“ردعنا في الحضيض”.. جنرال إسرائيلي عن جبهة الشمال مع حزب الله: ليست استنزافاً فقط بل إذلال أيضاً
تاريخ النشر: 19th, July 2024 GMT
الجديد برس:
أكد القائد السابق لذراع البر في جيش الاحتلال الإسرائيلي، اللواء في الاحتياط، يفتاح رون طال، أن الجبهة الشمالية تستنزف “إسرائيل” منذ الـ7 من أكتوبر الماضي، مشدّداً على عدم جاهزيتها لفترة استنزاف طويلة كهذه، وعلى أن مفهوم المعارك الحاسمة والسريعة كان ملائماً لها أكثر.
وفي حديث إلى القناة “الـ14” الإسرائيلية، رأى رون طال أن “هذا ليس استنزافاً فحسب، بل هناك مقدار من الإذلال أيضاً”، وأضاف أن “الواقع يؤكد أن ردعنا في الحضيض”.
وقال رون طال إن الجهد الأساس لجيش الاحتلال موجود في الشمال منذ فترة طويلة، وإن المطلوب هو ربط الساحات، مؤكداً أن لا حل عسكري سوى الانتقال إلى المعركة الحاسمة.
وجاءت تصريحات رون طال ضمن نقاش أجرته القناة، الأربعاء، بشأن ملف الشمال، وخطاب الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، بمشاركة نائب رئيس لواء الأبحاث سابقاً في شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، “أمان”، العقيد في الاحتياط رونان كوهين.
ورأى كوهين أن نصر الله “يعمل ضمن مراحل، ووفق معادلات”، وعلى قاعدة “إذا استهدفتم هذا نستهدف هذا”، مؤكداً أن “هذا هو أسلوبه، وهذا مريح بالنسبة إليه لأنه حتى الآن يحافظ على قواعد اللعبة وفق مستوى القتال الذي يريده، من دون أن تحدث حرب شاملة”.
“غالانت لا يعرف ما يحدث في الشمال”
وفي السياق ذاته، هاجم رئيس لجنة مستوطنة “مرغليوت”، إيتان دافيدي، وزير الدفاع في حكومة الاحتلال، يوآف غالانت، مؤكداً أنه “لا يعرف الشمال”.
وعرض دافيدي على غالانت، في حديثٍ إلى القناة “الـ14” أيضاً، أن يأخذه “في جولة قرب مرغليوت والمنارة ومسكاف عام وأفيفيم، ليرى الواقع عن قرب، ويدرك أن حزب الله موجود هنا عند السياج”.
وسأل دافيدي: “عن أي اتفاق يتحدثون معنا؟ عم يتحدثون؟ ربما يرون شيئاً نحن لا نراه؟”، وأضاف، متحدثاً عن غالانت، “فليأتِ إلى سكان الشمال ويقل لنا: نيتنا التوصل إلى سلام، أو الخروج إلى معركة. ليقل لنا ما يريد فعله، ووفق أي سيناريو عليه أن يعطينا الوقت، كي نستعد”.
وأضاف: “نحن الآن في يوليو، وبعد شهر ونصف شهر سيفتتح العام الدراسي، ونحن لا نعرف إن كنا سنسجل أولادنا في المدارس”، مؤكداً أن هذه “فضيحة أخرى من إنتاج مدرسة يوآف غالانت”.
وإذ شدد دافيدي على أن من واجب وزير دفاع الاحتلال “أن يعطي مستوطني الشمال صورة على الأقل لعدة شهور إلى الأمام”، فإن هؤلاء لا يستطيعون إدارة حياتهم لأسبوعين إلى الأمام”.
وكانت القناة “الـ14” الإسرائيلية أقرت، في وقتٍ سابق، بأن “الوضع في الشمال غير معقول”، مشيرةً إلى سقوط نحو 7 آلاف صاروخ على مستوطنات شمالي فلسطين المحتلة، فضلاً عن مئات الصواريخ المضادة للدروع والمسيّرات.
وأكد مراسل الشؤون العسكرية في القناة، هيلل بيتون روزين، أن الوضع في الشمال “هو ببساطة حرب”، وأن ذلك يستمر “من دون تسميتها هكذا، ومن دون إعلان حرب”.
وشدّد روزين على أنه ليس هناك أفق لإعادة المستوطنين، ولا لإعادة الردع الإسرائيلي، ولا لدفع حزب الله بعيداً عن “الخط الحدودي”، ولا لتدميره أو نزع سلاحه، مؤكداً أن الحديث الجاري حالياً عن خطوط حمر، في ظل كل هذا، هو ببساطة كلام فارغ.
