يواصل الإسرائيليون انشغالهم بالحديث عن صفقة تبادل الأسرى مع حماس، مع تحول النقاش حول ما سيحدث في قطاع غزة في نهاية الحرب، والزعم بأن الحركة تضع الشروط التي تسمح لها بإعادة ترميم قدراتها في اليوم التالي، وسط مطالبات بأن يستغل الضغط العسكري لدعم مصالحه الأمنية الإسرائيلية، وأن يضع إطلاق سراح الأسرى أولا، ثم يذهب لمعالجة جبهة الشمال، طالما أن الجيش قادر على مواجهة ذلك، رغم الشكوك بنجاحه في التصدي لهذه التهديدات المتلاحقة.



وذكر الخبير العسكري الأبرز بصحيفة "يديعوت أحرونوت"، رون بن يشاي، أنه "في الأسابيع الأخيرة، تحولت مفاوضات صفقة التبادل إلى مفاوضات "اليوم التالي"، ولهذا السبب ستكون صعبة ومليئة بالأزمات، وفوق كل شيء طويلة، بعد أن تحولت تحفظات ومطالب حماس من المساومة على إطلاق سراح المختطفين إلى مفاوضات حول ما سيحدث في غزة في نهاية المطاف، مع العلم أن ما تطالب به الحركة هي شروط تسمح لها ليس فقط بالبقاء كجيش منظم في القطاع، منهك لكنه لا يزال موجودا، ولكن يمكن استعادته أيضا".


وأضاف في مقال ترجمته "عربي21" أنه "لهذا السبب تطالب حماس بأن يغادر الجيش ممر نيتساريم، مما سيسمح لأفرادها بإعادة أسلحتهم لمواقعهم في شمال غزة، والأهم أن الجيش لن يتمكن من الإشراف على محور فيلادلفيا ومعبر رفح الذي تحصل حماس من خلاله على الذخيرة والمواد الأولية لإنتاج الذخيرة عبر سيناء، كما أن الالتزامات التي تطلبها حماس من الدول الوسيطة، الولايات المتحدة وروسيا والصين، بأن الاحتلال لن يستأنف القتال، تهدف لحرمانه من حرية العمل العملياتية في غزة في اليوم التالي". 

وأشار أن "ما توصف بالإنجازات التكتيكية الكبيرة التي تمكن الجيش من تحقيقها في غزة خلال الأشهر التسعة من القتال، سيحاول الاحتلال ترجمتها فعليا في المفاوضات إلى ثلاث مصالح: أولاها الحفاظ على منطقة الاستخبارات، والقدرة على جمع العملاء، والحفاظ على التفوق الاستخباراتي الضروري لمنع حماس من إعادة ترسيخ نفسها كجيش مسلح، وثانيها الحفاظ على الحرية العملياتية في غزة بعد خروج الجيش بكامل قوته، بالاستفادة من التفوق الاستخباراتي لإحباط الاستعدادات لتنفيذ هجمات جديدة: جوا وبرا وبحرا، أو الغارات البرية، وحفر أنفاق جديدة، وإنتاج أسلحة ومعدات ومتفجرات، وإحباط أي محاولة لإنشاء منظومة صواريخ جديدة". 

وأوضح أن "المصلحة الثالثة هي التوصل لاتفاق مع مصر بشأن التعاون الذي سيمنع تهريب الأسلحة والمواد الخام لإنتاجها، ومنع إطلاق الصواريخ، والحدّ من خروج ودخول سكان غزة الذين سيتدربون ويكتسبون المعرفة العسكرية في إيران، ومثل هذا التنسيق مع مصر يمكن أن يدفع الجيش لمغادرة محور فيلادلفيا، صحيح أن حماس لن توافق بسهولة على ذلك، لكن إذا أصر الاحتلال، فلن يكون أمامها خيار آخر، وقد يصدر منها مزيدا من المرونة، لأن الضغط العسكري بدأ يظهر علاماته بالفعل".
 
وزعم أن "صفقة التبادل هي الأولوية الأولى، فلا يمكننا أن نقف مكتوفي الأيدي عندما يعاني عشرات المختطفين، وتكون حياتهم في خطر، وعلينا فعل كل ما بوسعنا، بما في ذلك التنازلات المؤلمة، لتحريرهم، أحياءً وأمواتاً، كي نعيد الثقة التي تآكلت تماماً بين المجتمع والحكومة، أما الأولوية الثانية فهي استكمال المهمة في غزة المتمثلة بتدمير الغالبية العظمى من الأنفاق الاستراتيجية، ونظام إدارة القتال الضخم تحت الأرض الذي بنته حماس، مما سيحرمها من شن حرب عصابات قوية ضد قوات الجيش، ويضطرها للعمل فوق السطح، ليصبح مقاتلوها فريسة لنيرانه الهائلة، تمهيدا لتجريدها من بنيتها التحتية وقدرتها التكتيكية على إدارة القتال". 


وأشار إلى أن "الأولوية الثالثة المهمة هي البدء بإنشاء النظام "الإدارة المدنية" في غزة بالتعاون مع الجهات الدولية، بمنح سكانها فرصة إدارة مشاريع مختلفة لإعادة تأهيل أنظمة الصرف الصحي والمرور بأنفسهم؛ توزيع المساعدات الإنسانية من خلال كيانات محلية ليست من حماس؛ ومنع عناصرها من التدخل في عملهم".

