سواليف:
2024-09-02@09:32:01 GMT

سيناريو الحرب من الداخل

تاريخ النشر: 19th, July 2024 GMT

#سيناريو_الحرب من الداخل _ #ماهر_أبوطير

في التحليل السياسي، تقرأ كل السيناريوهات، وقد ثبت في بعض الحالات أن السيناريوهات المستبعدة، قد تصبح في لحظة ما السيناريوهات الوحيدة القابلة للتطبيق.
في قصة لبنان مع إسرائيل، فإن كل المؤشرات تقول إن إسرائيل لن تقبل قصة التعايش مع الوضع القائم في لبنان، حتى لو عادت المقاومة اللبنانية إلى ما وراء نهر الليطاني، وحتى لو توقفت العمليات العسكرية، لأن إسرائيل اليوم الغارقة في غزة والتي اعترفت علنا بعطب أكثر معداتها ودباباتها العسكرية، في غزة، تحسب حسابا لمن هم أقوى بكثير في لبنان.

قطاع غزة يعرقل فعليا الذهاب إلى لبنان، ونتنياهو الذي لا يريد صفقة تبادل للأسرى حتى الآن، لا يريدها لأن لديه أهدافا إستراتيجية، ولأنه يقر علنا أنه لم ينتصر حتى الآن.
من الطبيعي حتى الآن أن لا يذهب حزب الله إلى حرب مفتوحة مع إسرائيل، إلا إذا اضطر لذلك فهو لا يريد جر لبنان لحرب عالمية، ولا وضع لبنان الداخلي يحتمل هذه الكلف، فوق ما فيه من أزمات، مثلما أن قرار الحرب هنا لا يبدو لبنانيا فقط، بل يرتبط بجبهات مختلفة من إيران إلى العراق، وسورية، واليمن وفلسطين، أيضا، كما أن ذهاب إسرائيل للحرب ليس قرارا إسرائيليا، بل يعد قرارا أميركيا إقليميا، كون الحرب ليست نزهة صيف.
هذا يفسر أن حزب الله يغير في تكتيكات المعركة، حيث يوجه مدفعيته اليوم إلى القواعد الإسرائيلية في الجولان السوري المحتلة، بدلا من شمال فلسطين، وكأنه يريد خفض شهوة إسرائيل لحرب مفتوحة، وفي الوقت ذاته يريد أن يقول إنه قادر على الوصول لكل مكان.
كل ما سبق قراءة عاجلة يراد منها أخذنا إلى السيناريو البديل لدى إسرائيل لتجنب حرب في لبنان، لا تحتمل إسرائيل كلفتها، وتؤدي إلى إنهاء أي إخطار من لبنان، وهذا السيناريو البديل، محتمل، خصوصا، مع وجود عوامل إشعال داخل لبنان، يعرفها الكل بشكل تفصيلي.

في ظل بيئة اقتصادية منهارة، وشبه غياب للخدمات، فإن السيناريو البديل لدى إسرائيل يقوم على تفجير لبنان من الداخل ويتكون من محطتين مترابطتين، أو منفصلتين عن بعضهما، بهدف حرق لبنان داخليا، والمحطة الأولى تقوم على استعمال شبكات سياسية وأمنية تابعة لإسرائيل، لتفجير الوضع الداخلي ضد سياسات حزب الله، بحيث يؤدي ذلك إلى انفجار حرب أهلية، في ظل غياب الرئاسات الرسمية، وقد يترافق التصعيد السياسي والأمني، مع عمليات تفجير في بيروت بسيارات مفخخة، أو استهداف للبنانيين معروفين، وإشعال موجة اتهامات مذهبية ودينية وطائفية، وهناك قوى لبنانية مستعدة للتورط في هكذا سيناريو، بذريعة استعادة الدولة المختطفة على يد حزب الله، والكل يعرف أن الحرب الأهلية في لبنان في السبعينيات، بدأت بحادثة حافلة عين الرمانة التي أدت إلى حريق لم يترك الأخضر ولا اليابس، هذا فوق وجود شبكات أمنية سرية مجندة من إسرائيل داخل لبنان، ستقوم بدور فاعل في شق المجتمع، وإثارة الأحقاد، والاقتتال، على طريقة ذات الشبكات الأمنية الإسرائيلية التي نراها أحيانا في بعض مناطق فلسطين، كأدوات تخون مجتمعاتها، بحيث تكون المحصلة هنا، إدخال المقاومة اللبنانية في حرب أهلية داخلية، وتطاحن دموي، تبعد خطر أي فصائل عن إسرائيل.

