ما هي خيارات الاحتلال للوضع على محور فيلادلفيا ومعبر رفح البري؟
تاريخ النشر: 18th, July 2024 GMT
في ضوء الخلافات الإسرائيلية الداخلية، والخلافات الاسرائيلية المصرية حول مستقبل التواجد العسكري على الحدود الجنوبية لقطاع غزة، ضمن ما يسمى "محور فيلادلفيا"، تجتهد المؤسسة العسكرية للاحتلال في العثور على طرق عملياتية لفرض السيطرة الميدانية على المحور، دون أن يسفر ذلك عن توترات مع المصريين، أو استنزاف لقوات الاحتلال من قبل المقاومة.
وتعتقد قيادة المنطقة الجنوبية في جيش الاحتلال أنه يجب ترك القوات في الميدان بتشكيلات مختلفة، وفي حالة تحرك دائم.
يوسي يهوشاع المحلل العسكري بصحيفة يديعوت أحرونوت، ذكر أن "الجدل حول السيطرة على محور فيلادلفيا ومعبر رفح واختيار الحل المناسب بات مسألة مهنية داخل جيش الاحتلال، ويجب أن تتم من دون مناورات وضغوط سياسية كما حدث عشية الانسحاب من غزة في 2005، بين الجيش والشاباك ووزير الحرب، حينها عارضوا مغادرة المحور الذي يربط القطاع بمصر، كما عارض رئيس الوزراء أريئيل شارون هذه الخطوة".
وأضاف في مقال ترجمته "عربي21" أنه "قبل وقت قصير من الخطة، قرر شارون الانسحاب، خوفا من أن تكون دولة الاحتلال مسؤولة عن القطاع إذا بقي الجيش هناك، واضطر لتفجير المواقع الاستيطانية قبل أيام قليلة من المغادرة، وقد أعدت القيادة الجنوبية مؤخرا عدة خطط لإمكانية الانسحاب من المحور، كجزء من مطالب حماس في صفقة تبادل الأسرى".
وكشف أن "أولى الخطط العسكرية للاحتلال لمشكلة محور فيلادلفيا تتمثل في إقامة حاجز تحت الأرض على الجانب المصري، مماثل للعائق الذي أقيم على حدود غزة، بحيث يغلق الأنفاق، وثانيها وضع منظومة مشتركة مكونة من أجهزة استشعار ستعطي إشارة لحفر الأنفاق، وعندما يتم ذلك ستدخل القوات، وتتعامل مع التهديدات، وثالثها ترك القوات في الميدان بتشكيلات مختلفة، وفي حالة تحرك دائم؛ وفي ضوء ما علمت فإن قيادة المنطقة الجنوبية تفضل الخيار الثالث ذو التواجد البري، ولهذا الغرض تنخرط قوات الهندسة الآن في كشف المنطقة المحيطة بالسياج لجعل حفر الأنفاق فيها أكثر صعوبة على حماس".
وأشار أن "رئيس الأركان هآرتسي هاليفي قدم مؤخرا موقفا رسميا بموجبه نعرف كيفية السيطرة على المحور بكل أنواع الطرق العملياتية فيها، فيما يدّعي المعارضون أن هذا وعد لا يمكن تحقيقه في المستقبل، لأن حماس ستعود للاستقرار في رفح، ولن يتمتع الجيش بحرية العمل كما هو الحال الآن، وهم يعارضون وضع أجهزة الاستشعار فقط، لأنه لا يكفي للتواجد على المحور فقط، بل مطلوب أيضًا في مدينة رفح ذاتها، من أجل تحديد المنازل التي تأتي منها الأنفاق، وتحتاج للسيطرة على المدينة، وليس الطريق السريع الحدودي فقط".
ونقل عن ضابط كبير زعمه أنه "قبل كل شيء، هناك اتفاق عام على أن معبر رفح هو الأهم من حيث السيطرة عليه، لأن حماس نقلت عبره صواريخ مضادة للدبابات، وبالتالي فإن التحدي الكبير التالي هو من سيدير المعبر، لأنه في إطار مفاوضات عودة المختطفين، التي تجري بنسب متفاوتة في الآونة الأخيرة، تطرح هذه القضية المعقدة مراراً وتكراراً، مما يشكل قلقاً كبيراً للمؤسسة الأمنية والمستوى السياسي، فيما ترى مصر أهمية استراتيجية واقتصادية كبيرة للمعبر الذي يربطها بغزة، أما الاحتلال فينظر للمعبر بأنه فرصة استراتيجية بجانب مخاطره الأمنية، دون مراقبة دقيقة للبضائع والأشخاص الذين يمرون عبره".
