الجزيرة:
2024-09-02@22:28:04 GMT

محور المقاومة.. تحالف إقليمي لمواجهة إسرائيل

تاريخ النشر: 19th, July 2024 GMT

محور المقاومة.. تحالف إقليمي لمواجهة إسرائيل

محور "المقاومة" أو "الممانعة" هو تحالف جماعات مسلحة في كل من لبنان والعراق وسوريا واليمن، مدعومة من إيران، تصف نفسها بمحور مقاومة إسرائيل ونفوذ الولايات المتحدة الأميركية في الشرق الأوسط.

تعود جذوره إلى الثورة الإيرانية عام 1979حين أعلن مرشدها روح الله الخميني عن تصدير الثورة، إلا أنه أعيد تسليط الضوء عليه بصفته تحالفا في الشرق الأوسط يقاتل على جبهات متعددة ومتكاملة في مواجهة إسرائيل.

التسمية والمفهوم

يعرّف محور "المقاومة" أو "الممانعة"، بأنّه تحالفٌ من الجماعات المعارضة لإسرائيل والنفوذ الأميركي في منطقة الشرق الأوسط، تقوده إيران وتدعمه، كما تحسب سوريا أيضا ضمن هذا المحور.

ويضم هذا التحالف حزب الله اللبناني، وعددا من الحركات المسلحة في العراق، وجماعة الحوثيين في اليمن، إضافة إلى حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وحركة الجهاد الإسلامي الفلسطينيتين.

هنالك خلاف حول تاريخ بدء استخدام المصطلح، إلا أن بعض المصادر تشير إلى أن أول من استخدمه كان صحيفة "الزحف الأخضر" الليبية، في مقال لها عام 2002 حمل عنوان "محور الشر أو محور المقاومة".

وقالت الصحيفة في مقالها إن "القاسم المشترك الوحيد بين إيران والعراق وكوريا الشمالية هو مقاومتهم للهيمنة الأميركية"، وبعد ذلك استعملت هذه العبارة على نطاق واسع لوصف إيران والجماعات التي تدعمها.

كما تقول مصادر أخرى إن الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله، وعددا من المسؤولين الإيرانيين ومن قادة الحزب، وبعض وسائل الإعلام المؤيدة لهذا المحور كانوا أول من استخدموا مصطلح "محور المقاومة".

شعارات لبعض الحركات المسلحة في العراق تعتبر نفسها ضمن "محور المقاومة" (الجزيرة) تاريخ ظهور المفهوم وتشكله

تبلور وجود المحور في منطقة الشرق الأوسط منذ نجاح الثورة الإسلامية الإيرانية بقيادة الخميني في فبراير/شباط 1979، حيث أطاحت بحكم الشاه الذي كان على علاقة وثيقة بالولايات المتحدة الأميركية، وأعلنت معاداتها لإسرائيل.

وخاضت طهران من جهة وواشنطن وتل أبيب من جهة أخرى منذ ذلك الوقت حربا أيديولوجية وإستراتيجية في آن واحد.

بدأت إيران منذ مطلع التسعينيات بدعم الحركات الفلسطينية الرافضة لاتفاقية أوسلو، وهكذا تشكل المحور تدريجيا، وبعد الغزو الأميركي البريطاني للعراق عام 2003، وسقوط نظام الرئيس الراحل صدام حسين، أنشأت طهران ودعمت حركات مسلحة تابعة لها في العراق.

ومع بدء الربيع العربي عام 2011 تعاونت إيران مع نظام الرئيس السوري بشار الأسد في مواجهة المعارضة السورية المسلحة، وأنشأت هناك حركات مسلحة موالية لها.

وفي اليمن استطاعت جماعة الحوثيين التي دعمتها إيران أن توسع نفوذها حتى سيطرت عام 2014 على العاصمة صنعاء.

فأسست إيران بهذا أذرعا عسكرية لها في الشرق الأوسط، مستغلة الاضطرابات السياسية في المنطقة، كما أشرف على تطوير مكونات المحور وتنظيمها في كل من لبنان وسوريا والعراق واليمن، القائد السابق لفيلق القدس اللواء قاسم سليماني.

