هاني جوهرية.. فنان مقدسي قاوم الاحتلال بالسينما
تاريخ النشر: 19th, July 2024 GMT
سينمائي فلسطيني ولد في مدينة القدس عام 1939م، أسهم في تأسيس السينما الفلسطينية الثورية، وهو أول شهيد سينمائي يرتقي خلال معركة مع الاحتلال الإسرائيلي في لبنان عام 1976م.
المولد والنشأةولد هاني فخري جوهرية في مدينة القدس عام 1939م، وينحدر من عائلة فنية، فأخوه هو الفنان والخطاط رياض جوهرية، وعمّه هو واصف جوهرية، الملحن والعازف والمؤرخ، ناهيك عن قرابة تجمعه مع الموسيقار الفلسطيني سلفادور عرنيطة.
كان هاني شغوفا بمتابعة الأفلام والقراءة منذ الصغر، وعرف باجتهاده وحبه للعلم، واقتنى أول كاميرا روسية الصنع عام 1956م، وتعلم تحميض الصور بمفرده.
عمل مدرسا للغة الإنجليزية مدة عامين في مدرسة المطران بالقدس، ثم توجه إلى القاهرة لدراسة التصوير الفوتوغرافي والسينمائي، وهناك حصل على منحة لاستكمال دراسته في لندن، وعام 1967م، ذهب إلى الأردن وعمل في وزارة الإعلام بالعاصمة عمان.
عام 1967م شارك هاني جوهرية في تأسيس "وحدة السينما والتصوير" في حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح)، رفقة سلافة جاد الله ومصطفى أبو علي.
وفي مقابلة صحفية مع خديجة حباشنة زوجة مصطفى أبو علي قالت إن "هؤلاء الشبان الثلاثة هم من اخترعوا فكرة النضال بالسينما، وكانت سلافة جاد الله من أوائل من اقترحوا على حركة الفدائيين أن تبدأ بالتوثيق الفوتوغرافي وعمل الملصقات للشهداء".
وأضافت "بعد التحاق جوهرية وأبو علي بركب الثوار، اقترحوا على وحدة الإعلام في حركة فتح افتتاح قسم للتصوير، فأعطت الحركة الموافقة وطلبت منهم البدء بالإمكانيات البسيطة المتوفرة، فأخذوا يوثقون العمليات والأنشطة والمؤتمرات الصحفية والمسيرات والاجتماعات ثم يوزعونها على الإعلام".
عام 1968م، وفق ما ورد في كتاب "الكاميرا تشرق من القدس.. هاني جوهرية مسيح الثورة" للكاتب سليم النجار، اتجه المخرج صلاح أبو هنود بصحبة هاني إلى المكان الذي دارت فيه معركة الكرامة بمركبة تتبع للتلفزيون الأردني، لكنها تعرضت لقصف من طيران الاحتلال، ولم يتمكن سوى هاني من الوصول إلى هناك، فوثق المعركة كاملة.
وشكل توثيق معركة الكرامة الانطلاقة الفعلية للمجموعة، إذ أثارت المعركة فضول العالم آنذاك حول الفدائيين الذين تمكنوا من المواجهة والصمود أمام الآليات العسكرية، ومن ثم بدأ الطلب على الصور يزداد، فتزودت المجموعة بالمعدات اللازمة، ثم بدأت العمل على توثيق الأحداث سينمائيا، وأسست وحدة أفلام فلسطين، التي أخرجت للوجود أول فيلم سينمائي خاص بها نهاية عام 1969م.
أسهمت المجموعة بشكل فاعل في نقل القضية الفلسطينية إلى العالم عبر صورها وأفلامها، إضافة إلى حرصها على نقل الأفلام إلى المدارس والمحافل الدولية.
يقول هاني جوهرية عن تجربة وحدة أفلام سينما فلسطين "باشرنا العمل قبل إيجاد المكان والمعدات اللازمة، واقتصر العمل في البداية على توثيق صور الشهداء وبعض الأعمال الخاصة بالثورة، ولكن بعد معركة الكرامة شهدت الثورة إقبالا صحفيا عالميا، فزادت الحاجة إلى الصورة الفوتوغرافية، وحصلنا على مكان للعمل، وهو عبارة عن مطبخ في أحد البيوت، كان في ذلك الوقت يضم معظم أجهزة الثورة".
