الفاتيكان على خط الأزمة اللبنانيّة وخلافات المسيحيين أضعفتهم
تاريخ النشر: 19th, July 2024 GMT
من اللحظة التي غادر فيها أمين سر دولة الفاتيكان الكاردينال بيترو بارولين لبنان، لا يزال اهتمام دوائر الكرسي الرسولي في الفاتيكان منصبا على الأزمة اللبنانية لمتابعة الوضع اللبناني، أملا بتأدية دور وتوفير حلول ومظلة آمنة.
وكتبت ابتسام شديد في" الديار": كان العنوان الأساسي لقدوم الموفد الرسولي، بحسب مصادر متابعة، النقاش والبحث في حلول للأزمة اللبنانية وفق الإمكانات المتاحة، إلا ان زيارة بارولين خرجت بانطباعات سلبية حيال ما يتعلق بالأزمة الرئاسية وتزايد الخطر على الكيان والوجود المسيحي في لبنان، مع استمرار الفراغ الرئاسي في بعبدا وفي ظل التهديدات "الإسرائيلية" بشن عدوان على لبنان.
فما عاينه كان صادما، تقول المصادر، وتجاوز بكثير الفكرة التي لديه عن الأزمة اللبنانية، فانتخاب رئيس للجمهورية دونه عقد محلية وداخلية أقوى من العقد الخارجية، نتيجة الانقسام السياسي الكبير وتشرذم المسيحيين واستمرار تناحرهم وتنافسهم على السلطة، وما سمعه بارولين في الحلقات الضيقة مع السياسيين، كان كافيا لتكوين انطباع عام عن الأزمة وعلاقة القيادات المسيحية بعضها مع بعض، اذ لمس حجم التباعد بين الزعامات المسيحية المتصارعة على السلطة. فالتشرذم لدى المسيحيين تقابله جبهة متراصة لدى الثنائي الشيعي في الملفات الداخلية الأساسية، وعلى الأخص الملف الرئاسي حيث الثنائي مستمر بدعم رئيس "تيار المردة" سليمان فرنجية، فيما تشهد الجبهة المسيحية انقساما حادا وتقلبا في الخيارات الرئاسية.
واكدت المصادر ان القناعة التي تولدت لدى الفاتيكان هي ان الأحداث السياسية لم تأت لمصلحة المسيحيين، الا ان الخلافات المسيحية ساهمت في إضعاف المسيحيين بدل تقويتهم وتوحدهم.
وتضيف المصادر ان الكرسي الرسولي يتابع الأزمة، ومن الواضح ان هناك قرارا بصياغة تعامل جديد معها، ولن يغفل عن ممارسة الضغوط اللازمة من اجل حث اللبنانيين على التوافق والشركة والعيش المشترك، والأهم التفاهم لانتخاب رئيس قبل فوات الاوان وزوال لبنان الرسالة والعيش المشترك، فانتخاب رئيس جمهورية يعيد الحقوق المسيحية كما يعيد انتظام عمل المؤسسات والإدارات.
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
جعجع وباسيل: تنافس على المرجعية المسيحية رئاسياً
لا تزال الحركة الناشطة على صعيد الملف الرئاسي «من دون بركة»، كما يؤكد مصدر معني بالمشاورات الحاصلة، إذ لا تزال القوى كلها في مرحلة جس بعضها نبض بعض، من خلال طرح أسماء معينة من دون نجاح أي اسم حتى الساعة في تأمين الأصوات النيابية اللازمة للعبور إلى القصر الرئاسي، خصوصاً أن مجلس النواب سيجتمع في 9 كانون الثاني المقبل لانتخاب رئيس.
وكتبت بولا اسطيح في" الشرق الاوسط":عاد مؤخراً إلى الواجهة الكباش بين رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع، ورئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل، بحيث يسعى كل منهما إلى أن يكون المرجعية المسيحية في هذا الملف من دون إسقاط احتمالية التلاقي والتقاطع من جديد بينهما على اسم مرشح معين، كما حصل عند تقاطعهما على اسم الوزير السابق جهاد أزعور.
ومنذ فترة يحاول باسيل التفاهم مع رئيس المجلس النيابي نبيه بري على اسم مرشح يقطع من خلاله الطريق على ترشيح؛ خصميه اللدودين رئيس تيار «المردة» سليمان فرنجية وقائد الجيش العماد جوزف عون. ويبدو أنه تم التوصل إلى تقاطع بينهما على اسمين أو ثلاثة. وفي الوقت نفسه، هناك خطوط مفتوحة بين بري وجعجع للهدف نفسه، إلا أنه لا يبدو أن الطرفين تقاطعا على أحد الأسماء.
ولا ينفي النائب في تكتل «الجمهورية القوية» غياث يزبك، أن التنافس التاريخي بين «القوات» و«التيار» على المرجعية المسيحية لطالما كان قائماً، «لكن وبعد انتخابات 2022 أصبحت المنافسة خلفنا بعدما أكدت نتائجها أن (القوات) باتت هي المرجعية المنفتحة على علاقات عابرة للطوائف مع كل القوى»، لافتاً إلى أنه «وبمقابل مسار بناء الدولة الذي يسلكه حزب (القوات)، كان باسيل ولا يزال يسلك مساراً يناقض مشروع الدولة. لكن ذلك لا يمنع التلاقي والتقاطع راهناً على اسم رئيس يحقق مصلحة لبنان، كما تقاطعنا على اسم الوزير السابق جهاد أزعور».
ويشير يزبك، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، إلى أن «قناة التواصل موجودة مع (التيار)، كما مع باقي القوى لانتخاب شخصية لا تشكل تحدياً لأحد، لكن بالوقت نفسه لا تكون رمادية ومن دون طعم ولا لون». ويضيف: «لكن على القوى الأخرى أن تقترب من مواصفاتنا لرئيس يحترم المتغيرات الحاصلة في لبنان والمنطقة، وذلك لا يعني أن هناك من يسعى للاستقواء على (حزب الله) بوصفه طرفاً مهزوماً».
بالمقابل، يعدّ عضو تكتل «لبنان القوي» النائب جيمي جبور، أنه «ليست هناك مرجعية مسيحية واحدة، إنما هناك مرجعيات مسيحية، لذلك فالكباش أو الاتفاق يكون ضمن التوازنات القائمة التي لا يمكن لأحد فيها إلغاء الآخر»، لافتاً إلى أنه «كما تم في السابق التقاطع على جهاد أزعور، فلا شيء بالتالي يمنع الاتفاق مجدداً، إلا إذا كانت هناك رغبة مستورة لدى (القوات) بتمرير جلسة 9 كانون الثاني من دون الاتفاق الواسع على مرشح يصبح رئيساً نتيجة تأييد واسع لشخصه».