مآسي التهريب إلى مصر.. أسرة سودانية تنجو من اختطاف في أسوان
تاريخ النشر: 19th, July 2024 GMT
تتواصل مآسي رحلات التهريب البري من السودان إلى مصر، وفي كل يوم تروى قصة جديدة ملؤها الصدمة والتعب والمعاناة.
أسوان: التغيير
بعد سبعة أشهر من اجتياح قوات الدعم السريع لمدينة ود مدني عاصمة ولاية الجزيرة- وسط السودان، قضتها الأسرة وسط الظلام والجوع وانقطاع الاتصالات والضربات الجوية وتوقف مصادر الدخل، قررت شقيقات (ع) مغادرة المدينة للوصول إلى مصر عن طريق التهريب البري- مثلما فعل كثيرون قبلهم من مدن السودان المختلفة، لترسم الرحلة المحفوفة بالمخاطر والتحديات، مأساة جديدة من مآسي الهروب من الحرب، غير أن الأسرة تجاوزت كل الأخطار التي كان أحدها محاولة اختطاف في أسوان، لتصل إلى وجهتها بأمان.
ولاذ أكثر من نصف مليون سوداني بالجارة مصر عقب اندلاع حرب 15 ابريل 2023م بين الجيش وقوات الدعم السريع والتي لازالت تتمدد وتتزايد كلفتها يوماً بعد آخر.
معاناة من اللحظة الأولىوارتفعت معدلات لجوء السودانين إلى مصر عبر التهريب من الحدود السودانية براً خاصة عقب دخول قوات الدعم السريع لولاية الجزيرة وولايات أخرى غير الخرطوم ودارفور.
وفي بداية حرب 15 ابريل سمحت السلطات المصرية بعبور السودانيين الفارين إلى مصر بإجراءات بسيطة حتى لأولئك الذين لا يحملون جوازات بمنحهم فيزا وثيقة اضطرارية عبر خلالها الآلاف إلى المدن المصرية.
ومع استمرار الحرب ورغبة الكثيرين في الدخول إلى مصر تعقدت الإجراءات وأصبح الحصول على التأشيرة أمراً صعباً جداً ويتطلب عدة أشهر مما دفع الكثيرين لاختصار الوقت والوصول إلى مبتغاهم عن طريق التهريب.
وبحسب ما رواه (ع) لـ(التغيير)، بدأت معاناة الأسرة الفارة من جحيم الحرب بود مدني مؤخراً من المدينة نفسها، بالبحث عن “عربة كارو” حتى جسر حنتوب بالرغم من الاشتباكات الدائرة في شرق المدينة.
بعد الوصول بالكارو إلى منطقة “سوق كورونا” نجحوا في إيجاد حافلة حتى مدينة القضارف مروراً بطريق البطانة الترابي بسبب الاشتباكات وارتكازات قوات الدعم السريع.
وفي الطريق وجدت الأسرة معظم الحافلات الأخرى معطلة بسبب فصل الخريف مع وعورة الطريق، فقضت ليلتها في منطقة حريرة، وفي الصباح تناولوا الإفطار بأحد مراكز الإيواء بعد نفاد الماء والمؤن.
ويواصل (ع) رواية القصة بالقول، إنهم بعد دخول القضارف بحثوا عن مكان للراحة ثم السفر إلى كسلا وهي نقطة الانطلاق نحو أسوان.
وتوجهوا من القضارف إلى كسلا في الصباح الباكر، لتبدأ رحلة البحث عن “مهرب” أمين من أبناء المنطقة العاملين في تسفير المواطنين، وبالفعل نجحوا في ذلك ومكثوا مع أسرته لمدة يوم لحين اكتمال عدد المسافرين بعربة الدفع الرباعي.
تهريب الطريق إلى مصربعد اكتمال عدد المسافرين وترتيبات الرحلة الخطرة، تم التحرك من كسلا إلى عطبرة في ولاية نهر النيل- شمالي السودان، حيث بات الركب ليلته هناك قبل التوجه نحوا الحدود السودانية المصرية.
وأشار (ع) إلى أن المسافرين طمأنوا أقربائهم عبر الإنترنت الفضائي “ستارلينك” بوصولهم إلى إحدى المناطق وسط أجواء ساخنة وغلاء للماء والمواد الغذائية التي تتضاعف قيمتها كلما بلغوا محطة أخرى.
وقال إنه وفي الطريق، وبعد الوصول إلى منطقة الكسارات على تخوم مدينة أسوان التف حولهم سائقو التوك توك (الركشات) لإيصالهم إلى قلب المدينة مقابل مبلغ زهيد.
وبالاتفاق مع سائق التوك توك الذي سلك طريقاً قريباً ومختلفاً، ظهر بعض البلطجية الذين قدموا شراباً مخدراً للمسافرين واستولوا على كل ما عندهم من ملابس وهواتف وأموال وحقائب ومستندات شخصية.
