اتفق محللان سياسيان على أن قرار الكنيست الإسرائيلي رفض إقامة دولة فلسطينية ينهي عقودا من التعلق بآمال التوصل لحل الدولتين، في حين لفت أحدهما إلى أن الاحتلال أراد بعث رسائل لأطراف مختلفة من خلال هذا القرار.

وتبنى الكنيست مساء أمس الأربعاء قرارا ينص على رفض إقامة دولة فلسطينية، وذلك للمرة الأولى في تاريخه، حيث أيد القرار 68 عضوا منهم زعيم حزب "الوحدة الوطنية" الإسرائيلي  بيني غانتس ونواب حزبه، بينما عارضه 9 نواب فقط.

وقال الدكتور مصطفى البرغوثي، الأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية، إن القرار الصادر عن الكنيست غير شرعي، لأنه يأتي من طرف يمارس الاحتلال والاضطهاد والتطهير العرقي ضد الشعب الفلسطيني، وأكد أن التصويت يبرز اتفاق جميع الأحزاب الصهيونية ضد قيام دولة فلسطينية مستقلة.

وأشار البرغوثي -خلال مشاركته في برنامج "غزة.. ماذا بعد"- إلى أن المجتمع الإسرائيلي يكمل بذلك توجهه نحو الفاشية، التي ظهرت في جرائمه المرتكبة بالحرب والإبادة الجماعية التي يمارسها في قطاع غزة والتي تعد انتهاكا صارخا لحقوق الإنسان.

وأضاف أن الحركة الصهيونية تبعث من خلال هذا القرار برسائل متعددة منها رسالة واضحة للقيادة الفلسطينية بأنه لا يوجد حل وسط يمكن التوصل إليه معها، وأنه لا يوجد في الواقع معسكر سلام في إسرائيل.

وأوضح البرغوثي أن القرار يشير إلى انتهاء "وهم حل الدولتين"، وأن إسرائيل قد دفنت نهج اتفاقية أوسلو، مما يعزز فكرة أن الحقوق الفلسطينية لن تُنتزع بالتفاوض بل بالنضال والمقاومة، مشددا على ضرورة استكمال الكفاح لتحقيق الحرية.

رسائل الاحتلال

كما لفت إلى أن الاحتلال بعث بهذا القرار رسالة على الصعيد الدولي بأنه لا يعبأ بالإدانات والاستنكارات وكذلك اعترافات بعض الدول بفلسطين، مشددا على أنه لن يؤثر على إسرائيل إلا فرض عقوبات حقيقية عليها أمام هذا القرار.

وأضاف أن الموقف الأميركي بالإعلان عن "عدم السرور" بالقرار يعد "مسخرة وتواطؤا" مع إسرائيل، مشيرا إلى أن هذا الموقف يهدف للتغطية على القرار، وأن الواجب ليس فقط إدانة قرار الكنيست، وإنما كذلك التواطؤ الأميركي.

وبيّن البرغوثي أن التصويت في الكنيست يبرز وحدة الحركة الصهيونية ضد الحق الفلسطيني، مؤكدا أن هذا القرار يعزز توجه بنيامين نتنياهو نحو نسف أي إمكانية لقيام دولة فلسطينية، مما يترك للشعب الفلسطيني خيارا واحدا وهو المقاومة والنضال.

ويرى البرغوثي أنه لم يعد أمام القيادة الفلسطينية إلا تنفيذ قرارات المجلس المركزي، والتحلل من الاتفاقات المبرمة مع إسرائيل، ووقف كل أشكال التنسيق الأمني معها، مشيرا إلى أن هذه التطورات تعطي فرصة لتشكيل قيادة وطنية فلسطينية موحدة تعمل على برنامج نضالي يهدف إلى تحرير الأرض.

ويشدد القيادي الفلسطيني على أن المقاومة بكل أشكالها هي السبيل الوحيد لتحقيق التحرر الوطني، مؤكدا أن إسرائيل واهمة إذا اعتقدت أنها برفضها حل الدولتين يمكن أن تبقي الشعب الفلسطيني دون خيارات.

ويعاود البرغوثي التأكيد على أن العالم مطالب بفرض عقوبات على إسرائيل، ودعم المقاومة الفلسطينية، مؤكدا أن ميزان القوى هو الذي سيحدد مستقبل القضية الفلسطينية، وأنه من الضروري على الفلسطينيين التوحد في مواجهة الاحتلال والنظام العنصري والاستيطاني الإسرائيلي.

موقف غير واضح

بدوره، أقر ستيفن هايز، الباحث في الشؤون الدولية والسياسية، بأن الموقف الأميركي غير واضح، مضيفا أن وزارة الخارجية دائما ما ترسل رسائل غير واضحة في التعبير عن موقفها تجاه مثل هذه القرارات.

