توقفت القنوات التلفزيونية والمطارات والبنوك في جميع أنحاء العالم عن العمل في انقطاع كبير أدى إلى إيقاف تشغيل أجهزة الكمبيوتر التي تعمل بنظام Windows فجأة.

لم يتم بث برنامج الإفطار على قناة سكاي نيوز صباح يوم الجمعة، وتم استبداله بلقطات أرشيفية.

أبلغ موقع Downdetector، وهو موقع ويب يراقب انقطاع الخدمة، عن ارتفاع مفاجئ في المشكلات مع مواقع الويب بما في ذلك تطبيقات Microsoft والمواقع المصرفية وتطبيقات شركات الطيران.

وعلى موقع Ryanair الإلكتروني، حثت الشركة الركاب على الوصول إلى المطارات قبل الموعد المحدد بثلاث ساعات، وألقت باللوم على "مشكلة تتعلق بتكنولوجيا معلومات طرف ثالث، وهي خارجة عن سيطرة Ryanair وتؤثر على جميع شركات الطيران العاملة عبر الشبكة".

وأبلغ المستخدمون عبر الإنترنت عن مشكلات في مناطق بعيدة مثل أستراليا ونيوزيلندا والهند واليابان، ومن المرجح أن تتأثر المملكة المتحدة بشدة كما حدث خلال ساعة الذروة يوم الجمعة.

قال تروي هانت، الباحث في مجال الأمن السيبراني، في منشور على موقع X إن "شيئًا غريبًا للغاية يحدث الآن" حيث يشتكي الأفراد في جميع أنحاء العالم من أن أجهزة الكمبيوتر الخاصة بهم التي تعمل بنظام Windows تظهر فجأة "شاشة الموت الزرقاء" وتدخل في وضع الاسترداد.

أشار مهندسو الأمن السيبراني إلى مشكلة في برنامج Crowdstrike، وهو أحد برامج مكافحة الفيروسات، يبدو أنه يتسبب في تعطل أجهزة الكمبيوتر.

ووصف سيناد آرون، مؤسس شركة أبحاث الإنترنت Imperum، الحادث بأنه "يوم الموت الجماعي".

وفي منشور على موقعها على الإنترنت، قالت Crowdstrike: "Crowdstrike على علم بتقارير الأعطال التي تحدث على Windows والمتعلقة بمستشعر Falcon".


انخفضت أسهم شركة Crowdstrike للأمن السيبراني بنسبة تصل إلى 14% في تداولات ما قبل السوق بعد أن قالت الشركة إنها كانت على علم "بالأعطال" المتعلقة بجهاز الكمبيوتر الذي يعمل بنظام Windows، حسبما كتب المحرر الاقتصادي سزو بينج تشان.

تقوم Crowdstrike بتصنيع برامج مصممة لحماية أجهزة الكمبيوتر من الهجمات السيبرانية.

وانخفضت أسهم مايكروسوفت بنحو 3%.

وكلا الشركتين مدرجتان في وول ستريت.


قد يكون تحديث "Buggy" هو السبب وراء انقطاع تكنولوجيا المعلومات
ربما يكون التحديث "الخطأ" لأحد منتجات شركة CrowdStrike العالمية للأمن السيبراني هو السبب وراء انقطاع الخدمة على مستوى العالم، وفقًا لأحد الأكاديميين.

وقال توبي موراي، الأستاذ المشارك في كلية الحوسبة ونظم المعلومات بجامعة ملبورن بأستراليا:

تم ربط CrowdStrike Falcon بهذا الانقطاع واسع النطاق.

CrowdStrike هي شركة عالمية متخصصة في الأمن السيبراني واستخبارات التهديدات. فالكون هو ما يعرف بمنصة الكشف والاستجابة لنقطة النهاية (EDR)، والتي تقوم بمراقبة أجهزة الكمبيوتر المثبت عليها للكشف عن الاختراقات – الاختراقات – والرد عليها.

وهذا يعني أن Falcon يعد برنامجًا متميزًا جدًا لأنه قادر على التأثير على كيفية عمل أجهزة الكمبيوتر المثبتة عليه.

