لماذا لا يفرج النظام السعودي عن معتقلي حماس بالمملكة؟
تاريخ النشر: 19th, July 2024 GMT
يمانيون – متابعات
تواصل المملكة العربية السعودية احتجاز عدد من المنتمين إلى حركة المقاومة الإسلامية حماس في معتقلاتها، وترفض الإفراج عنهم.
ويأتي هذا الإجراء، في ظل التصنيف الأمريكي والغربي لحركات المقاومة في المنطقة “بالإرهاب”، مقابل غض الطرف عن جرائم الكيان الصهيوني، بل والقيام بحملات إعلامية تجمل صورته القبيحة.
وفي هذا الشأن يقول ممثل حركة الجهاد الاسلامي بصنعاء أحمد بركة: “نحن لا نستغرب من أي تصنيف سواء كان من الغرب، أو الشرق، لأن المقاومة استطاعت فضح كل المؤامرات التي تحاك ضد المنطقة من قبل أمريكا والغرب، ويساعدها في ذلك مجرمي بعض الأنظمة المحسوبة ظلماً على العروبة والاسلام.
ويضيف: ” عندما ظن الاحتلال الصهيوني أن خططه التي يمارسها لتدجين المنطقة تحت مسمى اتفاقيات السلام تسير بخطى متسارعة، خرجت غزة من بين ركام العدوان الصهيوني والحصار المستمر، وقالت كلمتها، وأشعلت نار الحرية والتحرر من خلال معركة “طوفان الأقصى”، ومعها ساحات الاسناد في اليمن ولبنان والعراق، وشكلت حجر عثرة في طريق ابتلاع الكيان الصهيوني للمنطقة، وهذا ما يفسر حجم الاجرام في التعامل مع غزة من كيان العدو، ودول الاستعمار الغربي القديم الحديث، بل ومن الدول والأنظمة العربية المهانة والعميلة.
ويرى أن المقاومة في غزة والضفة وكل محور المقاومة ستظل “مجرمة” و “إرهابية” في أعين كل دول الظلم والاستكبار، وهذه شهادة فخر وعز لنا أن نكون ارهابيين في نظر المجرمين، لكننا في الحقيقة أصحاب حق ودين وكرامة في نظر الله عز وجل وفي نظر كل الأحرار وهذا يكفينا، وفق بركة.
وعن رفض النظام السعودي لعرض السيد القائد -يحفظه الله- بالإفراج عن طياريه مقابل أسرى حماس، يقول أحمد بركة ممثل حركة الجهاد الإسلامي: “للأسف النظام السعودي لا يمتلك من أمره شيئاً، فهو نظام وظيفي يتم التخطيط لخطواته من قبل محور الشر الصهيوني الأمريكي، ولا يمتلك قرارات يمكن أن تصب في مصلحة العروبة والإسلام، مؤكداً أن النظام السعودي عندما خاض حرباً وعدواناً، ظالمة على الشعب اليمني المسالم، كان بأمر من الإدارة الأمريكية، لذلك فسماحة السيد القائد عبد الملك الحوثي – يحفظه الله- في كل خطاباته يوجه كلماته للعدوان الأمريكي والصهيوني، وعندما قررت القوات المسلحة مواجهة قوى الشر والاستكبار في المنطقة، وبتوجيه من السيد القائد، وبدعم شعبي كبير، قامت بمواجهة الأمريكي والبريطاني والصهيوني أولاً؛ لأن القيادة تعلم أن الذيل سيسقط حتماً بسقوط الرأس.
ويوضح أن كل الإجراءات والخطوات التي اتخذتها السعودية ضد الشعب اليمني، بالتزامن مع معركة طوفان الأقصى، ما هي إلا دفاعاً عن أمريكا والاحتلال ومحورها، وهذا يؤكد مدى الارتباط السعودي بالغرب، لذلك لا غرابة في رفض السعودي للمبادرة التي أعلنها السيد القائد، والمتمثلة في إطلاق سراح أسرى حماس المعتقلين في سجونه، مقابل الافراج عن طياريه السعوديين، الأسرى لدى صنعاء، ولهذا فأن أمريكا وإسرائيل أهم عند النظام السعودي من حرية أبنائه، منوهاً إلى أنها العمالة للغرب على حساب كل المقدسات.
ويرى بركة أن معركة طوفان الأقصى، كانت فاضحة لكل مؤامرات الأعداء وعمالة بعض الأنظمة المحسوبة على العروبة والإسلام، وستكون بعون الله المسمار الأخير في نعش كل الهيمنة الأمريكية والإسرائيلية، وتطهير المنطقة من الاحتلال الأمريكي الغربي، وهذا يكون بقيادة السيد القائد – يحفظه الله – وتحت إدارته.