تكشف هذه المهام الإسرائيلية في غزة المتمثلة في إطلاق سراح المختطفين، والإطاحة بحماس، وتحييد باقي التهديدات في الشمال والشرق عن جدول أعمال عسكري مزدحم أمام الاحتلال في الأشهر المقبلة، وسط خلافات عاصفة في الحلبة السياسية والحزبية، الأمر الذي قد يضع عقبات أمام تنفيذ تلك المهام، ووسط المزيد من تآكل الشرعية الدولية التي حصل عليها الاحتلال في بداية الحرب، مما سيضرّ بأمنه لعقود قادمة، وفق اعترافات الاسرائيليين أنفسهم.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية الإسرائيليون حماس اليوم التالي إسرائيل حماس وقف إطلاق النار اليوم التالي صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة حماس من فی غزة

إقرأ أيضاً:

وسط مشاورات دولية مكثفة.. إسرائيل تقترب من صفقة جديدة مع حماس لوقف إطلاق النار والإفراج عن الرهائن.. وزير دفاع الاحتلال: الاتفاق أقرب من أي وقت مضى

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

صرح وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، خلال اجتماع مغلق للجنة الشؤون الخارجية والدفاع بالكنيست يوم الاثنين، بأن إسرائيل "أقرب من أي وقت مضى" لإبرام صفقة مع حركة حماس للإفراج عن الرهائن المحتجزين في قطاع غزة. 

وتأتي هذه التصريحات في وقت أكدت فيه وسائل إعلام عربية وجود تفاؤل كبير بشأن احتمالات التوصل إلى اتفاق خلال الأسابيع المقبلة.

متي يتم وقف إطلاق النار في غزةإسرائيل تعمل بلا توقف

أشار كاتس، وفقًا لتقارير الصحف العبرية، إلى أن "إسرائيل تعمل بلا توقف لإعادة الرهائن"، مضيفًا أن "قلة الكلام أفضل لتحقيق النجاح". جاءت تصريحاته بعد اتصال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو مع الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، حيث ناقشا الجهود الجارية للإفراج عن المختطفين.

وأضاف كاتس أن الصفقة المقترحة لن تشمل وقفًا مفتوحًا للأعمال القتالية، وهو ما تسعى إليه حماس لكن تعارضه الحكومة اليمينية المتشددة في إسرائيل. وأكد على وجود "مرونة" من الجانب الآخر، مشيرًا إلى أنهم "يفهمون أننا لن ننهي الحرب".

المفاوضات متعثرة

ومع ذلك، لا تزال المفاوضات متعثرة حول عدد الرهائن الذين سيتم الإفراج عنهم في الصفقة الجزئية. 

وفقًا لتقارير قناتي 12 و13 الإسرائيليتين، ترفض حماس الإفراج عن العدد المطلوب من الرهائن، بينما ترفض إسرائيل التنازل عن مطالبها.

في الوقت نفسه، أكد تقرير نشرته صحيفة "وول ستريت جورنال" الأسبوع الماضي أن حماس وافقت على مطلب إسرائيلي يقضي ببقاء الجيش الإسرائيلي مؤقتًا في غزة بموجب اتفاق وقف إطلاق نار وصفقة الرهائن، بعد رفضها السابق الإفراج عن المزيد من الرهائن دون انسحاب كامل لإسرائيل من القطاع.

مرونة كبيرة

من جهتها، قالت وسائل إعلام عربية إن حركة حماس أبدت "مرونة كبيرة" في اقتراح جديد، يتضمن وقفًا تدريجيًا للأعمال القتالية وجدولًا زمنيًا لانسحاب القوات الإسرائيلية، بالإضافة إلى عودة النازحين الفلسطينيين وإطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين.

وبحسب استطلاع لقناة 13، أظهرت النتائج أن 65% من الإسرائيليين يدعمون إعطاء الأولوية لإبرام صفقة للإفراج عن الرهائن. وتشير تقارير إلى أن الصفقة قد تُستكمل بحلول عيد "حانوكا" الذي يبدأ مساء 25 ديسمبر.

لا تزال المفاوضات جارية، وسط جهود دولية مكثفة يقودها وسطاء من مصر والسعودية والولايات المتحدة، بهدف التوصل إلى حل سريع يعالج قضية الرهائن ويخفف حدة التصعيد في غزة.

مقالات مشابهة

  • الإعلام العبري ينشر مستجدات مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة
  • 439 يوما .. خسائر جديدة للاحتلال وتفاؤل بشأن مفاوضات وقف إطلاق النار
  • مدير CIA يبحث بالدوحة مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة
  • مدير سي آي إيه يبحث بالدوحة مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة
  • حماس: وقف إطلاق النار “ممكن” إذا توقف الاحتلال عن وضع شروط جديدة
  • مفاوضات غزة – تفاصيل الاتفاق الذي سينفذ على 3 مراحل
  • “رويترز”: من المتوقع إنجاز اتفاق وقف إطلاق النار في غزة خلال الأيام المقبلة
  • الهباش: الشعب الفلسطيني ضحية بين مطرقة الاحتلال وسندان حماس
  • وسط مشاورات دولية مكثفة.. إسرائيل تقترب من صفقة جديدة مع حماس لوقف إطلاق النار والإفراج عن الرهائن.. وزير دفاع الاحتلال: الاتفاق أقرب من أي وقت مضى
  • حماس: الوصول إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى ممكن في هذه الحالة