قال جون كيربي، المتحدث باسم البيت الأبيض، يوم الخميس إن الولايات المتحدة لا تزال تشعر بقلق عميق إزاء الصراع المستعر في السودان وتدين بشكل لا لبس فيه الضالعين فيه.

وأضاف أن أكثر من 25 مليون شخص يواجهون مستويات غير مقبولة من انعدام الأمن الغذائي، كما تواجه البلاد كلها تقريبا أعمال عنف.

ومضى قائلا إن الولايات المتحدة تدعو المقاتلين إلى وقف الهجمات على المدنيين الأبرياء والسماح بوصول المساعدات الإنسانية.

ويشهد السودان قتالا عنيفا بين الجيش وقوات الدعم السريع منذ منتصف أبريل 2023 بسبب خلافات سياسية وأمنية، أسفر عن نحو 13 ألفا و900 قتيل وأكثر من 8 ملايين نازح ولاجئ، ووضع إنساني مترد، حسب الأمم المتحدة

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: الولايات المتحدة خلاف مستوى هجمات الأب خلافات متحدث البيت الأبيض السودان متحدث بإسم

إقرأ أيضاً:

هل “دنا” عذاب السودان من روسيا والامريكان ؟

بشير عبدالقادر

ما ان استلم نظام الانقاذ في السودان الحكم في العام 1989م، الا واستعجل في رفع شعار "امريكا وروسيا دنا عذابها"!!! على اعتقاد ان استعداء تلك القوتين العظمتين يمكن ان يكون من ضمن الغايات الاستراتيجية التي ستقود لأن يتوحد الشعب خلف نظام الانقاذ، وقد تأسى نظام في تلك الخطة بالنظام الإيراني!
كانت القوتين العظمتين روسيا وامريكا تعلمان بمقدرتهما على محاصرة نظام الإنقاذ واسقاطه بكل سهولة عبر آلياتهم العديدة والمتنوعة في وقت وجيز، ولكنهم فضلوا ابتزاز نظام الإنقاذ وتركه للتأكل الداخلي حتى يسقط وحده بعد ان يحقق لهم أهدافهم بصورة مباشرة او عير مباشرة!!!
فقامت الولايات المتحدة بضرب مصنع الشفاء في العام 1998م بحجة ان مالكه هو أسامة بن لادن وانه مصنع كيماوي وليس مصنع للدواء! وفي 1992م بواسطة الولايات المتحدة تم إدراج السودان على لائحة الدول الراعية للإرهاب واستمر الامر خلال 27 عاما، وفرض على السودان حصار اقتصادي مباشر مما أدى لحرمانه من أي إمكانية لتعاون اقتصادي كبير مع معظم دول العالم وبالتالي عدم قيام تنمية حقيقية!!! واستمرت الولايات المتحدة في ابتزاز نظام الإنقاذ بتهمة انه يمثل تهديدا للمصالح الامريكية وقد قالها مسؤول أمريكي على أيام الوزيرة اولبرايت فقال "السودان تعتبر الدولة الأفريقية الوحيدة التي تشكل تهديد للمصالح الامريكية"، ودعمت الولايات المتحدة الحركة الشعبية لتحرير السودان و"ضخمت" الولايات المتحدة أزمة دارفور لإجبار نظام الإنقاذ على قبول كل الاتفاقيات التي قادت لانفصال جنوب السودان.
بالطبع استقلت روسيا الاتحادية تدهور العلاقات السودانية الامريكية لتطوير علاقتها مع السودان، فزار وزيري الخارجية مصطفي عثمان موسكو في نوفمبر 2001م، ثم لام أكول في شهر مايو 2006م، وفي شهر يوليو 2004م زارها رئيس الجمعية الوطنية السودانية أحمد إبراهيم الطاهر وركزت روسيا على تسليح السودان ولا سيما في مجال الطيران الحربي، ويلاحظ ان معظم تلك الطائرات سقطت اثناء الطيران!!!- وانها لم تستخدم سوى في الحرب في مناطق جبال النوبة والنيل الأزرق!!!، وبجانب استنزاف كثير من المواد الخام السودانية بما فيها الذهب، سعت روسيا ومازالت تبحث لإيجاد موطئ قدم لها على البحر الأحمر ببناء قاعدة عسكرية روسية في السودان! خاصو وأنها تعتبر السودان معبر لها للسيطرة على وسط افريقيا بكل خيراته من المواد الأولية كاليورانيوم والذهب وغيرها!