عوامل سياسية واستراتيجية:
وفي السياق يقول الصحفي والمحلل السياسي يحيى محمد الشرفي إن تصنيف الأنظمة الغربية وبعض الأنظمة العربية لحركات المقاومة ضد كيان الاحتلال الإسرائيلي كحركات “إرهابية” يعود إلى مجموعة من العوامل السياسية والاستراتيجية، منها أن الكثير من الدول الغربية والعربية المطبعة تربطها علاقات قوية مع كيان العدو الإسرائيلي، سواء كانت هذه العلاقات اقتصادية أو عسكرية أو دبلوماسية أو علاقات وظيفية، بحيث تؤدي بعض الدول وخصوصاً العربية أدواراً وظيفية لمصلحة الكيان الإسرائيلي، بناء على توجيهات أمريكية مباشرة لهذه الأنظمة والدول.
ويضيف أن الولايات المتحدة تعمل على جعل كيان الاحتلال هو الطرف الإقليمي القائد للمنطقة، وقائداً للدول الأخرى المطبعة معه، وترى أن الاعتراف بحركات المقاومة ضد الاحتلال يمنحها مشروعية البقاء، وبقاء المقاومة يعني تهديداً لاستمرار العلاقات بين الكيان والدول المطبعة، وتهديداً لتحقيق مصالح الكيان في المنطقة، ولذلك وجهت واشنطن الدول المطبعة مع الكيان لتصنيف حركات المقاومة كحركات إرهابية.
ويوضح الشرفي أن الدول العميلة لأمريكا وكيان العدو الإسرائيلي في المنطقة، تحاول تقديم حركات المقاومة ضد الاحتلال الصهيوني على أنها مصدر قلق وتهديد للأمن القومي الإقليمي، بينما لا ترى في إسرائيل رغم أنه كيان أجنبي محتل، ومغتصب لأرض عربية بأنه مهدد للاستقرار والأمن القومي للمنطقة، وهذا يضعنا أمام حقيقة أن هذه الدول عبارة عن أنظمة صهيونية لأنها تحصر مصدر القلق في حركات المقاومة صاحبة الحق، ولا تطبق الأمر ذاته على الكيان المحتل الغاصب ومرتكب الجرائم الإنسانية.
ويتطرق المحلل السياسي الشرفي الى وسائل الاعلام الغربية قائلاً: “الإعلام الغربي والعربي يلعبان دورًا كبيرًا في تشكيل الرأي العام والسياسات الحكومية، حيث يقومان بتصوير حركات المقاومة كإرهابية، وهذا يساعد في تشكيل صورة سلبية عنها وعن أنشطتها، مما يسهل على الحكومات تبرير سياساتها تجاه هذه الحركات”.
ويؤكد أن العديد من الدول الغربية أو العربية تتعرض لضغوط من قبل الولايات المتحدة والكيان الصهيوني لتصنيف حركات المقاومة كإرهابية، وهذه الضغوط قد تكون اقتصادية أو سياسية أو دبلوماسية، ومع ذلك فهذا ليس مبرراً خاصة لبعض الأنظمة العربية، لأن تصنف حركات المقاومة كإرهابية، كما أنه ولاعتبارات داخلية، بعض الأنظمة العربية تستخدم تصنيف حركات المقاومة كإرهابية كوسيلة لتبرير قمعها للمعارضة الداخلية، أو للحركات الإسلامية داخل بلدانها، بهدف تعزيز قبضتها على السلطة وتحقيق الديكتاتورية في السلطة والحكم.
وفي المجمل، وبحسب الشرفي فان تصنيف حركات المقاومة ضد الاحتلال الإسرائيلي كإرهابية يخدم مجموعة من المصالح السياسية والاستراتيجية لكيان العدو الإسرائيلي والولايات المتحدة والقوى الغربية الأخرى الداعمة للكيان، لأن هذا التصنيف يساعد الكيان وداعميه في تحقيق أهداف متعددة على المستوى الدولي والإقليمي والداخلي للكيان وللأنظمة المحيطة التابعة له وللغرب.
أما بالنسبة لرفض النظام السعودي عرض السيد القائد بالإفراج عن الطيارين السعوديين الأسرى لدى صنعاء مقابل إطلاق النظام سراح المعتقلين من حماس لديه، ويوضح المحلل الساسي يحيى الشرفي، أن ذلك يعود لكون السعودية تعتبر حركة حماس المقاومة لكيان الاحتلال الصهيوني “حركة إرهابية” وهي تتبع في ذلك موقف الولايات المتحدة وكيان العدو، وقبول العرض قد يؤثر سلباً على علاقات نظام آل سعود مع الكيان وأمريكا، وسيعتبر هزيمة ووصمة عار بالنسبة للنظام السعودي الذي يعتقل مقاومين فلسطينيين بناء على توجيهات أمريكية وإسرائيلية، والافراج عنهم سيمثل انتصاراً للمقاومة ولليمن أيضاً بوجه السعودية والتحالف الصهيوني الغربي العربي المطبع.
– المسيرة نت: عباس القاعدي
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: الأنظمة العربیة النظام السعودی السید القائد بعض الأنظمة فی المنطقة کیان العدو
إقرأ أيضاً:
يا شعبنا المعلم: أشعلت ديسمبر ضد الظلاميين ضد الحرامية!
بالأمس وجدت نفسي في الشارع اردد دون وعي: الفيك محرية أشعلت ديسمبر ضد الظلاميين ضد الحرامية!
