صحيفة “هآرتس” تكشف.. مما يخاف نتنياهو؟
تاريخ النشر: 19th, July 2024 GMT
الجديد برس:
رفض رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، اليوم الخميس، الدعوات لتشكيل لجنة تحقيق رسمية في إخفاق “إسرائيل” في صد هجوم الـ7 من أكتوبر 2023، الذي شنته المقاومة الفلسطينية.
وبرر نتنياهو رفضه خلال كلمةٍ ألقاها في “الكنيست”، قائلاً: “أريد أولاً هزيمة حماس”، وفق ما ذكرت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية.
وتابعت الصحيفة أن “من الواضح أن نتنياهو يتهرب من لجنة مستقلة ليس هو من يعينها، لن تضم عناصر قد تُحقق رغبته حتى يتمكن من تحميل الجيش المسؤولية الكاملة عن أكبر كارثة في تاريخ “إسرائيل”.
كما أشارت إلى إخفاقات نتنياهو الكثيرة والتي تمثلت في موافقته على دخول حقائب المال القطرية إلى حماس في قطاع غزة، ودعمه التعديلات القضائية التي أضعف “إسرائيل” ومزقتها من الداخل، رفضه الاستماع إلى تحذيرات المؤسسة العسكرية ووزير الدفاع يوآف غالانت.
وكشفت الصحيفة أن ائتلاف نتنياهو يريد إحباط تعيين إستر حيوت رئيسة المحكمة العليا المتقاعدة مؤخراً، كونها المرشحة الطبيعية لمنصب رئيس لجنة رسمية للتحقيق، وإذ يحاولون شغل لجنة التحقيق بأشخاص مقربين منهم.
كما أن الإخفاق لا يقف عند هذا الحد بل إن ائتلاف نتنياهو لم يستخلص الدروس بعد كلِ ما فعله بـ”المجتمع الإسرائيلي” منذ قيامه وحتى 7 أكتوبر 2023، بل إنه يواصل التمسك بمساره الإجرامي ويُلقي اللوم والمسؤولية على النظام القضائي ضمن حملة تحريض. كل هذا بالإضافة إلى الاتهام الذي يوجهونه إلى الجيش الإسرائيلي والاحتجاجات.
وختمت الصحيفة بقولها إن الواجب إنشاء لجنة تحقيق حكومية مستقلة من أجل محاسبة المستوى السياسي كما العسكري، ومن أجل منع تكرار “كارثة طوفان الأقصى” في المستقبل.
ومنذ أشهر، يرفض نتنياهو دعوات إلى رحيل حكومته وإجراء انتخابات مبكرة، ويدعي أن من شأن ذلك أن “يشل إسرائيل”، كما أنه يعرقل مفاوضات وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، الأمر الذي يرفضه أطراف في حكومته.
المصدر: الجديد برس
إقرأ أيضاً:
هآرتس: هكذا يضم نتنياهو الضفة الغربية
عاد دونالد ترامب إلى سدة الحكم في الولايات المتحدة، وعادت معه تهديدات الحكومة الإسرائيلية بضم الضفة الغربية، فما إجراءاتها لتحقيق ذلك؟
سؤال حاولت صحيفة هآرتس الإجابة عنه من خلال تقرير لنوا لاندو نائبة رئيس تحرير الصحيفة اليسارية الإسرائيلية.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2لوموند تدعو لإخراج حرب السودان من دواليب النسيانlist 2 of 2لوبس: الأمن والحياة الطبيعية أمل شباب غزة بعد عام من الحربend of listوقد أشارت لاندو، في البداية، إلى أن وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش قال في اجتماع الاثنين الماضي لنواب الكنيست (البرلمان) من أعضاء حزب "الصهيونية الدينية"، الذي يتزعمه، إن إسرائيل كانت -إبان رئاسة ترامب الأولى- "على بعد خطوة من فرض السيادة على المستوطنات في يهودا والسامرة" (الاسم التوراتي للضفة الغربية)، مضيفا أن "الوقت قد حان الآن للقيام بذلك".
