الجزيرة:
2024-12-23@18:55:18 GMT

هاني جوهرية.. فنان مقدسي قاوم الاحتلال بالسينما

تاريخ النشر: 19th, July 2024 GMT

هاني جوهرية.. فنان مقدسي قاوم الاحتلال بالسينما

سينمائي فلسطيني ولد في مدينة القدس عام 1939م، أسهم في تأسيس السينما الفلسطينية الثورية، وهو أول شهيد سينمائي يرتقي خلال معركة مع الاحتلال الإسرائيلي في لبنان عام 1976م.

المولد والنشأة

ولد هاني فخري جوهرية في مدينة القدس عام 1939م، وينحدر من عائلة فنية، فأخوه هو الفنان والخطاط رياض جوهرية، وعمّه هو واصف جوهرية، الملحن والعازف والمؤرخ، ناهيك عن قرابة تجمعه مع الموسيقار الفلسطيني سلفادور عرنيطة.

كان هاني شغوفا بمتابعة الأفلام والقراءة منذ الصغر، وعرف باجتهاده وحبه للعلم، واقتنى أول كاميرا روسية الصنع عام 1956م، وتعلم تحميض الصور بمفرده.

عمل مدرسا للغة الإنجليزية مدة عامين في مدرسة المطران بالقدس، ثم توجه إلى القاهرة لدراسة التصوير الفوتوغرافي والسينمائي، وهناك حصل على منحة لاستكمال دراسته في لندن، وعام 1967م، ذهب إلى الأردن وعمل في وزارة الإعلام بالعاصمة عمان.

معركة الكرامة في الأردن عام 1968 كانت من الأحداث الأولى التي وثقها هاني جوهرية (وكالة الأنباء الأردنية) وحدة أفلام فلسطين

عام 1967م شارك هاني جوهرية في تأسيس "وحدة السينما والتصوير" في حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح)، رفقة سلافة جاد الله ومصطفى أبو علي.

وفي مقابلة صحفية مع خديجة حباشنة زوجة مصطفى أبو علي قالت إن "هؤلاء الشبان الثلاثة هم من اخترعوا فكرة النضال بالسينما، وكانت سلافة جاد الله من أوائل من اقترحوا على حركة الفدائيين أن تبدأ بالتوثيق الفوتوغرافي وعمل الملصقات للشهداء".

وأضافت "بعد التحاق جوهرية وأبو علي بركب الثوار، اقترحوا على وحدة الإعلام في حركة فتح افتتاح قسم للتصوير، فأعطت الحركة الموافقة وطلبت منهم البدء بالإمكانيات البسيطة المتوفرة، فأخذوا يوثقون العمليات والأنشطة والمؤتمرات الصحفية والمسيرات والاجتماعات ثم يوزعونها على الإعلام".

عام 1968م، وفق ما ورد في كتاب "الكاميرا تشرق من القدس.. هاني جوهرية مسيح الثورة" للكاتب سليم النجار، اتجه المخرج صلاح أبو هنود بصحبة هاني إلى المكان الذي دارت فيه معركة الكرامة بمركبة تتبع للتلفزيون الأردني، لكنها تعرضت لقصف من طيران الاحتلال، ولم يتمكن سوى هاني من الوصول إلى هناك، فوثق المعركة كاملة.

وشكل توثيق معركة الكرامة الانطلاقة الفعلية للمجموعة، إذ أثارت المعركة فضول العالم آنذاك حول الفدائيين الذين تمكنوا من المواجهة والصمود أمام الآليات العسكرية، ومن ثم بدأ الطلب على الصور يزداد، فتزودت المجموعة بالمعدات اللازمة، ثم بدأت العمل على توثيق الأحداث سينمائيا، وأسست وحدة أفلام فلسطين، التي أخرجت للوجود أول فيلم سينمائي خاص بها نهاية عام 1969م.

صورة التقطها هاني جوهرية لمعارك المقاومة ضد الاحتلال (أرشيف المتحف الفلسطيني الرقمي)

أسهمت المجموعة بشكل فاعل في نقل القضية الفلسطينية إلى العالم عبر صورها وأفلامها، إضافة إلى حرصها على نقل الأفلام إلى المدارس والمحافل الدولية.