وأكد أن "المشكلة الأساسية التي تواجه صناع القرار حالياً، في القاهرة وتل أبيب، هي هوية من سيدير المرحلة الانتقالية داخل غزة، بعد أن أدارته حماس طيلة السنوات الماضية، ومنذ اقتحام الجيش لرفح، توقف نشاط المعبر بسبب الخلاف على وجود فلسطيني دائم غير حماس فيه، وتريد واشنطن والقاهرة والدوحة أن تتواجد السلطة الفلسطينية فيه، أما الاحتلال فيعترض على مشاركتها في إدارة غزة في اليوم التالي، رغم أن مصادر مطلعة على المفاوضات ظلت تطرح على المستوى السياسي منذ أشهر عديدة الادعاء بأن وجود السلطة في المعبر سيشكل ضغوطًا كبيرة على حماس، لأنه سيقوض قدرتها على الحكم في غزة".
وختم بالقول أنه "في غياب موافقة إسرائيلية على وجود حماس أو السلطة الفلسطينية في معبر رفح، فإن الاحتلال والوسطاء يفكرون خارج الصندوق، رغم أن الأمريكيين لن يرسلوا قوات مسلحة إلى غزة، وكذلك الدول العربية، لكن مشاركة قوة أو أخرى متعددة الجنسيات قد توجد مع حكومة مركزية ما، حتى لو كانت تكنوقراط بدعم متعدد الجنسيات، وهناك بالفعل اتفاقيات بشأن ذلك، حيث تم تحقيق الإشراف والتفتيش على البضائع والأشخاص بين الاحتلال ومصر في نهاية عملية طويلة أدارتها المؤسسة الأمنية، وأسفرت عن إنجازات كبيرة وسابقة ستؤثر في اليوم التالي للحرب".
تكشف هذه التفاصيل أنه لم يكن من الممكن التوصل لاتفاقات بشأن تفتيش الاحتلال على البضائع التي تدخل عبر مصر، وموافقة أمنه على من يغادرون غزة، لولا الثقة القائمة بين مسؤولي الأمن الإسرائيليين والمصريين والدعم الأمريكي الكبير، ومع ذلك فإن تل أبيب، بشقيها السياسي والعسكري، ستعود مرارا وتكرارا لنقطة البداية نفسها، ويتعين عليها أن تجد كياناً فلسطينياً قانونياً لإدارة المرحلة الانتقالية في غزة بالتنسيق مع الاحتلال أو مع قوة متعددة الجنسيات، وإذا كان الاحتلال يريد التوصل لصفقة تبادل في أقرب وقت ممكن، فيبدو أنه سيضطر للتنازل عن هذه المطالب.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية غزة محور فيلادلفيا الاحتلال معبر رفح غزة الاحتلال معبر رفح محور فيلادلفيا صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة محور فیلادلفیا
إقرأ أيضاً:
دون موعد لفتحه - صحيفة تكشف تفاصيل اتفاق بشأن معبر رفح وخلافات فيلادلفيا
كشفت صحيفة "الشرق الأوسط"، صباح اليوم الأربعاء 22 يناير 2025، تفاصيل اتفاق بشأن معبر رفح على الحدود بين مصر وقطاع غزة ، وكذلك الخلافات بشأن محور فيلادلفيا.
وقالت الصحيفة، إنه "في اجتماع مطول بدأ، الاثنين، وامتد حتى الساعات الأولى من صباح الثلاثاء، ناقش رئيسا الموساد والشاباك دافيد برنياع ورونين بار، في القاهرة، مع مدير جهاز المخابرات العامة المصرية، حسن رشاد، وعدد من مسؤولي ملف غزة وفلسطين في الجهاز، الترتيبات الأمنية في محور صلاح الدين الحدودي، المعروف باسم فيلادلفيا، وكذلك معبر رفح في الجانب الفلسطيني، بحسب مصدر في غرفة العمليات المشتركة بالقاهرة، لمتابعة تنفيذ إجراءات وقف إطلاق النار بين إسرائيل و حماس ".
