بعد تجنيد أول دفعة منهم.. من هم الحريديم في إسرائيل؟
تاريخ النشر: 19th, July 2024 GMT
أعلن وزير دفاع جيش الاحتلال الإسرائيلي يؤاف جالانت، عن تجنيد ألف جندي من الطائفة اليهودية الأرثوذكسية المتشددة «الحريديم» وذلك بعدما صدر بيان من وزارة الدفاع الإسرائيلية، يوضح أن هدف جيش الاحتلال تجنيد 3000 جندي من الحريديم مما قد يثير غضب الجماعة المتشددة.
ووفقا للبيان، سيتم تفعيل عملية التجنيد على 3 مراحل (ألف جندي في كل مرحلة)، وسيقوم جيش الاحتلال بعمل عمليات «تعلم» بعد كل عملية تجنيد.
اليهود الأرثوذكس المتشددين أو «الحريديم»، هم تيار ديني مصنف بأقصى اليمين في الكيان المحتل، والحريديم هي كلمة جمع حيث يعني مفردها «التقي»
جماعة الحريديمويتكون يهود «الحريديم» من كثير من المجتمعات المختلفة، تتمحور كل منها حول حاخام، ويتشاركون في عاداتهم الخاصة في العبادة والطقوس والتشريعات التوراتية واللباس والحياة اليومية.
وهناك يعيش الجميع حياة مكرسة للإيمان، فهم يجتمعون في المعابد 3 مرات في اليوم للصلاة، ويتعلمون في المعاهد الدينية الكبرى، ويعقدون حفلات زفاف بانتظام، وتجمعات احتفالية.
وتنكر الحريديم، الصهيونية حيث حدث الكثير من الصراعات بينهم وبين هرتزل وداعمي الحركة الصهيونية، ويعتقدون أنهم ليس عليه العيش في الأراضي الفلسطينية في هذه الفترة وإنما عندما تحين اللحظة المناسبة لذلك.
ولكن أغراهم هرتزل بالكثير من المزايا والمكاسب سواء كانت السياسية والمادية، ووفقا لتلك المزايا الذي حصلوا عليها سافر الكثير منهم من أوروبا إلى الكيان المحتل، حيث تشكل نسبة تلك الجماعة 13 في المائة من عدد سكان الكيان المحتل في وقتنا الحالي.
لماذا يرفضون الانضمام إلى قوات جيش الاحتلال؟ترفض جماعة الحريديم الانضمام إلى قوات جيش الاحتلال لبعض الاعتبارات منها الدينية حيث يعتقد الكثير منهم أن أسلوب حياتهم قد يتعرقل أمام انضمامهم إلى جيش الاحتلال.
ويطالب البعض منهم بالحق في الدراسة بالمعاهد اللاهوتية بدلاً من الخدمة في جيش الاحتلال.
الحريديمويمتنع البعض منهم بسبب الاعتبارات الايدولجية واعتراضهم على المجتمع اليبرالي بصفة عامة، ويسبب ذلك الكثير من الأزمات في المجتمع الإسرائيلي حيث تثير تلك الإعفاءات غضب الليبراليون وبقية الأحزاب السياسية الإسرائيلية إذ يشعر عدد كبير من الإسرائيليين بالاستياء جراء إعفاء الحريديم من الخدمة بالجيش في ظل سقوط أكبر عدد من القتلى بصفوف الجيش الإسرائيلي منذ عقود.
اقرأ أيضاً«القسام» تقصف تجمعات الاحتلال بـ نتساريم وتحقق إصابات مباشرة
السعودية تدين تبني الكنيست الإسرائيلي قرارا ينص على رفض إقامة دولة فلسطينية
خير ولا شر؟.. تفسير حلم هجوم الأسد في المنام
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: إسرائيل غزة جيش الإحتلال الحريديم تجنيد الحريديم من هم الحريديم في إسرائيل جیش الاحتلال الکثیر من
إقرأ أيضاً:
دعوات إسرائيلية لفرض عقوبات على الحريديم لرفضهم الخدمة العسكرية
ما زالت قضية تهرب الحريديم من الخدمة العسكرية في صفوف جيش الاحتلال، خاصة مع ظهور مزاعم جديدة للحاخامات مفادها أن العديد القليل من تلاميذ المدارس الدينية الذين يلتحقون بالجيش "يتخلّون" عن الديانة اليهودية وطقوسها بعد انتهاء خدمتهم العسكرية الإلزامية، مما أثار مزيدا من الجدل بين الإسرائيليين.
يائير غباي الكاتب بصحيفة "إسرائيل اليوم"، نقل عن "رئيس كتلة حزب يهدوت هتوراة، عضو الكنيست إسحاق بينداروس، مؤخراً عن قلقه الرئيسي بشأن تجنيد الحريديم في جيش الاحتلال، مدعياً بأن بعضهم يتركون الدين بسبب الخدمة في الجيش، وقبله قال رئيس حزب شاس الحاخام أرييه درعي إن الجنود المتدينين لا يقاتلون الجيش من أجل الدين، وتحدث آخرون من نفس التيار أن كل من ذهب للجيش وهو يرتدي "الكيبا" على رأسه، عاد بدونها".
