يمانيون:
2024-09-01@04:38:19 GMT

السعودية وتدخلها السافر في الشأن اليمني

تاريخ النشر: 18th, July 2024 GMT

السعودية وتدخلها السافر في الشأن اليمني

يحيى عسكران

ظلّت السعودية على مدى العقود الماضية، مهيمنة على اليمن ومتحكمة بقراره السيادي، وباسطة نفوذها على مراكز القوى، نظراً لارتهان الأنظمة السابقة وارتباطها بالسلطات السعودي، بالرغم من امتلاك اليمن موقعاً جغرافياً واستراتيجياً مهماً يؤهله للحضور القوي والفاعل والمؤثر بالمنطقة والعالم.

لطالما حشرت السعودية أنفها باليمن، وجعلت من نفسها وصية عليه، تُدير شؤونه وفق إملاءات وأجندة خارجية، تصب في خدمة مصالح الدول الكبرى ممثلة بأمريكا وبريطانيا والكيان الصهيوني، التي تحكم سيطرتها على المنطقة وخاصة دول الخليج، لما تمتلكه من ثروات نفطية وغازية هائلة، وفي مقدمتها “السعودية والإمارات”.

لم تترك السعودية منذ نشأتها 1932م، الشعب اليمني وشأنه، ولم تحترم حسن الجوار بين البلدين، وواصلت تدخلها في الشؤون الداخلية اليمنية بفرض الإملاءات، وتقديم الإغراءات في محاولة لجعل اليمن تابعاً وخاضعاً لسيطرتها، متناسية أن الشعب اليمني قدّم تضحيات غالية من أجل نيل الحرية والاستقلال والسيادة، ودفع الثمن باهظاً في سبيل طرد الاستعمار البريطاني من جنوب اليمن عام 1967م.

وجد النظام السعودي، في الشعب اليمني الحر والشجاع، أرضية مناسبة لتنفيذ سياسته التدميرية وممارساته الإجرامية، تارة بدعم الموالين له ومدهم بالأموال وتزويدهم بمختلف أنواع السلاح، وتارة بتجنيد متنفذين لمصالحها وأجندتها الاستعمارية، سعياً منها لإضعاف اليمن وتقسيمه وتمزيق نسيجه الاجتماعي وتكريس ثقافة الحقد والكراهية بين أبنائه.

مما سهل للنظام السعودي، إبقاء اليمن تابعاً ومرتهناً، وفي حالة من صراع وانقسام، على مدى عقود، شراء الولاءات وإغداق المتنفذين بالأموال المدّنسة، وتوفير الاعتماد المالية وتسليمهم مرتبات شهرية، كل ذلك جعل اليمن مرتعاً لجارة السوء في التحكم بمصيره وابتلاع ثرواته ونهب خيراته دون حسيب أو رقيب.

منذ تأسست السعودية وأنظارها موجهة على اليمن، لبسط نفوذها وفرض هيمنتها من خلال ضخ الأموال في مشاريع وهمية، وتقديم بعض المساعدات ظاهرها الرحمة، وباطنها العذاب، محاولة احتلال أراضيه وسلب مقدراته وخيراته خدمة لأجندة قوى الاستكبار العالمي.
انتهج النظام السعودي، سياسات قذرة ليس في اليمن فحسب، وإنما بالمنطقة والعالم، تقوم على سياسة “فرّق تسد” لتغذية الصراعات، وعلى وجه الخصوص من يقف ضد سياستها، وعمل على إشغال اليمنيين وإدخالهم في أتون نزاعات قبلية ومجتمعية لضمان استمرار سيطرته وإبقاء الشعب اليمني ضعيفاً وفي حالة من الجهل والتخلف.

كان وما يزال نظام آل سعود، وقياداته المتوالية، يعادون الشعب اليمني، ويكنون له كراهية وحقداً أعمى، لا لشيء وإنما لأن اليمنيين، أنصار رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الذي شهد لهم بالحكمة والإيمان، فضلاً عن مواقفهم المشهودة عبر التاريخ في نجدة المظلومين ونصرة المستضعفين، إلا أن هذا النظام حاول وما يزال على تشويه الصورة المشرفة لليمن واليمنيين وبطولاتهم وتضحياتهم منذ بزوغ فجر الإسلام حتى اليوم.

وما ارتكبه النظام السعودي من جرائم بشعة بحق اليمن، إلا دليلاً شاهداً على سجله الأسود الملطخ بالدم، ولعل مجزرة تنومة التي وقعت أحداثها قبل قرن من الزمن وراح ضحيتها نحو 2500 حاج يمني، خير شاهد على حقده الدفين على أبناء اليمن الذين ساهموا في تشييد بنيان ونهضة مملكة آل سعود على مدى عقود.

