ما رسائل إسرائيل من قرار رفض الدولة الفلسطينية؟.. محللان يجيبان
تاريخ النشر: 19th, July 2024 GMT
اتفق محللان سياسيان على أن قرار الكنيست الإسرائيلي رفض إقامة دولة فلسطينية ينهي عقودا من التعلق بآمال التوصل لحل الدولتين، في حين لفت أحدهما إلى أن الاحتلال أراد بعث رسائل لأطراف مختلفة من خلال هذا القرار.
وتبنى الكنيست مساء أمس الأربعاء قرارا ينص على رفض إقامة دولة فلسطينية، وذلك للمرة الأولى في تاريخه، حيث أيد القرار 68 عضوا منهم زعيم حزب "الوحدة الوطنية" الإسرائيلي بيني غانتس ونواب حزبه، بينما عارضه 9 نواب فقط.
وقال الدكتور مصطفى البرغوثي، الأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية، إن القرار الصادر عن الكنيست غير شرعي، لأنه يأتي من طرف يمارس الاحتلال والاضطهاد والتطهير العرقي ضد الشعب الفلسطيني، وأكد أن التصويت يبرز اتفاق جميع الأحزاب الصهيونية ضد قيام دولة فلسطينية مستقلة.
وأشار البرغوثي -خلال مشاركته في برنامج "غزة.. ماذا بعد"- إلى أن المجتمع الإسرائيلي يكمل بذلك توجهه نحو الفاشية، التي ظهرت في جرائمه المرتكبة بالحرب والإبادة الجماعية التي يمارسها في قطاع غزة والتي تعد انتهاكا صارخا لحقوق الإنسان.
وأضاف أن الحركة الصهيونية تبعث من خلال هذا القرار برسائل متعددة منها رسالة واضحة للقيادة الفلسطينية بأنه لا يوجد حل وسط يمكن التوصل إليه معها، وأنه لا يوجد في الواقع معسكر سلام في إسرائيل.
وأوضح البرغوثي أن القرار يشير إلى انتهاء "وهم حل الدولتين"، وأن إسرائيل قد دفنت نهج اتفاقية أوسلو، مما يعزز فكرة أن الحقوق الفلسطينية لن تُنتزع بالتفاوض بل بالنضال والمقاومة، مشددا على ضرورة استكمال الكفاح لتحقيق الحرية.
رسائل الاحتلالكما لفت إلى أن الاحتلال بعث بهذا القرار رسالة على الصعيد الدولي بأنه لا يعبأ بالإدانات والاستنكارات وكذلك اعترافات بعض الدول بفلسطين، مشددا على أنه لن يؤثر على إسرائيل إلا فرض عقوبات حقيقية عليها أمام هذا القرار.
وأضاف أن الموقف الأميركي بالإعلان عن "عدم السرور" بالقرار يعد "مسخرة وتواطؤا" مع إسرائيل، مشيرا إلى أن هذا الموقف يهدف للتغطية على القرار، وأن الواجب ليس فقط إدانة قرار الكنيست، وإنما كذلك التواطؤ الأميركي.
وبيّن البرغوثي أن التصويت في الكنيست يبرز وحدة الحركة الصهيونية ضد الحق الفلسطيني، مؤكدا أن هذا القرار يعزز توجه بنيامين نتنياهو نحو نسف أي إمكانية لقيام دولة فلسطينية، مما يترك للشعب الفلسطيني خيارا واحدا وهو المقاومة والنضال.
ويرى البرغوثي أنه لم يعد أمام القيادة الفلسطينية إلا تنفيذ قرارات المجلس المركزي، والتحلل من الاتفاقات المبرمة مع إسرائيل، ووقف كل أشكال التنسيق الأمني معها، مشيرا إلى أن هذه التطورات تعطي فرصة لتشكيل قيادة وطنية فلسطينية موحدة تعمل على برنامج نضالي يهدف إلى تحرير الأرض.
ويشدد القيادي الفلسطيني على أن المقاومة بكل أشكالها هي السبيل الوحيد لتحقيق التحرر الوطني، مؤكدا أن إسرائيل واهمة إذا اعتقدت أنها برفضها حل الدولتين يمكن أن تبقي الشعب الفلسطيني دون خيارات.