الأطراف المكونة لمحور المقاومة حزب الله

حزب الله أو كما يعرف في لبنان بـ"المقاومة الإسلامية"، هو كيان سياسي شيعي مسلح، ولد -بمباركة إيرانية- من رحم "حركة أمل" الشيعية اللبنانية عام 1982، حين خلّف الاجتياح الإسرائيلي للأراضي اللبنانية في يونيو/حزيران 1982 ظهور مجموعة من الشباب ينتمون لبعض اللجان الإسلامية "ولحركة أمل" بهدف مواجهة الاحتلال الإسرائيلي، وذلك بالتعاون مع المنظمات الفلسطينية والجيش السوري.

دخل الحزب معترك السياسة عام 1985، فأطلق على نفسه في البداية اسم "حركة أمل الشيعية"، ثم تسمّى بـ"أمل الإسلامية" رغبة منه في التوسع ليشمل الأمة الإسلامية.

قاوم الاحتلال الإسرائيلي، وشن عمليات عديدة ضده في جنوب لبنان خلال الثمانينيات والتسعينيات من القرن الـ20، وفي بداية القرن 21، خاصة في الحرب اللبنانية الإسرائيلية في يوليو/تموز 2006.

كما قاتل إلى جانب النظام السوري في مواجهة الثورة السورية، وساند الحركات الشيعية المسلحة في العراق.

جماعة الحوثيين

حركة سياسية عسكرية، عرفت بقربها من إيران، وانطلقت من محافظة صعدة شمالي اليمن، يطلق عليها جماعة الحوثي أو الحوثيين نسبة إلى مرشدها الروحي بدر الدين الحوثي ومؤسسها ابنه حسين الحوثي، غير أن الجماعة تسمي نفسها "جماعة أنصار الله".

تعود جذور الحركة إلى عام 1991، وقد سيطرت على إدارة الدولة في اليمن عام 2014، حين هاجمت العاصمة صنعاء وحاصرت القصر الجمهوري ووضعت الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي في الإقامة الجبرية، قبل أن ينجح في الفرار إلى المملكة العربية السعودية، مما دفع الأخيرة إلى قيادة تحالف عسكري يضم دولا عربية أخرى ضد الحوثيين لإعادة هادي إلى السلطة.

الحكومة السورية

تعد الحكومة السورية -بقيادة بشار الأسد- جزءا من المحور، إذ تدعم الحركات المناهضة لإسرائيل، ولها تحالف قوي مع حزب الله، كما أن دمشق وبقية المحافظات السورية كانت ساحة للمواجهة بين إسرائيل وبعض الحركات المسلحة المدعومة من إيران.

الحركات الشيعية المسلحة في العراق

وهي حركات نشأ معظمها بعد الغزو الأميركي للعراق عام 2003، وهي مدعومة عسكريا وماليا من الحكومة العراقية ومن إيران، وقد اتهمت بارتكاب عمليات قتل وتعذيب وتدمير ممتلكات في حق المكون السني بالعراق.

وحدثت مثل هذه التجاوزات خاصة في محافظة ديالى التي تغطي مساحة واسعة بين الحدود الإيرانية والعاصمة العراقية بغداد.

وقد نقلت بعض هذه الحركات المسلحة عملياتها إلى سوريا للقتال إلى جانب قوات بشار الأسد.

ظلت هذه الحركات متداخلة مع السلطات السياسية والأمنية في العراق حتى تأسيس حركة الحشد الشعبي عام 2014 بناء على فتوى المرجع الشيعي الأعلى علي السيستاني لمواجهة تنظيم الدولة الإسلامية، فأصبح الحشد غطاء قانونيا للحركات المسلحة التي ازداد عددها منذ ذلك الوقت.

حركة المقاومة الإسلامية (حماس)

وهي الحركة السنية الوحيدة في المحور، ويرى محللون أنها ليست جزءا منه إلا أنها تتعاون معه ضد الاحتلال الإسرائيلي.