على سبيل المثال، إذا اكتشف أن جهاز كمبيوتر مصابًا ببرامج ضارة تجعل الكمبيوتر يتواصل مع أحد المهاجمين، فمن الممكن أن يمنع Falcon حدوث هذا الاتصال. إذا كان Falcon يعاني من عطل، فمن الممكن أن يتسبب ذلك في انقطاع واسع النطاق لسببين - الأول: أن Falcon منتشر على نطاق واسع على العديد من أجهزة الكمبيوتر، والثاني: بسبب طبيعة Falcon المميزة.

يشبه Falcon برنامج مكافحة الفيروسات إلى حد ما: حيث يتم تحديثه بانتظام بمعلومات حول أحدث التهديدات عبر الإنترنت (حتى يتمكن من اكتشافها بشكل أفضل). لقد رأينا بالتأكيد تحديثات مكافحة الفيروسات في الماضي تسبب مشاكل. من المحتمل أن يكون سبب انقطاع الخدمة اليوم هو تحديث عربات التي تجرها الدواب لـ Falcon.
قال مطار لوتون إن انقطاع تكنولوجيا المعلومات العالمي يؤثر على بعض شركات الطيران وأن العمليات مستمرة بالأنظمة اليدوية.

على موقع X، تويتر سابقًا، نشر المطار ما يلي:

نحن على دراية بمشكلة تكنولوجيا المعلومات العالمية المستمرة التي تؤثر على إجراءات تسجيل الوصول والصعود إلى الطائرة لبعض شركات الطيران.

لدينا موظفون إضافيون متاحون للدعم وتستمر العمليات باستخدام الأنظمة اليدوية.

ويُنصح الركاب بمراجعة شركات الطيران الخاصة بهم للحصول على تحديثات الرحلة.

 فوضى السفر
تتزايد صور المسافرين غير السعداء الآن بشكل كثيف وسريع، حيث تواجه شركات الطيران مزيدًا من التأخير:

يواجه الركاب طوابير طويلة في مطار جاتويك بعد انقطاع تكنولوجيا المعلومات
يواجه الركاب طوابير طويلة في مطار جاتويك بعد انقطاع تكنولوجيا المعلومات.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: أجهزة الکمبیوتر شرکات الطیران على موقع

إقرأ أيضاً:

مصانع العقول: الجامعات التي تغير العالم (الحلقة 5)

فبراير 20, 2025آخر تحديث: فبراير 20, 2025

محمد الربيعي

بروفسور متمرس ومستشار علمي، جامعة دبلن

في قلب ولاية كاليفورنيا المشمسة، حيث تتراقص اضواء التكنولوجيا وتتلاقى عقول المبتكرين، تقبع جامعة ستانفورد، شامخة كمنارة للعلم والمعرفة. ليست مجرد جامعة، بل هي قصة نجاح ملهمة، بدات بحلم، وتحولت الى صرح عظيم، يضيء دروب الاجيال.

منذ سنوات خلت، تشكلت لدي قناعة راسخة بجودة جامعة ستانفورد، وذلك من خلال علاقات علمية بحثية مشتركة في مجال زراعة الخلايا. فقد لمست عن كثب تفاني علماء الجامعة وتميزهم، وشهدت انجازات علمية عظيمة تحققت بفضل هذا التعاون المثمر.

ولعل ما يزيد اعجابي بهذه الجامعة هو شعار قسم الهندسة الحيوية (الرابط المشترك بيننا) والذي يجسد رؤيتها الطموحة: “بينما نستخدم الهندسة كفرشاة، وعلم الاحياء كقماش رسم، تسعى الهندسة الحيوية في جامعة ستانفورد ليس فقط الى الفهم بل ايضا الى الابداع”. انه شعار ينم عن شغف اعضاء القسم بالابتكار وتطوير المعرفة، ويؤكد التزامهم بتجاوز حدود المالوف.

البداية: قصة حب ملهمة

تعود جذور هذه الجامعة العريقة الى قصة حب حزينة، ولكنها ملهمة. ففي عام 1885، فقد حاكم ولاية كاليفورنيا، ليلاند ستانفورد، وزوجته جين ابنهما الوحيد، ليلاند جونيور. وبدلا من الاستسلام للحزن، قررا تحويل محنتهما الى منحة، وانشا جامعة تحمل اسم ابنهما، لتكون منارة للعلم والمعرفة، ومصنعا للقادة والمبتكرين.