بل إنه أكد -وفق المقال- أنه أمر إدارة المستوطنات التابعة لوزارة الدفاع والإدارة المدنية بأن يبدأ الموظفون العمل على تنفيذ البنية التحتية اللازمة لفرض السيادة على المنطقة.
وفي وقت لاحق، كتب رئيس الحزب -الذي أظهرت استطلاعات الرأي أنه يعاني للحصول على الحد الأدنى (1.5%) من الأصوات التي تؤهله لنيل مقاعد في الكنيست- مغردا في منصة إكس "2025 عام السيادة في يهودا والسامرة".
وكما هي العادة في عصر تزوير المحاضر والتاريخ، حسب تعبير كاتبة المقال، يبدو أن سموتريتش يأمل أن يكون الجميع قد نسي كيف أن إدارة ترامب السابقة قد منعت خطط الحكومة الإسرائيلية للضم الرسمي في إطار خطة اتفاقات أبراهام.
وقالت لاندو إنها حضرت المؤتمر الصحفي الذي أعلن فيه بنيامين نتنياهو -عندما كان رئيس الحكومة أيضا إبان ولاية ترامب الأولى- أنه سيقدم اقتراحا إلى مجلس الوزراء لضم الضفة الغربية رسميا "يوم الأحد".
وما إن بدأت التقارير تترا حول اعتراض الإدارة الأميركية على ذلك التصريح، حتى بدت "الحيرة والذعر" ترتسم على محياه، وفق نائبة رئيس تحرير هآرتس والتي قالت إنها رأت ذلك عن كثب.
وأوضحت أن فترة رئاسة ترامب السابقة اتسمت بالتناقض والتذبذب تجاه القضية الإسرائيلية الفلسطينية، وعزت ذلك غالبا إلى التضارب بين النظريات والمصالح التي كان يمثل طرفاها المتعارضان جاريد كوشنر مستشار ترامب وصهره، وديفيد فريدمان السفير الأميركي لدى إسرائيل في ذلك الوقت.
فكما أن المشروع الاستيطاني ظل منذ البداية يستخدم أسلوب المضي في التنفيذ "شبرا بشبر وخطوة بخطوة"، فكذلك طريقة "الضم الزاحف" أو "الضم الفعلي" فهي تتم من خلال مئات القرارات التي تبدو صغيرة.
وتعتقد كاتبة المقال أنه ليس هناك ما يضمن أن يتكرر الأمر نفسه هذه المرة أيضا، مشيرة إلى أن المسألة المهمة التي يريد سموتريتش أن ينساها الناس هي أن الضم قد حدث بالفعل بحكم الأمر الواقع، ولا يزال يحدث كل يوم في الضفة الغربية، حتى من دون تصويت داخل مجلس الوزراء والبرلمان.
وبحسب لاندو، فلطالما جنحت الحكومات التي ترأسها نتنياهو، إلى تنفيذ خططها تدريجيا من خلال تجزئة خطواتها تجنبا لاستثارة ردود فعل مناوئة.
ولعل أوضح أمثلة على ذلك -برأي كاتبة المقال- هي خطط ضم الأراضي والإصلاح القضائي؛ فكما أن المشروع الاستيطاني ظل منذ البداية يستخدم أسلوب المضي في التنفيذ "شبرا بشبر وخطوة بخطوة"، فكذلك طريقة "الضم الزاحف" أو "الضم الفعلي" من خلال مئات القرارات التي تبدو صغيرة.
ومن بين تلك الأساليب تلك الطريقة التي وصفتها لاندو بالفاضحة والمتمثلة في منح سموتريتش سلطة على الإدارة المدنية حتى دون سن أي تشريع شامل ورمزي.
وختمت الكاتبة مقالها بالتنبيه إلى أن كل خطوة صغيرة تشكل جزءا من الصورة الكاملة للضم و"التغيير" الشامل، التي تتجلى في كل مزرعة في الضفة الغربية يتم شرعنتها، وكل طريق يتم تعبيده وكل قاضٍ يتم تعيينه.