تحدث الرئيس الأميركي السابق، المرشح الجمهوري لانتخابات الرئاسة المقبلة، دونالد ترامب، باستفاضة عن محاولة الاغتيال التي تعرض لها قبل أيام، خلال تجمع انتخابي بولاية بنسلفانيا، كاشفا تفاصيل ما حدث بدقة.

وقال: "اسمحوا لي أن أبدأ هذا المساء بالإعراب عن امتناني للشعب الأميركي على تدفق الحب والدعم في أعقاب محاولة الاغتيال التي استهدفت تجمعي يوم السبت.

وكما تعلمون بالفعل، كانت رصاصة القاتل على بعد ربع بوصة" .

وأشار إلى أنه سيتحدث خلال المؤتمر عما حدث "ولن يسمعه منه أحد مرة أخرى أبدًا"، لأنه "أمر مؤلم جدًا" بالنسبة له.

وتابع: "كان يومًا دافئًا وجميلًا في وقت مبكر من المساء في بلدة بتلر.. كانت الموسيقى تُعزف بصوت عالٍ، وكانت الحملة الانتخابية تسير بشكل جيد حقًا. ذهبت إلى المسرح، وكان الجمهور يهتف بشدة. بدأت أتحدث بقوة وبكل سعادة لأنني كنت أناقش العمل الرائع الذي قامت به إدارتي فيما يتعلق بالهجرة على الحدود الجنوبية، وكنا فخورين به للغاية".

واستطرد ترامب: "ورائي إلى اليمين كانت هناك شاشة كبيرة تعرض مخططًا للمعابر الحدودية تحت قيادتي. وكانت الأرقام مذهلة للغاية. ولكي أرى الرسم البياني بدأت في الاستدارة إلى يميني. كنت أستعد للاستدارة (مجددا) وأنا محظوظ لأنني لم أفعل ذلك.. سمعت صوت أزيز عالٍ وشعرت بشيء يضربني، بشدة حقًا، على أذني اليمنى".

وأضاف الرئيس الأميركي السابق: "قلت لنفسي: ما هذا؟ لا يمكن أن تكون سوى رصاصة، وحركت يدي اليمنى إلى أذني، وكانت يدي مغطاة بالدماء. كانت هناك دماء في كل مكان. أدركت على الفور أن الأمر خطير للغاية، وأننا نتعرض للهجوم، وفي حركة واحدة شرعت في السقوط على الأرض".

ولفت إلى أن "الرصاص كان يستمر في التطاير بينما اندفع عملاء الخدمة السرية الشجعان جدًا إلى المسرح"، مضيفا: "انقضوا فوقي للحماية. كان الدم يتدفق في كل مكان، ومع ذلك، شعرت بطريقة ما بالأمان، لأن الله كان إلى جانبي".

وتابع ترامب: "الشيء المذهل هو أنه قبل إطلاق النار، لو لم أحرك رأسي في اللحظة الأخيرة، لكانت رصاصة القاتل أصابت هدفها تمامًا، ولم أكن لأكون معكم الليلة. لم نكن لنكون معًا".

وأعرب ترامب عن إعجابه برد فعل الجمهور الذي كان حاضرا، قائلا: "الجانب الأكثر روعة فيما حدث في تلك الأمسية الرهيبة.. هو أنه في جميع الحالات تقريبًا، عندما يتم إطلاق رصاصة واحدة.. تركض الحشود نحو المخارج أو يحدث تدافع، لكن ليس في هذه الحالة".

واستطرد: "هذا الحشد الهائل المكون من عشرات الآلاف من الأشخاص وقفوا متفرجين ولم يتحركوا بوصة واحدة. في الواقع، وقف الكثير منهم بشجاعة.. بحثًا عن مكان وجود القناص - لقد عرفوا على الفور أنه قناص - ثم أشاروا إليه".

واعتبر أنه بسبب عدم ركض الناس "ومن خلال عدم التدافع، تم إنقاذ العديد من الأرواح. لكن هذا ليس السبب وراء عدم تحركهم. السبب هو أنهم كانوا يعرفون أنني كنت في مشكلة خطيرة، لقد شاهدوني أسقط وشاهدوا الدماء.. ظنوا أنني ميت".

وأضاف: "هذا الحشد الجميل لم يرغب في تركي، ويمكنك أن ترى ذلك الحب مكتوبًا على وجوههم. كان الرصاص يتطاير فوقنا، ومع ذلك شعرت بالهدوء، وعملاء الخدمة السرية وضعوا أنفسهم في موقف صعب".