ستانفورد اليوم: صرح شامخ للابداع

تقف جامعة ستانفورد اليوم شامخة كواحدة من اعرق الجامعات العالمية، ومنارة ساطعة للابداع والابتكار. فهي تحتضن بين جدرانها نخبة من الاساتذة والباحثين المتميزين الذين يساهمون بشكل فعال في اثراء المعرفة الانسانية ودفع عجلة التقدم الى الامام. ولا يقتصر دور ستانفورد على تخريج العلماء والمهندسين المهرة، بل تسعى جاهدة ايضا الى تنمية مهارات ريادة الاعمال لدى طلابها، لتخريج قادة قادرين على احداث تغيير ايجابي في العالم.

ويعود الفضل في هذا التميز لعدة عوامل، لعل من ابرزها تبنيها لمفهوم الحريات الاكاديمية. وكما اجاب رئيس الجامعة على سؤال لماذا اصبحت ستانفورد جامعة من الطراز العالمي في غضون فترة قصيرة نسبيا من وجودها اجاب لان: “ستانفورد تكتنز الحرية الاكاديمية وتعتبرها روح الجامعة”. هذه الحرية الاكاديمية التي تمنح للاساتذة والباحثين والطلاب، هي التي تشجع على البحث العلمي والتفكير النقدي والتعبير عن الاراء بحرية، مما يخلق بيئة محفزة للابداع والابتكار.

من بين افذاذ ستانفورد، نذكر:

ويليام شوكلي: الفيزيائي العبقري الذي اخترع الترانزستور، تلك القطعة الصغيرة التي احدثت ثورة في عالم الالكترونيات، وجعلت الاجهزة الذكية التي نستخدمها اليوم ممكنة.

جون فون نيومان: عالم الرياضيات الفذ الذي قدم اسهامات جليلة في علوم الحاسوب، والفيزياء، والاقتصاد. لقد وضع الاسس النظرية للحوسبة الحديثة، وكان له دور كبير في تطوير القنبلة الذرية.

سالي رايد: لم تكن ستانفورد مجرد جامعة للرجال، بل كانت حاضنة للمواهب النسائية ايضا. من بين خريجاتها المتميزات، سالي رايد، اول امراة امريكية تصعد الى الفضاء، لتثبت للعالم ان المراة قادرة على تحقيق المستحيل.

سيرجي برين ولاري بيج: هذان الشابان الطموحان، التقيا في ستانفورد، ليؤسسا معا شركة كوكل، التي اصبحت محرك البحث الاكثر استخداما في العالم، وغيرت الطريقة التي نجمع بها المعلومات ونتفاعل مع العالم.

هؤلاء وغيرهم الكثير، هم نتاج عقول تفتحت في رحاب ستانفورد، وتشربت من علمها ومعرفتها، ليصبحوا قادة ومبتكرين، غيروا وجه العالم. انهم شهادة حية على ان ستانفورد ليست مجرد جامعة، بل هي منارة للعلم والمعرفة، ومصنع للاحلام.

وادي السيلكون: قصة نجاح مشتركة

تعتبر ستانفورد شريكا اساسيا في نجاح وادي السيلكون، الذي اصبح مركزا عالميا للتكنولوجيا والابتكار. فقد ساهمت الجامعة في تخريج العديد من رواد الاعمال الذين اسسوا شركات تكنولوجية عملاقة، غيرت وجه العالم. كما انشات ستانفورد حاضنات اعمال ومراكز ابحاث، لدعم الطلاب والباحثين وتحويل افكارهم الى واقع ملموس.

ولكن، كيف اصبحت ستانفورد شريكا اساسيا في هذا النجاح؟

الامر لا يتعلق فقط بتخريج رواد الاعمال، بل يتعدى ذلك الى عوامل اخرى، منها:

تشجيع الابتكار وريادة الاعمال: لم تكتف ستانفورد بتدريس العلوم والتكنولوجيا، بل عملت ايضا على غرس ثقافة الابتكار وريادة الاعمال في نفوس طلابها. وشجعتهم على تحويل افكارهم الى مشاريع واقعية، وقدمت لهم الدعم والتوجيه اللازمين لتحقيق ذلك.

