الجديد برس:

أكد الصحافي والكاتب البرازيلي، بيبي إسكوبار، أن سعي صنعاء للتعاون مع موسكو، والانضمام إلى عضوية مجموعة البريكس سيعزز مكاسبها العسكرية المذهلة اقتصادياً ودبلوماسياً، وسيخفف من آثار الحصار المفروض على اليمن، مؤكداً أن “اليمن وضعت نفسها كلاعب جيد في العالم وأنه حان الوقت لكي تتحد مجموعة البريكس وتقاوم النموذج الأمريكي”.

وقال إسكوبار، في مقال تفصيلي تحت عنوان “لغز اليمن وروسيا” نشره “موقع المهد The Cradle”: إن صنعاء تسعى بكل حماس إلى التعاون مع موسكو في محاولة لتوسيع مكاسبها العسكرية المذهلة في المجالين الاقتصادي والدبلوماسي. مضيفاً، ورغم أن التجارة مع روسيا قد تكون جزءاً لا يتجزأ من تخفيف آثار الحصار المفروض على اليمن، فإن صنعاء تنظر أيضاً إلى العضوية في مجموعة البريكس باعتبارها “فرصة ذهبية” لإرساء الأمن الدائم في الخليج العربي.

وأشار إسكوبار إلى زيارة الوفدين اليمنيين لموسكو مؤخراً، أحدهما (الوفد السياسي) برئاسة مسؤول كبير في أنصار الله، لم يشر لاسمه، والآخر (الجيواقتصادي) برئاسة الدكتور فؤاد الغفاري المستشار الخاص لرئيس حكومة صنعاء الدكتور عبد العزيز صالح بن حبتور، ولقائهما في موسكو مع المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط (غرب آسيا) وأفريقيا، ميخائيل بوغدانوف.

وأكد إسكوبار أن اليمن يعاني بشدة. ولم يختفِ شبح المجاعة الكبرى بعد. لذا، كان من الواضح أن تركيز وفد الدكتور الغفاري (الوفد الجيواقتصادي) كان لابد أن ينصب على الجانب الإنساني والأمن الغذائي.

وتساءل إسكوبار: “ما الذي تتوقعه اليمن من وزارة الزراعة الروسية”، وفي سياق الإجابة على هذا السؤال نقل إسكوبار عن الجانب الروسي قوله: “لدينا مواد غذائية للتصدير والاستيراد من روسيا. يجب أن يكون لدينا خط شحن بين روسيا واليمن في ميناء الحديدة”.

وأضاف الكاتب البرازيلي، نقلاً عن الغفاري: “في الشهر الماضي، كان هناك وفد يمني آخر في الصين. كانت هناك اتصالات جيدة، وهم الآن يطورون اتفاقية. لقد أتيت إلى هنا كمستشار لرئيس الوزراء، وبالتوازي مع الرئاسة الروسية لمجموعة البريكس، أتيت لتسليط الضوء على أهمية تطوير اتصال زراعي- وربط الأمن الغذائي- بيننا وبين روسيا. نحن بحاجة إلى الخبرة الروسية في كل هذا. لدينا منتجات خاصة في اليمن نريد تصديرها- والآن نكافح مقاطعة من قبل الولايات المتحدة والغرب. نريد المنتجات الروسية بدلاً من المنتجات القادمة من أوروبا”.

وأضاف إسكوبار، بعض المنتجات الروسية تأتي إلى اليمن، ولكنها لا تأتي مباشرة. فهي تأتي من دول الخليج أو الدول الأفريقية. ولكن ليس كمنتجات روسية. ففي اليمن، لا توجد منتجات روسية. والآن، بعد 96 عاماً من العلاقات بين روسيا واليمن.. مشيراً إلى أن الأخيرة أصبحت تحدد نفسها كلاعب جيد في المنطقة (التي تمر عبر مشاريع البريكس). وتابع قائلاً: “لقد حان الوقت لكي تتحد مجموعة البريكس – وتقاوم النموذج الأمريكي”.

