أثارت صحيفة عبرية الحديث عن خطر يمثله وجود جماعة الحوثي اليمنية في بغداد، يتزعمه القيادي أبو إدريس الشرفي، ما قد يكون له أثر في قابل الأيام، لا سيما وسط إشارات عديدة تفيد بأن التوتر بالمنطقة يزداد اتساعاً مع استمرار الحرب في غزة.

صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية حذرت من تحديات أمنية غير مسبوقة ستواجه "إسرائيل" تتمثل في عدة محاور تشمل اليمن والعراق وإيران، وسوريا ولبنان بالإضافة إلى غزة.

الصحيفة ذكرت أنه ينبغي الانتباه إلى صورة استثنائية لأبي إدريس الشرفي ممثل الحوثيين في بغداد، لافتة إلى أهمية الأخذ في الحسبان أن حكومة العراق وضعت تحت تصرفه مسكناً ومكاتب في حي مميز ومحروس بالعاصمة.

الشرفي يدير العلاقات الجديدة مع الجهات العراقية ومع ممثلي الحكم الإيراني، وبين الحين والآخر يتوجه إلى طهران، وفق الصحيفة.

وأكدت أن التعاون بين المليشيات التي هي تحت رعاية إيرانية وبين قيادة الحوثيين في اليمن، لم يعد يتضمن فقط الهجوم على السفن في البحر الأحمر وفي خليج عدن.

وعللت ما ذهبت إليه "لأن أبا إدريس الحوثي قال في مؤتمر صحفي إنه بتعليمات طهران، شاركت المليشيات العربية في هجوم على أهداف في إيلات، والآن ميناء حيفا أيضاً على بؤرة الاستهداف".

أضاف المقال أن "إسرائيل من جهتها توجد بالتوازي أمام سبع ساحات: حزب الله في لبنان، وحماس والجهاد الإسلامي في غزة، والحوثيين في اليمن، وفيلق القدس في سوريا، والمليشيات الشيعية في العراق، ومجموعة فلسطينية في الضفة الغربية، إضافة بالتأكيد إلى إيران".

مقرات في بغداد

أبو إدريس، واسمه أحمد الشرفي، هو من مديرية كحلان الشرف في محافظة حجة اليمنية، ظهر أخيراً بشكل متكرر في مناطق بالعراق، حيث أجرى زيارات وعقد لقاءات مع مسؤولين حكوميين وقيادات في الحشد الشعبي وزعامات قبلية.

الكاتب والباحث في الشأن العراقي مجاهد الطائي، تحدث لـموقع "الخليج أونلاين"، يصف وجود ممثل للحوثي في بغداد بأنه "جزء من سياق التنسيق بين ساحات حلفاء طهران، ونوع من إظهار التعاون في مواجهة خصوم إيران ومنافسيها الإقليميين".

وعلى وفق هذا يرى الطائي أن "من الطبيعي أن يكون التنسيق مع طرف من الأطراف العراقية الأقرب إلى التوجهات والشعارات في العراق والمنطقة"، في إشارة إلى المليشيات العراقية الولائية التي لها ارتباط بإيران.

من جانب آخر يشير وجود ممثل الحوثي في بغداد -والحديث للطائي- إلى "الاقتراب الجغرافي لمليشيا مدربة من قبل الحرس الثوري على استخدام أسلحة يصل مداها إلى "إسرائيل" رغم عدم امتلاك الجرأة والشجاعة على استخدامها حالياً ما لم تتعرض إيران للخطر".

ويجد الطائي أن من منافع وجود مقر للحوثيين بالعراق المساهمة في "نقل الخبرات إلى مليشيا عراقية في سوريا"، مستدركاً: "لكن السياق الحالي دعائي أكثر مما هو خطر حقيقي على إسرائيل".

ودُشنت عدة مواقع إعلامية على الشبكة العنكبوتية لنشاطات الحوثيين في العراق. وعلى الرغم من عدم وجود بيانات رسمية، فإن وسائل إعلام عراقية وصحفيين عراقيين تحدثوا عن افتتاح مقر خاص بالحوثيين ومكاتب، وتخصيص مبالغ ضخمة من الميزانية العراقية لممارسة نشاطاتهم في البلاد.

وتشير هذه المصادر الإعلامية إلى أن عدداً من البيوت الفخمة التي تقع في حي الجادرية، شديد الحراسة، وسط العاصمة بغداد، تسلمها الحوثيون للسكن ومقرات لهم.

ونقل موقع"الخليج أونلاين"عن مراسله في بغداد بأن وجود الحوثيين في العراق ليس جديداً، لافتاً إلى أن "زيارات متكررة وغير علنية كانت تجريها قيادات حوثية لبغداد".

المصادر التي استقى منها المراسل هي "سياسية ومقربة من فصائل ولائية"، لكنها ترفض الكشف عن هويتها، وتشير إلى أن "العمل المشترك" بين الفصائل الولائية العراقية والحوثيين ليس جديداً.