استمرت السعودية في عدائِها على الشعب اليمني، وبذلت قصارى جهدها بدفع الأموال لتخريب وتدمير اليمن، والتدخل في شؤونه، وصولاً إلى شن العدوان العسكري المباشر بدعم أمريكي، وبريطاني في 26 مارس 2015م، بحجج وأعذار واهية لا أساس لها من الصحة.
شكل النظام السعودي، تحالفاً دولياً، برعاية واشنطن لدعم أدواته ومرتزقته ومن تجندوا لخدمته، وذلك لقتل اليمنيين وسفك دمائهم وهدم المنازل على رؤوس الأطفال والنساء والشيوخ وتدمير مقدرات ومقومات نهضته المختلفة، مرتكباً في تسع سنوات أفظع جرائم، بتواطؤ دولي وصمت أممي وتخاذل عربي.

ولم يكتف هذا النظام العميل بما عمله منذ 26 مارس 2015 حتى 2024م، لكن مؤامراته استمرت إلى جانب دويلة الإمارات، في محاولة لإخضاع اليمنيين، وكسر إرادتهم وإجبارهم على العودة إلى الوصاية السعودية لكن أنى له ذلك؟.

جاءت ثورة الـ 21 من سبتمبر 2014م، وأبطالها الأحرار بقيادة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، وكافة القوى الوطنية الحرة لإيقاف النظام السعودي، والعدو الأمريكي والبريطاني عند حدودهم، وطرد المارينز الأمريكي من العاصمة صنعاء وفشلت مخططاتهم بقوة الله، وبتضحيات اليمنيين واستبسالهم في الدفاع عن سيادة واستقلال اليمن.

ومع دخول اليمن معركة “إسناد غزة” لنصرة الشعب الفلسطيني ونصرة قضيته ودعم مقاومته، انزعج النظام السعودي والأنظمة العملية لقوى الاستكبار العالمي، وواصل مؤامراته على اليمن، مستمراً في غطرسته وحصاره على المطارات اليمنية، والمنافذ البرية والبحرية بالرغم من خارطة الطريق التي تم الاتفاق عليها حسب رئيس الوفد الوطني المفاوض محمد عبدالسلام، الذي كشف في مقابلة مع قناة الميادين عن خارطة طريق للاتفاق مكونة من ثلاثة مراحل على مدى ثلاثة أعوام، تشمل الجوانب الإنسانية والاقتصادية والسياسية والعسكرية.

لكن مع الأسف الشديد عاد النظام السعودي بضغط أمريكي، للتدخل من جديد في الشؤون اليمنية من خلال توجيه مرتزقته وأدواته باتخاذ إجراءات اقتصادية تضر بمصالح اليمنيين والتضييق على معيشتهم، ما أغاظ أحرار اليمن في المناطق الحرة لعدم القبول بالتصرفات السعودية.
وبهذا الصدد جددّ السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، النصح للنظام السعودي للمرة الثانية في أقل من أسبوع بالإصغاء للشعب اليمني في تحذيراته وهتافه، والكف عن مساره الخاطئ والعدواني المناصر لأمريكا وإسرائيل والمعادي لله وللمسلمين وليمن الإيمان والحكمة.

وقال في كلمة له بذكرى استشهاد الإمام الحسين عليه السلام الثلاثاء “إذا أصر النظام السعودي على خطواته العدوانية الظالمة واستكبر وطغى وتجّبر، فإن الله القاهر المهيمن قد أذل على أيدي مجاهدي شعبنا طاغوت العصر المستكبر الأمريكي، وبإذن الله ونصره وتأييده يكسر جبروت عملائه ويحطم كبريائهم وغرورهم ويدمر إمكاناتهم على يد عباده المجاهدين، انتصاراً لمظلومية الشعبين الفلسطيني واليمني وشعوب الأمة التي تعاني دائماً من مؤامرات الأعداء وشرهم ومكائدهم التي ينفذونها خدمة لأمريكا و”إسرائيل”.

وأضاف “مهما كانت المؤامرات والتحديات من أمريكا وعملائها فإنها لن تخضع الشعب اليمني، الذي يأبى الظلم والإذلال والقهر، وينتمي إلى ثقافة القرآن الكريم، ويردد في هتافاته صرخة سيد الشهداء في يوم العاشر من محرم “هيهات منا الذلة”.

وبخطابات السيد القائد، أقام الحجة على النظام السعودي الذي أصبح أمامه خيارين لا ثالث لهما، إما تنفيذ خارطة الطريق المتفق عليها مع القيادة في صنعاء، والدخول بسلام حقيقي يضمن لها استقرارها، مع جيرانها وإما الخيار البديل الذي قد يزعج النظام السعودي، واستراتيجيته الاقتصادية 2030م، والأمل ألا يكون هذا الخيار هو البديل؟.