واستطرد ترامب بالقول: "بعد ذلك توقف كل شيء. قضى قناص الخدمة السرية لدينا على حياة القاتل من مسافة أبعد بكثير وباستخدام رصاصة واحدة. ليس من المفترض أن أكون هنا الليلة. ليس من المفترض أن أكون هنا".

المصدر: الحرة

إقرأ أيضاً:

مجرّد محاولة لفهم شخصية ترامب

على الرغم من أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب يتمتّع بمميزّات الجرأة والوضوح، إلّا أن مميّزات الشخصية تثير جدلاً واسعاً، لدى أوساط سياسية ومراقبين؛ نظراً لأن فترته الحالية تنطوي على تداعيات واسعة باعتباره شخصية يصعب التنبؤ بخطواتها بشأن الأوضاع الدولية المضطربة، وحتى بشأن مستقبل الولايات المتحدة والنظام العالمي.

هذه الفترة من وجود ترامب على رأس الإدارة الأميركية تختلف عن فترته الأولى بين العامين 2017-2021.

تتّسم شخصية ترامب بطابع دكتاتوري، فهو ليس فقط دكتاتورياً على الولايات المتحدة وحسب، بل إنه يتصرّف باعتباره دكتاتور العالم. وعلى المستوى الأميركي الداخلي، يحظى بسلطات شبه مطلقة، فهو يهيمن على الإدارة التنفيذية، وحزبه «الجمهوري» يهيمن على الحياة التشريعية، وقد اتّخذ جملة من الإجراءات لاستبدال السلطة القضائية بما ينسجم وسياساته ورغباته.

تمنحه هذه الهيمنة على السلطات الثلاث صلاحيات واسعة، لا رادّ لها في ظل ضعف الحزب الديمقراطي، وغياب الحدّ الأدنى من المعارضة الفاعلة بحيث يستطيع إعادة تكييف السياسات الداخلية بما ينسجم وهدفه المعلن وهو استعادة دور أميركا، وتجديد «عهد النهضة».

«أميركا أوّلاً»، شعاره وهدفه الأثير، جعله يفكر أن بإمكانه أن ينجح في ابتزاز العالم وإخضاعه، لخدمة ذلك الشعار حتى لو أدّى ذلك، إلى اختلالات محدودة ومؤقّتة حسب اعتقادية فيما يتعلق بالأوضاع الداخلية.

لتحقيق ذلك الشعار/ الهدف، يعتمد ترامب سياسة الصفقات التجارية عَبر استخدام القوة الدبلوماسية، وإن لم تنفع فعَبر استخدام القوة العسكرية والاقتصادية الهائلة.

أميركا ينبغي أن تكون الرابحة في كل الصفقات، فهو حين يرفع شعار السلام في أوكرانيا مثلاً، فإنه لا يسعى وراء ذلك من أجل مصلحة أوكرانيا أو روسيا، أو حتى الأوروبيين، بل إنه يسعى لنهب ثروات الأوكرانيين، وإضعاف الأوروبيين من أجل إخضاعهم لمصالحه. لا يمكن بناءً على ذلك، أن تكون أميركا وسيطاً نزيهاً في أيّ صفقة خارجية سواء في أوكرانيا أو الشرق الأوسط أو أيّ مكانٍ آخر.

ومن أجل تحقيق شعاره «أميركا أوّلاً»، يبدي استعداداً لتجاوز كل الأدوات السابقة، التي اشتغلت عليها الإدارات الأميركية، سواء تعلّق الأمر بالأمم المتحدة ومؤسّساتها، أو بـ»الناتو»، أو بأيّ اتفاقيات وعهود سابقة، يرى أنها أضعفت بلاده وجاءت على حساب خزينتها ومكانتها.

يترتّب على الأوروبيين أن يتحمّلوا تكاليف أمنهم، إذ لا يمكنهم الاعتماد على أميركا ودافعي الضرائب الأميركيين حتى لو أنهم ارتضوا خلال عقود بأن يكونوا تابعين للسياسة الأميركية.

لا شيء مقدّساً بالنسبة لترامب بما في ذلك التحالفات الإستراتيجية، والقوانين الدولية، وأيّ قيودٍ أخرى يعتقد ترامب أنها أضعفت بلاده، وساهمت في تراجع مكانتها ودورها.

الحلفاء ينبغي أن يتكيّفوا مع المصالح الأميركية، وفي خدمتها، وإلّا فإنهم يصبحون أعداء، أو أعداء محتملين، وعليهم أن يدفعوا ضريبة سياساتهم المستقلّة.

لا يسعى ترامب إلى بناء شراكات مع أحد، والواهمون فقط من يعتقدون أنّهم يمكن أن يتقاسموا المصالح، حتى بالنسبة لثرواتهم الخاصة.