المصدر: الجديد برس
كلمات دلالية: فی الشمال
إقرأ أيضاً:
رمضان في سجون “إسرائيل”.. قمع وتجويع بحق الأسرى الفلسطينيين
الثورة/ متابعات
منذ اللحظة الأولى لدخول الأسرى الفلسطينيين إلى سجون الاحتلال، يواجهون تحديات قاسية، لكنهم يصرون على خلق حياة خاصة داخل المعتقلات، انتظارًا للحظة الإفراج التي تأتي عادة بصفقات تبادل تنظمها فصائل المقاومة.
فرغم ظلم الزنازين، يسعى الأسرى لصناعة واقع يمنحهم الأمل والقوة في مواجهة القمع الإسرائيلي.
ومع حلول شهر رمضان، تتضاعف هذه التحديات، لكن الأسرى يتمسكون بأجواء الشهر الفضيل رغم كل القيود والانتهاكات التي يفرضها الاحتلال عليهم.
ورغم القيود المشددة، يسعى الأسرى لصناعة أجواء رمضانية تذكرهم بالحرية، وتمنحهم قليلًا من الروحانيات وسط ظروف الاحتجاز القاسية، يحرصون على التقرب إلى الله بالدعاء والعبادات، رغم التضييق على أداء الصلاة الجماعية ومنع رفع الأذان.
حيث يقوم الأسرى بتحضير أكلات بسيطة بأقل الإمكانيات، مثل خلط الأرز الجاف مع قطع الخبز والماء لصنع وجبة مشبعة.
والتواصل الروحي مع العائلة بالدعاء لهم، خاصة بعد منع الاحتلال لهم من معرفة أخبار ذويهم.
ولكن كل هذه الممارسات تعرضت للقمع الشديد خلال الحرب الأخيرة على غزة، حيث فرض الاحتلال إجراءات أكثر تشددًا على الأسرى الفلسطينيين.
شهادات
كشف المحرر الغزي ماجد فهمي أبو القمبز، أحد الأسرى المفرج عنهم ضمن صفقة “طوفان الأحرار”، عن معاناة الأسرى في رمضان الأخير قبل الإفراج عنه، قائلًا: “أجبرنا الاحتلال على أن يمر رمضان كأنه يوم عادي بل أسوأ، فقد كان ممنوعًا علينا الفرح أو الشعور بأي أجواء رمضانية”.
ومع بدء الحرب، شدد الاحتلال قبضته على الأسرى عبر: تقليل كميات الطعام، حيث لم تزد كمية الأرز اليومية المقدمة للأسرى عن 50-70 جرامًا فقط، مما اضطرهم إلى جمع وجبات اليوم بأكملها لتناولها وقت الإفطار.
بالإضافة إلى منع أي أجواء رمضانية داخل السجون، بما في ذلك رفع الأذان أو أداء الصلوات الجماعية، حتى وإن كانت سرية.
ومصادرة كل المقتنيات الشخصية، ولم يبقَ للأسرى سوى غطاء للنوم ومنشفة وحذاء بسيط.
والاعتداءات اليومية، حيث كان السجان يقمع الأسرى لأي سبب، حتى لو ضحك أسيران معًا، بحجة أنهما يسخران منه!
تعتيم
ومنع الاحتلال الأسرى من معرفة أي أخبار عن عائلاتهم، بل تعمد نشر أخبار كاذبة لإضعاف معنوياتهم، مدعيًا أن عائلاتهم استشهدت في الحرب.
وقد عانى المحرر أبو القمبز نفسه من هذا التعتيم، إذ لم يعرف من بقي من عائلته على قيد الحياة إلا بعد خروجه من الأسر!.
ويواجه الأسرى الفلسطينيون في سجون الاحتلال انتهاكات خطيرة، في ظل صمت دولي مخجل، وفي رمضان، حيث يتضاعف القمع والتنكيل، تبقى رسالتهم واحدة، إيصال معاناتهم إلى العالم وكشف جرائم الاحتلال بحقهم، والمطالبة بتدخل المنظمات الحقوقية لوقف التعذيب والتجويع المتعمد داخل السجون، والضغط على الاحتلال للإفراج عن الأسرى، خاصة في ظل تزايد حالات القمع والإهمال الطبي.