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: النظام السعودی الشعب الیمنی على مدى

إقرأ أيضاً:

الأمن اليمني يقهر أعظم أجهزة الاستخبارات في العالم!

وجدت اليمن نفسها في مواجهة مباشرة مع أخطر وأخبث أجهزة استخبارات في العالم ولعل ما لم يتوقعه أحد أن تتعرض تلك الأجهزة التي أصابت الدنيا بالرعب لهزيمة مدوية على أيدي أجهزة الأمن اليمنية وفي أحلك الظروف التي يمر بها البلد جراء العدوان السعودي الأمريكي الصهيو بريطاني المركب وإذا بالأسطورة الأمنية الأمريكية تنكشف ليرى العالم سوءاتها دون رتوش ومساحيق تجميل وهي التي تتفاخر في أرشيفها الأمني أنها تمكنت وتستطيع متى تشاء أن تنفذ عمليات تجسسية خطيرة ومعقدة في عمق دول عظمى ومتطورة وذات إمكانيات مادية وتقنية عالية.
نجاح اليمن وأجهزته الأمنية ممثلة بوزارة الداخلية ومنتسبيها الأبطال وجه صفعة كبيرة للاستخبارات الأمريكية والإسرائيلية والبريطانية والغربية بشكل عام وأثبت أمن اليمن رغم إمكانياته المحدودة أن تلك الإمبراطوريات الاستخباراتية ليست سوى هالات إعلامية وفزاعات لإرعاب الأنظمة والشعوب في المنطقة والعالم بينما هي في الحقيقة أوهن من بيت العنكبوت حين تتوفر الإرادة والعزيمة واليقين بالله والإيمان بالحق وعدالة القضية ومشروعية وسمو التوجه والهدف.
– لا شك أن حجم القدرة المعلوماتية والتكنولوجية والتقنية لدى أجهزة مخابرات بحجم الموساد وكذلك الـ(سي آي إيه) كبيرة وهائلة وقد تمكنت من تحقيق اختراقات كبرى في دول أكثر إمكانيات من اليمن، لكن هذه الأخيرة وباكتشاف وضبط وتفكيك خلايا التجسس والتخريب وبهذا المستوى وبهذه السرعة وبالاحترافية، أثبتت أن لدى المخابرات اليمنية مفاجآت هي الأخرى على وزن مفاجآت البحرية والصاروخية والجوية اليمنية.
إنجاز صنعاء الأمني ومهما حاول العدو وأدواته التقليل من أهميته، يبقى بنظر المحللين والخبراء العسكريين والمتابعين كبيرا وعلامة فارقة في المسار الاستخباري على مستوى العالم وعمّق إلى حد كبير من هزيمة وجراحات العدو الأمريكي وحليفه الصهيوني ويبقى انتصارا تاريخيا لليمن واليمنيين يسطر بماء الذهب وخالدا في ذاكرة ووجدان الشعب ومسيرته الأمنية المشرفة.
التحية والتقدير والإكبار لوزارة الداخلية بصنعاء ولكل عين ساهرة على أمن واستقرار وسكينة هذه البلاد وشعبها ولا نامت أعين الجبناء والعملاء والخونة والمتخاذلين.

مقالات مشابهة

  • 30 أغسطس خلال 9 أعوام.. يومٌ أسودُ في ذاكرة اليمنيين
  • أحدهم حاول الهرب.. فيديو للأمن السعودي يوثق لحظة ضبط متسولين
  • الأمن اليمني يقهر أعظم أجهزة الاستخبارات في العالم!
  • ارتفاع وفيات السيول بالحُديدة ودعوة أممية لمساعدة ملايين اليمنيين
  • 44 مسيرة حاشدة في عمران نصرة لغزة والأقصى الشريف
  • عمران.. 44 مسيرة حاشدة نصرة لغزة والأقصى الشريف
  • 29 أغسطس خلال9 أعوام.. 48 شهيداً وجرحاً وتدمير للمنازل والمصانع والأسواق بغارات عدوانية على اليمن
  • 57 مسيرة بالحديدة تجدد الدعم والتضامن مع الشعب الفلسطيني
  • الملك سلمان يقيل قائد القوات المشتركة للتحالف السعودي في اليمن ويعين بديلاً له
  • مؤكداً استمرارية المسيرات رغم الأمطار والمصاعب.. السيد القائد يدعو الشعب اليمني إلى الخروج المليوني المشرف يوم غد الجمعة