وذكرت المصادر أن "الهدف المشترك المتمثل بمقاومة الأمريكان وضرب الإسرائيليين هو الأساس الذي تجتمع عليه جميع الفصائل المقاومة في لبنان والعراق وسوريا واليمن"، وعلى هذا الأساس "توجد مقرات للفصائل المختلفة في هذه الدول".

تهديد للمنطقة

في مايو الماضي، قال تلفزيون "الميادين" التابع لـ"حزب الله" اللبناني، إن زعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي أجرى اتصالاً هاتفياً مع زعيم "كتائب حزب الله" العراقية أبو حسين الحميداوي، بحث خلاله "تنسيق الجهود لمواجهة إسرائيل".

وأكد الحوثي خلال الاتصال أن "التنسيق بين قوات محور المقاومة بالمنطقة سيزيد من تأثير عملياتها ضد العدو الصهيوني".

من جهته أشاد الحميداوي بعمليات الحوثيين البحرية، وشدد على ضرورة الحفاظ على الجاهزية والتنسيق العالي بين قوات "محور المقاومة" وخاصة بين العراق واليمن.

في هذا الصدد ذكر عدنان الجبرني، الصحافي والباحث اليمني، في تعليق على منصة "تويتر"، أن الحوثيين والحشد الشعبي شكلوا غرفة عمليات متعلقة بحرب غزة، يمثل الحوثي فيها ضابط ارتباط الجماعة في العراق أبو إدريس الشرفي، مبيناً أن ذلك تم "بتنسيق مركزي من ضباط الحرس الثوري (الإيراني) وحزب الله (اللبناني)".

ولفت الجبرني إلى أن "هذه الغرفة تعني دمج جبهتين تابعتين للمحور تطوّق منطقة الخليج، في إطار هيكلة أوسع للاستفادة من حرب غزة، وسيمتد عمل الغرفة حتى بعد توقف الحرب بفلسطين".

ورقة سياسية رابحة

غرفة العمليات، يصفها مجاهد الطائي بـ"الدعائية"، لافتاً إلى أنها تأتي "في سياق ما يُعرف بوحدة الساحات"، وأنها "لا تشكل أي تهديد لإسرائيل".

ويرى أن غرفة العمليات هذه "من الممكن أن تشكل تهديداً للسعودية في لحظة ما، لكن السياق التوافقي الحالي وحل الأزمات الإقليمية بعيد عن تشكيل خطر على السعودية".

ومؤخراً هدد زعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي بمهاجمة مطارات وبنوك السعودية، متهماً إياها بالضلوع فيما أسماها "الحرب الاقتصادية" ضد جماعته، في خطوة تتناقض مع حالة الهدوء التي سادت العلاقة بين الجانبين، خلال الأشهر الماضية.

جانب آخر يمثل أهمية للحكومة العراقية في وجود ممثل للحوثي ببغداد، على وفق ما يقول الطائي لـ"الخليج أونلاين"، مبيناً أنه "يدعم دور الحكومة في حل الخلافات الإقليمية".

ويضيف: "قد تلعب الحكومة العراقية دوراً في ذلك بعد رعاية حوارات بين واشنطن وطهران أو طهران والسعودية، والمحادثات الحالية للمصالحة بين تركيا وسوريا، خاصة أن الحكومة العراقية تعتبر طرفاً ضامناً لإيران وحلفائها كالحوثيين".

المصدر: مأرب برس

إقرأ أيضاً:

سياسي عراقي يكشف أسباب الزيارات المكوكية التي تشهدها العاصمة بغداد

بغداد اليوم - بغداد

كشف السياسي العراقي المقيم في واشنطن نزار حيدر، اليوم الأحد (15 كانون الأول 2024)، عن أسباب الزيارات المكوكية التي تشهدها العاصمة العراقية بغداد منذ أيام.

وقال حيدر لـ"بغداد اليوم"، إن "ما يشهده العراق من زيارات مكوكية من والى العاصمة بغداد، واهمها زيارة وزير الخارجية الأمريكي بلينكن واجتماعه برئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني، تتمحور حول نقطة جوهرية واحدة فقط وهي؛ أن يضبط العراق نفسه فيما يخص الملف السوري فلا يتصرف خارج المألوف أو يشذ عن إجماع دول الجوار والمنطقة والمجتمع الدولي".

وأضاف، أنه "لهذه الرسالة المحورية سبب واضح جدا وهو أن بغداد تتعرض لضغط مهول من قبل ايران لإعادة النظر بقرار اغلاق الحدود المشتركة بين العراق وسوريا، لإعادة تكرار تجربة المقاومة التي قادتها وقتها الحليفتين المقربتين لبعضهما طهران ودمشق على الأراضي العراقية عندما غزت الولايات المتحدة الامريكية وبريطانيا العراق واسقطتا نظام صدام حسين".

وتابع، أن "هذا الهدف الذي تعمل على تحقيقه طهران لم يعد خافياً على أحد، فلقد أكد عليه المرشد الايراني في خطابه الأخير الذي شرح فيه ما جرى وسيجري في سوريا متوعداً بتكرار تجربة المقاومة العراقية لمنع أي نفوذ للولايات المتحدة في سوريا بعد سقوط حليفه الأسد".