مقالات ذات صلة تأملات قرآنية 2024/07/18

المحطة الثانية في هذا السيناريو البديل، قد تقوم على توظيف وجود الفلسطينيين والسوريين، وأغلبهم من السنة، في هذا الصراع، وهذا أمر رأيناه في الحرب الأهلية اللبنانية، والانزلاق هنا قد يأتي تحت عناوين مختلفة، بعضها مذهبي، يتغطى بالدين، أو يتذرع بأي حادث في ظل وجود اختراقات لبعض الفصائل الفلسطينية في لبنان، وفي ظل احتمالات أن يتورط السوريون أيضا في أي اقتتال تحت عناوين مذهبية، تتجاوز على فكرة المواطنة، وحقوقها، خصوصا، إذا تم تحريك الكتلة السورية، بسبب عوامل اعتداء من جانب مندسين ضدهم، أو من خلال تنظيمات سنية متطرفة تدعي أهمية مناصرة السنة في لبنان، في وجه الشيعة في لبنان، وعلى أساس تفوق رابط الدين والمذهب، هنا، على القانون وحقوق اللجوء المحددة قانونيا.
سيناريو الحرب من الداخل اللبناني، قد يكون بديل إسرائيل عن سيناريو شن الحرب على لبنان من الخارج، وعلينا أن نفتح عيوننا على كل ما يجري في لبنان من مؤشرات هذه الأيام.

الغد

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: سيناريو الحرب من الداخل فی لبنان حزب الله

إقرأ أيضاً:

جعجع مهاجما حزب الله من أعطاه الحق بإدخال لبنان بحرب مع إسرائيل؟ (شاهد)

اتهم رئيس حزب القوات اللبنانية، سمير جعجع، حزب الله، الأحد، بمصادرة قرار اللبنانيين، على خلفية القصف الذي يتبادله مع الاحتلال الإسرائيلي منذ نحو 11 شهرا دعما لقطاع غزة.



خلال احتفال حزبي في مقر إقامته في شمال بيروت، تساءل جعجع، المعروف بخصومته السياسية مع حزب الله: "من منح حزب الله الحق في مصادرة قرار اللبنانيين وحريتهم واحتكار قرار الحرب والسلم؟".

وأضاف قائلاً: "هذه الحرب ليست رغبة اللبنانيين، ولم يكن للحكومة أي رأي أو دور فيها. إنها حرب لا تخدم مصالح لبنان، ولم تقدم أي فائدة لغزة أو تخفف من معاناتها بأي شكل من الأشكال".

ودعا جعجع خلال خطاب ألقاه وسط هتافات مناصريه المناهضة لحزب الله، إلى وقف الحرب التي تورط فيها حزب الله، محذرًا من أنها قد تتصاعد لتصبح حربًا شاملة ومدمرة.

وطالب الحكومة اللبنانية، بصفتها المسؤولة، بأن تتخذ موقفًا واضحًا وتطالب حزب الله بإنهاء هذه الحرب "العبثية" التي لا جدوى ولا أفق لها.

واعتبر جعجع أن الخسائر التي تكبدها لبنان حتى الآن رغم فداحتها قد تكون مجرد بداية لما قد نفقده لاحقًا.

وشدد على أن حزب الله سيكون المسؤول الوحيد عن العواقب إذا أصر على مواصلة الحرب والمضي قدمًا في هذا المسار.

وتحمّلُ قوى سياسية عدّة في لبنان من بينها جعجع الذي يستحوذ حزبه على الكتلة الأكبر في البرلمان اللبناني، منذ بدء التصعيد، حزب الله المسؤولية لفتحه جبهة من جنوب لبنان ضدّ الاحتلال الإسرائيلي.

ومنذ 8 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، تتبادل فصائل لبنانية وفلسطينية في الجنوب اللبناني، القصف اليومي مع جيش الاحتلال الإسرائيلي عبر "الخط الأزرق" الحدودي، ما أدى إلى سقوط مئات الضحايا بين قتيل وجريح، أغلبهم في الجانب اللبناني.

وتطالب هذه الفصائل بإنهاء الحرب التي يشنها الاحتلال، بدعم أمريكي، على قطاع غزة منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، والتي أسفرت عن استشهاد وإصابة نحو 135 ألف فلسطيني، أغلبهم من الأطفال والنساء، بالإضافة إلى أكثر من 10 آلاف مفقود.

مقالات مشابهة

  • جعجع مهاجما حزب الله من أعطاه الحق بإدخال لبنان بحرب مع إسرائيل؟ (شاهد)
  • جعجع مهاجما حزب الله من أعطاه الحق بإدخال لبنان بحرب من إسرائيل (شاهد)
  • اسرائيل تهدد بمواصلة ضرب حزب الله.. حرب الجنوب تُبعد التسوية وتهدّد لبنان؟
  • جعجع يتهم حزب الله بـ مصادرة قرار اللبنانيين في حربه ضد إسرائيل
  • جعجع يتهم حزب الله بـ "مصادرة" قرار اللبنانيين في حربه ضد إسرائيل
  • رئيس حزب القوات اللبنانية يتهم حزب الله ب مصادرة قرار اللبنانيين في حربه ضد إسرائيل
  • أستاذ علوم سياسية: إسرائيل لديها سيناريو مُخطط للانتقال من غزة للضفة الغربية
  • منخفض جويّ مُتمركز فوق البحر الأسود.. هل سيُؤثّر على لبنان؟ إليكم حال الطقس
  • اقتصادياً.. هل يحتملُ لبنان حرباً مع إسرائيل؟
  • مسؤول أممي: خطر توسع الحرب إقليمياً ما زال كبيراً