أجابت دار الإفتاء المصرية عن سؤال ورد إليها عبر موقعها الرسمي مضمونة: “ما حكم التحويل والسحب من المحافظ الإلكترونية”؟.

حكم قراءة سورة الكهف يوم الجمعة.. الإفتاء توضح دار الإفتاء توضح حكم الزكاة في المنتجات التي يتم زراعتها في الماء

وقالت دار الإفتاء إن المعاملة المسؤول عنها جائزة شرعًا، لأنها من قبيل عقد الوكالة، مع وجوب أن تتم وفق اللوائح والقوانين المُنظمة لها، وعلى مقتضى ما تم التعاقد عليه بين من يعمل هذا العمل والشركة المنظمة له.

التكييف الفقهي لمعاملة تحويل وسحب فودافون كاش

وأضافت دار الإفتاء: المعاملة المسؤول عنها: وهي طلب شخصٍ من آخر يعمل في التحويلات المالية "الكاش" أن يحول أموالًا من محفظته الإلكترونية إلى شخصٍ ثالثٍ، على أن يدفع طالب التحويل المال المحول إلى صاحب الخدمة آخِرَ اليوم أو بعدَه بيوم أو يومين مع عمولة التحويل المتفق عليها (5ج أو 10ج على كل ألف) -هي عملية مركبة من جزئين:

أحدهما: هو طلب مبلغ من المال يحول إلى شخص آخر مع الرجوع على الطالب بما تم تحويله في الوقت المتفق عليه، وهذا يكيف على أنه قرض، حيث يتم دفع المال وتمليكه للطرف الثالث بناء على طلب الطرف الأول مع التزامه برد مثله في الوقت المتفق عليه وهذه هي حقيقة القرض؛ إذ القرض عند الفقهاء يطلق على "دفع المال لينتفع به آخذه ثم يرد له مثله أو عينه"، كما في "كفاية الطالب الرباني"، للإمام أبي الحسن المنوفي المالكي (2/ 164، ط. دار الفكر)، فصاحب الخدمة مُقرِض والعميل مُقترض والمال المحول إلى الطرف الثالث هو مال القرض الواجب على العميل رده إلى صاحب الخدمة.

والقرض الحسن من الأمور المندوب إليها، التي يثاب صاحبها عليها؛ حيث إنَّه من جملة الخير المأمور به في مثل قوله تعالى: ﴿وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾ [الحج: 77].

وقد روى أبو داود عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبيَّ صلى الله عليه وآله وسلم قال: «مَن نَفَّسَ عن مسلم كُرْبةً مِن كُرَبِ الدُّنيا، نَفسَ الله عنه كُرْبةً من كرب يوم القيامة، ومَن يَسَّرَ على مُعْسِرٍ، يَسَّرَ الله عليه في الدُّنيا والآخِرَة، ومَن سَتَر على مسلمٍ، سَتَرَ الله عليه في الدُّنيا والآخرة، واللهُ في عَونِ العبد ما كان العبدُ في عَونِ أخيه».

ثانيهما: القيام بعملية التحويل نفسها بناء على طلب العميل، ويكيَّف شرعًا على أنه عقد وكالةٍ، حيث يقوم صاحب الخدمة "الوكيل" بتوصيل المال إلى الشخص الذي يرغب العميل "الموكل" دفعه إليه عن طريق خدمة "الكاش" من خلال المحفظة الإلكترونية، وهذه هي حقيقة الوكالة، إذ هي عبارة عن إقامةِ الإنسانِ جائز التصرف غيرَه مَقامَ نَفْسه نيابة عنه في تصرُّفٍ معلومٍ، كما في "العناية" للإمام البَابَرْتِي الحنفي (7/ 499، ط. دار الفكر)، و"الإنصاف" للإمام المرداوي الحنبلي (5/ 353، ط. دار إحياء التراث العربي)، فالعميل موكل وصاحب الخدمة وكيل والمال المطلوب إيصاله هو محل الوكالة.

والوكالة جائزة شرعًا، فكل ما جاز للإنسان أن يعقده بنفسه جاز أن يوكل فيه غيره، ومن ذلك التوكيل في عقود الأموال وطلب الحقوق وإعطائها، وهو محل سؤالنا.

ولا يمنع من صحة المعاملة المذكورة اجتماع القرض مع الوكالة، فقد نص الفقهاء على جواز قضاء الوكيل دين موكله من مال الوكيل واعتباره قرضًا يرجع عليه به.

قال الإمام الكاساني الحنفي في "بدائع الصنائع" (6/ 37، ط. دار الكتب العلمية): [الوكيل بقضاء الدين إذا لم يدفع الموكل إليه مالا ليقضي دينه منه فقضاه من مال نفسه، يرجع بما قضى على الموكل؛ لأن الآمر بقضاء الدين من مال غيره استقراض منه، والمقرض يرجع على المستقرض بما أقرضه].
 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: دار الإفتاء المحافظ الإلكترونية الإفتاء دار الافتاء المصرية دار الإفتاء

إقرأ أيضاً:

فضل قراءة سورة يس بعد صلاة الفجر

قالت دار الإفتاء المصرية، إنه ورد في السنة النبوية المطهرة الحث على ذكر الله تعالى بعد صلاة الفجر؛ ومن ذلك ما رواه الإمام الترمذي في "جامعه" من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «مَنْ صَلَّى الْغَدَاةَ فِي جَمَاعَةٍ ثُمَّ قَعَدَ يَذْكُرُ اللهَ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ كَانَتْ لَهُ كَأَجْرِ حَجَّةٍ وَعُمْرَةٍ؛ تَامَّةٍ تَامَّةٍ تَامَّة».

