النظام الغذائي ليس كل شيء.. مفتاح التحكم بسكر الدم
تاريخ النشر: 18th, July 2024 GMT
يعتقد الكثيرون أن نوعية الطعام هي العامل الوحيد الذي يؤثر في نسبة السكر في الدم، لكن الحقيقة أن ترتيب تناول الطعام خلال الوجبات يلعب دورًا مهمًا أيضًا. في هذا المقال، سنتعرف على كيفية ترتيب وجباتك بطريقة ذكية للتحكم بشكل أفضل في مستويات السكر في الدم.
ابدأ بالخضروات والبروتين قبل الكربوهيدرات
تشير الدراسات إلى أن تناول الخضار والبروتينات قبل الكربوهيدرات له تأثير إيجابي على مستويات سكر الدم بعد الوجبة.
مثال على ذلك دراسة يابانية مثيرة للاهتمام: في هذه الدراسة، طُلب من المشاركين تناول نفس الوجبة التي تحتوي على البروتين والخضروات والأرز الأبيض، لكن بترتيب مختلف في كل مرة. بعد كل وجبة، قاس الباحثون التغيرات في مستويات الإنسولين وسكر الدم على مدار ساعتين.
النتائج: أظهرت أن المشاركين الذين بدأوا بتناول الأرز الأبيض (الكربوهيدرات البسيطة) كانت لديهم مستويات أعلى بكثير من سكر الدم والإنسولين بعد الوجبة، مقارنةً بأولئك الذين تناولوا الأرز في آخر الوجبة. أما الذين بدأوا بالخضار والبروتينات (الكربوهيدرات المعقدة) وأخّروا تناول الأرز إلى النهاية، فكانت مستويات الإنسولين والسكر لديهم بعد الوجبة أقل بكثير.
لماذا ترتيب الطعام مهم؟
يؤثر ترتيب تناول الطعام على كيفية هضمه؛ إذ تحتوي الكربوهيدرات المعقدة على الألياف التي تشكل عند الهضم غلافًا هلاميًا يبطئ عملية الامتصاص في الأمعاء الدقيقة. وتساعد الدهون والبروتينات على تنظيم سرعة مرور الطعام عبر الجهاز الهضمي، مما يقلل من سرعة امتصاص السكر. وعندما تُؤخّر الكربوهيدرات البسيطة إلى نهاية الوجبة، تدخل إلى جهاز هضمي غير مهيأ لامتصاصها بسرعة، مما يؤدي إلى انخفاض صحي في نسبة السكر بعد الوجبة ويقلل الضغط على البنكرياس لإنتاج الإنسولين.
للحفاظ على مستويات صحية من سكر الدم بعد الوجبات، إليك بعض النصائح:
- اجعل الخضروات أساس الوجبة: ابدأ وجبتك بوعاء كبير من السلطة أو طبق مليء بالخضار الطازجة، واترك الكربوهيدرات البسيطة للآخر.
- قلل من الكربوهيدرات البسيطة: مثل الوجبات الخفيفة، والأطعمة المصنعة، والمضاف إليها السكريات، لأنها ترفع مستويات سكر الدم بسرعة.
- امضغ طعامك ببطء: خذ وقتك في مضغ كل لقمة جيدًا، حيث تلعب سرعة تناول الطعام دورًا في التحكم بسكر الدم. أظهرت الدراسات أن تناول الطعام بسرعة يؤدي إلى ارتفاع مستويات السكر في الدم والإنسولين مقارنةً بتناول نفس الأطعمة ببطء.
هذا الاكتشاف له أهمية كبيرة، حيث ترتبط التقلبات الكبيرة والمتكررة في مستويات السكر في الدم بزيادة خطر الإصابة بمقاومة الإنسولين. تحدث مقاومة الإنسولين عندما يضعف رد فعل الجسم على الإنسولين، مما يؤدي إلى ارتفاع مستويات سكر الجلوكوز في الدم، وقد يؤدي بمرور الوقت إلى الإصابة بمرض السكري.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: النظام النظام الغذائي سكر سكر الدم السکر فی الدم تناول الطعام بعد الوجبة سکر الدم
إقرأ أيضاً:
تقليل استهلاك الحلويات في رمضان
تُعد الحلويات الرمضانية جزءًا من تقاليد الشهر الفضيل، حيث يستمتع الكثيرون بتناولها بعد يوم طويل من الصيام. ومع ذلك، فإن الإفراط في استهلاكها قد يؤدي إلى زيادة الوزن وارتفاع مستويات السكر في الدم، مما قد يؤثر سلبًا على الصحة. لذا، من الضروري اتباع استراتيجيات فعالة تساعد في الحد من تناول الحلويات الرمضانية مع الحفاظ على تغذية متوازنة. في هذا المقال، سنستعرض مجموعة من النصائح العملية لتحقيق ذلك.
