يمانيون – متابعات
تواصل المملكة العربية السعودية احتجاز عدد من المنتمين إلى حركة المقاومة الإسلامية حماس في معتقلاتها، وترفض الإفراج عنهم.

ويأتي هذا الإجراء، في ظل التصنيف الأمريكي والغربي لحركات المقاومة في المنطقة “بالإرهاب”، مقابل غض الطرف عن جرائم الكيان الصهيوني، بل والقيام بحملات إعلامية تجمل صورته القبيحة.

وفي هذا الشأن يقول ممثل حركة الجهاد الاسلامي بصنعاء أحمد بركة: “نحن لا نستغرب من أي تصنيف سواء كان من الغرب، أو الشرق، لأن المقاومة استطاعت فضح كل المؤامرات التي تحاك ضد المنطقة من قبل أمريكا والغرب، ويساعدها في ذلك مجرمي بعض الأنظمة المحسوبة ظلماً على العروبة والاسلام.

ويضيف: ” عندما ظن الاحتلال الصهيوني أن خططه التي يمارسها لتدجين المنطقة تحت مسمى اتفاقيات السلام تسير بخطى متسارعة، خرجت غزة من بين ركام العدوان الصهيوني والحصار المستمر، وقالت كلمتها، وأشعلت نار الحرية والتحرر من خلال معركة “طوفان الأقصى”، ومعها ساحات الاسناد في اليمن ولبنان والعراق، وشكلت حجر عثرة في طريق ابتلاع الكيان الصهيوني للمنطقة، وهذا ما يفسر حجم الاجرام في التعامل مع غزة من كيان العدو، ودول الاستعمار الغربي القديم الحديث، بل ومن الدول والأنظمة العربية المهانة والعميلة.

ويرى أن المقاومة في غزة والضفة وكل محور المقاومة ستظل “مجرمة” و “إرهابية” في أعين كل دول الظلم والاستكبار، وهذه شهادة فخر وعز لنا أن نكون ارهابيين في نظر المجرمين، لكننا في الحقيقة أصحاب حق ودين وكرامة في نظر الله عز وجل وفي نظر كل الأحرار وهذا يكفينا، وفق بركة.

وعن رفض النظام السعودي لعرض السيد القائد -يحفظه الله- بالإفراج عن طياريه مقابل أسرى حماس، يقول أحمد بركة ممثل حركة الجهاد الإسلامي: “للأسف النظام السعودي لا يمتلك من أمره شيئاً، فهو نظام وظيفي يتم التخطيط لخطواته من قبل محور الشر الصهيوني الأمريكي، ولا يمتلك قرارات يمكن أن تصب في مصلحة العروبة والإسلام، مؤكداً أن النظام السعودي عندما خاض حرباً وعدواناً، ظالمة على الشعب اليمني المسالم، كان بأمر من الإدارة الأمريكية، لذلك فسماحة السيد القائد عبد الملك الحوثي – يحفظه الله- في كل خطاباته يوجه كلماته للعدوان الأمريكي والصهيوني، وعندما قررت القوات المسلحة مواجهة قوى الشر والاستكبار في المنطقة، وبتوجيه من السيد القائد، وبدعم شعبي كبير، قامت بمواجهة الأمريكي والبريطاني والصهيوني أولاً؛ لأن القيادة تعلم أن الذيل سيسقط حتماً بسقوط الرأس.

ويوضح أن كل الإجراءات والخطوات التي اتخذتها السعودية ضد الشعب اليمني، بالتزامن مع معركة طوفان الأقصى، ما هي إلا دفاعاً عن أمريكا والاحتلال ومحورها، وهذا يؤكد مدى الارتباط السعودي بالغرب، لذلك لا غرابة في رفض السعودي للمبادرة التي أعلنها السيد القائد، والمتمثلة في إطلاق سراح أسرى حماس المعتقلين في سجونه، مقابل الافراج عن طياريه السعوديين، الأسرى لدى صنعاء، ولهذا فأن أمريكا وإسرائيل أهم عند النظام السعودي من حرية أبنائه، منوهاً إلى أنها العمالة للغرب على حساب كل المقدسات.

ويرى بركة أن معركة طوفان الأقصى، كانت فاضحة لكل مؤامرات الأعداء وعمالة بعض الأنظمة المحسوبة على العروبة والإسلام، وستكون بعون الله المسمار الأخير في نعش كل الهيمنة الأمريكية والإسرائيلية، وتطهير المنطقة من الاحتلال الأمريكي الغربي، وهذا يكون بقيادة السيد القائد – يحفظه الله – وتحت إدارته.