توفير بيئة محفزة: لم تقتصر ستانفورد على توفير المعرفة النظرية، بل انشات ايضا بيئة محفزة للابتكار وريادة الاعمال. وشجعت على التواصل والتفاعل بين الطلاب والباحثين واعضاء هيئة التدريس، وتبادل الافكار والخبرات.

انشاء حاضنات الاعمال ومراكز الابحاث: لم تكتف ستانفورد بتخريج رواد الاعمال، بل انشات ايضا حاضنات اعمال ومراكز ابحاث، لتوفير الدعم المادي والمعنوي للطلاب والباحثين، ومساعدتهم على تحويل افكارهم الى شركات ناشئة ناجحة.

جذب الاستثمارات: لم تكتف ستانفورد بتوفير الدعم للطلاب والباحثين، بل عملت ايضا على جذب الاستثمارات الى وادي السيليكون، من خلال بناء علاقات قوية مع الشركات والمستثمرين، وعرض الافكار والمشاريع المبتكرة عليهم.

وبفضل هذه العوامل وغيرها، اصبحت ستانفورد شريكا اساسيا في نجاح وادي السيليكون، وساهمت في تحويله الى مركز عالمي للتكنولوجيا والابتكار.

ومن الامثلة على ذلك:

شركة غوغل: التي تاسست على يد اثنين من طلاب ستانفورد، وهما سيرجي برين ولاري بيج.

شركة ياهو: التي تاسست ايضا على يد اثنين من طلاب ستانفورد، وهما ديفيد فيلو وجيري يانغ.

شركة هيوليت-باكارد: التي تاسست على يد اثنين من خريجي ستانفورد، وهما ويليام هيوليت وديفيد باكارد.

هذه الشركات وغيرها الكثير، هي دليل على الدور الكبير الذي لعبته ستانفورد في نجاح وادي السيليكون، وتحويله الى مركز عالمي للتكنولوجيا والابتكار.

ستانفورد: اكثر من مجرد جامعة

ستانفورد ليست مجرد جامعة، بل هي مجتمع حيوي، يجمع بين الطلاب من جميع انحاء العالم، ليتبادلوا الافكار والخبرات، ويبنوا مستقبلا مشرقا لانفسهم ولوطنهم. كما انها مركز للبحث العلمي، حيث تجرى ابحاث رائدة في مختلف المجالات، تساهم في حل المشكلات العالمية، وتحسين حياة الناس.

الخلاصة: ستانفورد، قصة نجاح مستمرة

باختصار، جامعة ستانفورد هي قصة نجاح ملهمة، بدات بحلم، وتحولت الى واقع ملموس. انها صرح شامخ للعلم والمعرفة، ومصنع للقادة والمبتكرين، ومركز للابداع والابتكار. وستظل ستانفورد تلهم الاجيال القادمة، وتساهم في بناء مستقبل مشرق للانسانية جمعاء.

 

مقالات مشابهة

  • زعيم حزب روسي يطرح شرطا لعودة شركات الطيران الغربية إلى روسيا
  • مصانع العقول: الجامعات التي تغير العالم
  • أستراليا تحذر شركات الطيران من تدريبات البحرية الصينية بالذخيرة الحية
  • مايكروسوفت تكشف عن شريحة ستمثل ثورة بصناعة الكمبيوترات فائقة القدرات
  • شبيه جديد لـ"كوفيد-19" يظهر في الصين.. علماء يعلنون اكتشاف فيروس تاجي جديد يصيب البشر.. دراسة علمية: الخفافيش كلمة السر في انتشار الفيروسات حول العالم.. و"كورونا" و"إيبولا" و"سارس" أبرز الأمثلة
  • "يوروبول" يحذر: تصاعد المجتمعات الإلكترونية العنيفة التي تستهدف الأطفال
  • «مايكروسوفت» تتوقع ابتكار أول حاسوب كمي تجاري لها خلال سنوات
  • الحشد يصيب البرلمان العراقي بالشلل.. هل ينهيه تدخل إيران؟
  • مصانع العقول: الجامعات التي تغير العالم (الحلقة 5)
  • “الطيران المدني” يُصدر تصنيف شركات الطيران والمطارات لشهر يناير