إقرأ أيضاً: صحيفة أمريكية تكشف: هذا ما ساعد إسرائيل تكنولوجياً في حربها على غزة
ويأتي ذلك في حين ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أنه لا تزال المحادثات مستمرة بين إسرائيل والوسطاء من أجل تحديد نظام إدارة وقف إطلاق النار وكيفية تطبيقه فيما يتعلق بتبادل الأسرى واليوم التالي في غزة.
وبحسب مصادر للصحيفة، فإن "اجتماع رئيسي الموساد والشاباك مع مدير المخابرات المصرية "توصل إلى اتفاق فيما يتعلق بإدارة معبر رفح في الجانب الفلسطيني، حيث تم الاتفاق على أن تتم إدارته من جانب السلطة الفلسطينية تحت إشراف ومتابعة أممية ودولية"، لكن دون تحديد موعد عودة المعبر للعمل حتى الآن.
واحتلت إسرائيل الجانب الفلسطيني من معبر رفح في مايو (أيار) الماضي بعدما قصفته ودمَّرت أجزاء منه، وطالبت بأن يكون لها ممثلون دائمون بالمعبر، وهو ما رفضت مصر التعاطي معه.
لكن في الوقت نفسه، شهد الاجتماع المصري - الإسرائيلي "خلافاً" فيما يتعلق بمحور فيلادلفيا، وفق المصدر الذي قال: "إن الخلافات تقنية لوجيستية وستُحل، حيث اقترحت إسرائيل أن تنفذ انسحابات جزئية من هذا المحور، لكن مصر لم تتقبل الفكرة وتصرّ على الانسحاب الكامل وعودة الوضع لما كان عليه قبل الحرب". بحسب الصحيفة
واحتلت القوات الإسرائيلية حدود غزة مع مصر بما فيها محور فيلادلفيا، بعد الاستيلاء عليه في مايو، بزعم أن مصر لم تقم بما يكفي لمنع وصول السلاح عبر الأنفاق بطول هذه الحدود لقطاع غزة، وهو ما نفته القاهرة.
وكانت إسرائيل انسحبت من حدود مصر مع غزة ومنها محور فيلادلفيا بموجب اتفاقية لإدارة المعابر والحدود بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل عام 2005.
إلا أن المصدر الذي تحدث مع الصحيفة، قال إن اجتماع رئيسي الموساد والشاباك مع مدير المخابرات المصرية شهد حديثاً حول "إمكانية تعديل اتفاقية المعابر في مرحلة لاحقة، وأن ما يتم الاتفاق عليه بشأن تنفيذ وقف إطلاق النار حالياً هو أمر مؤقت يخص هذه المرحلة فقط".
وتجدر الإشارة إلى أنه في 15 نوفمبر (تشرين الثاني) عام 2005، وقّعت السلطة الفلسطينية، بصفتها طرفاً أول وإسرائيل بصفتها طرفاً ثانياً، اتفاقاً عُرف باسم "اتفاق المعابر"، جرى من خلاله وضع الشروط والضوابط والمعايير التي تنظم حركة المرور من الأراضي الفلسطينية وإليها من خلال هذه المعابر، واتُفق خلاله على أن يكون هناك طرف ثالث هو الاتحاد الأوروبي.
ويتضمن الاتفاق أن تخطر السلطة الفلسطينية إسرائيل بمن يمرون من خلال المعابر لمنع أي أشخاص مشتبه بهم من العبور وأن يضمن الاتحاد الأوروبي تنفيذ ذلك، وأيضاً يتم عقد اجتماعات دورية بين الجمارك الفلسطينية والإسرائيلية بحضور الجمارك المصرية كلما أمكن لبحث المستجدات فيما يخص المعابر.
المصدر : وكالة سوا - صحيفة الشرق الاوسط اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من آخر أخبار فلسطين فتوح يطالب المجتمع الدولي بالتدخل لوقف عدوان الاحتلال على شعبنا الاحتلال يواصل عدوانه على جنين ومخيمها لليوم الثاني على التوالي مقررة أممية: إسرائيل قد ترتكب إبادة في الضفة على غرار غزة الأكثر قراءة مصطفى: يجب ألا تحكم أي سُلطة غير السلطة الفلسطينية قطاع غزة محدث: الرئاسة وفصائل فلسطينية يعقبون على قصف جنين وارتقاء 6 شهداء صحيفة: أميركا ستنقل لإسرائيل جرافات عملاقة وقنابل كبيرة قريبا بعد مرور 467 يوما لحرب غزة - كم وصلت حصيلة الشهداء والإصابات عاجلجميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025