الجنيه السودانى يفقد لياقته ويستعد للإعتزال
تاريخ النشر: 19th, July 2024 GMT
صلاح جلال
(١)
عند بداية حرب ١٥ إبريل ٢٠٢٣م كان سعر الجنيه أمام الدولار الأمريكى حوالى ٦٠٠ ج تجاوز سعره اليوم ٢٥٠٠ج للدولار الواحد وبلغ فى بعض المناطق ٣٠٠٠ج بما يشير إلى فقدانه مايزيد عن أربعة أضعاف قيمته منذ بداية الحرب ، بالمفهوم الإقتصادى تتأثر قيمة العملة الوطنية بعدة مؤشرات إقتصادية وسياسة وعسكرية بنسب متفاوته ، المؤشرات الإقتصادية مثل حجم الناتج المحلى ومؤشر التضخم ومؤشر ميزان المدفوعات [نسبة الواردات للصادرات] ونسبة ما تمتلك الدولة من أصول نقدية كالذهب والرصيد الإحتياطى من العملات الصعبة وغيرها من المؤشرات الإقتصادية كما تتاثر قيمة العملة بالعقوبات الدولية من ناحية سياسية وبالحروب الأهلية والإقليمية ، لقد إجتمعت كل أسباب تدهور العملة فى الحالة السودانية.
(٢)
لقد أصابت حرب أبريل الراهنة الإنتاج المحلى فى مقتل من خلال تدمير البنيات التحتية الإنتاجية والخدمية وتعطل بموجبها الإنتاج الزراعى والصناعى وتأثرت التجارة الداخلية وفقدان ثقة المستثمرين وهروبهم للخارج وقِلة التدفقات النقدية من العملة الصعبة وفقدان إسترداد حصائل الصادر لعدم ثقة المستثمر فى السياسات الإقتصادية السائدة وفقدت الدولة نتيجة لذلك ٩٠% من موارد المالية وعجزت عن دفع تعويضات العاملين وتقديم الخدمات الضرورية للمواطنين وكذلك تأثرا العملة بالطباعة غير المقيدة و المراقبة من البنك المركزى مما فاقم من أزمة الكتلة النقدية وتضخمها ، وتسببت فى تسريع إنهيار قيمة العملة المحلية وتدحرجها وإرتفاع نسبة التضخم إلى أرقام غير مسبوقة هذه المؤشرات المتدهورة ترشح العملة المحلية لمزيد من الإنهيار وفقدان القيمة بسرعة فائقة فى الأيام القليلة القادمة حتى تصل لمرحلة الإنهيار العمودى وتصبح عنده العملة الوطنية غير مبرئه للذمة المالية كما حدث فى بعض أنحاء العالم مثل فنزويلا وزمبابوى هذا النوع من الإنهيار يقع على بعد خطوات من *واقع الحال القائم الذى يتفاعل مع حالة الهشاشة الأمنية للدولة المركزية مما يرشح البلاد لفوضى عارمة ومجاعة طاحنة تهدد الملايين من السكان.
(٣)
لقد سبق أن أشرت لكم فى شهر أبريل الماضى فى عدة مقالات متتابعة مع إستشارات لخبراء مرموقين فى الإقتصاد بتوقع إنهيار إقتصادى كبير Big Bang مع بداية النصف الثاني من العام _ ما لم تقف هذه الحرب العبثية و يتم اتخاذ إجراءات اصلاحيه صارمه Austerity measures بتوافق شعبى واسع وسند ودعم مالي إقليمى و دولي كبير ، وللأسف لم تقف الحرب وما زالت فى إتساع وهناك من يحلم فى إستمرارها وسفنها تقف على اليابس تطحن المواطنين والشرائح الضعيفة طحن الحُصرم وبالتالي يتوقع أن يتجاوز سعر الدولار الثلاثه ألف جنيه سريعا ويتهاوي الي إتجاه الأربعه والخمسه آلاف والحبل على الجرار طالما هذه الحرب اللعينة مستمره والدمار والخراب في البنيه التحتيه وتوقف الإنتاج الزراعي والصناعي والخدمي وبالتالي الصادرات وإشتداد العزلة الدولية وتصاعد العقوبات وتزايد أعداد النزوح الداخلى واللجؤ الخارجي *لتصبح أزمة السودان على رأس أزمات المجتمع الدولى وتفتح الطريق للتدخل الإنسانى لحماية المدنيين* عن طريق الأمم المتحدة أو تحالف دولى للراغبين وقد شاهدنا بالأمس إصدار بيان تحذير حول المجاعة وحماية المدنيين بتوقيع أكثر من خمسة عشر دولة معظمها إفريقية وهى بداية الطريق للتدخل الدولى .
(٤)
ختامة
لقد وصلت الحال فى البلاد إلى مرحلة من الرعب تفوق تصورات كافكا* ، لابد أن تتصدى القوى السياسية والمجتمع المدنى وقيادات المجتمع الدينية والأهلية بإخلاص وتجرد وصرامة لوقف هذه الحرب اللعينه عاجلا عاجلا عاجلا *لأن إستمرارها لشهر أو شهرين سيؤدي الي مالا تحمد عقباه لقد أُعذر من أُنذر
والله المستعان وهو علي كل شي ق
المصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: صلاح جلال
إقرأ أيضاً:
بيراميدز يفقد جهود 6 لاعبين أمام فاركو بسبب الإصابة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
كشف الدكتور مصطفى المنيري رئيس الجهاز الطبي بنادي بيراميدز عن الغيابات في صفوف الفريق قبل لقاء فاركو في الدوري الممتاز.
ويحل فاركو ضيفا على بيراميدز في الثامنة من مساء الأربعاء على استاد الدفاع الجوي في لقاء الجولة السادسة من بطولة الدوري.
أوضح المنيري أن نادي بيراميدز يعاني من غيابات كثيرة متمثلة في:
رمضان صبحي الذي يعاني من إصابة في العضلة الضامة ويتم تأهيله حاليا مع الجهاز الطبي.
كما يغيب أحمد سامي الذي يعاني من شد في السمانة تعرض له خلال لقاء الإسماعيلي
بينما يغيب أسامة جلال حيث يعاني من شد في الخلفية، ويجري حاليا برنامجه التأهيلي للتعافي من الإصابة.
أما مهند لاشين لاعب وسط الفريق فيغيب للمباراة الثانية على التوالي بسبب إصابة في الركبة.
كما يغيب محمود دونجا لاعب وسط بيراميدز أيضا والذي يجري التأهيل من إصابة الركبة، ويغيب محمد رضا بوبو الذي تعرض لنزلة برد شديدة.