنك الإسلامي للتنمية .
والصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي .
وصندوق النقد العربي .
والمصرف العربي للتنمية الاقتصادي في أفريقيا .
والصندوق الدولي للتنمية الزراعية (إيفاد) محافظ مناوب .
وبنك التجارة التفضيلية لدول شرق ووسط أفريقيا .
ورغم طبيعة جدول أعماله المزدحم فله مؤلفات ودراسات ومطبوعات :
منها دراسة حول الحوافز الممنوحة للاستثمار الأجنبي المباشر في الدول العربية تجربة السودان ورقة مقدمة لورشة عمل نظمتها المؤسسة العربية لضمان الاستثمار – تونس – مارس 1997م .
وورقة حول إدارة الديون الخارجية في السودان ورقة مقدمة للمؤتمر القومي للإصلاح الاقتصادي في السودان 1986م .
ودراسة حول القروض والمعونات الدولية أثرها على التنمية الاقتصادية . تجربة السودان 1960 – 1980 هي رسالته للدكتوراة.
وورقة تقديم المشروعات في قطاع النقل . بحث مقدم لجامعة ويلز المملكة المتحدة بحث مكمل لدرجة الماجستير 1976م.
القروض والمعونات الدولية – أثرها على التنمية الاقتصادية – وله كتاب تجربة السودان في نصف قرن . 1956 – 2006 – صدر في عام 2008.
تعكس دراسات وخبرات الدكتور محمد خير الزبير صورة لخبير إقتصادي إجتمعت لدية علوم وخبرات عملية واسعة وكان أحد شهود تجربة إسلام الإقتصاد في السودان وشارك بخبرات في المجال الإقليمي والدولي ووجد تقديرا عاليا ربما لم يحظ به في موطنه. وإلى جانب تخصصه الإقتصادي نشط د محمد خير الزبير في العمل الإسلامي داخل وخارج السودان إبان دراسته هناك. و لا يزال ينشط بوصفه استشاريا وخبيرا على المستوي الوطني و الإقليمي… مد الله في أيامه ونفع بعمله و كسبه وبارك فيه لنفسه ووطنه العزيز.
أمين حسن عمر عبد الله