سواليف:
2025-03-11@13:01:13 GMT

لماذا نحب أحمد حسن الزعبي ؟

تاريخ النشر: 19th, July 2024 GMT

#سواليف

لماذا نحب #أحمد_حسن_الزعبي ؟

من أرشيف .. #لميس_أندوني

لا نقدر إلا نحب أحمد حسن الزعبي؛ فحبنا له يستعيد براءة شُوِّهت في دواخلنا ويوقظ ضمائر تتنازعها صغائر الدنيا فينا.
نحن أيضاً نحب أن نحب أحمد حسن الزعبي؛ فحبنا له يشعرنا بأن هناك مكانا للطيبة فينا، ونحب أن نحبه لأننا نحب أن نقتنع بأن حبنا له يجعلنا في صدقه وشجاعته وبأن هناك أملا في انتصار الحق، في دواخلنا وفي العالم حولنا.


منذ ظهور كتاباته في جريدة الرأي، لمعت موهبة أحمد حسن الزعبي الفذة في السردية البسيطة شكلاً والصعبة حتى المستعصية فعلاً، فأصبح صوت ألم الفقير والمظلوم والمطحون وبلغة لا يستطيع صياغتها إلا من عاش التجربة وامتلك أحاسيس مكثفة وعميقة، تمكنه من استيعاب مضن، لجروح وآهات مَن حوله، تخترق الروح والمسام، فتتحول إلى ومضات أدبية ساخرة تضحكنا وتبكينا.
الزعبي رفض ويرفض أن يحمي نفسه من وجع الناس، بل أصر ويصر أن يشعر بالحزن والمعاناة قريبة كانت أم بعيدة، لأنه لا يفرق و لا يستطيع أن يميز بين ألمه وألم الآخرين، لأن ألمَهم هو جزء من ألمه من دون إدعاء أو شكوى.
ففي كتابته دموع لا تنضب، دموع الجوعى والمحرومين، دموع العامل والحراث واللاجئ، دموع الأم الثكلى والأب المكافح، ودموع انهمرت يوم سقوط بغداد، ودموع حركها شوق إلى فلسطين لم يرها وعلى حصار وشهداء غزة، لكن الدم في كتاباته، فهو من جرحه النازف، جرح العاشق لوطنه الأردن.
وطنية أحمد تنبع من عمق فطري التزام بالعدالة والإنسانية، و من عشق للاردن بكل تضاريسه المرئية وغير المرئية، وطنية أحمد حسن الزعبي أججت في نفسه غضباً ورفضاً على هدر مقدرات الوطن وامتهان كرامة ابن وبنت بلده، فأعلن موقفاً صريحاً بتأييد الحراك الشعبي، من دون مواربة أو مواراة.
من دون أية مقدمات دخل أحمد حسن الزعبي القلوب والبيوت، ناسفاً حواجز المنابت والأصول ومخترقاً حدود الفئوية والمناطقية والعصبوية، ولكنه أصر أن يُبقي على جذوره العميقة في الرمثا، التي استوحى من غزارة حكاياتها و”سواليفها” في الليالي الباردة، ومن أمسيات السهر تحت دالية عنب في عذوبة نسيم صيفي، فأصبح حارساً وحافظاً للتراث الأردني ومخزونه الشعبي.
لفت في بداياته نظر الساخر الحزين، محمد طمليه، وتلمع عينا احمد الآن عندما يتذكر لحظة ما أخبره طمليه بأسلوبه اللاذع، بأنه ساخط عليه لأنه أصبح لا يقدر على عدم قراءته، فكانت إعلاناً لدعم استمر حتى لحظة مغادرة الرائع محمد لنا.
أما يوسف غيشان، الساخر اليساري الواسع الثقافة، فاحتضن أحمد حسن الزعبي ليغدو الأستاذ والصديق،ورفيق التسكع في وسط البلد، خاصة حول كشك أبي علي الشهير وفي جبل اللويبدة، ثم أضحوا ثلاثياً حميماً، مع الفنان المحبوب موسى حجازين” سمعة: وهم الآن جزء من المشهد العماني يوحدهم الهم العام وتجمعهم روح ساخرة تأبى أن تدع لك منفذاً للهروب بل تصر أن تصفعك بحقيقة الواقع.
سؤالي عن؛ لماذا نحب أحمد حسن الزعبي؟ ليس رغبة تماماً في معرفة الأجوبة، فالناس تحبه “من غير ليه”، كما تقول كلمات رائعة المطرب محمد عبد الوهاب، ولكنه سؤال فرضه مثول أحمد حسن الزعبي أمام القضاء بناء على دعوة رفعها ضد موقع “سواليف” رئيس الوزراء الأسبق علي أبو الراغب.
طبعاً يحق للسيد ابي الراغب، من الناحية القانونية التقدم بدعوى، وكما قال الزعبي نفسه: انه يحترم “خصمه” للجوئه إلى القضاء، لكن أحسست خاصة وأنا إلى جانبه، مع أصدقاء ومحبين، في بهو قصر العدل، صباح الاثنين الماضي، كما أحس معظم الأردنيين، أننا لا نستطيع تحمل فكرة محاكمة أحمد حسن الزعبي، ليس فقط لعبقرية إبداعه لكن الأهم لأنه ضميرنا، أو كما أضافت الصديقة الكاتبة سهير التل، “ضميرنا الناطق”، فكيف لأحد أن يحاكم صوت الضمير؟

مقالات ذات صلة “استسلم سرا”.. عرض لآخر تطورات جهود استبعاد بايدن من الترشح 2024/07/18

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: سواليف لميس أندوني

إقرأ أيضاً:

كيف سيتمكن لبنان من عزل نفسه عن الحرائق؟

كتبت روزانا بو منصف في" النهار": التحديات الاهم امام لبنان هي في انتقاله الى استكمال قدراته كدولة تمتلك ليس فقط قرار الحرب والسلم واستعادته من الحزب بل استعادة سيطرتها على كل مفاصل القرار اللبناني السياسي والامني والعسكري والاقتصادي. ولا تساهل ازاء ذلك في ظل تأن رسمي بقيادة مرحلة تنفيذ اتفاق وقف النار واظهار قدرات وعزم على القيام بذلك فيما ان الحزب ومن ورائه ايران ووفقا لما يعبر عنه مسؤولوها باستمرار لم تقتنع بعد بوضع حد لمفهوم "المقاومة" وهي لا تزال تضغط في هذا الاتجاه.
 