ويضيف "تحول المطبخ إلى معمل للطبع والتحميض وللتصوير أيضا، وبدأ العمل بكاميرا بسيطة جدا وجهاز تنشيف بدائي بالكيروسين. وأصبح قسم التصوير يزود جهاز إعلام الثورة بصور الأحداث الفلسطينية والعمليات الفدائية لتوزيعها على وكالات الأنباء، وأخذت صورة الفدائي الفلسطيني تغزو العالم".
بعد أعوام من تأسيس وحدة أفلام فلسطين، صارت القضية الفلسطينية بفعل جهود أولئك السينمائيين الثلاثة، محط اهتمام الكثير من السينمائيين العالميين، الذين قدموا إلى فلسطين، لصناعة أفلام من داخلها.
وكان للوحدة دور في تزويدهم بما يحتاجون، ثم تحولت إلى مؤسسة مقرها بيروت تابعة للإعلام الموحّد ضمن منظمة التحرير الفلسطينية، وطورت أرشيفا ومكتبة لسينما الأفلام، كما أخذت تتبادل أفلاما مع دول أخرى كفيتنام والاتحاد السوفياتي والصين وكوبا ودول أميركا اللاتينية.
ولاحقا استقطبت المؤسسة خريجي سينما عالميين وهواة، وأنتجوا بالتعاون معها ما يزيد عن ألفي فيلم، لكنها أغلقت مع الاجتياح الإسرائيلي للبنان عام 1982م، واختفى قسم من أرشيفها أثناء حرب المخيمات.
أعماله السينمائيةيعتبر جوهرية أول من رافق الثوار الفلسطينيين في العمليات الأولى داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة، وصور فيلم "الخروج 67″، الذي يتناول نزوح الفلسطينيين عن أراضيهم بعد حرب يونيو/حزيران 1967م.
وفي العام الذي يليه صور جوهرية فيلم "الأرض المحروقة"، ويحكي جرائم الاحتلال ضد الفلاحين وأراضيهم في منطقة الأغوار في الأردن.
وعام 1969م صور فيلم "لا للحل الاستسلامي" وفيلم "الحق الفلسطيني"، وشارك في تصوير فيلم "شهادة الأطفال في زمن الحرب".
كما صور فيلمي "زهرة المدائن" و"جسر العودة" خلال فترة عمله في وزارة الإعلام الأردنية بين عامي 1967م و1969م.
عام 1970 شارك مع المخرج مصطفى أبو علي في تصوير أحداث سبتمبر/أيلول (أيلول الأسود) في الأردن وأنتج من هذه المادة فيلم "بالروح بالدم".
وعام 1974 اعتمدت الجريدة المصورة العدد الثاني لمؤسسة السينما الفلسطينية على الوثائق المصورة المتحركة التي صورها هاني من قبل.
وعام 1975 صور فيلم "على طريق النصر"، الذي يعرض مشروع المدينة التعليمية لأبناء الشهداء في فلسطين.
وعام 1976 صور فيلم "المفتاح" الذي أنتج للعرض في مؤتمر الإسكان في كندا، وأعد خطة كاملة لتصوير فيلم "سعيد أبو النحس المتشائل"، عن رواية "المتشائل" للروائي الفلسطيني الراحل إميل حبيبي.
وإضافة إلى أعماله السينمائية صور جوهرية العديد من الصور الفوتوغرافية التي نال عنها عدة جوائز عربية.
استشهد هاني جوهرية بتاريخ 11 أبريل/نيسان 1976م، في تلال عينطورة بجبل لبنان، أثناء تصويره فيلما عن معارك المتن الشمالي في تلال عينطورة.
فقد توجه هاني إبان الحرب الأهلية اللبنانية رفقة قيادات الثورة الفلسطينية إلى تلال عينطورة، وخلال وجودهم في المنطقة أطلق الاحتلال قذيفة تجاههم، تمكنت عدسته من التقاطها لكنها سرعان ما سقطت أمامه وانفجرت ومزقت جسده أشلاء.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات معرکة الکرامة صور فیلم أبو علی
إقرأ أيضاً:
تعديلات جوهرية في الأجور.. البرلمان يستعد لإصدار قانون العمل الجديد
يستعد البرلمان الأسبوع المقبل لمناقشة مشروع قانون العمل الجديد، الذي يتضمن تعديلات جوهرية في منظومة الأجور، بهدف تحقيق التوازن بين مصالح العمال وأصحاب الأعمال، وضمان بيئة عمل عادلة ومستقرة.
