انهيار اقتصادي يهدد “إسرائيل”: تداعيات كارثية للحصار اليمني على ميناء “إيلات”
تاريخ النشر: 19th, July 2024 GMT
الجديد برس:
ألقت تداعيات إفلاس ميناء “إيلات” بظلالها القاتمة والقاسية على الاقتصاد الإسرائيلي، حيث كشفت وسائل إعلام عالمية وإسرائيلية عن التأثيرات المدمرة لتوقف الميناء عن العمل منذ ثمانية أشهر بسبب العمليات البحرية اليمنية المساندة لغزة.
وقد أعلن ميناء “إيلات” إفلاسه رسمياً وفقاً لتقرير نشره موقع “وورلد كارغو نيوز” المتخصص في الشؤون البحرية، مشيراً إلى انخفاض النشاط بنسبة 85% نتيجة هجمات الحوثيين على السفن المرتبطة بـ”إسرائيل” في البحر الأحمر.
وألقى التقرير الضوء على طلب ميناء “إيلات” المساعدة من الحكومة الإسرائيلية لمواجهة هذه الأزمة الخانقة. وقد أكد موقع “سي ترايد ماريتايم” المتخصص في الملاحة البحرية على التأثيرات الاقتصادية الواضحة لهجمات الحوثيين، حيث ذكر أن ميناء “إيلات” يعاني من انخفاض حاد في أحجام الشحن بنسبة 85%.
واستعرضت صحيفة “كالكاليست” الاقتصادية الإسرائيلية البيانات الصادمة لأزمة ميناء “إيلات”، حيث شهد عام 2023 دخول 149 ألف مركبة عبر الميناء، بينما لم تستقبل أي مركبة منذ بداية عام 2024. ويمثل ميناء “إيلات” بوابة إسرائيل إلى الشرق، ويوفر نقطة وصول قريبة للأردن عبر ميناء العقبة. وقد أدى حظر الملاحة الإسرائيلية في البحر الأحمر، والذي يمر عبره 30% من تجارة “إسرائيل”، إلى شلل تام في الميناء.
وتأثر قطاع السيارات بشكل كارثي، حيث انخفضت حركة السفن إلى الميناء بشكل حاد منذ أكتوبر الماضي. وكشفت “كالكاليست” أن آخر سفينة تحمل مركبات دخلت الميناء في نوفمبر 2023، قبل أيام فقط من إعلان الحوثيين حظر الملاحة الإسرائيلية.
وفي مايو 2023، بلغ عدد السيارات في ميناء “إيلات” والمناطق المحيطة بها 60 ألف سيارة، لكن هذا العدد انخفض بشكل مأساوي إلى 10 آلاف سيارة في منتصف أبريل 2023، وتم تخزين معظمها خارج الميناء.
وأبرزت الصحيفة الإسرائيلية أن ميناء “إيلات” كان الميناء الرئيسي لواردات المركبات، حيث استقبل 149.5 ألف سيارة في عام 2023، مقارنة بميناء أسدود (114 ألف سيارة) وميناء حيفا (81.2 ألف سيارة).
وقد طالب الرئيس التنفيذي لميناء “إيلات”، جدعون غولبر، الحكومة الإسرائيلية بتعويضات عن فقدان الإيرادات، مشيراً إلى أن السفن تتجنب المرور عبر مضيق باب المندب، مما يطيل مدة الرحلات البحرية ويؤدي إلى زيادة تكاليف الشحن وارتفاع كلفة المخاطر.
وقد عانى ميناء “إيلات” من أزمات متتالية بسبب الإبادة الجماعية في غزة وهجمات الحوثيين على السفن المتجهة إلى “إسرائيل” أو المتعاملة معها.
وفي مارس الماضي، حذرت نقابة العمال الإسرائيلية من أن نصف العاملين في الميناء معرضون لفقدان وظائفهم. وفي ديسمبر 2023، صرح الرئيس التنفيذي لميناء إيلات بأن استمرار الأزمة قد يؤدي إلى تسريح العمال، حيث انخفض النشاط بنسبة 85%.
المصدر: الجديد برس
كلمات دلالية: ألف سیارة
إقرأ أيضاً:
رسوم ترامب الجمركية.. تصعيد اقتصادي يهدد الأسواق العالمية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
تشكل تهديدات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بفرض رسوم جمركية واسعة النطاق على جميع الدول، بدءًا من الثاني من أبريل المقبل، تصعيدًا خطيرًا في النزاعات التجارية العالمية، الأمر الذي أدى إلى حالة من القلق في الأسواق المالية وأثار ردود فعل حادة من القوى الاقتصادية الكبرى.
انعكاسات اقتصادية فورية
تصريحات ترامب دفعت الأسواق إلى موجة من التقلبات، حيث تراجع مؤشر "ستوكس 600" الأوروبي بنسبة 1.2%، فيما سجلت الأسواق الألمانية والفرنسية انخفاضات مماثلة، ما يعكس قلق المستثمرين من تبعات السياسات الحمائية الأمريكية، وفي الولايات المتحدة، أشارت العقود الآجلة في "وول ستريت" إلى انخفاض كبير عند الافتتاح، بينما زاد الإقبال على الملاذات الآمنة مثل الذهب والين الياباني.
وفي ضوء هذه التطورات، قام بنك "جولدمان ساكس" بخفض توقعاته للنمو الاقتصادي في الولايات المتحدة ومنطقة اليورو، كما زادت التوقعات بخفض الفائدة من قبل مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي والبنك المركزي الأوروبي لمواجهة التداعيات المحتملة.
تصعيد اقتصادي تحت شعار "يوم التحرير"
وصف ترامب موعد فرض الرسوم الجمركية الجديدة بأنه "يوم التحرير" للاقتصاد الأمريكي، مؤكدًا أن هذه الإجراءات ستشمل جميع الدول دون استثناء، بدعوى تصحيح "الاختلالات التجارية" وتحقيق شروط تفاوضية أفضل للولايات المتحدة، وتأتي هذه الخطوة في أعقاب فرضه رسومًا سابقة على الصلب والألمنيوم والسيارات، إضافة إلى التعريفات الجمركية المشددة على الصين، مما زاد من حدة المواجهات التجارية.
ردود دولية غاضبة وتحركات مضادة
تسبب إعلان ترامب في موجة ردود فعل غاضبة من مختلف الدول، حيث هدد الاتحاد الأوروبي والصين وكندا باتخاذ إجراءات مماثلة ردًا على التعريفات الأمريكية.
الاتحاد الأوروبي: أكد وزير التجارة الفرنسي لوران سان مارتن أن أوروبا لن تسمح بأن تُجر إلى حرب تجارية، لكنها سترد بقوة إذا استمرت واشنطن في فرض الرسوم الجمركية.
الصين: رئيس مجلس الدولة الصيني، لي تشيانج، أكد أن بلاده "مستعدة لأي صدمات غير متوقعة"، في إشارة إلى قدرتها على تحمل تبعات الحرب التجارية وطرح سياسات اقتصادية مضادة.
ألمانيا: المستشار الألماني أولاف شولتز شدد على أن الاتحاد الأوروبي سيتحرك ككتلة واحدة في مواجهة القرارات الأمريكية، في إشارة إلى تنسيق أوروبي ضد سياسات ترامب.
بريطانيا: تسعى حكومة كير ستارمر إلى تجنب التصعيد من خلال "مفاوضات بناءة" مع واشنطن، فيما لم تستبعد وزيرة الداخلية البريطانية الرد على الرسوم الجمركية.