ويرى هايز أن هذا الموقف غير الواضح ربما سببه مؤتمر الحزب الجمهوري، وقلق الحزب الديمقراطي بشأن مستقبل الرئاسة، مما يدفع واشنطن إلى إصدار تصريحات حذرة وغير محددة.

وأوضح أن حل الدولتين يبدو أنه انتهى، وأنه يتفق مع البرغوثي في أن هذا الحل لم يعد له مجال، لكنه يرى أن الأمر يحتاج الآن إلى مقاربة إقليمية بدعم من الولايات المتحدة، رغم صعوبة تحقيق حل الدولتين في الوقت الراهن.

وأضاف أن الزخم حاليا بجانب إسرائيل، رغم صمود المقاومة الفلسطينية، وأن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يسعى للظهور منتصرا، خاصة في ظل الأوضاع الحالية في الولايات المتحدة التي تدعم موقفه.

وأشار هايز إلى أن نتنياهو يريد ضم غزة والضفة لإسرائيل، وأن الحديث عن دولة واحدة بمختلف الأديان والشعوب قد يبدو مثاليا ولكنه غير واقعي في الوقت الحالي، مؤكدا أن إسرائيل لن تكون منفتحة على هذا الحل بسبب عدد السكان والاختلافات الثقافية.

وأقر الباحث الأميركي بأن المواجهة قد تكون هي الخيار الوحيد بعد هذا القرار، لكن ذلك قد يؤدي -حسب تقديره- إلى دمار الشعب الفلسطيني، معاودا التأكيد على ضرورة السعي لاتفاق إقليمي.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات دولة فلسطینیة حل الدولتین هذا القرار مؤکدا أن أن هذا على أن إلى أن

إقرأ أيضاً:

الهباش: الاحتلال يريد تغيير الوضع القائم في الضفة وتقويض السلطة الفلسطينية

قال الدكتور محمود الهباش مستشار الرئيس الفلسطيني، إن الاحتلال الإسرائيلي دمر قطاع غزة بشكل شبه كامل، ويريد الانتقال بنفس آليات التدمير للضفة الغربية، بهدف تغيير الوضع القائم إلى ما هو أسوأ وتقويض السلطة الفلسطينية وتصفية القضية كليًا.

وأضاف الهباش، خلال تصريح لقناة "الحرة" الأمريكية اليوم /السبت/، أن الشعب الفلسطيني يتعرض لحرب شاملة من قبل الاحتلال الإسرائيلي، قائلا: "نحن جميعا نواجه خطرًا واحدًا ويجب التصدي للعدوان الإسرائيلي سياسيًا وقانونيًا وإعلاميًا وميدانيًا من خلال المقاومة الشعبية".

وتابع: إننا لا نزال نواجه الاحتلال على الصعيد القانوني وسنستمر في دعم شعبنا، مذكرًا بأن كل برنامج رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يقوم على رفض وجود سلطة فلسطينية.

اقرأ أيضاًالهباش: إسرائيل ماضية في مخططها لاحتلال غزة وتهجير المواطنين من القطاع

الهباش: الشعب الفلسطيني يدفع الثمن الباهظ في حرب الإبادة بـ غزة

الهباش: إسرائيل كانت تعيش حالة غليان داخلي بسبب الهدوء الذي يسود البلدان العربية (فيديو)

مقالات مشابهة

  • أستاذ علوم سياسية: إسرائيل تريد حسم الملف الفلسطيني بأكمله
  • الهباش: الاحتلال يريد تغيير الوضع القائم في الضفة وتقويض السلطة الفلسطينية
  • "فلسطين للأمن القومي": إسرائيل تتبع سياسة التدمير البشري لتهجير الفلسطينيين
  • «الإصلاح والنهضة»: رسائل السيسي بشأن فلسطين روشتة لعلاج مشكلات المنطقة
  • البرغوثي: التوغل في جنين وطولكرم يكشف عن سعي إسرائيل إلى ضم الضفة
  • السفير الفلسطيني بمصر: إسرائيل تتجاهل حق شعبنا في تقرير مصيره
  • فريدة الشوباشي: مصر ساعدت الفلسطينيين.. ولولاها لنفذت إسرائيل مخطط التهجير
  • باحث سياسي: إسرائيل تطبق سياسة التهجير على الشعب الفلسطيني في الضفة
  • تسارعت مؤخرا.. ما أهداف تحركات إسرائيل العسكرية بغزة والضفة؟
  • رمزي عودة: جيش الاحتلال يتغول في غزة لإفشال مشروع الدولة الفلسطينية