عوامل سياسية واستراتيجية:

وفي السياق يقول الصحفي والمحلل السياسي يحيى محمد الشرفي إن تصنيف الأنظمة الغربية وبعض الأنظمة العربية لحركات المقاومة ضد كيان الاحتلال الإسرائيلي كحركات “إرهابية” يعود إلى مجموعة من العوامل السياسية والاستراتيجية، منها أن الكثير من الدول الغربية والعربية المطبعة تربطها علاقات قوية مع كيان العدو الإسرائيلي، سواء كانت هذه العلاقات اقتصادية أو عسكرية أو دبلوماسية أو علاقات وظيفية، بحيث تؤدي بعض الدول وخصوصاً العربية أدواراً وظيفية لمصلحة الكيان الإسرائيلي، بناء على توجيهات أمريكية مباشرة لهذه الأنظمة والدول.

ويضيف أن الولايات المتحدة تعمل على جعل كيان الاحتلال هو الطرف الإقليمي القائد للمنطقة، وقائداً للدول الأخرى المطبعة معه، وترى أن الاعتراف بحركات المقاومة ضد الاحتلال يمنحها مشروعية البقاء، وبقاء المقاومة يعني تهديداً لاستمرار العلاقات بين الكيان والدول المطبعة، وتهديداً لتحقيق مصالح الكيان في المنطقة، ولذلك وجهت واشنطن الدول المطبعة مع الكيان لتصنيف حركات المقاومة كحركات إرهابية.

ويوضح الشرفي أن الدول العميلة لأمريكا وكيان العدو الإسرائيلي في المنطقة، تحاول تقديم حركات المقاومة ضد الاحتلال الصهيوني على أنها مصدر قلق وتهديد للأمن القومي الإقليمي، بينما لا ترى في إسرائيل رغم أنه كيان أجنبي محتل، ومغتصب لأرض عربية بأنه مهدد للاستقرار والأمن القومي للمنطقة، وهذا يضعنا أمام حقيقة أن هذه الدول عبارة عن أنظمة صهيونية لأنها تحصر مصدر القلق في حركات المقاومة صاحبة الحق، ولا تطبق الأمر ذاته على الكيان المحتل الغاصب ومرتكب الجرائم الإنسانية.

ويتطرق المحلل السياسي الشرفي الى وسائل الاعلام الغربية قائلاً: “الإعلام الغربي والعربي يلعبان دورًا كبيرًا في تشكيل الرأي العام والسياسات الحكومية، حيث يقومان بتصوير حركات المقاومة كإرهابية، وهذا يساعد في تشكيل صورة سلبية عنها وعن أنشطتها، مما يسهل على الحكومات تبرير سياساتها تجاه هذه الحركات”.

ويؤكد أن العديد من الدول الغربية أو العربية تتعرض لضغوط من قبل الولايات المتحدة والكيان الصهيوني لتصنيف حركات المقاومة كإرهابية، وهذه الضغوط قد تكون اقتصادية أو سياسية أو دبلوماسية، ومع ذلك فهذا ليس مبرراً خاصة لبعض الأنظمة العربية، لأن تصنف حركات المقاومة كإرهابية، كما أنه ولاعتبارات داخلية، بعض الأنظمة العربية تستخدم تصنيف حركات المقاومة كإرهابية كوسيلة لتبرير قمعها للمعارضة الداخلية، أو للحركات الإسلامية داخل بلدانها، بهدف تعزيز قبضتها على السلطة وتحقيق الديكتاتورية في السلطة والحكم.

وفي المجمل، وبحسب الشرفي فان تصنيف حركات المقاومة ضد الاحتلال الإسرائيلي كإرهابية يخدم مجموعة من المصالح السياسية والاستراتيجية لكيان العدو الإسرائيلي والولايات المتحدة والقوى الغربية الأخرى الداعمة للكيان، لأن هذا التصنيف يساعد الكيان وداعميه في تحقيق أهداف متعددة على المستوى الدولي والإقليمي والداخلي للكيان وللأنظمة المحيطة التابعة له وللغرب.

أما بالنسبة لرفض النظام السعودي عرض السيد القائد بالإفراج عن الطيارين السعوديين الأسرى لدى صنعاء مقابل إطلاق النظام سراح المعتقلين من حماس لديه، ويوضح المحلل الساسي يحيى الشرفي، أن ذلك يعود لكون السعودية تعتبر حركة حماس المقاومة لكيان الاحتلال الصهيوني “حركة إرهابية” وهي تتبع في ذلك موقف الولايات المتحدة وكيان العدو، وقبول العرض قد يؤثر سلباً على علاقات نظام آل سعود مع الكيان وأمريكا، وسيعتبر هزيمة ووصمة عار بالنسبة للنظام السعودي الذي يعتقل مقاومين فلسطينيين بناء على توجيهات أمريكية وإسرائيلية، والافراج عنهم سيمثل انتصاراً للمقاومة ولليمن أيضاً بوجه السعودية والتحالف الصهيوني الغربي العربي المطبع.

