شُنق قبل 2000 عام .. لغز رجل أكل عصيدة قبل 12 ساعة من مقتله!
تاريخ النشر: 19th, July 2024 GMT
الدنمارك – تعد الجثة المحنطة التي عثر عليها في في الدنمارك فريدة بين مثيلاتها لعدة أمور منها أن ملامح الوجه كانت معبرة، وكانت تبدو كما لو أنها لرجل نائم في سكينة وسلام، وقريبا سيصحو.
الجثة كان عثر عليها اثنان من الفلاحين كانا يقومان باستخراج “الخث” من مستنقع “بيلدسكوفال” بالقرب من تولوند في 8 مايو عام 1950.
عثر على الجثة مدفونة على عمق مترين ونصف المتر وكانت في وضعية الجنين، وقد شد حبل من الجلد المضفور حول الرقبة.
في البداية اعتقد السكان المحليون أن الجثة لطفل كان اختفى قبل عام، إلا أنه اتضح بعد أن تدخلت الشرطة وتمت الاستعانة بمتخصصين أن من اصطلح على تسميته بـ”رجل تولوند”، كان توفى في القرن الرابع قبل الميلاد، وأنه لقي مصرعه شنقا قبل أكثر من 2000 عام.
تبين أن هذه المومياء التي عزلتها النباتات المتراكمة في قاع المستنقع عن المؤثرات الخارجية طويلا هذه الأفضل بين مثيلاتها التي تعود إلى العصر الحديدي. كانت الأعضاء الداخلية سليمة واحتفظ الوجه بلحية خفيفة وبالتجاعيد. كان الوجه غارقا في السكينة في تناقض مع الحبل الذي يشد الرقبة، وعلى الرأس قبعة بشكل مدبب صنعت من جلد الغنم وربطت بحزام تحت الذفن.
دل فحص الكربون المشع أن الرجل الذي يعتقد أنه ناهز الأربعين عاما، لقي مصرعه ما بين 275 – 210 ما قبل الميلاد، فيما أظهر فحص نظائر السترونتيوم في شعره، أنه أمضى عامه الأخير، فيما يعرف في الوقت الحالي بالدنمارك. علاوة على ذلك تمكن العلماء من معرفة أنه تجول في آخر ستة أشهر من حياته لمسافة 32 كيلو مترا على الأقل.
الفحوصات بالأشحة السينية أظهرت أيضا أن رأس الرجل لم يتضرر، وأن قلبه ورئتيه محفوظتان جيدا، وأن طول قامته كان حوالي 161 سنتمترا.
خلص الخبراء إلى أن “رجل تولوند” لقي حتفه شنقا وليس عن طريق الخنق”. تبين ذلك من خلال الأخاديد التي تركها الحبل على جلد أسفل الذقن وعلى جانبي الرقبة.
بين الباحثين المتخصصين دار جدل حول ما إذا كان الرجل كان ضحية جريمة قتل، أم أن قتله كان قربانا. بعض الخبراء يقولون أن الوضعية التي دفن بها الرجل وعينيه المغلقتين وكذلك الفم كلها ترجح أنه قد ضحي به.
كانت هذه الجثة المحنطة بالنسبة للخبراء بوسائلهم الحديثة، بمثابة كتاب يكشف الكثير من تفاصيل الحياة اليومية في ذلك العصر القديم. من ذلك أن العلماء عرفوا آخر عشاء تناوله “رجل تولوند”، وكان عبارة عن عصيدة طبخت من بذور برية بما في ذلك الشعير، وأن الرجل تناول آخر طعام له قبل 12 ساعة على الأقل من مصرعه.
في جهاز الرجل العظمي لم يعثر المتخصصون على بقايا لحوم أو فواكه طازجة، وساعدهم ذلك على استنتاج أن عملية قتله جرت في فصل الشتاء أو أوائل الربيع. في مثل هذا الوقت لا تتوفر هذه الأنواع من الأغذية.
الجدير بالذكر أن المستنقعات كانت تعد في العصور القديمة، مسكنا للأرواح الشريرة، وقد ارتبطت بالعديد من الأساطير والطقوس الدينية والمعقدات.
