ما علاقة المنحة السعودية بمنع استئناف صرف مرتبات موظفي اليمن؟
تاريخ النشر: 8th, August 2023 GMT
الجديد برس:
جاء الإعلان السعودي، يوم الثلاثاء الماضي، عن تقديم منحة للحكومة اليمنية بقيمة 1.2مليار دولار ليفاجئ الجميع، حيث كان من المنتظر أن تفي السعودية بما سبق أن تعهدت به من ودائع للبنك المركزي، خصوصاً أن المطالبات كانت في هذا الاتجاه وتزامنت مع مرحلة جديدة من تدهور العملة الوطنية في مناطق سيطرة الحكومة، حيث اقترب سعر صرف الدولار من الوصول إلى 1500 ريال، وانعكس ذلك على الوضع المعيشي والخدمي، خصوصاً أن البنك المركزي في عدن بدا عاجزاً عن توفير العملات الصعبة لتغطية الواردات.
وفي خبر الإعلان عن المنحة، قالت وكالة الأنباء السعودية (واس) إن ملك السعودية واستجابةً لطلب الحكومة اليمنية يعلن تقديم المملكة “دعماً اقتصادياً جديداً إلى الجمهورية اليمنية بقيمة 1.2 مليار دولار لعجز الموازنة الخاصة بالحكومة اليمنية ودعم مرتبات وأجور ونفقات التشغيل”.
وكما هو واضح من نص الإعلان فإن المنحة السعودية ستكون متاحة للحكومة للتصرف فيها ودفع المرتبات الخاصة بها، والتي يتواجد معظم كوادرها في الخارج، وهو ما أكده محافظ البنك المركزي في عدن أحمد غالب المعبقي لقناة الحدث السعودية “إن المنحة ستساعد في الخروج من الاختناقات التي تسبب بها نقص الموارد، خاصة في الحتميات، منها المرتبات ونفقات التشغيل ووقود الكهرباء ومستحقات البعثات الدبلوماسية في الخارج”، وبالتالي فإن المنحة ستجد طريقها سريعاً للخروج من البنك المركزي إلى الخارج، وهو ما يفقدها الأثر الاقتصادي الذي كان يمكن أن يحدث لو أن السعودية خصصت المنحة كوديعة للبنك.
وبحسب المراقبين فإن الوديعة تمثل غطاء للعملة المحلية وضمان استقرار تدفق الواردات الغذائية، خلافاً للمنحة التي بدا أنها جاءت تحت ضغط إعلامي مارسته الحكومة اليمنية، التي عقدت عشرات اللقاءات مع السفراء والمسؤولين في الخارج حذرت خلالها من انهيار الوضع الاقتصادي جراء توقف عائداتها من مبيعات النفط، بفعل قرار حكومة صنعاء بمنع صادرات النفط حتى يتم صرف مرتبات موظفي الدولة المنقطعة منذ سبتمبر 2016.
محافظ البنك المركزي في عدن أحمد غالب المعبقي، بدا وكأنه يؤكد تلك الفرضية عندما صرح، بالتزامن مع إعلان المنحة، للقناة السعودية قائلاً: إن المنحة جاءت ” لدعم الموازنة العامة للدولة لتعويض النقص في إيراداتها نتيجة توقف صادرات النفط”، وهو ما تم اعتباره تذمُّراً من محافظ البنك المركزي الذي كان أول المتطلعين والمطالبين للسعودية بتقديم وديعة وليس منحة.
ومنذ إعلان المنحة السعودية يجري الحديث عن أن المملكة سعت لدعم موقف الحكومة اليمنية الرافض لشروط حكومة صنعاء، المتمثلة في السماح بإعادة تصدير النفط الخام مقابل صرف مرتبات موظفي الدولة، بالإضافة إلى أن مصير المنحة سيكون نفس مصير عائدات النفط الخام التي كانت تورد إلى البنك الأهلي السعودي، وهو ما أقر به عضو المجلس الرئاسي سلطان العرادة، في مقابلة مع قناة (بي بي سي) في شهر يوليو من عام 2022م، وهو ما كان يمنع أي أثر إيجابي لتلك العائدات، بالمقارنة مع ما لو كانت تورد للبنك المركزي.
ظلال شك: المنحة على دفعات
بعد يومين على إعلان المنحة السعودية، أعلنت الأخيرة إيداع مليار ريال سعودي (266 مليون دولار) وصفتها بالدفعة الأولى من المنحة، وهو ما ألقى بظلال من الشك حول ما إذا كانت السعودية ستفي بباقي الدفعات ، خصوصاً أن الإعلان الرسمي عن المنحة لم يشر إلى أنه سيتم تقسيمها إلى دفعات متعددة، كما أن الإعلان عن إيداع الدفعة الأولى للبنك المركزي في عدن لم يصاحبه أي توضيح عن موعد تسليم باقي الدفعات أو عددها.
هذا الشك، بحسب المراقبين، تعزز من خلال عدم وفاء الحكومتين- السعودية والإماراتية- بكامل تعهداتهما بتقديم ودائع للبنك المركزي لتحسين قيمة العملة المحلية وتغطية الواردات، المعلنة بالتزامن مع تشكيل المجلس الرئاسي في شهر إبريل من عام 2022م.