تشكيل المجلس القومي للأجوربحسب المادة 101 من مشروع قانون العمل الجديد، سيتم تشكيل "المجلس القومي للأجور" برئاسة الوزير المعني بشئون التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، وعضوية كل من الوزير المختص أو من ينيبه. الوزير المعني بشئون التضامن الاجتماعي أو من ينيبه. الوزير المعني بشئون المالية، أو من ينيبه. الوزير المعني بشئون الصناعة أو من ينيبه. الوزير المعني بشئون قطاع الأعمال العام أو من ينيبه. الوزير المعني بشئون التموين والتجارة الداخلية أو من ينيبه. رئيس المجلس القومي للمرأة أو من ينيبه. رئيس الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء. الرئيس التنفيذي للهيئة العامة للاستثمار والمناطق الحرة. رئيس مجلس إدارة الهيئة القومية للتأمين الاجتماعي. بالإضافة إلى خمسة أعضاء يمثلون منظمات أصحاب الأعمال، يتم اختيارهم من المنظمات الأكثر تمثيلاً، من حيث العضوية.
ويجوز للمجلس الاستعانة بعدد كاف من الخبراء والمختصين أو الشخصيات العامة وفقا للموضوعات المطروحة على جدول الأعمال، دون أن يكون لهم صوت معدود في المداولات.
اختصاصات المجلس القومي للأجورأدخل مشروع قانون العمل الجديد مادة جديدة (102 مستحدثة) تُحدد اختصاصات المجلس القومي للأجور، وتشمل:
1. وضع الحد الأدنى للأجور في جميع القطاعات على المستوى القومي، مع مراعاة احتياجات العمال وعائلاتهم، وتكاليف المعيشة، ومعدلات الإنتاج.
2. وضع القواعد المنظمة لصرف العلاوة الدورية السنوية وفقًا لأحكام القانون.
3. النظر في طلبات أصحاب الأعمال للتخفيض أو الإعفاء من صرف العلاوة الدورية عند حدوث ظروف اقتصادية طارئة.
4. تحديد المعايير والضوابط التي يتم بناءً عليها قبول أو رفض طلبات الإعفاء من صرف العلاوة.
5. إخطار الوزارات المعنية بقرارات قبول أو رفض طلبات الإعفاء.
ويصدر رئيس مجلس الوزراء قرارًا يحدد نظام العمل بالمجلس واختصاصاته الأخرى، في موعد أقصاه ستة أشهر من تاريخ بدء العمل بهذا القانون.
وفقًا للمادة 103 (المعدلة من المادة 102)، يجتمع المجلس القومي للأجور بدعوة من رئيسه كل ثلاثة أشهر على الأقل، أو كلما دعت الحاجة لذلك. وتُعتبر الاجتماعات صحيحة بحضور أغلبية الأعضاء، وتصدر القرارات بأغلبية الأصوات، مع ترجيح جانب الرئيس عند التساوي.
تأثير التعديلات على سوق العمليهدف قانون العمل الجديد إلى تحقيق توازن بين مصالح العمال وأصحاب الأعمال، وضمان استقرار سوق العمل عبر وضع سياسات عادلة للأجور والعلاوات. كما يمنح القانون الجديد مرونة لأصحاب الأعمال في حالات الأزمات الاقتصادية، مع ضمان حقوق العمال في الحصول على أجور عادلة ومناسبة لمستوى المعيشة.
أثارت التعديلات المقترحة ردود فعل متباينة بين ممثلي العمال وأصحاب الأعمال، حيث يرى البعض أنها خطوة إيجابية نحو تحسين بيئة العمل، بينما يعترض آخرون على بعض البنود المتعلقة بالإعفاء من العلاوات. ومن المتوقع أن تشهد جلسات البرلمان مناقشات موسعة حول هذه المواد لضمان تحقيق التوازن المطلوب.
ويمثل مشروع قانون العمل الجديد خطوة مهمة في إصلاح سوق العمل المصري، وضمان حقوق العمال، وتحفيز الإنتاجية. ويبقى التحدي الأكبر في كيفية تطبيق هذه التعديلات على أرض الواقع لتحقيق الأهداف المرجوة منها.