انبثقت الحركة عن جماعة الإخوان المسلمين بفلسطين، وتزامن انطلاقها مع اندلاع الانتفاضة الأولى في ديسمبر/كانون الأول 1987، إذ اجتمع عدد من قيادات الحركة الإسلامية في منزل الشيخ أحمد ياسين بقطاع غزة، وأجمعوا على أن حالة الانتفاضة فرصة للانطلاق عمليا للعمل المسلح ضد الاحتلال، والدخول إلى مرحلة جديدة للاشتباك وإلقاء الحجارة وتنظيم المظاهرات.

تهدف الحركة إلى تحرير فلسطين وعودة اللاجئين الفلسطينيين لأراضيهم التي هجروا منها.

حركة الجهاد الإسلامي

وهي حركة مقاومة فلسطينية، تنتمي إلى التيار الإسلامي، تأسست عام 1981 في قطاع غزة، بهدف تحرير كامل التراب الفلسطيني، وتصفية الوجود الإسرائيلي في فلسطين.

بدأت الحركة على شكل تجمع يضم كتلة من الطلبة الفلسطينيين الملتحقين بالجامعات المصرية، وكانوا يمثلون طبقة مثقفة ذات توجه إسلامي.

وفي عام 1978 تأسست الخلية الأولى للحركة على يد طالب الطب فتحي الشقاقي، وأطلق عليها اسم "الطلائع الإسلامية"، وعقب نجاح الثورة الإيرانية عام 1979، ألف الشقاقي كتاب "الخميني الحل الإسلامي والبديل"، تعبيرا عن تأييده للثورة ودعوةً للتأسي بها.

تقيم حركة الجهاد الإسلامي علاقات متميزة مع إيران، التي تعد الداعم الأبرز لها ماليا وعسكريا، كما تقيم علاقات قوية مع حزب الله اللبناني، وقد بدأت إيران بتمويل التنظيم منذ عام 1987، ومع إبعاد الشقاقي وغيره من نشطاء الجهاد إلى لبنان عام 1988، توطدت العلاقة بينهما أكثر، وقدم الحرس الثوري الإيراني التمويل والدعم العسكري للتنظيم في معسكرات لبنان وسوريا، كما ازداد اعتماد الحركة على إيران منذ الانتفاضة عام 2000.

وفي عام 2014 أثار دعم إيران لـ"حركة الصابرين" في غزة بزعامة هشام سالم القيادي السابق بالجناح العسكري للجهاد استياء الحركة، وزار وفد من قيادتها برئاسة رمضان شلح إيران في مايو/أيار 2015، والتقوا المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية علي خامنئي وعددا من المسؤولين الإيرانيين.

محور المقاومة بعد طوفان الأقصى

فجر يوم السبت السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 شنت كتائب عز الدين القسام -الذراع العسكرية لحركة حماس- عملية طوفان الأقصى ضد مستوطنات غلاف غزة.

وأسرت الكتائب في هذا الهجوم أكثر من 250 إسرائيليا بينهم عسكريون وضباط، وأعلنت بعدها إسرائيل حربا واسعة النطاق على القطاع، وأكدت إيران عدم علمها المسبق بالعملية، وقالت إنها هجوم فلسطيني صرف.

ويوم الثامن من أكتوبر/تشرين الأول 2023 أعلن حزب الله في لبنان استهداف مواقع إسرائيلية في مزارع شبعا تضامنا وإسنادا للمقاومة في قطاع غزة، فرد الجيش الإسرائيلي بقصف خيمة تابعة للحزب، الأمر الذي أدى بعدها إلى تصاعد الهجمات وتبادل إطلاق النار بين الطرفين طيلة العدوان الإسرائيلي المستمر منذ شهور.

من جانبها كثفت جماعة الحوثيين هجماتها في البحر الأحمر قرب مضيق باب المندب، وقالت إنها ستستهدف السفن الإسرائيلية وأي سفن متجهة إلى الموانئ الإسرائيلية إلى أن يوقف الاحتلال عدوانه على غزة.

وقد تسببت هجمات جماعة الحوثي بانخفاض حاد في عمليات العبور الإجمالية عبر مضيق باب المندب، نتيجة ابتعاد الكثير من شركات الشحن عن المنطقة.

