الإمارات تقترح تشكيل "قوة دولية مؤقتة" في قطاع غزة ما بعد العدوان الإسرائيلي
تاريخ النشر: 19th, July 2024 GMT
اقترحت وزيرة المساعدة للشؤون السياسية والمبعوثة الخاصة لوزير الخارجية الإماراتي للشؤون الخارجية، لانا نسيبة، تشكيل "قوة دولية مؤقتة في قطاع غزة ما بعد الحرب"، مشددة على أن "دول المنطقة تستطيع لعب دور مهم لتحقيق السلام".
وقالت نسيبة في مقال نشرته في صحيفة "فايننشال تايمز"، إن "الإمارات قامت قبل أسبوعين بإجلاء مجموعة من الأطفال الذين أصيبوا إصابات خطيرة ومرضى السرطان من غزة إلى أبو ظبي"، مشيرة إلى أن "هذه هي المهمة الإنسانية الـ 18 التي قامت بها الإمارات لتخفيف الكارثة الإنسانية التي تعيشها غزة منذ تسعة أشهر".
وأضافت أن "الإمارات أدخلت 39،000 طن من المساعدات العاجلة وأنشأت تسع محطات لتحلية المياه ومستشفى عائما لمعالجة الجرحى وأقامت مستشفى ميدانيا"، مشددة على أن "الإمارات مع الشركاء كانت في مقدمة الرد على الكارثة في غزة".
وأشارت إلى "الحوار الدائر بين دول المجتمع الدولي حول النهج الواجب اتخاذه في مرحلة ما بعد الحرب بغزة" مشددة على أن "الإمارات كانت واضحة أن الهدف يجب ألا يكون هو العودة للوضع الراهن الذي سبق 7 تشرين الأول/أكتوبر. ويجب أن تغير جهود "اليوم التالي" مسار النزاع الإسرائيلي- الفلسطيني باتجاه إنشاء دولة فلسطينية تعيش بسلام وأمن إلى جانب إسرائيل، ويجب أن تقود الجهود الجماعية للرد على رعب الحرب والاحتلال إلى سلام عادل ودائم".
ولهذا السبب تقول نسيبة إن "هناك حاجة لكسر دوامة العنف في غزة ووضع الأسس لمستقبل مختلف لإسرائيل وفلسطين"، لافتة إلى أن "الخطوة الأولى لهذه الجهود هي نشر قوة دولية مؤقتة للرد على الأزمة الإنسانية وفرض النظام والقانون ووضع الأسس للحكم وتعبيد الطريق لتوحيد غزة مع الضفة الغربية تحت سلطة وطنية شرعية واحدة".
وترى المبعوثة الإماراتية، أن "قوة دولية مؤقتة تركز على هذه الأولويات الأربع، ستكون جزءا رئيسيا في مساعدة الفلسطينيين على تحقيق طموحهم الوطني بدولة فلسطينية وعبر المفاوضات الهادفة".
وقالت إن "دخول قوة دولية مؤقتة لن يتم إلا من خلال دعوة رسمية من السلطة الوطنية. ويجب أن تكون صادرة عن حكومة يقودها رئيس وزراء جديد يتمتع بالثقة والصلاحيات والاستقلال وقادر على معالجة الإصلاحات الضرورية لتحسين الحكم ولجميع الفلسطينيين وقادر على تحمل مسؤولية إعادة إعمار غزة".
وأضافت أن "إسرائيل كقوة محتلة يجب أن تقوم بدورها لإنجاح هذا الجهد. فغزة لن تستطيع العيش لو بقيت تحت الحصار، ولا يمكن إعادة إعمارها لو لم يسمح للسلطة الوطنية الشرعية بأن تتحمل مسؤولياتها".
وبحسب نسيبة، فإن "أي جهد لن ينجح في ظل تزايد بناء المستوطنات والعنف والتحريض عليه في الضفة الغربية المحتلة".
وأشارت إلى أن "مهمة كهذه بحاجة لدعم كامل من كل أصحاب المصلحة المعنيين بالسلام. ومع توفر الموارد والقدرات للجميع، فيمكن لكل طرف لعب دور حيوي في هذه العملية". مضيفة أن "دول المنطقة تستطيع ويجب أن تسهم بشكل كبير بتحقيق السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين والذي سيصب بالمقام الأول في مصلحتنا. إلى جانب اللاعبين الإقليميين، تظل القيادة الأمريكية، سواء في تعافي غزة من آثار الحرب والجهود الرامية لإحياء العملية السلمية، أمرا لا غنى عنه".
