سواليف:
2024-09-01@07:41:03 GMT

لماذا نحب أحمد حسن الزعبي ؟

تاريخ النشر: 19th, July 2024 GMT

#سواليف

لماذا نحب #أحمد_حسن_الزعبي ؟

من أرشيف .. #لميس_أندوني

لا نقدر إلا نحب أحمد حسن الزعبي؛ فحبنا له يستعيد براءة شُوِّهت في دواخلنا ويوقظ ضمائر تتنازعها صغائر الدنيا فينا.
نحن أيضاً نحب أن نحب أحمد حسن الزعبي؛ فحبنا له يشعرنا بأن هناك مكانا للطيبة فينا، ونحب أن نحبه لأننا نحب أن نقتنع بأن حبنا له يجعلنا في صدقه وشجاعته وبأن هناك أملا في انتصار الحق، في دواخلنا وفي العالم حولنا.


منذ ظهور كتاباته في جريدة الرأي، لمعت موهبة أحمد حسن الزعبي الفذة في السردية البسيطة شكلاً والصعبة حتى المستعصية فعلاً، فأصبح صوت ألم الفقير والمظلوم والمطحون وبلغة لا يستطيع صياغتها إلا من عاش التجربة وامتلك أحاسيس مكثفة وعميقة، تمكنه من استيعاب مضن، لجروح وآهات مَن حوله، تخترق الروح والمسام، فتتحول إلى ومضات أدبية ساخرة تضحكنا وتبكينا.
الزعبي رفض ويرفض أن يحمي نفسه من وجع الناس، بل أصر ويصر أن يشعر بالحزن والمعاناة قريبة كانت أم بعيدة، لأنه لا يفرق و لا يستطيع أن يميز بين ألمه وألم الآخرين، لأن ألمَهم هو جزء من ألمه من دون إدعاء أو شكوى.
ففي كتابته دموع لا تنضب، دموع الجوعى والمحرومين، دموع العامل والحراث واللاجئ، دموع الأم الثكلى والأب المكافح، ودموع انهمرت يوم سقوط بغداد، ودموع حركها شوق إلى فلسطين لم يرها وعلى حصار وشهداء غزة، لكن الدم في كتاباته، فهو من جرحه النازف، جرح العاشق لوطنه الأردن.
وطنية أحمد تنبع من عمق فطري التزام بالعدالة والإنسانية، و من عشق للاردن بكل تضاريسه المرئية وغير المرئية، وطنية أحمد حسن الزعبي أججت في نفسه غضباً ورفضاً على هدر مقدرات الوطن وامتهان كرامة ابن وبنت بلده، فأعلن موقفاً صريحاً بتأييد الحراك الشعبي، من دون مواربة أو مواراة.
من دون أية مقدمات دخل أحمد حسن الزعبي القلوب والبيوت، ناسفاً حواجز المنابت والأصول ومخترقاً حدود الفئوية والمناطقية والعصبوية، ولكنه أصر أن يُبقي على جذوره العميقة في الرمثا، التي استوحى من غزارة حكاياتها و”سواليفها” في الليالي الباردة، ومن أمسيات السهر تحت دالية عنب في عذوبة نسيم صيفي، فأصبح حارساً وحافظاً للتراث الأردني ومخزونه الشعبي.
لفت في بداياته نظر الساخر الحزين، محمد طمليه، وتلمع عينا احمد الآن عندما يتذكر لحظة ما أخبره طمليه بأسلوبه اللاذع، بأنه ساخط عليه لأنه أصبح لا يقدر على عدم قراءته، فكانت إعلاناً لدعم استمر حتى لحظة مغادرة الرائع محمد لنا.
أما يوسف غيشان، الساخر اليساري الواسع الثقافة، فاحتضن أحمد حسن الزعبي ليغدو الأستاذ والصديق،ورفيق التسكع في وسط البلد، خاصة حول كشك أبي علي الشهير وفي جبل اللويبدة، ثم أضحوا ثلاثياً حميماً، مع الفنان المحبوب موسى حجازين” سمعة: وهم الآن جزء من المشهد العماني يوحدهم الهم العام وتجمعهم روح ساخرة تأبى أن تدع لك منفذاً للهروب بل تصر أن تصفعك بحقيقة الواقع.
سؤالي عن؛ لماذا نحب أحمد حسن الزعبي؟ ليس رغبة تماماً في معرفة الأجوبة، فالناس تحبه “من غير ليه”، كما تقول كلمات رائعة المطرب محمد عبد الوهاب، ولكنه سؤال فرضه مثول أحمد حسن الزعبي أمام القضاء بناء على دعوة رفعها ضد موقع “سواليف” رئيس الوزراء الأسبق علي أبو الراغب.
طبعاً يحق للسيد ابي الراغب، من الناحية القانونية التقدم بدعوى، وكما قال الزعبي نفسه: انه يحترم “خصمه” للجوئه إلى القضاء، لكن أحسست خاصة وأنا إلى جانبه، مع أصدقاء ومحبين، في بهو قصر العدل، صباح الاثنين الماضي، كما أحس معظم الأردنيين، أننا لا نستطيع تحمل فكرة محاكمة أحمد حسن الزعبي، ليس فقط لعبقرية إبداعه لكن الأهم لأنه ضميرنا، أو كما أضافت الصديقة الكاتبة سهير التل، “ضميرنا الناطق”، فكيف لأحد أن يحاكم صوت الضمير؟

مقالات ذات صلة “استسلم سرا”.. عرض لآخر تطورات جهود استبعاد بايدن من الترشح 2024/07/18

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: سواليف لميس أندوني

إقرأ أيضاً:

”دموع الملك: الهزائم الكبرى التي هزّت عرش كريستيانو رونالدو”

”دموع الملك: الهزائم الكبرى التي هزّت عرش كريستيانو رونالدو”

مقالات مشابهة

  • ليلة ضرب فيها أحمد زكي نفسه بـ"الشبشب" .. (ما القصة؟)
  • أ.د محمد حسن الزعبي يكتب .. أحمد الحسن بين صيام شهرين وتحرير رقبة
  • من أرشيف الكاتب أحمد حسن الزعبي .. قلبي سجين
  • ”دموع الملك: الهزائم الكبرى التي هزّت عرش كريستيانو رونالدو”
  • من أرشيف الكاتب أحمد حسن الزعبي .. وطن (كاروهات)
  • أصدقاء الثعبان.. هذا الشخص سام!!
  • نسرين طافش تشعل السوشيال ميديا بإطلالة صيفية أنيقة
  • ذعر وقلق بمنطقة كيمان فارس بالفيوم بسبب موظفا هدد بالانتحار لخلافات مع مديره في العمل
  • نسرين طافش تخطف الأنظار من رحلتها فى موناكو بجانب سيارة لامبورجيني
  • من أرشيف الكاتب أحمد حسن الزعبي .. أوراق بيد الفراغ