وأردف، أن "الهدف السامي من وجهة نظر طهران لا يمكن أن يتحقق الا إذا قرر العراق فتح حدوده مع سوريا، فهي المنفذ الوحيد لعبور المتطرفين اليها والبدء بمشروع المقاومة كما كانت".

وأكد أن "العراق من جانبه يعرف ان تراجعه عن قرار اغلاق حدوده مع سوريا بمثابة تهور واللعب بالنار، خاصة وان انقرة تراقب من كركوك الى زاخو، فيما اشترطت واشنطن على بغداد لالتزامها بما أعلن عنه الرئيس بايدن الأسبوع الماضي من أنه سيحمي (العراق والاردن واسرائيل) من أي تطورات سلبية في سوريا قد تضر بهم، اشترطت على بغداد ان تلتزم بالتعليمات اذا كانت تنتظر مساعدتها من أي مخاطر محتملة سواء من قبل انقرة أو تل أبيب أو الإرهاب".

وتابع السياسي العراقي المقيم في واشنطن، أنه "حتى الميليشيات يبدو لي أنها تعلمت الدرس واستوعبت التجربة وأصغت لنداء العقل والمنطق الذي أطلقه الوطنيين بمختلف توجهاتهم وخلفياتهم فأخفت سهامها في أكنانها وتلاشت عن الساحة ولو الى حين على امل ان يقنعها القائد العام للقوات المسلحة بالدستور والقانون وفتوى المرجع الاعلى بوجوب تسليم سلاحها الى الدولة وتفكيك تنظيماتها المسلحة والاندماج بمؤسسات الدولة والعمل بمبدأ (العراق أولا)".

لكن رئيس المركز الإقليمي للدراسات الإستراتيجية علي الصاحب، يرى في الزيارات المكثفة للمسؤولين الأجانب إلى العاصمة العراقية دلالة على أهمية العراق ودوره المحوري في حل الأزمات التي تشهدها المنطقة والعالم بصورة عامة.

وقال الصاحب لـ "بغداد اليوم" السبت (14 كانون الأول 2024)، إن "العاصمة بغداد شهدت خلال الايام القليلة الماضية زيارات مكثفة لعدد من المسؤولين الأجانب آخرها يوم أمس وزير الخارجية الامريكي وهذا ما يدل على أهمية العراق ويؤكد دوره المحوري في حل الأزمات التي تشهدها المنطقة والعالم بصورة عامة".

وأضاف، أن "العراق اتخذ في الكثير من الازمات التي مرت على المنطقة موقف الحياد وهذا ما عزز دوره الإقليمي والدولي وجعله عنصرا أساسيا في حل الإشكاليات عبر الأطر الدبلوماسية والسياسية ونتوقع أن العراق سيكون فاعلا ومؤثرا في المنطقة والعالم خلال المرحلة المقبلة بعد نجاحاته في العلاقات الخارجية".

وكان وزير الخارجية الأمريكي، انتوني بلينكن، قد وصل الى العاصمة بغداد، يوم الجمعة (13 كانون الأول 2024)، في زيارة غير معلنة، التقى خلالها برئيس مجلس الوزراء، محمد شياع السوداني.

وبحسب المكتب الاعلامي لمكتب رئيس مجلس الوزراء، فأن السوداني شدد خلال اللقاء "على ضرورة تمثيل كل مكونات الشعب السوري في إدارة البلاد لضمان تعزيز استقرارها، كما أكد أنّ العراق ينتظر الأفعال لا الأقوال من القائمين على إدارة المرحلة الانتقالية في سوريا".

وأكد السوداني بحسب البيان "ضرورة عدم السماح بالاعتداء على الأراضي السورية، من أي جهة كانت، وشدد على أنّ ذلك يمثل تهديداً للأمن والاستقرار في المنطقة".

مقالات مشابهة

  • مليشيات الحوثي توسع حملة الجبايات المالية تحت تهديد السلاح وتختطف عددا من التجار
  • تأكيد نيابي جديد: لا يُمكن اختراق الحدود العراقية من قبل أي قوة خارجية - عاجل
  • سياسي عراقي يكشف أسباب الزيارات المكوكية التي تشهدها العاصمة بغداد
  • الحرس الثوري: ما حدث في سوريا درس مرير
  • قائد الحرس الثوري: سقوط الأسد "درسا حزينا" لنا
  • قائد الحرس الثوري الإيراني: القوى الأجنبية في سوريا تسعى لتقسيمها
  • قائد الحرس الثوري الإيراني يعلق على الأحداث السورية
  • قائد الحرس الثوري الإيراني: الأحداث في سوريا "درس مرير" يجب أن نتعلم منه
  • قائد الحرس الثوري الإيراني يتحدث عن "درس سوريا المرير"
  • قائد الحرس الثوري الإيراني: الأحداث في سوريا درس مرير