وأضاف في مقال ترجمته "عربي21"، أنه "من المناسب التعامل مع هذه الادعاءات بشكل تجريبي، ونفحص ما إذا كان الجيش له تأثير روحي سلبي مفرط، وبعبارة أخرى، هل دخول اليهود المتدينين للجيش وهم يرتدون "الكيباه"، وخروجهم بدونها ينبع من الخدمة العسكرية، أم أنه كان ليخلعها حتى بدون الخدمة العسكرية".
وأشار إلى أن "نتائج الدراسات الميدانية أكدت أن مستوى التدين في العائلة اليهودية يشكل ركيزة قوية لمنع تسلل العلمانية الى أفرادها، وبالتالي إذا التحق الشباب من البيوت الحريدية بالجيش الإسرائيلي فإن هناك احتمالية كبيرة أن يظلوا ملتزمين بالتوراة، ولذلك فقد حان الوقت للسياسيين الحريديم لإظهار الشجاعة، والتوضيح للحاخامات أن الواقع مختلف عما اعتادوا على التفكير فيه، ولا يوجد ما يبرر القلق بشأن الخدمة في الجيش".
شلومو فيشر، عالم الاجتماع بمعهد سياسة الشعب اليهودي، أكد أن "السبب الحقيقي وراء معارضة اليهود المتشددين للتجنيد الإجباري في الجيش يعود إلى رغبتهم الأساسية بالانفصال بين الحريديم وبقية المجتمع الإسرائيلي، ما يجعل من مساعي العديد من الإسرائيليين لإيجاد حلول معقولة لمشكلة تجنيد اليهود المتشددين دينياً تبوء بالفشل الذريع، لأن هذه الحلول التي يقترحونها لن تحظى بقبول، جزئي على الأقل، من جانب الجمهور الحريدي وقياداته".
وأضاف في مقال نشرته صحيفة "معاريف"، وترجمته "عربي21" أن "بعض الحلول المقترحة أخذ قيم دراسة التوراة في الاعتبار داخل المحاضرات العسكرية في الجيش، أو تجنيد الحريديم فقط الذين لا يدرسون، فيما سيتم إعفاء من يدرسون التوراة "بجدية"، وبالتالي يدور الحديث عن إعفاء نصف الحريديم من التجنيد، واقتراح ثالث بإنشاء الجيش لألوية مخصصة للمتدينين الحريديم دون أي وجود للنساء".
وأشار إلى أن "مثل هذه المقترحات كانت مطروحة على الطاولة منذ عقود، ولم تتطور إلى شكل متماسك وعملي، لأن الحريدية ما زالت تعلن معارضتها الشديدة للتجنيد الإجباري، حتى بالنسبة لمن لا يدرسون من تلاميذها، والسبب في ذلك أن الحلول المذكورة أعلاه خاطئة من حيث الأساس، حتى لو أجبر الجيش نفسه على التكيف مع الثقافة الحريدية، لأن الأساس الأيديولوجي لوجود الحريديم هو الانفصال عن باقي اليهود".
وأوضح أن "ظاهرة انفصال اليهود المتدينين عن الآخرين تعود إلى قرون طويلة، وتنبع من أسباب عميقة وجوهرية، وهي تعارض كل التغيرات الجذرية التي طرأت على اليهود مع الحداثة الجارية، وهم يعارضون تبني القومية الحديثة، على المستوى الاجتماعي والأخلاقي والثقافي أيضًا، بل شعورهم بأنهم يشكلون الشعب الحقيقي والأصيل لإسرائيل، وبالتالي فإن موقفهم تجاه الآخرين سيكون متناقضاً على الدوام، وجاء الرمز الأكثر وضوحاً للانفصال هو تجنب التجنيد في جيش الاحتلال".
وأكد أن "مسألة الانفصال تنتمي لجوهر الهوية الحريدية، ولا مجال للمرونة في التعامل معها، ولتبريرها في الخطاب العام، يتم استخدام كل أنواع الأعذار، لكن الحقيقة البسيطة أن كلها تنبع من الفعل الأولي والمؤسس للانفصال، فأينما بدأ الحريديون فقد بدأوا بالانفصال عن باقي اليهود، وعلى مرّ التاريخ، في أوروبا أو في فلسطين المحتلة، لم تنجح المقترحات المطروحة بشأن التجنيد الإجباري باختراق عمق فكرة الانفصال الحريدي".
وأشار إلى أن "الحريديم ينطلقون من افتراضات خاطئة، ولذلك من أجل أن نكون عمليين، فلا فائدة من الحديث معهم، أو التنازل لهم، بل منح من لا يتطوعون في الجيش وضعية "الفارّ من الخدمة العسكرية"، مع فرض ما يصاحبه من عقوبات اقتصادية، رغم أنها لن تحدث في الحكومة الحالية، لكنها تؤسس لما سيكون في المستقبل".