وكان عثر في مستنقعات “الخث” في عدة مناطق من أوروبا على حوالي 2000 جثة محنطة مشابهة، دفنت في قاع هذه المناطق الموحلة وظلت هناك لمئات السنين إلى أن تم اكتشافها في العصر الحديث. على معظم هذه الجثث المحنطة ظهرت علامات على التعذيب والموت العنيف. التساؤل الدائر حاليا في أوساط العلماء فحواه، هل كانت هذه الجثث لمجرمين تم إعدامهم بوسيلة عدت حينها مخزية، أم أنها لفقراء معدمين تمت التضحية بهم في المستنقعات قربانا للآلهة؟
المصدر: RT
المصدر: صحيفة المرصد الليبية
إقرأ أيضاً:
الحلقة الثالثة من كتاب:( عدسات على الطريق )
بقلم : حسين الذكر ..
كان (الكشك ) صغيراً وجميلاً بديكور شعبي مائة بالمئة وقد ظهر من بعيد لأنه المكان الوحيد المضاء بشكل تام في المنطقة ، معظم زبائنه من العمال المسائيين والحرس والسواق وبعض أهالي المنطقة القريبة منه ، تشذت بالقرب منه رائحة الهيل المختلطة مع شرارات الجمر المتطايرة من على ( المنقلة ) وقد زاد هدوء الليل اجواءه جمالاً ، كذلك اضفت الكلاب ونباحها المستمر مسحت خاصة ومؤثرة . أمام الكشك نصبت مسطبة خشبية قديمة يجلس على أحد أطرافها رجل هرم ، كان يحتسي الشاي وهو منهمك بمطالعة كتاب بين يديه ، فيما ظهر كلب على بعد أمتار من المكان وقد أمسك بين فكيه عظمة من مخلفات ما ياكل الزبائن . بعد ان وصلا الشاب والعم كاظم ادايا التحية :
ــ السلام عليكم .
ــ رد صاحب الكشك الذي كان مشغولاً باعداد الطعام لأحد الزبائن : وعليكم السلام ، أهلاً وسهلاً تفضلا .
ــ أهلاً بك ، نرجوك .. قدحان من الشاي على وجه السرعة ، إذا أمكن !
ــ بعد جلوسهما الى جانب الرجل الكهل ، التفت اليهما مرحباً ، ثم أضاف بتعجب: ــ أوو من العم كاظم الحزين ، ما أعتدنا نراك في مثل هذا الوقت المتأخر ، ولكن لا يهم إن صديقي العزيز ضيف علي اليوم ،
ــ اقدم لك هذا الشاب صديقاً عزيزاً .
ــ هز الرجل الهرم رأسه مرحباً :
ــ أهلاً بكما في ضيافتي الليلة .
ــ فرد العم ، : لا يا عزيزي ، لا مجال لنا للضيافة ، نشكر لطفك ، إننا على عجالة من أمرنا ولدينا شغل هام ، نريد أن ننتهي منه قبل ان يفترسنا شبح الدجى .
ــ عجيب .. ومنذ متى أصبحت لأشياء قيمة في نظرك ، وأي حدث جلل هذا الذي جعل العم كاظم الحزين يتحدث عن أهمية الأشياء !
ــ منذ الآن ياعزيزي ، تستطيع ، أن تغير نظرتك عني .
ــ وماذا حدث هل ستقوم القيامة ؟!
ــ ألم تردد دوماً على مسامعي ، إن لفي بعض البيان لسحرا !
ــ نعم حدث ذلك ولكن كيف ، قل لي بربك ما حقيقة الأمر ؟
ــ في هذه الأثناء فرغا من إحستاء الشاي وانتصبا واقفين ، ثم تقدم العم كاظم مقبلاً رأس الرجل الهرم :
ــ عزيزي لا متسع لدي للحديث الآن ، سأشرح لك فيما بعد واسمح لنا بالمغادرة الآ ن .
ــ طيب رافقتكما السلامة .
ــ خرج الاثنان مسرعان ونباح الكلاب يطاردهما ، فيما ظل الهرم يتابعهما متمتماً : ــ كل شيء جائز ، فنحن في عالم غريب عجيب أمره ..