أميركا لا تقبل الشراكة مع أحد، وعلى الكلّ أن يطيع الأوامر من دون نقاش، يستوي في ذلك القوى العظمى والقوى الثانوية، لا يُستثنى من هذا القانون أحد، وأفضلهم بالنسبة لترامب هو من يقبل أن يكسب رضا الإدارة الأميركية من موقع الإدارة التنفيذية.

فلتتدبّر أوروبا أمورها بنفسها، ولكن ليس من دون أن تدفع الضريبة وبأثر رجعي، وعلى كندا، والمكسيك، وبنما، والدنمارك، أن تخضع لرغبات ترامب، تحت ضغط العقوبات والرسوم والجمارك، وإن لم تنفع هذه الوسائل فهو لا يتورّع عن استخدام القوّة.

لا يمكن استثناء الشرق الأوسط من هذه المعادلة، إذ يترتّب على كل ما يتحرّك في إطاره، أن يفهم الدرس مبكّراً وإلّا.

بهذا المعنى، تتغيّر طريقة التعامل مع الدولة العبرية، التي نجحت خلال العقود السابقة في أن تجيّر القدرات والدعم الأميركي لصالح سياساتها وأهدافها، ما أمكنها من أن تلعب دوراً شبه مستقل، الأمر الذي جعل بتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن غفير وحتى بنيامين نتنياهو يتبجحون خلال وقت سابق بأنهم دولة مستقلة وليست، النجمة الـ(51) في العلم الأميركي. صمتت هذه الأصوات بعد دخول ترامب إلى البيت الأبيض، وأصاب أصحابها قلق عميق من أن يدخلوا في تحديات لإدارة الأخير.

لاحظ الجميع أن السياسة الإسرائيلية في الأسابيع الأخيرة تأخذ بعين الاعتبار الاقتراحات التي يتقدم بها الوسيط الأميركي ستيف ويتكوف بشأن صفقة التبادل.

عبّر الإسرائيليون عن قلقهم وامتعاضهم من اللقاءات المباشرة التي أجراها المبعوث الأميركي آدم بولر مع حركة «حماس»، لكنهم آثروا الصمت حتى من دون عتاب.

دولة الاحتلال لم تعد قادرة على استخدام اللوبي الصهيوني في أميركا لكبح جماح الإدارة الأميركية كما فعلوا ذلك دائماً خلال فترات سابقة، ذلك أن ترامب الدكتاتور، مطلق الصلاحيات، لا يقبل بأيّ محاولة من الداخل والخارج للتأثير على قراراته وسياساته.

ترامب داعية السلام المزعوم، يستخدم القوّة المميتة ويهدّد بجهنّم لجماعة أنصار الله (الحوثيين) اليمنية، ولا يتورّع عن شنّ أكثر من أربعين غارة على اليمن، حتى لو أدّى ذلك إلى سقوط عشرات المدنيين.

وإزاء الشرق الأوسط، فعين ترامب على الثروات والأموال العربية، والخليجية على نحو الخصوص، ويستعجل الذهاب إلى إنجاز «التطبيع»، ولأجل ذلك يمكن أن يتجاوز رغبات وقرارات وسياسات نتنياهو.
ولأن ترامب غير متوقّع، وقد يتراجع عن قرارات أو إعلانات، بشأن تهجير الفلسطينيين، فإنه قد يفاجئ العالم، والشرق الأوسط، بمبادرات وسياسات يستبعدها الكثيرون، خصوصاً ما يتعلّق بالقضية الفلسطينية، و»اليوم التالي» لحرب الإبادة الجماعية والتجويع.

مقالات مشابهة

  • لحظة بلحظة.. إسرائيل تستنأنف الحرب على غزة
  • مصادر إيرانية: طائرة التجسس الأمريكية أقلعت من السعودية
  • البيت الأبيض: على إيران أن تأخذ تحذيرات ترامب بجدية
  • ترامب يهدد طهران: أي رصاصة حوثية ستعتبر إيرانية
  • ترامب: أي رصاصة يطلقها الحوثيون هي رصاصة إيرانية وستتحمل مسؤوليتها
  • ترامب: أي هجمات حوثية ستعتبر أنها أتت بتوجبه إيراني
  • ترامب يتوعّد الحوثيين بـ"قوة كبيرة".. ويحمّل إيران المسؤولية
  • محاولة انتحار/اعتقال تلميذات/ تورط نافذين/ تفاصيل جديدة حول “مأساة كيكو”
  • مجرّد محاولة لفهم شخصية ترامب
  • عضو بإدارة ترامب يكشف تفاصيل الضربات الأمريكية على الحوثيين في اليمن