أما الحركات الشيعية المسلحة في العراق -والتي تسمي نفسها "المقاومة الإسلامية في العراق"- فقد نفذت هجمات متعددة على قواعد عسكرية في العراق تضم قوات أميركية وقوات للتحالف الدولي لمحاربة تنظيم الدولة.

واستمرت إسرائيل في توجيه ضربات لحزب الله، ولقواعد إيرانية في دمشق، إلا أن التصعيد الأعنف كان في الأول من أبريل/نيسان 2024 حين استهدف هجوم إسرائيلي مبنى قنصلية إيران في العاصمة السورية، وأودى بحياة 7 من قادة وضباط الحرس الثوري الإيراني.

وعلى الرغم من اعتياد إيران على تلقي ضربات قوية في عقر دارها، أبرزها اغتيال اللواء قاسم سليماني، فإنها ردت على هجوم القنصلية، بطريقة غير مسبوقة، ومركبة بحسب المحللين، إذ أطلقت ليل 13 أبريل/نيسان أكثر من 300 صاروخ وطائرة مسيرة باتجاه إسرائيل، اعترضت غالبيتها بواسطة القبة الحديدية.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات المقاومة الإسلامیة المسلحة فی العراق الحرکات المسلحة جماعة الحوثیین محور المقاومة الشرق الأوسط جماعة الحوثی حزب الله من إیران عام 2014 إلا أن

إقرأ أيضاً:

صفقة جذابة تدفع الاحتلال لتجنب حرب إقليمية والتصعيد الكبير مع حزب الله

زعمت صحيفة "يديعوت أحرونوت" أن جهاز الاستخبارات التابع لجيش الاحتلال وكبار مسؤولي الأمن كانوا على علم بخطة الرد التي وضعها حزب الله اللباني على اغتيال القيادي البارز فؤاد شكر في بيروت.

وقالت الصحيفة إنه "كان من المعروف مسبقا أن موعد الانتقام سيأتي في يوم الأربعين، وهو اليوم الذي يحيي فيه الشيعة ذكرى وفاة الإمام الحسين بن علي في معركة كربلاء قبل أكثر من 1300 عام، ومن المحتمل أن نصرالله اختار هذا الموعد، الذي صادف هذا العام في 25 أغسطس، للتأكيد على الأهمية الدينية والتاريخية لفؤاد شكر، الذي كان القائد العسكري البارز في الحزب وصديقه ومستشاره الأهم".

وأضافت أنه "كان من الضروري أن يفرض حزب الله ردعا ضد إسرائيل، وإرسال إشارة واضحة أن أي هجوم إسرائيلي في بيروت سيُقابل بإطلاق نار على تل أبيب، ومن المؤكد أن نصرالله ورعاته الإيرانيين كانوا يرغبون في تجنب تصعيد شامل، كانوا على الأرجح يقدرون، وبحق، أنه إذا أسفر الهجوم عن خسائر وأضرار كبيرة، بما في ذلك في الداخل الإسرائيلي، فإن الجيش الإسرائيلي سيرد بقوة".


واعتبرت أنه "في هذه الحالة، من المرجح أن إيران ووكلائها سيضطرون إلى التدخل لدعم حزب الله، مما سيؤدي إلى حرب إقليمية لا ترغب فيها إيران في الوقت الحالي، إذ يدرك القادة الإيرانيون جيدا ما قد يحدث لاقتصادهم، لمنشآتهم النووية، ولثبات نظامهم إذا اندلعت حرب كهذه".

وبينت الصحيفة أن إيران ترى الاستعدادات الحالية للقوات البحرية والجوية الأمريكية وحلفائها في المنطقة، وفي نيسان/ أبريل الماضي شاهدوا ما يمكن أن يحدث لصواريخهم وطائراتهم بدون طيار نتيجة التعاون بين جيش الاحتلال والقيادة المركزية للولايات المتحدة ""سنتكوم".