وحول حملة اليمن للانضمام إلى مجموعة البريكس وكذلك ما يشكل في واقع التكامل الجغرافي الاقتصادي المحتمل لليمن، نقل إسكوبار عن الغفاري قوله: “لقد تلقينا إشارات طيبة من الاتصالات الرسمية، ويرحب رئيس الوزراء اليمني بذلك. والهدف هو إبرام صفقة مع موسكو. ولدينا رؤية. ونريد أن نشرح هذه الرؤية حول كيفية جمع شمال وجنوب اليمن معاً في سكة حديد واحدة، وهذا يعيدنا إلى ما قبل 15 عاماً عندما كان لدى السكك الحديدية الروسية مشروع. نحن نجلب النفط والغاز والاستثمار الزراعي إلى الموانئ البحرية، ربما يمكن لليمن أن يفعل ذلك بمفرده في غضون 50 عاماً، ولكن بمساعدة جيدة، يمكننا أن نفعل ذلك في غضون عام أو عامين”.

انضمام صنعاء إلى البريكس

وحسب إسكوبار، أكد الغفاري- الذي يعد المستشار الوحيد لرئيس وزراء حكومة صنعاء في مجال تقدم مجموعة البريكس- أن نقاشاً طويلاً عقد في موسكو بشأن رغبة اليمن في التقدم بطلب عضوية مجموعة البريكس- والمخاطر التي ينطوي عليها ذلك، مضيفاً: “لقد عملنا عن قرب مع مجموعة البريكس في اليمن لمدة عشر سنوات، وذلك لأننا نؤمن بهذه الرؤية، ونحن نريد العمل مع مجموعة البريكس. والآن لدينا فرصة ذهبية”.

وأشار إسكوبار على لسان الغفاري، إلى أن مكتب رئيس الوزراء في صنعاء بعث برسائل إلى وزارة الخارجية الروسية تعرب فيها الحكومة عن رغبتها في الانضمام إلى مجموعة البريكس. وإذا تطورت هذه الاتصالات، فمن المؤكد أن موسكو قد تدعو صنعاء للمشاركة بصفة مراقب في قمة البريكس في قازان في أكتوبر القادم.

واستدرك إسكوبار ذلك قائلاً: ولكن هل تشكل عضوية السعودية والإمارات في مجموعة البريكس مؤخراً عقبة فورية في طريق اليمن (حكومة صنعاء) للانضمام إلى القوة المتعددة الأقطاب؟ وقال إسكوبار مجيباً على ذلك السؤال: يبدو أن الغفاري لا يعتقد ذلك، حيث يربط بين مساعي اليمن للانضمام إلى مجموعة البريكس وبين “ترسيخ الأمن في الخليج. لقد أصبحت الإمارات والسعودية الآن عضوين في مجموعة البريكس. ويمكن لمجموعة البريكس أن تجمعنا جميعاً”. حسب ما نقله الكاتب البرازيلي عن الغفاري.

مجالات اقتصادية تم تدارسها مع الروس

وكشف إسكوبار عن أن وفد الغفاري تدارس مع الروس إمكانية إنشاء شركة زراعية مشتركة، ومناقشة فرص الاستيراد والتصدير وطرق الشحن، ومناقشة التعاون ضمن استراتيجية البريكس للشراكة الاقتصادية في الزراعة، والتعرف على التجربة الروسية في مقاطعة المنتجات الغربية، والتعريف بخصوصية المنتجات اليمنية خاصة البن والعسل والقطن في السوق الروسية، ومناقشة بناء أحد السدود اليمنية، بالإضافة إلى مناقشة إمكانية حضور ممثل يمني لقمة البريكس المقبلة. حيث قال الغفاري: “نحن نقف إلى جانب روسيا. ينبغي لروسيا أن تكون لديها صورة كاملة لما يحدث في اليمن. وإذا لم يحضر اليمن القمة، فإن شيئاً ما سيغيب عن المنطقة”.