– المسيرة نت: عباس القاعدي

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: الأنظمة العربیة النظام السعودی السید القائد بعض الأنظمة فی المنطقة کیان العدو

إقرأ أيضاً:

الأزهر يُدين العدوان على الضفة الغربية: الكيان الصهيوني خُلق لينهش في الجسد العربي

أدان الأزهر الشريف بشدة، العدوان الإرهابي الصهيوني على مدن الضفة الغربية، وتدميره لقطاع واسع من الطرق والمنشآت والمنازل، وسفك دماء العشرات وإصابة واعتقال المئات.

وحذّر الأزهر العالم أجمع من مخطط صهيوني يتم تنفيذُه على الأراضي الفلسطينيَّة المحتلة في الضفة الغربية، بهدف انتزاع ملكيتها وتهويد معالمها، وقتل أصحابها ومواطنيها الفلسطينيين، وارتكاب إبادة جماعية جديدة في ظل توحش هذا الكيان، وفي ظل تواطؤ دولي وعجز أممي غير مسبوق، وفي ظل انشغال العالم بما يحدث من مجازر يومية على أرض غزة الأبية، التي اطمأنَّ العدو إلى أن أحدًا لن يحرك ساكنًا لما يحدث فيها.

كما حذّر الأزهر من خطورة هذا العدوان على أمن المنطقة واستقرارها، مطالبًا المجتمع الإنساني وجميع الأطراف الفاعلة، بتحمل مسئولياتها تجاه ما ارتكبته «آلة القتل الصهيونية» لهذا الكم المذهل والمفجع والمؤلم من مجازر وحشية بحق أهالي قطاع غزة، ولما هو مقدم عليه في الضِّفة الغربية، وضرورة بذل كل الجهود لوقف المخططات الصهيونية الرامية لزهق الأرواح وسلب الأرض وتزييف التاريخ وكأنَّ كل شيء مستباح! وكأنَّ عالم اليوم محكوم بقانون الغاب!

وطالب الأزهر العالم الإسلامي بتسخير كافة الإمكانات -السياسية والدبلوماسية والشعبية- ومصادر القوة وتجديد تفعيل مقاطعة المنتجات الصهيونية، حمايةً للدم الفلسطيني، وللمسجد الأقصى المبارك، ولمدينة القدس الشريف، وردًّا للعدوان عن إخواننا في فلسطين، وليعلم الجميع بأن هذا العدو قد زُرِعَ في أراضينا ليس ليعيش معنا في سلام -كما يدعون- وإنما لينهش في الجسد العربي واحدًا تلو الآخر لو قدر له ذلك، والتاريخ والواقع خير شاهدين!

اقرأ أيضاًشيخ الأزهر يرحب بقرار تدريس اللغة العربية والدين والتاريخ لطلاب المدارس الدولية والأجنبية

قطاع المعاهد الأزهرية يعلن إطلاق مبادرة «يوم السرد القرآني» لتسميع القرآن الكريم كاملًا

«جفاف روحي وسطوة شهوة».. خريجو الأزهر بالمحلة يكشفون أسباب الإلحاد وطرق مواجهته

مقالات مشابهة

  • حماس تدعو للنفير لمواجهة الاحتلال والمستوطنين
  • “معاريفُ الصهيونية” تعترفُ بالوضع الاقتصادي المزري للكيان “الإسرائيلي” جراء عمليات المقاومة وجبهات الإسناد
  • بين خطوط أمريكا وخطوط اليمن
  • الأزهر يُدين العدوان على الضفة الغربية: الكيان الصهيوني خُلق لينهش في الجسد العربي
  • الأزهر يُدين عدوان الكيان الصهيوني الإرهابي على الضفة الغربية
  • لماذا أنشئت إسرائيل؟
  • الاحتلال: تنسيق بين منفذي هجومي غوش عتصيون وكرمي تسور
  • حماس: المقاومة متواصلة ما دام عدوان الاحتلال مستمرا
  • الاحتلال يفرج عن الأسير المقدسي عمار البياع بعد 8 سنوات
  • “حماس”: العدوان الصهيوني على الضفة لن يكسر إرادة الشعب والمقاومة