وقالت الصحيفة "طالما أن الولايات المتحدة موجودة بهذه القوة في المنطقة، ولحين امتلاك إيران سلاحا نوويا عمليا، لن تسمح طهران لحزب الله أو لأي جهة أخرى بجرها إلى حرب إقليمية. وهذا هو السبب أيضًا في أن إيران، بعد مناقشات مكثفة، تجنبت توجيه ضربة انتقامية مشتركة أو حتى متزامنة مع حزب الله".

وأشارت إلى أن المعلومات عن رد حزب الله المخطط له، والتي أصبحت أكثر تفصيلًا ودقة وموثوقية، "مكنت الجيش الإسرائيلي ليس فقط من التحضير للدفاع، بل أيضًا من إعداد عدة خطط لعمليات هجومية من نوعين، النوع الأول هو عمليات إحباط وإفشال هجوم الانتقام المخطط له من قبل حزب الله قبل أو أثناء تنفيذه، والمعروف في المصطلحات المهنية باسم الهجوم الوقائي أو الهجوم التمهيدي (وهو في الواقع هجوم يتم تنفيذه عندما يكون العدو قد أكمل استعداداته ويستعد للهجوم في الوقت القريب)، والنوع الثاني هو الهجمات الانتقامية والردع الإسرائيلي أثناء أو بعد هجوم حزب الله".

وأضافت الصحيفة "كان من الواضح منذ البداية لصناع القرار في النظام الأمني والسياسي أنه في أي حال، لن تنتظر إسرائيل حتى يطلق حزب الله صواريخ الانتقام، بل ستستخدم المعلومات الاستخباراتية النوعية التي لديها لتوجيه ضربة تمهيدية تعطل خطط حزب الله، تمنع الخسائر والأضرار في شمال إسرائيل، وتمنع ضرب الأهداف النوعية في وسط البلاد وفي منطقة تل أبيب. سيتم اتخاذ قرار بشأن الرد، إذا كان مطلوبًا، لاحقًا وفقًا للظروف. ومع ذلك، وضعت المعلومات الاستخباراتية النوعية صناع القرار أمام إغراء لتنفيذ خطوة استراتيجية من شأنها أن تؤدي إلى تغيير جوهري في الواقع الأمني على الجبهة الشمالية".

وأصر العديد من كبار المسؤولين في النظام الأمني (ولا يزالون يعتقدون) أن "عملية يوم الأربعين" كانت فرصة ذهبية لتنفيذ "ضربة استراتيجية" ضد حزب الله، لا يمكن التفصيل في الخطط التي اقترحها هؤلاء المسؤولون، لأن جيش الاحتلال قد يحتاج إلى تنفيذها في المستقبل، بحسب ما ذكرت الصحيفة.


وأوضحت و"يمكن تخيل سيناريو يتم فيه بعد أو حتى أثناء هجوم الانتقام من قبل حزب الله، أن يوجه الجيش الإسرائيلي ضربة نارية جوية، بحرية وبرية على جميع مواقع حزب الله وبنيته التحتية في جميع أنحاء لبنان، وفي الوقت نفسه يقوم بتدخل بري في جنوب لبنان؛ ذلك التدخل الذي يطالب به سكان الشمال الذين يعانون من أن يقوم به الجيش والحكومة دون تأخير، والذي ينتظر فقط أوامر التنفيذ من قيادة الشمال".

وفقًا لهذا السيناريو، قالت الصحيفة "يمنح الهجوم من حزب الله إسرائيل الشرعية لشن حملة لا تقضي فقط على التهديد الذي يشكله حزب الله على الداخل الإسرائيلي لسنوات، وتحرم إيران من ذراعها الطويلة الأكثر فاعلية، بل تبعد فعليًا مقاتلي الحزب وأسلحته الثقيلة عن نطاق الأمان الذي لا يقل عن 10 كيلومترات من قرى الجليل والجولان".

واختار رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، بالتشاور مع وزير الحرب يوآف غالانت، رئيس الأركان هرتسي هاليفي وقادة هيئة الأركان العامة، الخيار الأكثر تحفظًا الذي اقترحه سلاح الجو وهو: "الهجوم التمهيدي لإزالة التهديد الذي سيعطل استعدادات حزب الله لضربة الانتقام، ثم إدارة حملة دفاعية تحبط نية الحزب اللبناني بقلب الطاولة مجددًا باستخدام منصات الإطلاق والطائرات بدون طيار المتبقية له في جنوب لبنان"، بحسب الصحيفة.