واختتم إسكوبار حديثه قائلاً: “لا شك أن موسكو وبكين وطهران سوف تتفق على هذا. ولكن الواقع الجيوسياسي الصارم يفرض نفسه. فروسيا الاتحادية، التي اضطرت إلى حماية التوازن الجيوسياسي الدقيق بين إيران والسعودية داخل مجموعة البريكس، ربما لا تزال بعيدة كل البعد عن حل لغز اليمن”.

المصدر: الجديد برس

كلمات دلالية: مجموعة البریکس للانضمام إلى فی الیمن

إقرأ أيضاً:

خبراء: روسيا قد تتدخل في أزمة البحر الأحمر وتقدم دعمًا للحوثيين

شمسان بوست / متابعات:

رجح خبراء وباحثون في ندوة نظمها مركز صنعاء للدراسات الاستراتيجية (يمني غير حكومي)، من أن روسيا قد تتدخل في أزمة البحر الأحمر في ظل التوترات المتصاعدة في المنطقة والهجمات التي تشنها جماعة الحوثيين على سفن الشحن.


وناقشت الندوة التي عُقدت عبر الإنترنت الأربعاء، 28 أغسطس، الموقف الروسي من أزمة البحر الأحمر مع التركيز على علاقات موسكو مع الأطراف الإقليمية واليمنية مثل إسرائيل وإيران والحكومة اليمنية وجماعة الحوثيين.
وتحدث ميخائيل ياكوشيف، المستعرب والدبلوماسي الروسي السابق، عن الاهتمام الروسي بجماعة الحوثيين، وقال إن ذلك يعكس تحولاً في السياسة الخارجية لموسكو، حيث تبحث عن حلفاء جدد في المنطقة لتعزيز مكانتها في الشرق الأوسط، خاصة في ظل تزايد الضغوط الدولية وتغير التحالفات التقليدية.


وقال “لا أظن أن العلاقات بين روسيا وجماعة الحوثيين مخفية”.
ووفق ياكوشيف فإن موسكو لا تعلن صراحة أنها تقدم السلاح للحوثيين، غير أنه لم يستبعد ذلك، مشيرا إلى حديث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأن بلاده قد تزوّد خصوم الولايات المتحدة والناتو بأسلحة متطورة.

وقال الدبلوماسي الروسي السابق “من الممكن أن نرى نتائج هذه الأقوال وتفكر وزارة الدفاع الروسية بهذا الأمر إذا ساء الوضع بشأن العملية العسكرية الخاصة لروسيا في أوكرانيا، وأيضا عقب زيارة الحوثيين إلى موسكو”.
وأشار ياكوشيف إلى زيارة الحوثيين إلى موسكو، التي حاولوا من خلالها أيضا الحصول على دعم روسي في الاقتصاد والإنتاج الزراعي.


وحول موقف روسيا من الحكومة اليمنية، قال إن روسيا ما تزال تدعم الحكومة اليمنية في إطار سياسة متوازنة، غير أنه أشار إلى أن سفارة روسيا في صنعاء ما تزال تعمل ويديرها القائم بالأعمال، مرجحا أن يعود السفير الروسي إلى صنعاء مفوضا فوق العادة.
بدوره، قال، رئيس تحرير مركز الدراسات العربية الأوراسية، إن “روسيا ترى أن لها حقوقًا تاريخية في البحر الأحمر واليمن بسبب وجودها السابق في المنطقة خلال العهد السوفيتي. وترى أن الفرصة متاحة الآن لاستعادة نفوذها البحري وتعزيز قواعدها البحرية القائمة وتوسيعها”.
وأشار دهشان إلى أن روسيا تطمح إلى توسيع نفوذها البحري وإنشاء ممر استراتيجي يمتد من البحر الأسود إلى البحر الأحمر والمحيط الهندي، وأنها قد ترى في التحالف مع الحوثيين فرصة لتحقيق هذه الأهداف.