على الرغم من أن الحلويات تمنح إحساسًا سريعًا بالطاقة بعد الصيام، إلا أن الإفراط في تناولها قد يسبب آثارًا سلبية على الصحة. إذ يؤدي ارتفاع استهلاكها إلى زيادة مفاجئة في مستويات السكر في الدم، مما يزيد من خطر الإصابة بمرض السكري ومقاومة الإنسولين. كما أن محتواها العالي من السعرات الحرارية والدهون يساهم في زيادة الوزن غير المرغوب فيه. إلى جانب ذلك، قد تسبب الحلويات اضطرابات في الجهاز الهضمي، خاصة عند تناولها مباشرة بعد الإفطار، مما يؤدي إلى الانتفاخ، الحموضة، وعسر الهضم. علاوة على ذلك، تمنح هذه الأطعمة طاقة مؤقتة يتبعها انخفاض حاد في مستوى السكر في الدم، مما يسبب الشعور بالخمول والتعب. كما أن احتوائها على الدهون المشبعة والسكريات المكررة قد يؤدي إلى ارتفاع مستويات الكوليسترول الضار، مما يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب.
للتقليل من استهلاك الحلويات في رمضان دون الشعور بالحرمان، يمكن اتباع مجموعة من الاستراتيجيات الغذائية الصحية. في البداية، يُنصح بالبدء بالإفطار بوجبة متوازنة تحتوي على البروتينات، الدهون الصحية، والكربوهيدرات المعقدة، حيث يساعد تناول التمر مع الماء، يليه شوربة دافئة ووجبة متكاملة، في تقليل الرغبة في الحلويات لاحقًا. كما يمكن استبدال الحلويات التقليدية ببدائل صحية مثل الفواكه الطازجة أو المجففة، مثل التمر، التين، والمشمش، والتي تمنح الطعم الحلو الطبيعي مع فوائد غذائية غنية بالألياف. بالإضافة إلى ذلك، يمكن تحضير الحلويات المنزلية بطرق صحية، مثل استخدام دقيق الشوفان في البسبوسة أو تحضير الكنافة بالمكسرات مع تقليل كمية السكر، فضلًا عن اللجوء إلى الشوكولاتة الداكنة ذات نسبة كاكاو 70% أو أكثر، التي تحتوي على مضادات الأكسدة وسكريات أقل.
ولتجنب الإفراط في تناول السكر، يُفضل تحضير الحلويات المنزلية باستخدام بدائل طبيعية مثل العسل أو التمر، واستبدال الطحين الأبيض بدقيق الشوفان أو اللوز، مما يساعد في تقليل تأثيرها على مستويات السكر في الدم. كذلك، يُنصح بالتحكم في الكمية من خلال الاكتفاء بقطعة صغيرة من الحلويات، مع المضغ ببطء للاستمتاع بالنكهة وتقليل الشعور بالحاجة إلى المزيد.
من العادات المهمة أيضًا شرب كمية كافية من الماء بين الإفطار والسحور، حيث يساعد الترطيب الجيد في تقليل الرغبة في تناول السكريات. بالإضافة إلى ذلك، يمكن التحكم في مستويات السكر في الدم عن طريق تناول مصادر غنية بالبروتين مثل اللحوم، الدجاج، البيض، والبقوليات، إلى جانب الدهون الصحية الموجودة في المكسرات، الأفوكادو، وزيت الزيتون، مما يساهم في تقليل الحاجة إلى السكريات.
كما أن ممارسة نشاط بدني خفيف بعد الإفطار، مثل المشي، يسهم في تحسين الهضم وتقليل الرغبة في تناول الحلويات، حيث يساعد النشاط البدني على إفراز هرمونات تحسين المزاج مثل الدوبامين، مما يقلل الحاجة للحلويات كمصدر للسعادة. وأخيرًا، يُعد النوم الجيد عاملاً مهمًا، حيث يؤدي قلة النوم والتوتر إلى زيادة الرغبة في السكريات، لذا من الضروري الحصول على قسط كافٍ من الراحة، واللجوء إلى أنشطة مريحة مثل التأمل أو القراءة بدلًا من تناول الحلويات.
عند الشعور برغبة شديدة في تناول الحلويات، يمكن اتباع بعض الحيل الفعالة لتقليلها بطريقة صحية. يُعد تناول الفواكه المجمدة مثل العنب أو الموز خيارًا رائعًا للحصول على حلاوة طبيعية دون الحاجة إلى السكر المضاف. كما يمكن تحضير مشروب دافئ مثل الشاي الأخضر أو القرفة مع العسل، حيث يمنح إحساسًا بالشبع ويساعد في تقليل الرغبة في السكر. بالإضافة إلى ذلك، يُنصح بتناول حفنة من المكسرات مثل اللوز أو الجوز، لاحتوائها على دهون صحية تساعد في التحكم في الشهية. ولتفادي الإغراء، من الأفضل الابتعاد عن الحلويات الجاهزة وعدم تخزينها في المنزل.
وفي الختام، فإن تقليل استهلاك الحلويات في رمضان لا يعني الحرمان، بل يعتمد على اتباع استراتيجيات غذائية ذكية تضمن الحفاظ على الصحة دون التأثير سلبًا على الوزن أو مستويات السكر في الدم. من خلال اختيار وجبات متوازنة، اللجوء إلى بدائل صحية، تقليل السكر في الوصفات، والالتزام بعادات مفيدة مثل شرب الماء وممارسة الرياضة، يمكن الاستمتاع بالشهر الكريم دون الإفراط في السكريات. التوازن هو المفتاح الأساسي لحياة صحية ومستدامة خلال رمضان وبعده.