كان على نظام الإنقاذ بعد إدراكه للنتائج الكارثية لشعاراته المعادية لأمريكا وروسيا أن يعمل على كسب عطف الدول العربية والإسلامية وقبلها دول الجوارالافريقي، ولكنه بدلا عن ذلك قام بإشعال العداء مع مصر من خلال محاولة اغتيال الرئيس حسني مبارك، وعادى ليبيا، وساند ارتريا في حربها مع اثيوبيا وتدخل في الشؤون السياسية لدولة تشاد لتبديل الرؤساء فيها، ودعم جيش الرب ضد الحكومة اليوغندية، وحاول التدخل في افريقيا الوسطى!
كذلك كان على نظام الإنقاذ ان بعمل على توحيد الجبهة الداخلية والتفاف الشعب حوله من خلال سياسات تعمل على تقوية النسيج الاجتماعي وتوحيد الشعب ونزول قادة نظام الإنقاذ للعيش وسط الشعب ومشاورة الشعب من خلال توسيع دائرة المشاركة في الحكم وإطلاق الحريات.
لكن على النقيض تماما بدل أن يعمل نظام الانقاذ من خلال سياسته الداخلية على توحيد الصف الداخلي للشعب، قام باستعداء الكثير من فصائل الشعب السوداني من خلال فصل مئات الآلاف من العمال والموظفين والاطر في كل مؤسسات الدولة بما فيها القوات المسلحة العسكرية والقوات النظامية الاخرى. ولجئ النظام في تعامله مع الشعب الى العنف والبطش بواسطة أجهزته الامنية حيث فتحت السجون الرسمية وغير الرسمية او ما عرف ببيوت الاشباح ومورس تعذيب المواطنين المعارضين أو حتى غير الموالين للنظام حتى الموت، ومن ذلك قتل الطبيب علي فضل بغرس مسمار في راسه، وتم إعدام المتهمين بتجارة العملة، واعدام المتهمين بمحاولة الانقلاب على نظام الانقاذ او ما عرف بضباط انقلاب شهر رمضان، وغيرها من الاف الجرائم الاستبدادية التي لم تنشر الا بعد سقوط نظام الإنقاذ.
اذن تبادلت القوتان العظمتان الولايات المتحدة الامريكية وروسيا الأدوار في تناغم غير معلن لإخضاع نظام الإنقاذ وابتزازه والعمل على تأكله الداخلي وسرقة خيرات السودان دون أي تكلفة مالية تذكر!
ان كل الحكومات التي ستأتي في السودان في المستقبل القريب ستعاني اول ما تعاني من تفكك النسيج الاجتماعي وزيادة النعرة القبلية التي قد تقود الى تفكك السودان الى دويلات ضعيفة!
وستعاني الحكومات القادمة من التركة المثقلة من الديون والخراب في البنية التحتية والاقتصاد الذي تسبب فيه نظام الانقاذ بسياساته الرعناء ولا سيما عدواته للدول الخارجية التي قادت الى انتحاره البطيء.
إن خارطة الطريق السياسية للحكومات القادمة للإفلات من الاستعمار الاقتصادي الأمريكي الروسي يجب ان تركز على سياسة توحيد الصف الداخلي ولا سيما من خلال التعليم والفيدرالية الإيجابية، ثم التصالح مع كل دول الجوار أولا والتعاون الاقتصادي مع الدول العربية والإسلامية وإيجاد علاقات متوازنة مع القوى السياسية والاقتصادية العظمى أي الولايات المتحدة الامريكية وروسيا والصين ودول الوحدة الاوربية.

abdelgadir@hotmail.com

   

مقالات مشابهة

  • الكرملين: الولايات المتحدة متورطة بشكل مباشر في الصراع الدائر حول أوكرانيا
  • هل “دنا” عذاب السودان من روسيا والامريكان ؟
  • البيت الأبيض: العثور على 6 جثث لمحتجزين في غزة بينهم أمريكي
  • عاجل:- العثور على جثث محتجزين بينهم أمريكي في نفق برفح
  • البيت الأبيض يعلن تفاصيل جديدة حول العثور على جثث رهائن في رفح "تفاصيل عاجلة"
  • البيت الأبيض: القوات الإسرائيلية تعثر على 6 جثث لمحتجزين لدى حماس بينهم أمريكي
  • الإمارات توقع اتفاقية مع اليونيسيف لدعم الجهود الإنسانية في السودان وجنوب السودان
  • الصين توجه تحذيرا لأميركا بشأن وضع تايوان
  • ريابكوف: موسكو تشعر بقلق عميق إزاء مسار التصعيد المستمر الذي تنتهجه واشنطن
  • البيت الأبيض يدافع عن الميناء العائم لإيصال مساعدات إلى غزة