طلب فديةويواصل (ع) سرد اللحظات الصعبة، بقوله: “في الصباح استيقظ أفراد الأسرة من التخدير ووجدوا أنفسهم في مكان مجهول، وساعدهم سائق توك توك وأوصلهم إلى منزله”.
وأضاف أنه ورغم الاتصالات مع السائق الرشايدي والسائق المصري اللذين أوصلوهم إلا أن المحاولات للوصول إلى “البلطجية” باءت بالفشل.
وتابع: “بعد غياب أكثر من يوم اتصل صاحب التوك توك بأسرة المخطوفين وطلب منهم فدية وصلت إلى مبلغ 10.000 جنيه مصري وبعد شد وجذب تم تخفيض المبلغ والوصول إلى تسوية على أن يقوم هو بإيصالهم بنفسه إلى مدينة أسوان.
وبعد قضاء ساعات من الراحة توجهت الأسرة إلى القاهرة عبر القطار، لتصل العاصمة بعد 15 ساعة من التعب والصدمة رفقة أطفالهم الذين نجوا من مأساة محققة.
وتحدثت تقارير إعلامية، في وقت سابق، عن تعرض العديد من المهاجرين بطرق غير قانونية إلى حوادث مختلفة، إذ شهدت مستشفيات مدينة أسوان استقبال العديد من حالات الحوادث إلى جانب امتلاء مشرحة مستشفيات أسوان بالموتى، فيما أكد الناجون انتشار الجثث في الصحراء لأسباب ربما تعود إلى الحوادث أو تعطل المركبات أو العطش في العتمور والتوهان.
الوسومأسوان الجيش الدعم السريع السودان القاهرة القضارف كسلا مصرالمصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: أسوان الجيش الدعم السريع السودان القاهرة القضارف كسلا مصر الدعم السریع توک توک إلى مصر
إقرأ أيضاً:
تقدم ملحوظ للجيش السوداني.. والبرهان: لا وقف لإطلاق النار إلا بانسحاب الدعم السريع
أحرز الجيش السوادني تقدمًا كبيرًا نحو مدينة سنجة عاصمة ولاية سنار جنوب شرق البلاد، خلال الساعات الماضية؛ إذ سيطر على عدة مواقع استراتيجية منها نقاط لتمركز الدعم السريع، بحسب ما جاء في وسائل إعلام سودانية.
تقدم ملحوظ للجيش السوداني ضد الدعم السريعواستطاع الجيش تدمير 8 عربات قتالية وشاحنة ذخائر مع تراجع لقوات الدعم السريع، وأشارت مصادر إلى أن الجيش شن هجومه من ثلاثة محاور، متوقعة تقدما واسعا للجيش خلال الأيام القليلة المقبلة؛ إذ يفرض الجيش السوداني، حصارا على عناصر الدعم السريع في سنجة، والتي تعاني منذ فترة بسبب الحصار ونقص الذخائر والإمداد.
واندلعت الحرب في السودان، في 15 أبريل 2023، بين الجيش الوطني بقيادة عبدالفتاح البرهان، وميلشيا الدعم السريع المتمردة بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي)، في مناطق متفرقة من السودان، تتركز معظمها في العاصمة الخرطوم، مخلفةً المئات من القتلى والجرحى بين المدنيينن، بحسب ما جاء في «القاهرة الإخبارية».
البرهان: لا وقف لإطلاق النار إلا بانسحاب ميليشيا الدعم السريعومن جانبه، خرج عبدالفتاح البرهان، رئيس مجلس السيادة في السودان، في تصريحات نقلتها عن وكالة الأنباء السودانية «سونا»، أن السودان لن يذهب للتفاوض ولن يوقف إطلاق النار إلا بانسحاب ميليشيا الدعم السريع من كل المناطق.
وقال البرهان إن السودان لم يوافق على قرار مجلس الأمن لأنه ينتهك سيادته، مضيفًا أن السودان لم يكن موافقا على مشروع القرار البريطاني أمام مجلس الأمن لأنه معيب ويخدش السيادة.
وشدد على ضرورة وقف الحرب وخروج ميليشيا الدعم السريع لمناطق تجمعهم بعد الاتفاق عليها، مؤكدًا أن الجيش لن يقبل بأي عمل سياسي يهدد وحدة السودان، كما أن الحل الوحيد أمام ميليشيا الدعم السريع هو الخروج من الأعيان المدنية وتجمعهم في مناطق آمنة، بحسب «القاهرة الإخبارية».
وأكد «البرهان» أن مجلس السيادة السوداني لن يذهب باتجاه وقف النار ما لم يصحبه انسحاب ميلشيا الدعم السريع من المدن والقرى، متابعا: «نرفض أي تدخل خارجي أو فرض حلول مستجلبة إلى السودان، ونشدد على أن الحرب تمضي إلى نهاياتها، والنظر في الشأن السياسي بالعودة للفترة الانتقالية وتشكيل حكومة من المستقلين بالتوافق مرهون بوقف الحرب في السودان».