وقال إن روسيا ترى أن التحالف مع الحوثيين الذين يسيطرون على شمال اليمن قد يتيح لها الحصول على وجود عسكري في اليمن، مما يعزز من قدرتها على الوصول إلى المحيط الهندي.
وأشارت ميساء شجاع الدين، الباحثة الأولى في مركز صنعاء للدراسات، إلى التحولات في موقف الحوثيين، وقالت إنهم يرون أنفسهم كقوة إقليمية ذات طموحات، مما يعقد إمكانية السيطرة عليهم أو تحييدهم.


وأوضحت أن “أهداف الحوثيين دائمًا متحركة ومتصاعدة”، حيث بدأت بمطالبة برفع الحصار عن قطاع غزة لتشمل لاحقًا الثأر والانتقام.
واكتشاف الحوثيين لأهمية الموقع البحري لليمن وقدرتهم على تهديد خطوط الملاحة الدولية يشكل تغييرًا استراتيجيًا في نهجهم العسكري والسياسي، وفقا لحديث شجاع الدين.
لكن الباحثة اليمنية أشارت إلى أن المنطقة ما تزال لم تدخل في حرب شاملة، ولا تزال هناك مساحات للحياد والمناورة، غير أنها حذرت من أن هذه المساحات قد تتقلص إذا اشتدت الأزمة بين الأطراف الدولية والإقليمية، خاصة مع التصعيد بين الغرب وروسيا وبين أمريكا والصين.

وفي سياق الحديث عن التوازنات الإقليمية، أشار حسام ردمان، الباحث في مركز صنعاء للدراسات، إلى أن روسيا تسعى للحفاظ على خطوط اتصال مع جميع الأطراف في اليمن مما يمكنها من لعب دور الوسيط.
وأكد ردمان أن روسيا تحاول أيضا الحفاظ على توازن دقيق بين مصالحها مع السعودية وإيران، مع التركيز على دورها المؤثر في مجلس الأمن كمرجعية لأي تسوية سياسية في اليمن.

وأوضح ردمان أن هناك مبالغة في تقدير الدعم الروسي للحوثيين، مشيرًا إلى أنه “إذا كانت موسكو جادة في الاستثمار طويل الأمد في الحوثيين، لكانت قد استخدمت حق النقض ضد قرار مجلس الأمن الذي أتاح للقوات الأمريكية تنفيذ عمليات دفاعية في البحر الأحمر”.
وقال إنه في حال قررت روسيا الاستثمار طويل الأمد في جماعة الحوثيين فإن ذلك سيكون قرارًا غير مسبوق. غير أنه أشار إلى أن ذلك لن يتم إلا إذا وصلت الأزمة الأوكرانية إلى نقطة اللاعودة.

مقالات مشابهة

  • تعميم هام من ‘‘طيران اليمنية’’ للمسافرين عبر مطار صنعاء
  • منصة تعقب تحذّر من مخاطر استغلال الحوثيين لطيران اليمنية في تهريب القيادات والأموال والأسلحة
  • نفاد وقود ‘‘اليمنية’’ وإلغاء رحلات من مطار صنعاء
  • عمدة موسكو: إسقاط مسيّرة حاولت استهداف موقع في العاصمة الروسية
  • موسكو: انضمام أذربيجان يعزز ديناميكية «بريكس»
  • خبراء يكشفون لـRT.. هل تنجح مساعي مصر لجذب 30 مليون سائح في “إقليم ملتهب”؟
  • سفير مصر في موسكو يلتقي نائب وزير خارجية روسيا
  • وزير الثقافة الروسي: حريصون على تعزيز العلاقات مع الإمارات
  • اليمن يطالب بتدخل عاجل لحماية المواقع الأثرية من السيول
  • خبراء: روسيا قد تتدخل في أزمة البحر الأحمر وتقدم دعمًا للحوثيين