يقول هاني جوهرية عن تجربة وحدة أفلام سينما فلسطين "باشرنا العمل قبل إيجاد المكان والمعدات اللازمة، واقتصر العمل في البداية على توثيق صور الشهداء وبعض الأعمال الخاصة بالثورة، ولكن بعد معركة الكرامة شهدت الثورة إقبالا صحفيا عالميا، فزادت الحاجة إلى الصورة الفوتوغرافية، وحصلنا على مكان للعمل، وهو عبارة عن مطبخ في أحد البيوت، كان في ذلك الوقت يضم معظم أجهزة الثورة".

ويضيف "تحول المطبخ إلى معمل للطبع والتحميض وللتصوير أيضا، وبدأ العمل بكاميرا بسيطة جدا وجهاز تنشيف بدائي بالكيروسين. وأصبح قسم التصوير يزود جهاز إعلام الثورة بصور الأحداث الفلسطينية والعمليات الفدائية لتوزيعها على وكالات الأنباء، وأخذت صورة الفدائي الفلسطيني تغزو العالم".

بعد أعوام من تأسيس وحدة أفلام فلسطين، صارت القضية الفلسطينية بفعل جهود أولئك السينمائيين الثلاثة، محط اهتمام الكثير من السينمائيين العالميين، الذين قدموا إلى فلسطين، لصناعة أفلام من داخلها.

وكان للوحدة دور في تزويدهم بما يحتاجون، ثم تحولت إلى مؤسسة مقرها بيروت تابعة للإعلام الموحّد ضمن منظمة التحرير الفلسطينية، وطورت أرشيفا ومكتبة لسينما الأفلام، كما أخذت تتبادل أفلاما مع دول أخرى كفيتنام والاتحاد السوفياتي والصين وكوبا ودول أميركا اللاتينية.

ولاحقا استقطبت المؤسسة خريجي سينما عالميين وهواة، وأنتجوا بالتعاون معها ما يزيد عن ألفي فيلم، لكنها أغلقت مع الاجتياح الإسرائيلي للبنان عام 1982م، واختفى قسم من أرشيفها أثناء حرب المخيمات.

أعماله السينمائية

يعتبر جوهرية أول من رافق الثوار الفلسطينيين في العمليات الأولى داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة، وصور فيلم "الخروج 67″، الذي يتناول نزوح الفلسطينيين عن أراضيهم بعد حرب يونيو/حزيران 1967م.

وفي العام الذي يليه صور جوهرية فيلم "الأرض المحروقة"، ويحكي جرائم الاحتلال ضد الفلاحين وأراضيهم في منطقة الأغوار في الأردن.

وعام 1969م صور فيلم "لا للحل الاستسلامي" وفيلم "الحق الفلسطيني"، وشارك في تصوير فيلم "شهادة الأطفال في زمن الحرب".

كما صور فيلمي "زهرة المدائن" و"جسر العودة" خلال فترة عمله في وزارة الإعلام الأردنية بين عامي 1967م و1969م.

عام 1970 شارك مع المخرج مصطفى أبو علي في تصوير أحداث سبتمبر/أيلول (أيلول الأسود) في الأردن وأنتج من هذه المادة فيلم "بالروح بالدم".

وعام 1974 اعتمدت الجريدة المصورة العدد الثاني لمؤسسة السينما الفلسطينية على الوثائق المصورة المتحركة التي صورها هاني من قبل.

وعام 1975 صور فيلم "على طريق النصر"، الذي يعرض مشروع المدينة التعليمية لأبناء الشهداء في فلسطين.

وعام 1976 صور فيلم "المفتاح" الذي أنتج للعرض في مؤتمر الإسكان في كندا، وأعد خطة كاملة لتصوير فيلم "سعيد أبو النحس المتشائل"، عن رواية "المتشائل" للروائي الفلسطيني الراحل إميل حبيبي.

وإضافة إلى أعماله السينمائية صور جوهرية العديد من الصور الفوتوغرافية التي نال عنها عدة جوائز عربية.

صورة التقطها هاني جوهرية لإحدى الفدائيات الفلسطينيات (أرشيف المتحف الفلسطيني الرقمي) استشهاده

استشهد هاني جوهرية بتاريخ 11 أبريل/نيسان 1976م، في تلال عينطورة بجبل لبنان، أثناء تصويره فيلما عن معارك المتن الشمالي في تلال عينطورة.