وذكرت أنه "من خلال الالتزام الأمريكي القوي والواضح بتحقيق حل الدولتين وتشجيع الإصلاح الفلسطيني والشراكة الإسرائيلية وكذا دعم المهمة الدولية، فإننا نقترح عوامل مهمة للنجاح. ولو نبعت مرحلة فرض الاستقرار بمرحلة ما بعد النزاع والتعافي من وقف إطلاق النار، فيجب أن تكون هناك رقابة ورصد لشروطه".
وأكدت نسيبة أن "وجود قوة دولية مؤقتة لا يعني بأي حال أنها بديل عن منظمات ووكالات الأمم المتحدة العاملة على الأرض. بل على العكس يجب أن تعمل بشراكة ضمن نظام الأمم المتحدة وتوسع مواردها وصلاحيات عملها".
ولن تكون المهمة سهلة، والتجربة تظهر هذا، حسب قولها، ولكنها تؤكد أن "معظم الفلسطينيين والإسرائيليين يتطلعون للسلام، وعليه فستكون هذه القوة طريقا للخروج من النزاع وتحقيق تطلعاتهم".
تجدر الإشارة إلى أن حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، شددت مطلع شهر تموز /يوليو الجاري، على رفضها "لأي تصريحات ومواقف تدعم خططا لدخول قوات أجنبية إلى قطاع غزة تحت أي مُسمى أو مبرر".
وأضافت في بيان، أن "إدارة قطاع غزة بعد دحر هذا العدوان الفاشي؛ هي شأن فلسطيني خالص، يتوافق عليه الشعب الفلسطيني بكافة أطيافه، وهو لن يسمح بأي وصاية، أو بفرض أي حلول أو معادلات خارجية تنتقص من ثوابته المرتكِزة على حقه الخالص في نيل حريته وتقرير مصيره".
وطالبت "الدول العربية والإسلامية كافة، بالضغط لوقف حرب الإبادة الصهيونية على شعبنا الفلسطيني، وتقديم كل سبل الدعم والإسناد له في معركته التي يدافع من خلالها عن وجوده على أرضه".
وفي وقت سابق، شددت فصائل المقاومة الفلسطينية، على رفضها "تشكيل قوة دولية أو عربية" من أجل إدارة قطاع غزة، مؤكدة أنها "ستعتبرها قوة احتلالية وستتعامل معها وفق هذا التوصيف".
المصدر: الموقع بوست
كلمات دلالية: فلسطين اسرائيل الامارات غزة الكيان الصهيوني قطاع غزة ویجب أن ما بعد إلى أن
إقرأ أيضاً:
مخلفات الإبادة الإسرائيلية.. قنابل موقوتة تهدد حياة الفلسطينيين
في قطاع غزة الذي ارتكب فيه الجيش الإسرائيلي إبادة جماعية، ما تزال المخلفات الحربية والقذائف غير المنفجرة تشكل خطرا داهما على حياة الفلسطينيين، وتهدد بحصاد مزيد من الأرواح و إحداث إعاقات دائمة، وسط غياب أي معدات أو إمكانات للتعامل معها.
ورغم توقف العمليات العسكرية نسبيا، إلا أن آلاف الأطنان من القنابل والمتفجرات التي أسقطت على المدنيين خلال أكثر من خمسة عشر شهراً تحولت إلى قنابل موقوتة مدفونة بين الركام، ما يزيد من معاناة الناس الذين اضطروا لنصب خيامهم بين أنقاض منازلهم المدمرة.
منذ بدء وقف إطلاق النار في 19 يناير/كانون الثاني الماضي، شهد قطاع غزة العديد من حوادث انفجار مخلفات الحرب، ما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى في عدة مناطق، وفق تقارير طبية.
من بين المصابين، كان الضابط بلال المبحوح (37 عامًا)، أحد أفراد إدارة هندسة المتفجرات بشرطة غزة، الذي فقد بصره نتيجة انفجار جسم متفجر أثناء مهمة عمل في جباليا شمال القطاع.
يرقد المبحوح في المستشفى المعمداني بمدينة غزة بعد أن أصيب بشظايا في وجهه وعينيه وجسده، تاركا إياه فاقدا للبصر تماما.
** إشارات يومية
المبحوح قال للأناضول إن إدارته تتلقى يوميا عشرات البلاغات حول وجود قذائف وأجسام غير منفجرة في الشوارع والمنازل والمنشآت التي تعرضت للقصف.
وأضاف أنه في 5 مارس/آذار الجاري، خرج على رأس فريق من هندسة المتفجرات لمعاينة مكان انفجار سابق في شارع "مزايا" شرق جباليا، تسبب في إصابة ثلاثة أطفال.