يا لعبقرية شعارات اختصرت المسيرة الاجرامية الفاسدة في كلمتين!
ثورة تليق بهذا الشعب العظيم الذي فجّر خلال حوالي نصف قرن ثلاث ثورات، شهدت على عظمته وعبقريته وحبه للحرية وكراهيته للظلم والاستبداد.
النظام الكيزاني الذي عرف بالإنقاذ وهو لم ينقذ سوى حزبه ومنسوبيه تاركا الوطن تتقاذفه اعاصير الفتن والحروب التي أوجد ورعى أسبابها. النظام الكيزاني الذي استمر حتى الساعة بعد ان قام بتغيير جلده عدة مرات، ليختبئ أحيانا خلف ظهر اللجنة الأمنية، او من خلف ظهر حكومة الأمر الواقع بعد انقلاب 2021. ورغم قسوة الأنظمة العسكرية بصفة عامة الا ان النظام الكيزاني كان يمثل ذروة سنام إجرام تلك الأنظمة، نظام نشأ من اكذوبة اذهب الى القصر رئيسا واذهب الى السجن حبيسا، ثم تناسلت الأكاذيب حتى غطت وجه النظام الفاسد كله.
قاموا بتفكيك كل شيء، أملا في (إعادة صياغة الانسان السوداني)، أملا في تدجينه وطمس هويته وحبه للحرية ورفضه للاستبداد والاستعباد، أملا في شغله بهمومه الشخصية وابعاده عن الهم العام والانشغال بقضية وطنه وأبناء وطنه.
فحرموه من كل حقوقه، من حقه في تعليم أبنائه وعلاجهم، الامر الذي كانت تكفله الدولة قبل نظامهم رغم مواردها المحدودة. وصادروا حريته ودمروا كل مؤسسات الدولة التي تقدم له الخدمات الضرورية. وكان لديهم دائما ذريعة جاهزة: (دول الاستكبار تستهدفنا! الحصار، لأننا نتبنى نهج الإسلام تحاربنا الدول الكبرى!) والدين كان مجرد ستار يرفعونه ويخبئون من خلفه اجرامهم وسرقاتهم ونهبهم لموارد الوطن وتفريطهم في ترابه، وغمطهم لحقوق اهله.
تحول النظام الى مجموعة أجهزة أمنية خرجت من رحم التنظيم، بدلا من ان تشيع تلك الأجهزة الأمان، تحولت الى عصابات جريمة منظمة تتاجر في كل شيء يُحرّمه القانون، وتمارس كل أنواع الانتهاكات من تعذيب واغتصاب وقتل خارج نطاق القانون، وتمددت سلطاتها حتى ابتلعت الدولة كلها.
تطاول ليل ظلمهم حتى يئس الناس من إمكانية التغيير، وركن البعض الى مهادنة النظام الذي سعى للاستفادة من ارث كل الأنظمة القمعية ليبقى في السلطة الى الأبد، وصدقوا اكذوبتهم ان نظامهم هو دولة إسلامية يستحيل سقوطها! لكن الأجيال الجديدة استطاعت ان تصنع التغيير وتفجر الثورة التي زلزلت الكيان المنخور بالفساد.
حين شعرت أجهزة النظام الأمنية أنّ النهاية تقترب بدأت في الاستعداد لوراثة الثورة، بزرع بعض عناصرها، في خطتهم للإنحناء امام عاصفة الغضب الشعبي، بل ومحاولة استغلال الثورة للتخلص من بعض رموز النظام الذين يعوقون تنظيف وجه التنظيم الاجرامي لدى المجتمع الدولي والمؤسسات المالية الدولية.
ارتكبت قوى الحرية والتغيير الخطأ القاتل حين فاوضت العسكر وقبلت بوجودهم بعد جريمة فض الاعتصام التي خطط لها النظام القديم ونفذها بأجهزته الأمنية وميليشياته انتقاما من الثوار الذين مرغوا بكرامته (ان كانت لديه كرامة) الأرض.
سمح ذلك للثورة المضادة بالعمل من خلف ظهر اللجنة الأمنية لإعاقة كل جهود اصلاح الاقتصاد، ورفع الأنقاض التي تعوق استعادة الدولة للمسار الطبيعي.
وحين تبدى إصرار الحكومة المدنية على فتح ملفات فساد واجرام العهد البائد، كان الانقلاب وحين فشل الانقلاب كانت الحرب التي يدفع ثمن تكلفتها الباهظة المواطن من دمه وماله ومستقبل اطفاله.
انها الكارثة التي حلّت بهذه البلاد منذ أكثر من ثلاثة عقود ولا تزال تداعياتها تثقل كاهل هذا الوطن وتهدد بمزيد من التشظي.
لكن ديسمبر تبقى في قلوب شعبنا، نورا تضئ للأجيال طريق الحرية والكرامة، ترياقا ضد مؤامرات التنظيم الكيزاني الاجرامي، وراية تخفق في وجوه الطغاة الذين لا يتعلمون من دروس التاريخ.
أحمد الملك
ortoot@gmail.com