فقد توجه هاني إبان الحرب الأهلية اللبنانية رفقة قيادات الثورة الفلسطينية إلى تلال عينطورة، وخلال وجودهم في المنطقة أطلق الاحتلال قذيفة تجاههم، تمكنت عدسته من التقاطها لكنها سرعان ما سقطت أمامه وانفجرت ومزقت جسده أشلاء.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات معرکة الکرامة صور فیلم أبو علی

إقرأ أيضاً:

«الدولية لدعم الشعب الفلسطيني»: الصواريخ اليمنية أثبتت فشل الدفاعات الإسرائيلية

قال الدكتور صلاح عبد العاطي رئيس الهيئة الدولية لدعم الشعب الفلسطيني، إن الصواريخ فرط صوتية اليمنية التي تطلق على تل أبيب والأراضي المحتلة هو تأكيد من اليمن بالإصرار على مواصلة هجومها على إسرائيل، ردًا على عدوان إسرائيل المتكرر على اليمن وعلى الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.

الصواريخ فرط صوتية اليمنية 

وشدد «عبدالعاطي»، خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامي محمد رضا، عبر قناة «القاهرة الإخبارية»، على أن الصواريخ فرط صوتية اليمنية أظهرت فشل الدفاعات الإسرائيلية، سواء القبة الحديدية أو الصواريخ الدفاعية، وأن اليوم فشلت الصواريخ الدفاعية في اعتراض الصواريخ اليمنية، وهناك اعتراف من جيش الاحتلال بفشله في اعتراض الصاروخ الفرط صوتي أو الباليستي المرسل من اليمن، متابعًا: «هذا يدل على عدم قدرة الاحتلال على توفير الحد الأدنى من الأمن لدولته وشعبه، رغم كل ما يدعيه قادة الاحتلال من قدرة على تغيير خريطة الشرق الأوسط».

عملية الحوثيين الأخيرة هي ردًا على كل ادعاءات الاحتلال بضعف القوة اليمنية

وأوضح أن إطلاق الصواريخ من اليمن يؤكد على أنا ما فعلته إسرائيل لم يردع اليمن عن القيام بهذه العمليات، مشددًا على أن عملية الحوثيين الأخيرة هي ردًا على كل ادعاءات الاحتلال، معقبًا: «الاحتلال قصف ميناء الحديدة وهو هدف مدني، إضافة إلى تدمير محطة إنتاج الكهرباء وأيضًا أهداف مدنية ورغم استخدامه صواريخ متقدمة جدًا شديدة الانفجار والتدمير وإعلانه عن إفقاد الحوثيين جزء من قدرتهم الصاروخية، إلا أن هذه الصواريخ تؤكد بأن الحوثي مازالت تملك من القوة ما تشكل خطر على الاحتلال وإرباك حسابات إسرائيل».

مقالات مشابهة

  • حماس تدين انتهاكات السلطة الفلسطينية وخطاب التحشيد المجتمعي ضد المقاومة
  • حماس: إقامة الاحتلال 7 بؤر استيطانية بالضفة محاربة للوجود الفلسطيني على أرضه
  • دعم واسع للقضية الفلسطينية في مواجهة عدوان الاحتلال.. ترحيب بقرار للأمم المتحدة يؤكد حق الشعب الفلسطيني بتقرير مصيره
  • ذمار .. فعالية نسائية لإحياء ميلاد فاطمة الزهراء ودعم الشعب الفلسطيني
  • عائلة غريب .. 45 عامًا من الصمود الفلسطيني في وجه الإستيطان
  • رئيس"الوطني الفلسطيني": مجزرة الاحتلال بحق عائلة في جباليا جريمة وحشية
  • الدفاع المدني الفلسطيني: الاحتلال الإسرائيلي يمنع إجلاء جثامين الشهداء في غزة
  • وكيل «عربية النواب»: دعم الأمم المتحدة للحق الفلسطيني يُزيد من عزلة إسرائيل دوليا
  • الشاعر الأوزبكي شمشاد عبد اللهيف.. كيف قاوم الاستعمار الثقافي السوفياتي بالروسية؟
  • «الدولية لدعم الشعب الفلسطيني»: الصواريخ اليمنية أثبتت فشل الدفاعات الإسرائيلية