وأردف المبحوح: "بينما كنا نستمع لشهادات المواطنين ونعاين الموقع، وقع انفجار جديد باغتني وألقى بي على الأرض مضرجا بدمائي".
وأشار إلى أن قوات الاحتلال استخدمت أنواعا مختلفة من الذخائر الإسرائيلية والأمريكية، بعضها لم يكن مألوفا لدى خبراء المتفجرات في غزة، مضيفا: "لم يتوقف عملنا طوال شهور الحرب، رغم القصف والاستهداف المتكرر".
وأوضح أنهم عملوا على تجميع تلك المخلفات في مخزن خاص شمال غزة، إلا أنه تعرض للهدم والتجريف من الجيش الإسرائيلي خلال العملية البرية في جباليا.
وأردف بالقول: "تم تدمير مقار عملنا جميعها، والمكان الذي كنا نجمع فيه بقايا ومخلفات الصواريخ غير المنفجرة، بما يحتويه من معدات بسيطة كنا نستعين بها في عملنا".
** غياب معدات السلامة
وأكد الخبير الفلسطيني أن عناصر هندسة المتفجرات يعملون بصدور عارية مع انعدام معدات السلامة، حيث تمنع إسرائيل إدخال أي تجهيزات أو معدات متخصصة.
وقال بصوت خافت: "نغادر منازلنا للعمل مدركين أننا قد لا نعود، لكننا نتحمل مسؤوليتنا لحماية المدنيين".
وعن طبيعة حالته الصحية، لفت المبحوح إلى أنه فقد بصره بشكل كامل، ويأمل في السفر للعلاج خارج قطاع غزة.
** 30 ألف قنبلة موقوتة
من جانبه، كشف العقيد محمد الزرقة، المتحدث باسم الشرطة بغزة، أن هناك تقديرات بوجود أكثر من 30 ألف جسم متفجر من مخلفات الحرب منتشرة في القطاع، تشكل خطرًا كارثيًا على حياة المدنيين.
وقال الزرقة في حديث للأناضول إن تلك الأجسام تشكل قنابل موقوتة تهدد حياة المواطنين، وتحتاج إلى إمكانيات كبيرة لإزالتها وتحييد خطرها.
وأضاف أن طواقم هندسة المتفجرات بالشرطة يعملون بإمكانات بسيطة للغاية، ومع انعدام تام لإجراءات ومعدات السلامة، وحتى للمركبات لنقل الأجسام الخطرة من أماكنها.
وأوضح أنه "مع هذا الواقع الصعب، يضطر عناصر الهندسة إلى التعامل جزئياً مع تلك المخلفات عبر نزع الصواعق ونقل الأجسام إلى مكان بعيد عن تواجد السكان"، مضيفاً أنها بحاجة للفحص ثم الإتلاف إلا أن ذلك متعذر حالياً لنقص الإمكانات.
وتابع: "يتم إزالة الأجسام صغيرة الحجم، أما القنابل ذات الأوزان الثقيلة فيتم الاكتفاء بتأمين محيطها ومنع اقتراب المدنيين منها، لحين توفر إمكانية إخلائها من المكان".
** صعوبة التعامل
ولفت الزرقة إلى أن آلاف الأطنان من الذخيرة والقنابل الملقاة على غزة خلال شهور الحرب تتطلب إمكانات هائلة في التعامل معها، من خلال عمليات المسح الهندسي لجميع المناطق في قطاع غزة.
وبين أن "هذا الأمر متعذر في ظل الظروف الحالية، فإمكاناتنا المتواضعة لا تسمح بذلك، كما أننا بحاجة إلى أعداد كبيرة من الطواقم العاملة المدربة لهذه المهام، ناهيك عن الاحتياج إلى إزالة الركام قبل بدء العمل".
وطالب متحدث الشرطة المجتمع الدولي والمؤسسات ذات العلاقة إلى التدخل العاجل من أجل إمداد قطاع غزة بالمعدات الخاصة لعمل هندسة المتفجرات؛ لتحييد خطر الأجسام والمخلفات غير المنفجرة على حياة السكان.
وأشار إلى أن "الضابط المصاب (المبحوح) ليس الضحية الأولى لانفجار مخلفات الحرب، ولن يكون الأخير في ظل استمرار منع الاحتلال إدخال الآليات الثقيلة لإزالة الركام، والمعدات اللازمة لعمل هندسة المتفجرات".
وبدعم أمريكي ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 إبادة جماعية بغزة خلفت أكثر من 160 ألف قتيل وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.