كيفية تحديد وقت إجابة الدعاء يوم الجمعة؟... دار الإفتاء توضح الإفتاء توضح حكم قول "حسبي الله ونعم الوكيل"

وأضافت دار الإفتاء، أن ومن أعظم الذكر قراءة القرآن الكريم، وقد ورد الأمر الشرعي بقراءته مطلقًا، والأمر المطلق يقتضي عموم الزمان والمكان والأشخاص والأحوال، فامتثاله يحصل بالقراءة فرادى أو جماعات، سرًّا أو جهرًا، ولا يجوز تقييده بهيئة دون هيئة إلا بدليل.

وتابعت دار الإفتاء كما ورد الشرع بفضل سورة يس وعِظَمِ ثواب قراءتها؛ في نحو ما أخرجه الدارمي والترمذي -واللفظ له- والبيهقي في "شعب الإيمان" من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «إِنَّ لِكُلِّ شَيْءٍ قَلْبًا، وَقَلْبُ القُرْآنِ يس، وَمَنْ قَرَأَ يس كَتَبَ اللهُ لَهُ بِقِرَاءَتِهَا قِرَاءَةَ القُرْآنِ عَشْرَ مَرَّاتٍ»، وأخرج الطبراني وابن مردويه من حديث أنس رضي الله عنه مرفوعًا: «مَنْ دَاوَمَ عَلَى قِرَاءَةِ يس كُلَّ لَيْلَةٍ ثُمَّ مَاتَ، مَاتَ شَهِيدًا».

وأشارت دار الإفتاء: وبناءً على ذلك فلا مانع من قراءة سورة "يس" بعد صلاة الفجر، ولا بأس بالمواظبة على ذلك، ولكن الجهر بذلك في جماعة مشروط بموافقة القائمين على المسجد؛ تنظيمًا لزيارة هذا المقام الشريف؛ وتأدبًا في حضرة صاحبه الإمام الحسين عليه السلام، ليتم ذلك بشكل ليس فيه تشويش على بقية الذاكرين وقُرّاء كتاب الله تعالى؛ استرشادًا بالأدب النبوي الكريم في قوله صلى الله عليه وآله وسلم: «لَا يَجْهَرْ بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ بِالْقُرْآنِ» رواه الإمام مالك في "الموطأ" والإمام أحمد في "المسند".

دعاء سورة يس

إن دعاء سورة يس لقضاء الحاجة من أفضل الأدعية التي يمكن الدعاء بها لقضاء حاجة المسلم، ويذكر في دعاء سورة يس لقضاء الحاجة: «بسم الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم، بسم الله الذي لا إله إلا هو ذو الجلال والإكرام، بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم».

ويفضل في دعاء سورة يس لقضاء الحاجة، قول: «اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم، يا مفرج فرج عنا، يا غياث المستغيثين اغثنا اغثنا  يا رحمن يا رحمن ارحمنا يا رحمن ارحمنا، اللهم إنك جعلت (يس) شفاء لمن قرأها ولمن قرئت عليه، ألف شفاء وألف دواء وألف بركة وألف رحمة وألف نعمة وسميتها على لسان نبيك سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم المُعِمٌة تعم لصاحبها خير الدارين والدافعه تدفع عنا كل سوء وبليه وحزن، وتقضي حاجاتنا احفظنا عن الفضيحتين الفقر والدين».

واستكمل في دعاء سورة يس لقضاء الحاجة: «سبحان المنفس عن كل مديون سبحان المفرج عن كل محزون، سبحان من جعل خزائنه بين الكاف والنون، سبحان من إذا قضى أمرا فانما يقول له كن فيكون «فسبحان الذي بيده ملكوت كل شيء واليه ترجعون».

واختتم دعاء يس لقضاء الحاجة: «يا مفرج فرج عنا همومنا فرجًا عاجلا برحمتك يا أرحم الراحمين، اللهم ارزقني رزقا حلالا بلا كد واستجب دعائي بلا رد ، اللهم إني أعوذ بك من الفضيحتين الفقر و الدين، ومن قهر الأعداء  يفعل الله ما يشاء بقدرته يحكم ما يريد بعزته، سبحان المنفس عن كل مكروب وعن كل محزون سبحان العالم بكل مكنون».

 

 

 

 

 

 

مقالات مشابهة

  • هل تأخر الزواج لمن يرغب فيه ابتلاء من الله؟
  • مع اقتراب المولد النبوي.. الإفتاء توضح حكم الإكثار من الصلاة عليه
  • حكم زيارة المقابر يوم الجمعة.. الإفتاء توضح
  • دار الإفتاء توضح علامات حسن الخاتمة
  • الإفتاء توضح حكم الوضوء لقراءة القرآن
  • فضل قراءة سورة يس بعد صلاة الفجر
  • كيفية تحديد وقت إجابة الدعاء يوم الجمعة؟... دار الإفتاء توضح
  • الإفتاء توضح حكم قول "حسبي الله ونعم الوكيل"
  • الإفتاء توضح حكم إخراج مال فيه شبهة حول مقدار الزكاة
  • هل يجوز قضاء صلاة الضحى بعد الظهر.. الإفتاء توضح