ويعاود البرغوثي التأكيد على أن العالم مطالب بفرض عقوبات على إسرائيل، ودعم المقاومة الفلسطينية، مؤكدا أن ميزان القوى هو الذي سيحدد مستقبل القضية الفلسطينية، وأنه من الضروري على الفلسطينيين التوحد في مواجهة الاحتلال والنظام العنصري والاستيطاني الإسرائيلي.
موقف غير واضحبدوره، أقر ستيفن هايز، الباحث في الشؤون الدولية والسياسية، بأن الموقف الأميركي غير واضح، مضيفا أن وزارة الخارجية دائما ما ترسل رسائل غير واضحة في التعبير عن موقفها تجاه مثل هذه القرارات.
ويرى هايز أن هذا الموقف غير الواضح ربما سببه مؤتمر الحزب الجمهوري، وقلق الحزب الديمقراطي بشأن مستقبل الرئاسة، مما يدفع واشنطن إلى إصدار تصريحات حذرة وغير محددة.
وأوضح أن حل الدولتين يبدو أنه انتهى، وأنه يتفق مع البرغوثي في أن هذا الحل لم يعد له مجال، لكنه يرى أن الأمر يحتاج الآن إلى مقاربة إقليمية بدعم من الولايات المتحدة، رغم صعوبة تحقيق حل الدولتين في الوقت الراهن.
وأضاف أن الزخم حاليا بجانب إسرائيل، رغم صمود المقاومة الفلسطينية، وأن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يسعى للظهور منتصرا، خاصة في ظل الأوضاع الحالية في الولايات المتحدة التي تدعم موقفه.
وأشار هايز إلى أن نتنياهو يريد ضم غزة والضفة لإسرائيل، وأن الحديث عن دولة واحدة بمختلف الأديان والشعوب قد يبدو مثاليا ولكنه غير واقعي في الوقت الحالي، مؤكدا أن إسرائيل لن تكون منفتحة على هذا الحل بسبب عدد السكان والاختلافات الثقافية.
وأقر الباحث الأميركي بأن المواجهة قد تكون هي الخيار الوحيد بعد هذا القرار، لكن ذلك قد يؤدي -حسب تقديره- إلى دمار الشعب الفلسطيني، معاودا التأكيد على ضرورة السعي لاتفاق إقليمي.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات دولة فلسطینیة حل الدولتین هذا القرار مؤکدا أن أن هذا على أن إلى أن
إقرأ أيضاً:
عوض الله: نطالب الدول بعدم التعاطي مع روايات إسرائيل بشأن المنظمات الدولية
دعا مساعد وزير الخارجية الفلسطيني لشؤون الأمم المتحدة عمر عوض الله، دول العالم إلى عدم الأخذ بالروايات الإسرائيلية التي تحاول ضرب المنظمات الدولية لتقويضها، خاصة " الأونروا " الشاهد على جرائم الاحتلال خلال القرن الماضي.
ورحب عوض الله، في حديث لإذاعة صوت فلسطين، بتبني الجمعية العامة للأمم المتحدة قرارا يطلب رأيا استشاريّا من محكمة العدل الدولية بشأن التزامات إسرائيل المُتعلقة بأنشطة الأمم المتحدة ومؤسساتها في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وقال إن القرار يدعو إسرائيل لوقف الإجراءات التي تُعيق تقديم الخدمات الأساسية والمساعدات الإنسانية للفلسطينيين التي تقدمها وكالة "الأونروا"، خاصة في قطاع غزة ، الذي يتعرض لسياسة التجويع من قبل إسرائيل.
وأضاف عوض الله أن القرار يدعو لاحترام المنظمات الدولية العاملة في الأراضي الفلسطينية، والتأكيد على أهمية عمل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين، وأن "الأونروا" غير قابلة للاستبدال، كون الوكالة لديها ولاية واضحة من قبل الجمعية العامة.
وفيما يتعلق بموقف السويد وقف تمويل وكالة "الأونروا"، اعتبر عوض الله أن القرار مؤسف وغير مقبول، وأنه تم إبلاغ السويد بأن وكالة "الأونروا" غير قابلة للاستبدال، مشيرا إلى الدور الكبير الذي لعبته السويد من خلال دعم الوكالة الأممية وترؤسها مع الأردن مؤتمرات لدعم الوكالة.
وقال: "يبدو أن هناك خطأً ما وتجري مُتابعته من خلال مراسلة الخارجية السويدية لمعرفة سبب اتخاذهم هذا القرار المفاجئ ".
المصدر : وكالة سوا