وكان مصدر حكومي كشف لـ”يمن إيكو” قبل أسبوع من إعلان المنحة، أن لدى كلٍ من السعودية والإمارات مطالب متضاربة فيما يتعلق بشروطهما تجاه من يُفترض أن يدير البنك المركزي، مشيراً إلى أن رئيس المجلس الرئاسي، رشاد العليمي، كان يأمل في الحصول على ودائع بقيمة ملياري دولار مناصفةً بين السعودية والإمارات، وهو ما لم يتحقق.
المصدر: يمن إيكو
المصدر: الجديد برس
كلمات دلالية: الحکومة الیمنیة المنحة السعودیة المرکزی فی عدن البنک المرکزی للبنک المرکزی وهو ما
إقرأ أيضاً:
محافظ البنك المركزي يرأس وفد مصر المشارك في اجتماع مجموعة العشرين
ترأس حسن عبد الله محافظ البنك المركزي المصري وفد جمهورية مصر العربية المشارك في الاجتماع الأول – خلال عام 2025 - لوزراء المالية ومحافظي البنوك المركزية لمجموعة العشرين"G20"، الذي استضافته دولة جنوب إفريقيا مؤخرًا، واستمرت فعالياته يومين، حيث ضم الوفد رامي أبو النجا نائب محافظ البنك المركزي المصري للاستقرار النقدي، وياسر صبحي – نائب وزير المالية للسياسات المالية.
تناولت الاجتماعات أولويات رئاسة جنوب إفريقيا للمجموعة والرؤية المستقبلية خلال عام 2025، حيث تطرقت إلى تعزيز التعاون الاقتصادي لمواجهة التحديات المرتبطة بقضايا النمو والاستفادة من كافة الفرص المتاحة، فضلًا عن مناقشة التطورات الخاصة بالهيكل المالي العالمي، وقضايا القطاع المالي، والتمويل المستدام.
وخلال مشاركة محافظ البنك المركزي المصري في الاجتماعات، أكد أن الاجتماع يمثل فرصة جيدة للمشاركين لمناقشة القضايا الاقتصادية والمالية الراهنة، وكذا تبادل الخبرات، واقتراح حلول تمويلية مبتكرة تعزز جهود التنمية على المستوى العالمي، لافتًا إلى الدور المحوري الذي تستطيع أن تقوم به المؤسسات التنموية متعددة الأطراف في هذا الإطار.
وفي هذا الصدد، أكد على أهمية دور مجموعة العشرين في تعزيز الحوار مع وكالات التصنيف الائتماني بشأن المفاهيم الخاصة بمؤسسات التنمية متعددة الأطراف، كما أشار إلى ضرورة التركيز على كيفية الاستفادة من التطورات التكنولوجية في تسوية المدفوعات عبر الحدود، مع توفير كافة التدابير اللازمة لحماية خصوصية البيانات وأمنها.
وتطرق إلى سبل وآليات تعزيز التمويل المستدام، مع الأخذ في الاعتبار المخاطر المرتبطة بالتأثيرات السلبية للتغيرات المناخية، حيث أشار إلى أهمية دعم الشراكات بين القطاعين العام والخاص، وتوفير التمويل المستدام كالسندات الخضراء، مع تعزيز آليات تقاسم المخاطر كالتمويل المختلط وضمان الائتمان.
وفي السياق نفسه، أكد السيد نائب وزير المالية على ضرورة اتباع نهج متوازن وتدريجي في الإصلاحات الضريبية، لضمان دعم النمو الاقتصادي من جهة، والحد من الضغوط التضخمية من جهة أخرى، بما يسهم في تحقيق الاستقرار الاقتصادي. كما شدد على أهمية تعزيز دور الرقمنة في تحسين كفاءة السياسات الضريبية وضمان الامتثال لها، وأضاف أن هناك حاجة ماسة لبذل المزيد من الجهد لضمان نظام ضريبي دولي أكثر عدالة، يضمن لكل دولة حصتها العادلة من التدفقات المالية وفقًا لاحتياجاتها وأولوياتها التنموية.
ومن الجدير بالذكر، أن نائب محافظ البنك المركزي قد شارك في الاجتماع الثاني لنواب وزراء المالية ونواب محافظي البنوك المركزية لمجموعة العشرين “G20”، ومن أهم القضايا التي تناولها الاجتماع مراجعة وتقييم إجراءات عمل المسار المالي للمجموعة، كما شارك في الاجتماع الأول لنواب وزراء المالية ونواب محافظي البنوك المركزية لتجمع البريكس “BRICS” الذي عقد على هامش تلك الاجتماعات، حيث تم استعراض أولويات الرئاسة البرازيلية خلال فترة رئاستها للتجمع وخاصة القضايا المتعلقة بالبنوك المركزية.
وتجدر الإشارة إلى أن مشاركة جمهورية مصر العربية في اجتماعات مجموعة العشرين لعام 2025 تأتي بعد دعوة من دولة جنوب أفريقيا، التي تتولى رئاسة المجموعة خلال العام الممتد من الأول من ديسمبر 2024 وحتى نوفمبر2025، وذلك تحت شعار "التضامن والمساواة والاستدامة"، وتشارك مصر في هذه الاجتماعات للمرة الخامسة منذ إنشاء المجموعة، والثالثة على التوالي.