وكانت هناك عدة اعتبارات هامة أدت إلى اتخاذ قرار بالتحرك بهذا الأسلوب المعتدل، وأهمها كان مطلب الولايات المتحدة وحلفائها من "إسرائيل" بعدم التصرف بطريقة قد تتصاعد إلى حرب إقليمية، والآن في خضم حملة الانتخابات الأمريكية والحرب التي تخوضها إسرائيل في غزة، ازداد حرص الإدارة الديمقراطية على منع الحرب الإقليمية إلى مستوى الهوس. 

وإذا اضطرت الولايات المتحدة إلى الوفاء بالتزاماتها في "الدفاع عن إسرائيل" ضد إيران ووكلائها، فقد يتعرض الجنود الأمريكيون للأذى ويعودون في توابيت، وقد ترتفع أسعار البنزين وغاز الطهي، هذا كابوس لكل مرشح رئاسي ولكل رئيس أمريكي.

لذلك، عرضت واشنطن صفقة يصعب رفضها: "طُلب من إسرائيل الامتناع عن أي عمل قد يؤدي، حسب تقدير الأمريكيين، إلى توريطنا وتوريطهم في حرب إقليمية؛ التعاون في جهود التوصل إلى صفقة لتحرير الرهائن التي ستنهي الحرب في غزة، والسماح بدخول المساعدات الإنسانية دون قيود إلى القطاع".


وفي المقابل، التزمت إدارة بايدن-هاريس بتقديم كل ما تحتاجه "إسرائيل" لتحقيق أهداف الحرب: "بدءًا من المساعدة العسكرية، مرورًا بردع موثوق تجاه دول المحور الشيعي باستخدام القوات العسكرية الأمريكية، وصولاً إلى مظلة حماية دبلوماسية في الساحة الدولية".

وذكرت الصحيفة "لا يمكن القول إلا إنها حزمة جذابة من الحوافز التي تكاد لا توجد تهديدات بجانبها سوى بعض الانتقادات العلنية لنتنياهو عندما يصر على الضغط على بواعث القلق الأمريكي".

وختمت الصحيفة "في النهاية، يمكن القول إن الاختيار بين الضربة الاستراتيجية أو الهجوم المحدود والعمليات الدفاعية كان مبنيًا على التقديرات الأمنية والسياسية الدقيقة، مع الأخذ بعين الاعتبار التدخل الأمريكي وضغوطه، وبالتالي يمكن اعتبار ما جرى بمثابة نصف انتقام من حزب الله وليس أكثر".

مقالات مشابهة

  • نحو تصعيد حرب الاستنزاف والمقاطعة
  • انتقادات حادة لقيادي من حركة فتح دعا المقاومة إلى عدم التصعيد في الضفة (شاهد)
  • انتقادات حادة لقيادي من حركة فتح دعا المقاومة لعدم التصعيد في الضفة (شاهد)
  • بالمسيرات والأسلحة الصاروخية والمدفعية.. حزب الله يواصل استهداف مواقع الاحتلال ومستوطناته
  • في أقل من 8 ساعات.. "حزب الله" ينفذ 10 عمليات نوعية ضد إسرائيل ويؤكد تحقيق إصابات مباشرة
  • ممثل حزب الله في طهران نقل لعراقجي تهاني نصر الله لمناسبة تعيينه وزيرا للخارجية
  • ضرورة أن تستعيد الحركات الإسلامية جاذبيتها للشباب
  • غزة ولبنان والضفة.. لماذا تخوض إسرائيل الكثير من الحروب؟
  • حزب الله يقصف قيادة لواء ومرابض مدفعية وانتشارا لجنود العدو بصواريخ فلق والكاتيوشا
  • صفقة جذابة تدفع الاحتلال لتجنب حرب إقليمية والتصعيد الكبير مع حزب الله