الرسائل من استمرار إسرائيل استهدافها مواقع لبنانية تقول انها للحزب فيما لا يصدر في المقابل اي دحض لهذا الادعاء على اي مستوى كان، كما استمرارها في استهداف عناصر للحزب توزع بعدها بيانا تفصيليا باسم المستهدف وزمن التحاقه بالحزب ومهامه تكشف الكثير.
 
من بين هذه الرسائل التي يضاف اليها سيف مسلط فوق رأس السلطات الرسمية في لبنان على مستويين على الاقل على غرار مشروع قانون امام مجلس النواب الاميركي يطالب لبنان بنزع سلاح الحزب خلال مدة قصيرة معينة فيما لا ضوابط فعلية امام صدور قوانين مماثلة تستهدف انهاء الحزب عسكريا او اشتراط اثبات الدولة حزمها السير بهذه الطريق من اجل مساعدتها على النهوض في ظل التحديات الكبيرة التي تواجهها على هذا المستوى، اولا: ان اسرائيل تواصل قدراتها الاستخباراتية في اخضاع اي تحرك للحزب لمجهر دقيق يصعب الافلات منه راهنا على الاقل. ثانياً ان مواقفه المصرة على اعادة تأهيل نفسه تشكل سبباً رئيسياً للاستمرار في احتلال النقاط التي لا تزال تحتلها إسرائيل في الجنوب اللبناني ما لم تضمن هدوءا كليا على هذا المسار. بمعنى انها تقول ان بقاءها في هذه النقاط هي من بقاء الحزب كذلك فيما ان لا ضغط محتملا من اي جهة خارجية لمنعها من اضعاف الحزب اكثر فاكثر طمعا على الاقل من بعض دول الخارج باستعادة الدولة اللبنانية قدراتها وارغام الحزب على التحول الى حزب سياسي فحسب شأنه شأن سائر الاحزاب. وهذا الامر لم يعلنه الحزب بعد.
 
في السابق كان كثيرون يرون في اسرائيل عصا الولايات المتحدة في المنطقة، والعلاقة الراهنة بين اسرائيل والولايات المتحدة راهنا لن تدحض ذلك بل تؤكده اكثر. فيما ان الامور ليست مجرد ابيض او اسود لا سيما في ظل وجود عناصر كثيرة قد تخلط الاوراق او تعيد خلطها في المنطقة خصوصا مع الاستثمار السياسي لقوى اقليمية متعددة في ما يحصل في سوريا او تحريكها لما يحصل هناك والانعكاسات الكبيرة لذلك في اتجاهات متوقعة وغير متوقعة على حد سواء. والحرب الاهلية في سوريا قد تؤدي الى تغيير ومخاطر كبيرة بحيث تعمد اسرائيل الى تصعيد خرقها لاتفاق وقف النار في لبنان لا سيما تحت وطأة الحذر من توغل ايران مجددا وعودة تنظيم الدولة الاسلامية في سوريا، فيما ان الانعكاسات لن تلبث ان تهدد لبنان ودول الجوار السوري كذلك.
 
ولبنان بات ينظر بقلق شديد لكل ذلك ويخشى عبور الحرائق من حوله اليه فيما لا يزال هشا وضعيفا في هذه المرحلة المبكرة من بدء استعادته عافيته. والتهديدات التي تتصاعد حدتها من سوريا لا تخلو من ابعاد طائفية لا بل مذهبية مع اعدامات وانتقامات حصلت في الايام الاخيرة في المدن والقرى العلوية في اطار قمع محاولات التصدي للسلطات الجديدة ما ادى الى هرب الكثير من العلويين الى شمال لبنان. الامر الذي يضيف تعقيدات جديدة الى الواقع اللبناني المعقد ويربك امكانات وقدرات التعامل مع الواقعين القديم والمستجد منه كذلك. وكان لافتا التزام الحكومة صمتا مطبقا كليا ازاء التطورات السورية وطريقة مقاربة تداعياتها. 
 

مقالات مشابهة

  • مفاجأة جديدة.. محمد صلاح يعرض نفسه على برشلونة
  • محمد صلاح يعرض نفسه على برشلونة
  • هل التاريخ يُعيد نفسه؟
  • كيف سيتمكن لبنان من عزل نفسه عن الحرائق؟
  • إيران تحظر دبلجة وبث مسلسل معاوية لأنه ''يحاول تبرئة ساحة بني أمية''
  • المنتج محسن جابر لـ"كلم ربنا": تعرضت لحادث مروع عضمي اتفتت وشالوني في ملاية
  • جائزة أسوأ شخصية لهذا العام
  • شواطىء.. الأنثروبولوجيا.. الإنسـان والعــالم (1)
  • حزب الله يبرئ نفسه من تدهور أوضاع سوريا
  • المؤبد لعاطل وتاجر موتسكلات لاتهامهما بترويج المخدرات بالقناطر الخيرية